الجزء 16

565 11 0
                                    


فجراً ؛ على مَتن إحدى المراكِب
آدَم بِضحكة : لالا الراجِل صحبي , ما شُفتيهُو سلَّم علي كِيف
روان : إنتَ بي إجازاتَك البسيطة دي بتلحَق تصاحِب زول؟
آدَم : واللهِ يعني ربّنا ختّا في وشّي القبُول ورزقني حُب الناس , أعترض؟
تضربهُ نُور بِخفّه
روان ضاحكَة : الله يحببّ خلقو فيك أكتر يا نُور عيني
يُناولها كُوب الذُره : ماحتحكِي ؟
تستلمهُ منهُ , تنظُر إلى نُور بِتردّد
نُور : لو ماعايزه تحكِي قدّامي مُمكن هناي , تنظُر خلفها ؛ ممكن أنُط من هِنا
تضحَك روان
آدَم : إعتبريها شفّافة
تُحنِي رأسها وتتحدّث : ماعارفَة , محمّد مُتغيِّر شديد يا آدَم , خصوصاً بعد ماطلّقها
تعقِد نُور حاجبيْها
آدم بإندهاش : طلّقها؟


في جهةٍ أُخرى :

صباحاً ؛

تخرُج إلى الشارِع الرئيسي , تلمح سيّارته ؛ يتقدَّم إليها
تصعَد
يُراقب صعُودها الهادئ بإبتسامة : صباح الخِير ؟
تنظُر أمامها دون أن تتحدَّث
يعقد حاجبيْه بإستغراب : ليَان ؟
تلتفِت إليه : ماجيت ليه ؟
يبتسِم : زعلتِي ؟
ليَان : أيوَه طبعاً ! لأنَّك وعدتني تجِي
صُهيب : كان عندي حالات لغاية وقت مُتأخِّر في العيادَة , ماقدرتَ أجي ؛ انا آسِف
تصدّ : العرِس أهَم
صُهيب : معاك حَق
ليَان : لا ما معاي حَق ! قُول حاجة تانية عشان نتشاكَل !
يضحَك : وليه نتشاكَل بس !
ليَان : عشان إنتَ مُستفِزّ , وأنا ماعارفَة ليه كُنت مُستنياك أساساً
صُهيب : كُنتي مُستنياني ؟
تنظُر إليه , ترتبِك : قصدِي يعني.. يعني فاكراك حتجِي ؛ يُووه ! خلاص إتحرَّك حنتأخَّر على العِيادة
يُدير مِفتاح السيارة : قبل يُومين بَس كُنتي رافضَة العيَادة بالفِيها
ليَان : حنتكلّم في الموضوع دَا عشرين سنَة ! قُلت ليك نُور أقنعتنِي ! إنتَ عايزنا نتشاكَل مُش؟ قُول لو عايزنا نتشاكَل
يضحَك : واللهِ ما أنا إنتي العايزَه تتشاكلي !
تتأفّف
صُهيب : حقِّك عليّ , ماحخلّيك تسنيني تانِي
ليَان : قُلت ليك ما كُنت مُستنياك
يضَع يدَهُ على المِقوَد : خلاص طيّب زعلانَه ليه !
تأخُذ نفساً عميقاً , تزفرُه , يتأمّلها بِنظرة ثابتَة.. لا ترَى غَيرها في المكَان
تلتفِت إليه
يتنَحنح : فكّت الزعلَه ؟
ليَان : أيوه , إتحرَّك لو سمحتَ يا دكتُور
صُهيب بِخَوف : مدام الشغلَه دخَل فيها ألقاب يعني كِبرَت
تضحَك
يسنِد رأسهُ على الِمقوَد , يتأمّل ضحكتها بإبتسامة بلهَاء
تنظُر إليه بملامحٍ هدأَت
صُهيب : الصُلح خير؟
تهزّ رأسها ضاحكَة
ينطلِق


في جهةٍ أُخرى :

يُوقِف سيّارتهُ , يُسند ظهرهُ إلى الكُرسي بِتعب
تنظُر إلى حذاءها أسفَل قدميْها : واللهِ ماقادرَة ألبسُو , تلتفِت إليه : تعال نبيت في السيّارة
يضحَك : ليه غاويين تعَب؟ كفايَة اليُوم دَا من أوّلو
تُقاطعهُ : لالا, أنا ماقادرَة أقُوم حرفياً
تُرخِي الكُرسي , تتمدّد وترفَع قدميْها
يفتَح الباب وينزِل
نُور : يا آدَم ياخ ! واللهِ ما..
يفتَح الباب مُقاطعاً تذمُّرها
تنظُر إليه بإستنكار , تفتَح عينيها بِدهشة : حتشيلني !
يهزّ رأسهُ بإستسلام
تصِيح : إنتَ أحسن حاجة حصلت في الحيَاة واللهِ
يحملها ضاحكاً : أحسن حاجَة يابتاعة المصالِح
تتشبّث بهِ , تسنِد رأسها إلى صدرِه : واللهِ كُل عضمَة فيني بتتشاكَل مع أُختها
يُغلِق السيارة : تبرِي
تضحَك بِخمُول : كلام ماما
يُقبِّل جبينها
تُغمِض عينيها بإحراج
يبتسِم : مُش وصّتني عليك؟
يضحَك على صمتها المُحرَج , يسير نَحو بوّابة الفُندق حاملاً طِفلة الأمس في قلبهِ , زوجَة اليوم بين كفّيْه


في جهةٍ أُخرى :
عصراً :

تفتَح ستائِر الغُرفة , يفتَح عينيه
روان : يلّا يا كسُول
محمّد : روان أقفلي الستارَة
روان : لا طبعاً , قُوم عِدّ صلواتَك الفايتاك !
محمّد : يا روان صلّيت واللهِ صلّيت
روان : العصُر أذّن طيّب , يلّا ناس المسجِد حيفوتوك
ينهَض , يتوجّه نَحو الحمام ؛ يلتفِت : بشكيري وين
روان : علّقتُو ليك جوّه , نضيف
يدخُل ويُغلِق الباب خلفهُ
روان : أسرِع عشان عندنا مشوار مُهم
محمّد من الداخِل : مشوار شنو
روان : ماشّين نودِّع العِرسان


في جهةٍ أُخرى :

يجلِس بِجانبها مُستسلماً : أنا كُنت بصحِّيك كيف زمان , يهزّها : يا نُور
ترفَع رأسها بِعينان مُغمضتان مُتأفّفه : أنا تِعبتَ من البيت دَا ومن النُوم في البيت دَا في شنُو !!
يكتم ضحكتهُ : بيت شنُو يا نُور ؟
تفتَح عينيها بِحاجبان معقُودان : آدَم ؟
آدَم : مرحَب ؟
تتنهَّد بعد إستوعَبت : أنا نسيت موضوع اللعبَة دا أُف
يبتسِم رُغماً : ممكن تصحِي طيّب ؟
تعُود لِتدفن وجهها في الوسادَة : لأ
يضحَك : يا نُور !
نُور : عايِن, عاين ؛ إنتَ عارف أنا أمس صاحيَة من الساعة كَم ؟ عشان أطلع بالنيولوك حق باربِي بالزّفاف لمُدّة تلاتَة ساعات , عارف كَم زُول سلّم عليّ لغاية ما خطُوط يدّي مكانها إتغيَّر؟ عارِف أنا تعبانة قدُر شنو ولا ماعارِف !
آدَم : بغضّ النظَر
تصِيح : لا مابغضّ النظَر , ما بغضّ النظر ؛ أنا مُحتاجة أنُوم ؛ بعدين أنا مامتعوّدة زول يعاين لَي وأنا نايمَة ؛ لِف وشَّك , إنتَ مُش كُنتَ نايِم في الصالَة ؟ الجابَك هِنا شنُو ؟
يتنهّد ويُخرِج تذاكر السفَر : جابني دَا
تفتَح عينيها بِبُطء : دا شنُو ؟
آدَم : تذاكر شهر العسَل
تنهَض : شهر عسَل شنو ؟ مُش قُلنا حنرجع كندَا بعد أسبُوع ؟
آدَم : ماكندَا يا نُور
نُور : كيف؟
آدَم : حنمشي جُزر الكاريبي
تشهَق : آدَم !
يبتسِم
ترتمِي إلى حُضنه , يُحاوطها
نُور : قُول واللهِ !
آدَم : مُش دا المكَان المابطلتي تتكلّمي عنّو من لما إكتشفيتهُو أيّام الجامعة؟ حنمشي نشوفو بيستحِق الصُداع الصدّعتينا بيهُو ولّا ..
تشدّ قبضتها عليه : إنتَ.. إنتَ ألطف حاجة حصلَت في الحياة واللهِ
تبتعِد عنهُ : بَس.. إنتَ مامُجبر تدفع كُل المصاريف دي عشان لعبَة يا آدَم
آدَم : أنا مابدفعها عشان لعبَة , أنا بدفعها عشانِك
تبتسِم , تقفز عن الفِراش بِحماسة : حنسافِر !
يضحَك مُراقباً حركاتها الفرِحة


في جهةٍ أُخرى :

صابرِين : ماعايزَه أمشي ياخ , ماطايقَة أشوفو
تُجفّف مريَم شعرها : ماشرط يجِي
صابرين : تفتكرِي؟
مريَم : يعني, توديع العِرسان دا حاجة خاصّة , هو ماقريب ليهُم للدرجَة دي
صابرين : وإنتي طيّب ؟
مريَم : أنا شنو ؟
صابرين : ماخايفَة تلاقي محمَّد ؟
مريَم : سنَة يا الخُوف , ليه قاتلة ليهُو زول؟
صابرين : شنو البرود الإنتي فيهُو دَا , الراجل مافاضِل إلا يركَع ليك
مريَم : إنتي كمان حتصدّقي حركات المُراهقَة دي؟ كُلّها يومين ويرجع لي وعيُه
تتنهَّد : أتمنّى.. إن شاءالله !
مريَم : قُومي أكوِي الفُستان دا ماتقعُدي بدون شغلَه
صابرين : فُستان؟ من متين بنلبَس فساتين
مريَم : لقيتُو بين حاجات العِرس , عجبني
صابرين : نفسِك مفتوحَة شديد يا مريَم
مريَم : حعمل نفسي غبيّة عشان مانخسَر بعض
صابرين : خلاص ماتتحمقِي قدُر دَا ! سكتتَ
تصِيح : الفُستان
تنهَض صابرين : قُمتَ


في جهةٍ أُخرى :

تدخُل إلى المنزل مُهرولَة : ماما
مُنى : أنا هِنا يا ليلي
تدخُل إليها : إنتُو لسّه ماجِهزتو؟
إقبَال : لالا جاهزين يابتّي , نلفَح تيابنا بَس
ليَان : يلّا الراجل مُنتظِر برّا !
مُنى : مُش عيب نتلتل ودّ الناس يا ليان
ليان : يا ماما هُو صاحِب آدَم وماشي يودّعو أساساً , إستعجلُوا إنتو بَس
ترتدِي مُنى إسورتها , تحمِل حقيبتها وتهمّ بالخرُوج
ليَان : خالتو إقبال !

إقبال : يلّا يابتّي يلا , أها التُوب لفحناهُو أرَح
تخرُج أمامهم مُهروِلة
إقبال : برّاحه يابِت الراجِل ماطايِر أجِي
مُنى : براحه ياليلي حتقعِي


في جهةٍ أُخرى :

نُور : يا آدَم أنا مابعرِف ولا عايزَه أعرِف , مُمكن تخلّيني !
آدَم : إستنّي بس , حنشُوف الفيديو ونعمَل
تُبعد كفّه الذي يحمل أحمَر الشِفاه : أوّلاً , دا بيتعمِل في الأخير ؛ بطَّل غباء !
آدَم : طيّب ما إنتي عارفَة هدَا !
نُور : دي حاجة بديهيّة
يُراقب الفيديو ويتحدّث : عِندك زي العِلبة دي
نُور : عِلبة شنو ؟
آدَم : لونها بنفسجِي على أزرَق كِدا , المُهم فيها مُربّعات ألوان بي جوّه
تنفجِر ضاحكاً : آي شدُو قصدَك ؟
ينظُر إليها : غالباً والله أعلَم
تُبعدهُ ضاحكَة : قُوم خلاص , أنا حعمَل براي
آدَم : إستنّي , قالَت حاجة مُهمّة
تتأمّله بينما تكتم ضحكتها : حاجة شنُو ؟
آدَم : أيوه , رقَم الفُرشة ؛ ينظُر إليها عاقداً حاجبيْه بإستنكار : إنتو بترسمُو في وشوشكم حرفياً !
تنفجِر ضاحكة
يُشاركها الضحك : مُجتهدين شديد واللهِ
نُور : ماتجمَع
يُغلِق الهاتف ويلتفِت إليها : أدّيني كريم الأساس , درجتِك كَم؟
تضحَك , تُخبّئ وجهها فوق ساقِه
يضحَك : خلّي عندك شويّة جِديّة
تدمَع عينيها : آدَم خلاص حتموّتني !
يُطرَق الباب
آدَم : شايفَة ؟ الناس وصلُو وإحنا لسّه ماعملنا كريم الأساس حتّى
ينهَض , يفتَح الباب
ليَان : حبايبي !
تنهَض نُور , تُهروِل ليان إليها لِتحتضنها , نُور ضاحكَة : كويّس إنّك جيتي
ليَان : ليه في شنُو
آدَم : باقيكُم وين
ليَان : باقينا تِحت بيطلّع في الحاجات الجابُوها من البلَد
يخرُج : حاجات شنُو بَس إحنا مسافرين
تلتفِت إلى نُور : صحِي؟
تهزّ رأسها إيجاباً وتجلِس
ليَان بِحماسة : وِين !
نُور : بعدين حقولِّيك وين عشان حتتصدمِي صدمة لِي عُمرِك وسنينك الجايّة , بس حالياً خلّينا في المشهَد دا
تلتفِت ليَان على حيث تُشير : مكياج !
نُور : كان بيحاوِل يمكيجنِي تخيّلي
تضحَك : ليهُو حَق ؛ بيحاوِل يطلّع الفرُوقات السبعة البينكُم
تضربها بِخفّة : بَس ياكلبَة
ليَان : قُومي قُومي طيّب , غسّلي لي وشّك نضيف وتعالِي
تنهَض : حاضِر


في جهةٍ أُخرى :

يلتفِت إليها بعد أن أوقَف السيّارة , يتحسّس بِكفّهِ بطنها , تبتسِم
محمّد : أنا آسِف
روان بإستغراب : على شنُو حبيبي !
يهرُب بِنظراتهِ : كُل حاجة , ماحلوة ؛ صدرَت منّي
تمسَح على خُصل شعرِه : كُل حاجة منَّك حلوة بالنسبَة ليّ , ننزِل؟
محمّد : حركِن العربيّة في مكان كويّس وأطلع وراك
تفتَح الباب : طيّب

__
في جهةٍ أخرى :

آدَم : ليه تعبّتُو نفسَكُم كِدا بس
مُنى : لو ماكُنا نتعَب ليكُم إنتو نتعَب لِمنُو يا آدَم
إقبال : كلُّو فضلَة خيرك يا ولدي
صُهيب : الله أدَّاك واللهِ
آدَم بِضحكة : واللهِ مابتقصّرو , إتفضّلوا إتفضّلوا
يسيران أمامهُ , خلفهم صُهيب ؛ وأخيراً هوَ
تُوقفه خطواتٌ مألوفة خلفهُ , تبتسِم وهيَ تراه يلتفِت إليها
آدَم : روان

تحتضنهُ : حبيبي
آدَم : عايزِك تقوّي قلبِك وتستعدّي عشان في مُفاجأة كبيرة لِيك
روان : مُفاجأة شنُو؟
آدَم : تعالي نطلَع أوَّل
روان : آدَم ورّيني !


في جهةٍ أٌخرى :

يصطدِم بِها أمام مدخَل الفُندق
يتوقّف
تتوقّف
يمُد كفّه مُصافحاً إيّاها
تُصافحهُ
ودُون أن ينطِق بِكلمة , ينصرِف
يتجاوزها ويدخُل إلى الفُندق
تُراقب ذهابهُ بإستغراب , تهزّ أكتافها بِقلّة إستيعاب وتدخُل خلفهُ


في جهةٍ أُخرى :

ترتدِي نُور مجوهراتها بين ضجّة حديثهم وضحكاتهم
ليَان : لا لا , دا الجدوَل القديم !
صُهيب بإمعان : بالله؟
ليَان : إنتَ كُنت نايِم لما حصل الكلام دا غالباً صَح؟
يضحَك : لو حصَل وإنتِي قدّامي.. فَتقدري تقولي كِدا
تنظُر إليه بِغرابه
يُثبّت نظراتهُ على عينيها حتّى ترتبِك , وتصدّ

تلتفِت روان إلى زوجها الذي دخَل , تُحدّث آدَم بِحماسة : هدَا جا ! يلّا ورّيني
يقترِب محمّد مُصافحاً العرِيس : في شنُو؟

تدخُل مريَم خلفهُ , تختفِي إبتسامة روان ما إن تراها
تُهروِل ليَان إليها : مريَم !
مريَم بإبتسامة : حبيبَة مريَم

آدَم : طيّب يا ستّي , محمّد ؛ أفيدَك عِلماً بإنّي حخطف مرتَك معاي لِجُزر الكاريبي
روان : كِيف !
تلتفِت إليه نُور بإستنكار
محمّد : دا مُش شهر عسلَك يا إبنِي
آدَم : أيوه بس هي مُحتاجة للرحلَة دي أكتَر مِنّنا
روان : لا يا آدَم
يُقاطعها : أنا حجزتَ وقطعتَ التذكره خلاص ! لا دِي تقُوليها بعدين وإحنا راجعين
تنظُر إلى محمّد , يبتسِم علامةً منهُ على الرِضى
روان : بَس العروسَة يا آدَم
آدَم ناظراً إلى نُور
نُور : أ.. لا طبعاً تونّسينا وتنوّرينا وكُل حاجة ؛ حدخُل الحمّام شوية عن إذنكُم
تدخُل إلى الحمَام , يذهَب آدم خلفها بِهدوء ؛ يطرُق الباب : نُور
نُور : أيوه يا آدَم
آدَم : ممكن تفتحِي ليّ

تذهَب روان إلى الشُرفة يتبعها محمّد
صُهيب : آدَم فلتَت منُّو الحِتة الأخيرة دي بَس
ليَان : شديد
مُنى : يخواني ما أُختو في النهايَة
إقبال : آي يختي لكن مافي شهر عسل البِت , ماصاح ؛ تلتفِت إلى مريَم الصامتة : ولا شنو يامريَم
تُطبِق سبّابتها فوق إبهامها وتُحرّكهُم على فَمها علامةً مِنها على إلتزام الصمت
يفتَح باب الحمّام ويدخُل إليها : نُور
تنظُر إليه
آدَم : إتضايقتي؟
نُور : لا يا آدَم حتضايق من شنُو بَس
يرفع وجهها بِكفّه : نُور
نُور : أنا بَس ما كُنتَ مجهّزه شعوري , ليه ماكلّمتني من الأول؟
آدَم : هي كانَت مُفاجأة ؛ صدّقيني حتنبسِط بيها شديد وإنتِي كمان حتنبسطِي
تبتسِم : صدّقني ما زعلانَه , هِي في النهاية لعبة يعني !
يهرُب بِنظراته : طيّب أنا حطلَع..
تُمسِك بِذراعه , يلتفِت إليها , تنظُر إلى عَينيه : هي لعبة مُش كِدا ؟
يبتسِم نصف إبتسامة : حتكُون شنو غير كِدا
تُفلت ذراعهُ , يخرُج ؛ وتخرُج خلفهُ


في جهةٍ أُخرى :

تُمسِك بكفّيه : أنا بس ماعايزه أكسِر بِخاطرو ؛ بعد ما قطع التذاكر
يُقبِّل كفّيها : برغم إنّي مُحتاجِك شديد جمبي في الفترة دِي , بس إنتِي كمان مُحتاجة ناس تستندِي عليهُم الفترة دي
روان : ماتقُول كِدا , أنا دايماً سندَك يا محمّد
يطبع قُبلة هادئة فوق كتِفها : ماتغيبي كتير
تنظُر إليه بأسَى : حاضر والله


بعد مرُور ساعَة :

يُقبِّل رأس مُنى : واللهِ نُور في عيوني ؛ ماتشيلي هَم
مُنى : عمري ما أشيل هَم وهي معاك ياولدي , الله يغتّي عليكُم
ليَان بأعيُن دامعة : شهر؟
تسحبها نُور إلى حُضنها : خلاص يا حيوانه ماتبكّيني
تتحدّث فوق كتف شقيقتها : أنا مازعلانه عشان إنتي ماشّه أنا زعلانه عشان حتمشي الكاريبي بدُوني
تُفلتها : تصدّقي إنتي مُستحيل تكوني أُختي , ماما دِي منُو !
تضحَك
آدَم ناظراً إلى ساعتهِ : يلّا يا نُور؟
تحتضِن والدتها : خلُّو بالكُم من نفسَكم
مُنى : إحنا ماتقلقي علينا خليك عشرَه على روحِك بَس
ليَان : وعلى آدَم
يُقبِّل آدَم رأسها بإبتسامة : إنتبهي لروحِك
ليَان : حااضِر
يسيران نَحو السيّاره , نُور : وروان؟
آدَم : حتلاقينا في المطَار

__

في جهةٍ أٌخرى :
تدخُل إلى غُرفتها , تضَع حقيبتها جانباً وتتنهَّد ؛ لا تكاد تجلِس حتّى يُطرَق الباب ؛ تسير بِخطوات حذرِه : منُو ؟
لا إجابَة
تفتحهُ بِبطء , تُشدَه عينيها بإندهاش : ع.. عمّي الفاتِح !

يُتبَع...

بين نجمة وقمر ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن