الجزء 06

585 12 0
                                    


تَسير , ويَسير خلفها بِخطوة ؛ تراهُ جالساً هُناك فَتُشير إلى مكانِه لِيتبعها آدَم
تتقدّم , تمُد كفّها مُصافحةً إيّاه , يتفحّصهُ آدم بنظراتٍ غَير مُطمئنّة
يُصافح نُور ونظراتهُ تكاد تَطير إليها : نُوّرتِي
نُور : شُكراً
يمُدّ آدم كفّه مُصافحاً إيّاه
نُور : راشِد آدم , آدم راشِد
راشد : إتشرّفتَ بيك
آدم مُجاملاً : الشرَف ليّ
راشِد : إتفضّلوا إتفضّلوا , إستريحُوا
تجلِس نُور : جِبت الأوراق المُفترض أوقّعها ؟
راشِد : على طُول كِدا؟ نشرَب حاجة الأوّل طيب؟
نُور : أيوة مافي مُشكلة نشرَب حاجة , بس أنا مُحتاجة أقراها لآخر مرّة قبل التوقيع
راشِد : شكلِك شكّاكة جداً
تنظُر إليه بِجديّة : حريصَة
راشد : عفواً مِنّك
نُور : ولا يهمَّك
يُخرِج الورَق ويمُدّه إليها : إتفضّلي يا ستِّي
تلتفِت إلى آدَم فيستلمهُ عنها
ينظُر إليهم بإستغراب , يرفَع يدهُ مُشيراً إلى النادِل : لو سمحتَ

__
في جهةٍ أُخرى :

يجُرّ الحقيبة إلى داخِل الغُرفة ويُغلِق الباب خلفهُ , يتنهَّد وهُو يراها واقفةً أوسَط الغُرفة تحتضن كفّاها الخائفان , يتقدَّم إليها , يُحيط أكتافها بِيديْه : روَان
ترفَع نظراتها الخجِله إليه : أنا آسفَة
محمّد : ليه دايماً بتعتذري قبل مانتناقش؟ ما يمكن أكُون أنا الغلطان
روان : بخَاف
محمّد : بتخافِي من شنو بَس ؟
روان : بخَاف نتناقَش , بخاف أخالفَك في أيّ حاجة يا محمّد وتخلِّيني
يشدّ قبضتهُ عليها : من متين وإنتي خايفَة كِدا ؟
روان : من بدري.. من لمّا جات !
محمّد : أنا مُستحيل أخلِّيك , حاولي تستوعبي الجُملة دِي !
تتحدّث بنبرةٍ مُتحشرجة : بَس إنتَ قُلت مُستحيل تعرِّس
يتنهَّد : دا ما كان قراري
تنظُر إليه بِضعف : يبقى ماعندك قرار خاص من اليوم القِبلت فيهُو إنو قرارتها تمشي علينا !
محمّد : روان دي أُمِّي
روان : وأنا أُم ولدَك أو بِتِّك
محمّد : إنتي عارفَة ظروفها.. عارفة أقل تعب تتعرَّض ليهو ممكن يوصّلنا لِشنو ؟
روان : محمّد ماتلغيني ! أنا كمان ماكويسَة ! وماحكُون كويسة طالما البِت دي هِنا
محمّد : هي ما هِنا
تقطّب حاجبيْها : وِين ؟
محمّد : حتبيت في مكان تانِي
روان : مشَت لأهلها ؟ بس أُمّها لسه قاعدَه هِنا
محمّد : لا.. مامشَت لأهلها
روان : طيّب؟
محمّد : قالَت ماحابة ترجع هِنا
روان : فَ ؟
محمّد : خلّيتها تبيت في فُندق قَريب و..
تُقاطعه بإنفعال : جَد ؟ ماحابّة تبيت هِنا, فَ نبيّتها برّا ؛ هي ليها عِين لسّه تحِب وما تحِب ! دي وحدَة ماعندها أخلاق وأُمّها لسه بتداري وتغطّي على فضايحها ؛ إنتَ كيف بتتصرّف معاها بالأريحيّة دِي !!
محمّد : روان
تُكمِل : أُمّك أجبرتَك عليها آمنّا بالله , أُمَّك كمان أجبرتَك تتعامل معاها بالحِنيّة دِي ؟؟ لَو كانَت مجبُورة عليك كان قُلتَ معليش لكن دِي وحده جايّه تلصِّق بلاويها فيك , مابعيد تكُون لسّه حامِل وتقُول إنو مِنَّك !
يصرُخ : روان !!!
تنظُر إلى عروق وجههِ التي برزَت بِخَوف
محمّد : قبل ماتعرفي الحصَل معاها , وقبل ماتعرفي العاشَتُو , أوعِك ؛ أوعِك تتكلّمي حرِف واحد عنّها
يصدّ عنها ذاهباً
تقِف بِعجزٍ باكية : محمّد ماتمشِي
يقِف
تُغطّي وجهها بِكفّيها : الله يخلّيك.. ماتمشي
يأخذ نفساً عميقاً ويزفرُه , يلتفِت إليها
يقترِب ليحضتنها إليه , تتشبّث بهِ
يمسَح على ظهرِها
روان : ماتخلِّي الموقف يكُون أهم من العلاقة
يبتسِم وهوَ يتذكّر هذا الحديث حيثُ قالهُ هوَ لها مُنذ زمَن
يُقبّل رأسها
تتشبّث بهِ أكثر
محمّد : أنا بَس , أحياناً بحِس إنّي مابعرفِك لما تتكلّمي كِدا
تبكِي : أنا آسفَة , آسفَة ليك وليها ؛ دا غصباً عنِّي يا محمّد , أنا آسفَة بس ماتخلّيني
يُبعد وجهها عن صدرِه , يطبَع فوق جبينها قُبلة بِمثابة إعتذار : دمعتِك بقت قريبة شديد

روان : غصباً عنّي
يُمسِك بكفّيها : خلّينا ننسَى.. كُل حاجة ؛ ونرُوق , وبُكرا نطلَع لمكان هادِي ونتكلَّم , رأيِك شنو ؟
تبتسِم من بين دموعها : موافقة
يُقبّل خدّها بِدفء , ينحنِي ليرفَع قدميْها عن الأرض ؛ ويحملها
تنظُر إليه ضاحكة : محمّد !
يضمّ شفاهه ويهمِس لها : أُشش
فتضحَك مِلئ كُل شيء


في جهةٍ أُخرى :

يمُد كفّه مُصافحاً إيّاه
يهمِس آدَم بِضيق : دي المرّه الكَم يسلِّم عليك؟
تضحَك , تُصافحهُ وتنهَض
راشِد : حيتصلو عليك من الشركة ويدّوك المواعِيد حقّت المصنع , عشان تتابعِي الشُغل بِنفسِك
نُور : تمَام
آدَم : يلا يانُور ؟
نُور : يلا
آدَم : عن إذنَك
راشد : إتفضّلوا طبعاً..
يسيران بِجانب بعضهما وعيناه تُراقبها هيَ فقط
آدم : ما أدّيتيهُو يدِّك ذِكرى يعني ؟
تضحَك , تُحيط فمها بِكفّها : بَس يا سخيف
آدم : سكتنَا


صباح اليَوم التالي :

مُنى : إقبال لسه ماجات من أهل راجِل مريَم ؟
تهانِي : برِي , هُو غير دلعها الزايِد دا في البِت شنو الجاب لينا البلاوي
مُنى : الله لا جاب بلاوي ياتهانِي قولي حاجة كويسة من الصبَاح
تهاني : هُو في بلاوي أكتر من دِي دايرَه تجي ؟ التُرابة في خشُمنا كان كدِي
تأتي نُور إليهم : البِت حاولت تنتحِر على فِكرة ماهربَت مع حبيبها
تهاني : سجمِي! لا أخير تهرُب!
نُور : بي عقليّتكُم دي ماتستغربُو بناتكُم يهربوا وحدَه ورا التانية
تفتح عينيها على إتّساعهُما
مُنى بنظرة مُحذِّره
تنظُر إلى والدتها : شنُو ؟ مابغيِّر كلامي عشان زُول أنا
تهانِي : بتِّك دي أقدري على لسانها يا مُنى , عشان الفاتِح أخُوي مايقطعُو ليها
تنهَض
نُور : خُفتَ أنا كِدا ؟
مُنى : بِت!
نُور : شنو؟
مُنى : الله يهديك يابتّي
تنهَض : آمين ؛ أنا خاشّة أشوف ليَان
مُنى : شيلي معاك الشاي دا يمكن ربّنا يهديها وترضَى تدخّل حاجة في خشمها
نُور : حاضِر
تدخُل إلى غُرفة شقيقتها , تُقطِّب حاجبيْها وتفتح عيناها بِقلق : ليَان ؟
تخرُج لِتبحث عنها في أرجاء المنزل , تزفُر بإرتياح ما إن تراها واقفةً أمام الباب الخَلفي , تسير نحوها بخطواتٍ خفيفة
نُور : صباح الخير
تضَع كوب الشاي جانباً : كالعادة ماشيَة حفيانه , تذهَب إلى الغُرفة وتُحضِر لها خُفّاً , تأتي لتضعهُ أسفَل قدميْها : رجُولِك الفرحانة بيها دي حتتشقَق هِنا , ماتمشي حفيانه
تُحرِّك السُكّر في الشاي : اشتقتَ للنيسكافيه , ما إشتقتي ليهُو ؟
تلتفِت إلى شقيقتها التي تتحدّث خلفها , ترتمِي إلى حُضنها
تُحاوِطها نُور بِقلق : ليَان !
تتشبّث بِها وتبكِي
نُور : ليَان , ليان إنتي بتبكِي !
تصِيح لوالدتها بِفرح : ماما , ماما ليلي بكَت !!


في جهةٍ أُخرى :

أفاقَت باكِراً , وملَّت الإنتظار , تنظُر عبر النافِذة إلى الشارِع ؛ لا تأتِي سيّارتهُ لِتأخذها ؛ لا تعرِف هيَ طريق العَودة , ولا تملك مايُعيدها
تعبَث بأغراض الفندق , تجلِس أمام المِرآة حتى تحفظ تقاطيع وجهها , تغسِل وجهها للمرّة الواحِدة بعد الألف ؛ تتنهّد وتجلِس على حافّة البانيُو


في جهةٍ أُخرى :

تُثبّت الدبّوس بين أسنانها وتصِيح : محمّد !
لا ينهَض
تلف الحِجاب حَول وجهها : محمّد ماتتمَلمَل لي , يلا أصحَى ؛ إنتَ ماشايِف الساعة بِقَت كم ؟
ينهَض فزِعاً : كَم ؟
روان : 11 !
ينفض الفِراش عنهُ ويهروِل إلى الحمام
روان : محمّد غِياراتَك مكويّة هِنا إستحمّى بسُرعة بَس
محمّد : حبيبتي أنا عندي مشوار مُهم أوّل
تستلِم الدبوس من بَين أسنانها وتنهَض إليه , تقِف أمام باب الحمام : مشوار شنُو ؟
يولّيها ظهرهُ ويتحدّث إليها : المشروع.. طوّلت ماطلّيت على العُمّال
روان : دا وقتُو يا محمد ؟ مُش على أساس حنفطُر برّا
محمّد : ساعة زمَن بس وحياتِك
روان : طيب أستنّاك هِنا ؟

محمد : لالا.. إنتي أمشي ؛ أنا بحصِّلك
روان : طيّب , ماتتأخَّر
محمّد : حااضِر


في جهةٍ أُخرى :

يرنّ الجرَس , تُهروِل نفيسة إلى الباب
آسيَا من سُفرة الطعام : منُو يا نفيسة
نفيسة : صاحبة مريَم يا حاجّة , إتفضلي إتفضلي
تدخُل بخطواتٍ حذِره : السلام عليكم
تتفحّصها نظرات مُجتبى بإستغراب
إقبال : صابرين !
تقترِب لِتُقبّلها : خالتو إقبال , كيف حالِك
إقبال : بخير يابتّي, إنتي إزيّك وأهلِك كيف
صابرين : الحمدلله.. حمدلله على سلامة مريَم كمان
إقبال بِتنهيدة : الله يسلمك يابتّي , قدَّر ولطَف
آسيَا : إتفضّلي يا بتّي
صابرين : لالا يدّيك العافية سبقتكُم , بالهنَا ؛ هي وِين ؟
إقبال : في غُرفتها ماطلعت من امبارِح والله
آسيَا : إستنيها في غُرفة الضيُوف يابتّي , هسّي بخلّي نفيسة تناديها ليك , ودّيها غُرفة الضيوف يا مُجتبى
ينهَض معها , تسير خلفهُ
يلتفِت إليها وكأنهُ تذكّر شيئاً : إنتي بتقرِي في ياتُو جامعة ؟
تنظُر إلى ملامحه المألوفة : إنتَ ولد هندسة المجنُون ؟
يضحَك : سُمعة سابقة الإسم ماشاء الله
تضحَك : هُم بيقولوا كِدا
يُصافحها : مُجتبى
تُصافحهُ : صابرين


في جهةٍ أُخرى :
يُمرِّر المِفتاح ويدخُل إليها مُسرِعاً : مريَم
تنهَض وتخرُج من الحمام
ينظُر إليها بأسَف : أنا آسِف
مريَم : على شنُو
محمّد : خلّيتك تنتظري المُدّة دي كُلّها
مريَم : لا أصلاً كُنت مُستمتعة بالجَوّ
محمّد : نزلتي فطرتِي طيب ؟
مريَم : لا
محمّد : ليه؟
مريَم : ممكن ترجّعني البيت هسّي ؟
محمّد : عايني, أنا بالجد آسِف
مريَم : إنتَ بتعتذر ليه هسّي ! مافي حاجة تعتذر عليها ! لو سمحتَ خلينا نمشي
محمّد : طيب تفطُري؟
مريَم : ماعايزه أتسمَّم
يتنهّد
تجلِس على حافّة السرير : أنا أصلاً ماكُنتَ عايزه أجِي , إنتَ أصرِّيت ؛ أصرّيت عشان تخلّيني براي يعني ؟
ينظُر إليها مُتسائلاً : كُنتي عايزاني أقعُد معاك ؟
مريَم : أنا ماقُلتَ كِدا
محمّد : طيّب؟
مريَم : بس لو مابتقدَر تجي ترجّعني بدري ماتجيبني من الأوّل , أنا ماكنت قادرة أمشي أي مكان أصلاً بي هدُومي وشكلي دَا !
محمّد : أنا آسِف طيّب
مريَم : آسِف دي تقُولها لمرَتِك اللي بتتلهَّف على كلمة منَّك , أنا ماعايزة منّك أي تبرير , يكفي إنّك ماتدخّلني في حياتَك بَس, ولاتجيبني فُندق ولا جِن أحمر ؛ خلّيني في حالِي
تخرُج أمامه
يستغفر ويخرُج خلفها


في جهةٍ أُخرى :

ينتهي إحتفالهُم الصغير بِها بِتصفيق الجميع , تبتسِم بهدوء وتنكمِش إلى حُضن والدتها
نُور : ليلي , عايزَة ترجعي كندَا ؟
تهز رأسها أن لا
مُنى : ليه بَس حبيبة ماما
تتحسّس مِعصمها وتشرد بِذهنها عنهُم
تُمسك مُنى بِكفّها وتُقبّله
ليَان : عايزه أشوف.. مريَم
تتنهّد نُور بِضيق
مُنى : مريَم بِقَت كويسة يا ماما
تُحيط وجهها بِكفّيها
تُزيحهم نُور : بَس , بَس ؛ تحتضنها إليها
تتشبّث بِها بِخَوف : حاضِر.. حنشوف مريَم حاضِر


في جهةٍ أُخرى :

تفتَح باب السيّارة لِتنزل
محمّد : أنا حمشِي أتكلّم مع روان وأجي عشان نتكلَّم
تنظُر إليه بعدَم إهتمام , وتنزِل
يتنهّد : أنا ماببرِّر ليك تصرّفاتي أنا بدِّيك خبَر
تسير نحو الباب دُون أن تلتفِت إليه
يُدير مفتاح السيارة بِغضب وينطلِق

__
في جهةٍ أُخرى :

تتأمّل النافذة مُنذ ساعَة تقريباً , تلتفِت أخيراً إلى الداخل المُزدحِم بالثُنائيات , تتنهَّد من قدُوم النادِل للمرّة الألف وهيَ تُؤجِّل الطلب , تحمِل حقيبتها وتهمّ بالذهاب حتى تصطدِم بِقامتهِ الطويلة أمامها ' تزفُر
محمّد : إتأخّرتَ ؟
تجلِس : لا في وقتَك تماماً
يبتسِم : بقيت أراقُوز والله
روان : ليه ؟ إنتَ اساساً طوّلت ماشُفتَ شُغلَك
يتنَحنَح : طلبتِي ؟

روان : لا طبعاً
محمّد : ليه ؟
روان : كيف ليه , مُش حنفطُر مع بعض إحنا
يلتفِت بحثاً عن النادِل : معقولة تقعُدي المُدّة دي كُلها جعانة ياروان , أنا لازِم أراجِع شهادتِك بتاعة الطِب دي
تضحَك : عايز تكلّمني عن شنُو طيب ؟
يلتفِت إليها ويصمُت


في جهةٍ أُخرى :

تجمع خُصل شعرها
يُناولها ربطَة الشعر , تربطهُ بِعشوائيّة
آدَم : سترونق إندبندنت وومن فعلاً يعني , حسمتِي شغلانَة بتاعة ساعتين قدّام المِراية في دقيقتين قدّام مِراية عربيّة
تضَع حقيبتها جانباً : شُفتَ كيف ؟
آدم : لكن البدلَة شغّاله
نُور : بدلَة في عينَك يا حيوان أنا راجِل ؟!
آدم : دا سؤال برضُو ؟
نُور : ما حرُد عليك
يضحَك ويُدير مِفتاح السيّارة : الشركة مُش كِدا ؟
نُور : أيوة الشركة أوّل
آدم : بِسم الله
تضحَك وهيَ تنظُر إليه : لايِق عليك تكُون سوّاق تصدِّق ؟
آدم : ليك إنتي بَس
يعلوا صوت ضحكها دُون أن تنتبِه لِما قالهُ
يحكّ رأسهُ وينطلِق


في جهةٍ أُخرى :

روان : ما هُو مافِي أي منطِق تاني لكلامَك دا غير إنَّك عايز تبقى مُعالِج نفسي !
محمّد : يا روان دي حالة إنسانيّة وربّنا جابها في طريقي , أتجاهلها ؟
روان : إنتَ حتدخُل الجنّة يعني لو ساعدتها !
محمّد : مابعِيد ! إنتي عارفة ياتُو عمَل حيدخّلِك الجنة ؟
روان : محمّد ماتنرفزنِي , البِت دي ماحتطوِّل في البيت وإنتَ وعدتنِي بِكدا
محمّد : أهلها ماحيرحموها لو رِجعَت ليهُم يا روان , مابعيد يعرّسوها لِواحد يعذّبها ليل ونهار لأنها غِلطت قبل كِدا , ومابعيد تحاول تنتحِر تاني والمرّة دِي الله أعلَم تطلع مِنّها !
تصرُخ : إحنا مالنا !!!
تنظُر للناس من حَولها , تُخفِض نبرتها : إحنا مالنا؟؟؟ عِندها رَب أرحم بيها مِنّنا !
محمّد : حاولي تتمالكي أعصابِك , مافي نِقاش بينجَح بالطريقة دِي
روان : عاجباك ؟
يُقطِّب حاجبيْه بإستنكار : شنُو ؟
روان : لو عاجباك ورّيني ! بدَل مانلِف وندور في موضوع فارِغ زي دَا عشان ماتطلّقها !
محمّد : بقيت كُل مابحكي ليك حاجة , بندَم
يحمِل مفاتيحهُ , يضَع الحِساب وينهَض
تُحيط رأسها بِكفّيها


في جهةٍ أُخرى :

يسِير معها عَبر ممرّ المبنَى الطَويل : لكن التصميم متعُوب عليهُو
نُور بإعجاب : شدِيد
تتخطّاهم إحدى الفتيات فتحتَك كتفها بِكتف آدم , يسقُط الكِيس الذي تحملهُ وتنتثِر مجوهراتٌ كثيرة مِنه
نُور بإستغراب : مُش دي البِت الأُمبارح ؟
ترفع نظرها إلى آدَم الذي إنحنى ليجمَع ما إنتثَر مِنها , يُقطِّب حاجبيْه وهوَ ينظُر إليها , تجمع أغراضها وتنهَض سريعاً
نُور : أيوَه دا فِلم هندي جديد حيكتسِح الساحَة ولا شنُو ؟ معقُول صُدفة ؟
آدَم : يعني حاكُون لاحِقها يا نُور ؟
نُور : أو هِي لاحقاك
آدم : روح كُونان الجوّاك دي بتطلع في أوقات غريبة
تضحَك
آدَم : يلّا الراجل مُستنيك
نُور : ماركّزت على الدهَب الكتير الوقَع ؟ شكلها حراميّة تصدِق
آدَم : حرام عليك
نُور : حرام عليّ شنو يعني حتكُون إستلمت ميراث قبل دقيقتين
آدَم : مابعيد


في جهةٍ أُخرى :

تنزِل عن الكُرسي لِتجثُو على رُكبتيْها , تُمسِك بِكفّ رفيقتها : مريَم
تنظُر إليها بِبرود : أيوه يا صابرين
صابرين : عايزه تهرُبي ؟
تُقطِّب حاجبيْها بإستنكار : أهرُب ؟
صابرين : أيوه , من البلَد ومن البيت دَا ومن كُل حاجة ؟
مريَم : كان وين السؤال دَا لما كُنا أنا ومُصطفى مالاقيين مكان نقعُد فيهُو؟
صابرين : مريَم مُصطفى ماقدرِك , إنتي إتحدّيتي كُل حاجة ومشيتي وراهُو , بَس هُو ماقَدرِك أفهمي
مريَم : لو عايزَة تقعُدي معاي إتكلّمي عنُّو كويّس أو ماتجيبي سيرتُو
تتنهّد : حاضِر , ماحجيب سيرتُو ؛ جاوبي علي بَس
مريَم : أهرُب لشنو ؟ ولمنُو ؟ ومِن منُو ؟ أنا ماعندي حاجة أخسرها ولا أخسَر عشانها ياصابرين
صابرين : تهرُبي عشان نفسِك , عشان المكان دا مابيشبهِك ولا بيشبهِك إنّك تكُوني زوجة تانيَة ولا قِناع البرود الإنتي لابساهو دا حقِّك !

مريَم : أنا عايزَة أنُوم
صابرين : بطّلي ! بطّلي تهرُبي خلاص ! كُل حاجة في حياتك مُتوقِّفة على الإنتي شايفاهُو صَح وبَس ؟ إنتي عارفة بسبب إنِّك قررتي تنتحري وتنهِي حياتِك بيدِّك , أُختِك دخلَت في صدمة نفسيّة !
تُقطِّب حاجبيْها : شنُو ؟!
صابرين : ليَان , هي الشّافتِك في الحمَام, ومن وقتها مابتنطُق
تنهَض بأعيُن مشدوهة , تهروِل نَحو الباب
صابرين : ماشّه وين !
تفتحهُ وتخرُج مُسرِعة

__
في جهةٍ أُخرى :

يطرُق الباب
آسيَا : أدخُل
يدخُل إليها : أمسيتي كيف يا أُمي
آسيَا : محمّد.. تعَال
يتقدَّم إليها
آسيَا : في حاجة ؟ ماقاعِد تجيني في الأوضة ساي إنتَ
يبتلِع ريقهُ مِراراً , ثُم ينطِق أخيراً : أنا عايز التذاكِر حقّت السفَر الرّسلتها أُختِي , تاريخها لسّه ما جا مُش كِدا ؟

يُتبَع...

بين نجمة وقمر ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن