الجزء 13

532 11 0
                                    


ينزلِق جسدهُ المحمُوم داخل الماء , تسنِد رأسه إلى حافّة البانيُو , يرتجِف من برودة الماء , يتشبّث بِها , تُربِّت على شعرِه : عشان تبقى كويّس حبيبي , عشان تبقى كويّس
تطُرق نفيسة باب الحمَام
روان : قولي يا دادا
نفيسة : خلّيت ليك البشكير جمب الباب يابتّي
روان : خلاص يدّيك العافيَة
تملأ كفّها بالماء وتمسح على وجهِه بهدوء , يرمِش
روان : حاسّي بي يدّي باردة ؟
يهزّ رأسهُ أنْ لا
تصِيح : إستنّي يادادا
نفيسة : أيوة يابتّي
روان : جيبي تلِج
نفيسة : حاضِر
تنظُر إليه : ليه عملتَ في نفسَك كِدا بس
يهذِي
تُقبِّل جبينهُ : خلاص.. خلاص ؛ حتعدِّي وحتطيب

في جهةٍ أُخرى :

يُفلِت قبضة الباب ويتقدَّم إليها : ليَان ؟
تنظُر إلى سمَر بإستنكار
سمَر : أ.. دكتُور صُهيب مُش كِدا ؟
ينظُر إليها بإستفهام : إتفضلّي؟
سمَر : كان معاك خالِد.. ساكِن هِنا
يهزّ رأسه : أيوه أيوه , إنتُو ضيوفو؟
سمَر : أنا
يُفسِح لها الطريق : إتفضّلي
يلتفِت إلى ليَان , تنظُر إليه بإبتسامة بلهَاء : بِت عمّتي
صُهيب ضاحكاً : إتفضّلي طيب


في جهةٍ أُخرى :

نُور : يا أُمي دا قراري النهائي وماعايزَه فيهو أيّ نقاش , لو سَمحتُو !
مُنى : يابتِّي وعمِّك..
تُقاطعها بإنفعال : ماتقُولي عمِّك!! دا مُستحيل يكون أخو أبوي أساساً
مُنى : حتعملِي شنو طيّب؟ حتسافرِي كيف بَس يانُور !
نُور : زي ما الناس بيسافرُوا يا أُمِّي !
مُنى : لكن..
نُور : لكن شنُو ! حطلع بدُون ما زول يحسّ بي ؛ ولّا عايز يلحقني في كندَا كمان ؟
مُنى : مابعيد يعملهَا
نُور : حلُو , خلّيهُ يجيني في ملعبي , عشان أسجنُو لآخر عمرُو
تتنهَّد : يا نُور , عمِّك شال الجوازات
تفتَح عينيها على إتّساعهما : شنُو !!!


في جهةٍ أُخرى :

نفيسَة : مانزلت الحرارة يا دكتُورة
تمسَح جبينها المُتعرِّق بِتعب : خفَّت
نفيسة : الحمدلله , الودّاهُو يحوم في الشمس قدُر دا شنو بَس !
تعتدِل جالسة على طرف السرير : بيفتِّش على مريَم
نفيسة : وبعدين مع البِت دي , مُش طلّقها وإرتحنَا
روان : طلّقها , لكن ما إرتحنا
يهذِي , تلتفِت إليه : محمّد
محمّد : م..مريَم
تبتلِع ريقها مِراراً , تبتسِم بخفُوت : مريَم حتكون كويسة ؛ ماتخَاف
نفيسة : لا حولَ ولا قوّة إلا بالله , عادي يابتّي الواحد بيتكلَّم برّا راسُو في الحالة دي
روان : عارفَة.. بيقُول أكتر حاجة شاغلاهُو
تتنهَّد : أخُتّ ليك الغدَاء؟
روان : لا.. حاخُش أستحمّى ؛ خلِّيك جمبُو
نفيسة : حاضر يابتّي , الله يجبُر بي خاطرِك ويدّيك قدُر نيّتِك يارب
روان : آمين يادادا , آمين


في جهةٍ أُخرى :

صابرين : والتأشيرة حتجهَز بُكرا , أحجِز ليك بُكرا ؟
تُنهي ضفايِرها وتُلقي بِهم خلف ظهرها : بُكرا , بعدُو ؛ مافارقَة يا صابرين
صابرين : مريَم
تلتفِت إليها : إنتي مُتأكِّدة ؟
تبتسِم إبتسامة باهتَة : مُتأكدة , وجُودي هِنا حيضُرّ الكُل قبل مايضرّني.. خلّيني مرّه وحدَه في حياتي آخُد القرار الصَح
صابرين : طيّب وأُمِّك..
مريَم : مافي زُول بيموت بدون زول
صابرين : بس دي أُم يا مريَم
مريَم : ليها رَب , كُلنا لينا رَب ؛ مافي زول منسِي

__

في جهةٍ أُخرى :

تتأمّل المكان حَولها , تُضيِّق عينيها خوفاً من أصواتهم التي بدأَت تعلُوا
يأتِي إليها صُهيب حاملاً كأس العصِير , تستلمهُ منهُ : شُكراً
يجلِس : أوّل مرّه تحصَل معاي صُدفة حلوه كِدا
تأخذ رشفةً من العصير وتنظُر إليه ببلاهة : صُدفة شنو
صُهيب : الحصلَت قبل شوية دِي !
تهزّ رأسها بإستيعاب : أيواا.. , تُضيِّق عينيها وتنظُر إليه : قُلت حلوه مُش كِدا ؟
يضحَك
تبتسِم : مالَك ؟
صُهيب : إنتي دايماً ضايعة كِدا ؟
ليَان بِضحكة : لا مادايماً يعني.. إتجاوني إتجاوزني
ينظُر إليها بِثبات : لو أقدَر بس..
ترفع نظرها إليه : نعَم ؟
يرفع نبرتهُ : العصير كِيف ؟
تضَع الكأس بعد أن أنهَت العصير : واضِح رأيي ولا أقّول
يضحَك : واضِح واضِح


في جهةٍ أُخرى :

تنزِل خلفهُ وتصدّ باب السيارة بإنفعال : يا آدَم بقولِّيك أخد الجوازات !
يلتفِت إليها : تمشي وتتكلّمي معاهُو يا نُور
تُحيط رأسها : حتجننّوني , حتجننوني إنتُو مُش كِدا ؟ الراجِل دا متوّحش حرفياً ! ما شُفتَ حبسني كيف لما قُلت إنّي عايزه أسافِر !
يمسَح وجههُ ويزفر
تنظُر إليه بِضعف : إنتَ لغاية أمِس كُنت موافق , الحصَل شنو في يُوم واحِد !
آدَم : حصَل كتير.. في اليوم الواحِد دا حصَل كتير يا نُور
نُور : حصل شنُو بَس !
آدَم : حصل إنِّك غيّرتِي رأيك , حصَل إنّي رجعتَ لِنقطة الصفر بعد ما وصلتَ مع أُمّي وأبوي لنُص الطريق وبصعوبة وإنتي عارفَة كِدا كويّس , حصَل إنّي طلعتَ شافع في عينهم وفي عين نفسي يا نُور !
نُور : بس..
يُقاطعها : إنتي صَحبتي, على عيني وعلى راسي , لكن أهلي لا , مالعبة يا نُور لا
يذهب بإتجاه السياره
تنظُر إليه بأعيُن دامعة : حتخلّيني !
يعُود لِيضع المِفتاح داخل كفّها ويذهَب
نور : وإنتَ طيّب!
آدَم : حركَب مواصلات
يرتخِي جسدها بِقلّة حيلة , تنظُر إليه بِعجز حتّى يتوارَى عنها


في جهةٍ أُخرى :

تخرُج سمَر , مُهرولة باكيَة : يلّا يا ليَان
تنهَض ليان إليها بِقلق : سمَر !
تخرُج , تركُض خلفها : سمَر إستنّي !
يلحَق بهِم صُهيب : في شنو ياليان؟
تنظُر إليه : أسأل صحبَك !
تركُض خلفها عبر السلّم : إستني ياسمَر
تقِف على ناصيَة الشارع وتُشير إلى السيّارات
تقفِز ليان درجة السلّم الأخيرة , تخرُج إليها ؛ تُمسِك بذراعها : أقيفي هِنا ! مواصلات شنُو الحتركبيها بِي حالتِك دي !
تُجهِش باكيَة
ليَان : خلاص أهدِي , تعالي ؛ تعالي ندخُل المطعَم دا
تسير معها
تُجلسها أمامها : أهدِي
سمَر : ماقادرَه
ليَان : أُخدي نفَس , أيوه ؛ أزفريهُو ؛ أحكِي لي برّاحة , يلّا ؟


صبَاح اليوم التالِي :

مريَم : إستنّي ماتقفلي
صابرين : أهَا
مريَم : كيف أعمَل مكياج
تضحَك : شنُو ؟
مريَم : حتتمصخري عليّ ح أقفِل في وشِّك !
صابرين : خلاص خلاص , عايني
مريَم : أها ؟
صابرين : ح أرسِّل ليك فيديُو هسّي وشوفيهُو ؛ بسيط هُو أصلاً , أعملي زيُّو بالضبط
مريَم : حاضِر
صابرين : يلّا طيب أنا حشرَب الشاي وأطلَع
مريَم : إستعجلي , باقي ساعتِين على الحضُور في المطَار ياصابرين
صابرين : حاضِر , ماتتوتّري إنتي بَس وكُل شي ملحوق
تزفُر : حاضِر


في جهةٍ أُخرى :

يفتَح عينيه بِبُطء , يُغلقهما بألَم , ترفَع رأسها عن طرف السرير بِفزَع : محمّد
يُحيط رأسهُ : روان
تنهَض لِتجلس بِجانبه : أيوه حبيبي
يفتَح عينيه بِبطء : إنتي نُمتي في الكُرسي ؟
روان : قُلت لو رقدَت في السرير حانُوم بِعمق وماححسّ بيك لو صحيت
ينهَض : ماتعملِي كدا تاني
روان : ماشِي وين !
محمّد : حغسّل وشي يا روان !
تتحسّس جبينه : الحرارَة ماراحَت كُلّها لسّه , نمشي المُستشفى يا محمّد ؟

ينهَض : ماللدرجة دِي
روان : أجيب ليك الشّاي هِنا ؟
يجرّ خطواته بِصعوبة , يلوّح لهَا بِكفّه أن لَا , تلتوي ساقهُ , يستنِد إلى الحائط , تُهروِل إليه , تسندهُ : محمّد
محمّد : أنا كويس.. ماتحسسّيني إني عيّان
تمسَح على خُصلِه بِرفق : حاضِر , هي ضربة الشمس بتعمل دُوخه ؛ لما تغسِّل وشَّك حتفوق إن شاء الله
محمّد : إن شاءالله
تزفُر , تفتَح خِزانتها وتُقلِّب الأطقُم بِرتابَة


في جهةٍ أُخرى :

تفتَح الباب وتدخُل بإندفاع
سمَر : بسم الله ! في شنُو يا ليَان !
ليَان : شنطتِي
سمَر : ليان إنتي ماكُنتي شايلَه شنطة لمّن رِجعنا أمس
تشهَق : كِيف !
تُقطِّب حاجبيْها , تشهَق : نسيتيها عندهُم!
ليَان : لا!
تنظُر إليها سمَر بأسَف
تضربها بالوسادة : أُفففف!


في جهةٍ أُخرى :

تحمل حقيبتها وتهمّ بالخرُوج
مُنى : نُور ! ماشّه وين بدون ماتشربي الشاي !
نُور : مالِي نفس
تأتِي إليها ليَان مُهروِلة , ترتدِي حذائها : إستنِّي
مُنى : بِسم الله , وإنتي على وين كمان من الصباح ؟
ليَان : نسيت حاجة في العيَادة يا ماما
نُور : عيادة شنو ؟
تدفعها ليَان لِتخرُج
مُنى : يابنات برّاحه !
تخرُج نُور , تفتَح السيّاره : حاجة شنو النسيتيها في العيَادة ؟
ليَان : شنطتِي
نُور : إنتي ليك يومين مامشيتي العيَادة , ياداب فقدتيها الليلة ؟
ليَان : نُور بعدين بحكِي ليك , ممكن نمشِي ؟
نُور : وراك بلوَة إنتي , بَس أركبي
تصعَد إلى العربَة , تصعد نُور وتُدير مِفتاح السيارة


في جهةٍ أُخرى :

روان : أنا طالعة يا دَادا , محمّد لما ينزِل جيبي ليهُو الشاي في أُوضة الجلوس
نفيسة : حاضِر
روان : ما أوصِّيك عليهُو , أنا ماحتأخَّر
نفيسة : معقُولة , توصّيني على ولدِي
تُقبّلها وتخرُج : يلا مع السلامة
نفيسة : في أمان الله يا دكتُورة , الله يسخّر ليك ويديك على قدُر نيّتِك

بعد دقائق قليلة , ينزِل درجات السلم بخطواتٍ ثابتَة
نفيسة : الشاي جاهِز , الدكتُورة قالَت أجيبو ليك في غرفة الجلوس
يتخطّاها ويخرُج
نفيسة : أجِي! ماشي وين ياولدي بي حالتَك دي ! لا حولَ ولا قوّة إلا بالله !


في جهةٍ أُخرى :

نُور : العيَادة في العمارة دي يعني ؟
ليَان : أيوه
تهمّ بالنزول
نُور : ليَان
تلتِفت إليها , تُقبّلها
تزفُر : خلّي بالِك من نفسِك طيب
ليَان : حااضِر
تنزِل , وتنطلِق شقيقتها
تلتفِت إلى المبنَى العالِي , تزفر وتُهروِل نَحو السلم
تقِف أخيراً أمام باب الشقّة , تطرُق الباب
يأتيها صوتهُ بعيداً : نسيت شنو ياخالد
تتنَحنح , قبل أن تنطِق يُفتَح الباب
تصدّ وتُعطيه ظهرها ما إن تَرى المنشفَة التي تُحيط بِخصرِه
يختبئ خلف الباب : ليَان ؟ دقَايق بَس ؛ معليش
يُهروِل إلى الداخل تاركاً الباب مفتُوح
يأتيها صوتهُ بعيداً : أدخُلي
تدخُل بخطواتٍ مُترددة , يخرُج إليها بعد أن إرتدَى ملابسهُ : أنا آسِف
ليَان : ولا يهمَّك
صُهيب : إتفضّلي
ليَان : لا أنا ماشيَه على طُول , بس نسيت شنطتي هِنا أمِس
صُهيب : أيوه , الشنطَة ؛ طيب ماتقعدي تشربي حاجَة ؟
ليَان : شُكراً
يذهَب , ويأتي إليها بالحقيبَة
صُهيب : طيّب ماشّه وين ؟ ممكن أوصّلِك معاي
تصدّ ذاهبة : لالا شُكراً
صُهيب : مالينا في الحلُو نصيب يعني ؟
تلتفِت إليه
يحكّ رأسه : دا مُجرَّد إطراء
تصدّ عنهُ بإبتسامَة
صُهيب : توصيلَة كيف؟
ليَان : حستناك برّا طيب

يُهروِل إلى الغُرفة لِيحمِل مفاتيحهُ : لا مافي داعي تستنّي , أنا جاهِز
تضحَك
يبتسِم : إتفضلّي


في جهةٍ أُخرى :

تحمِل حقيبتها وتُهروِل نحو الباب : أها أخّرتوني وهسّي جا ضِيف , خلاص أنا بفتَح يا أُمِّي
تفتَح الباب , تفتح عينيها على إتّساعهما : م.. محمّد !
محمّد بِعينان مُتعبتان : ورّيني مريَم وين ياصابرين
تبتلِع ريقها مِراراً وهيَ تنظُر إليه


في جهةٍ أُخرى :

نُور : آدَم أنا مُتأخّرة على الموعِد , ممكن تخلّيني أمشي ولمّا بتاعة بتاعتَك دي تجي تكلّمني ؟
آدَم : لا.. إنتظري
تزفُر : ما هُو ماممكن كِدا ! نستنّاها زي الأميرَة
ينهَض وهو يراها قادمة نحوهُم : هدِي جات
تنظُر إليها نُور بِضيق
تأتِي لِتصافحهُ : إزيَّك يا آدَم
يُصافحها : أحسَن بعد سؤالِك

__
في جهةٍ أُخرى :

تُراقب حركَة الفرشاة في المقطَع وتضَع أحمَر الخدود , تُلوِّن شفتيها بلونٍ عُودي بِحذر ؛ تنهَض لِترى مُستحضرات التجميل غطّت كُل الحزن الذي كانت تحملهُ ملامحها , تضَع ربطة الشعر بين أسنانها وتفرد شعرها المُموّج بِكفّيها لِتزُيل العُقَد , يُطرَق الباب , تُهروِل نحوهُ مُتحدّثة : صابرين أنا جِهزتَ والله بَس..
ما إن تفتَح الباب , وينتصِب واقفاً أمامها , تسقط الربطَة من بين أسنانها , وتنطق بِصدمة : محمَّد

يُتبَع...

بين نجمة وقمر ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن