** بتمنى تدعوا الكاتبه بالتصويت و الكومنتات اكتبو رأيكم على كل بارت**
يتقدّم بِخطواته المُتردّدة نَحوها , بينما تدُور بِرأسه كلمات نفيسة الأخيرة "ديل أهل العروس" , يعقد حاجبيْه مُتسائلاً : أهل العروس كيف يعني يا نُور ؟
تمِيل برأسها قليلاً وتُضيِّق عينيها : إنتَ.. إنتَ بتعمل شنو هِنا؟
آدَم : دا بيت أُختي !
نُور بإرتباك : ك.. كيف يعني ؟
آدَم : نُور جاوبيني أهل العروس كيف يعني ! البِت الفوق دي علاقتها بيك شنو ؟
تبتلِع ريقها وتُجيب : أُختي
تتبدَّل ملامحه إلى الإستنكار : أُختِك ؟
نُور : إنتَ.. أُختَك
يُقاطعها بملامح جامدة : أُختي الجابو فوقها أُختِك.. أيوَه
تُغطّي جبينها وعينيها بِراحة كفّها
يتجاوزهم ويخرُج , يصدّ الباب خلفهُ بإنفعال
تهمِس ليَان لِوالدتها : شكلنا خِسرنا آدَم
تأخذ نور نفساً طويلاً وتزفرُه بِضيق , تُزيحهم عن طريقها وتخرُج خلفهُ
مُنى : نُور ! يابِت ماشّه وين !
ليَان : خليها يا ماما
تستغفِر والدتها : لا حولَ ولا قوّة إلا بالله
في جهةٍ أُخرى :
تُهروِل خلفهُ : آدَم
يهروِل نحَو سيّارتِه
نُور : آدم وقِّف !
يفتحهَا : أرجعي يا نُور
نُور : أسمعنِي طيّب
يصعَد إلى السيّارة
تفتح الباب وتصعَد بِجانبه : إنتَ غبي ؟
يتحدّث دون أن ينظُر إليها : أنزلي
تتنهّد وهيّ تُؤمّن قِفل الباب : إتحرَّك طيب
ينظُر إليها مُستنكراً
تنظُر إليه بِجديّة : إتحرَّك !
يصبّ إنفعاله على السيّارة وينطِلق
في جهةٍ أُخرى :
آسيَا : إتفضّلوا , إستريحُوا
تجلِس إقبال بنظرات تتأمّل المكان من حَولها , يتبعها الجميع بالجلُوس
آسيا بإستفسار : بتعرفُوا آدَم إنتُو ؟
مُنى : آدَم دا ولدي الماولدتُو
ليَان : صديق العائلة من قبل ما أتولِد أنا
تبتسِم آسيا بِخفُوت : ربّنا يديم المحبّة
مُنى : اللهم آمين يا رَب
آسيَا : فقدتِي مريَم ولا شنو يا إقبال
إقبال : أسكُتي ساي , واللهِ فرَقَت معانا كُلنا
آسيَا : أصلو البنات ماباقيات سُبحان الله
إقبال : آي والله
ليَان : مريَم ما صِحَت لسّه ؟
آسيا : لالا , يحليلها من بدري صاحيَة
إقبال : بتكون ماعِرفَت تنوم , مابتقدَر تنوم في أيّ مكان , تنهَض : هي وين وصفّي لي أوضتها
آسيا : إرتاحي يا إقبال مالِك بسم الله؟ إحنا شايلينّها في عيوننا واللهِ , هسّي بخلّي نفيسة تناديها أقعُدي
تجلِس
تُربّت مُنى على كفّها
تصِيح : نفيسة , يا نفيسَة ؛ المرَه دي أضانها تِقلَت باقي ليّ
تنهَض ليَان : خلاص أنا بنادِيها
آسيا : حنتعِبك , أطلعي السلّم دا طَويل بس حتلقيها أوّل أوضة من اليَمين
ليَان : حاضِر
__
في جهةٍ أُخرى :
نُور : أقولّيك ماعارفة حاجة تقول لي دي أُختِك في النهاية !
آدَم : أيوة دي أُختِك كيف ماتكوني عارفة هي حتعرِّس منُو !
تُغمض عينيها : يا صبر
آدَم بإنفعال : شنُو !!
نُور : إنتَ عارف كويّس إنو ماكان لينا أيّ علاقة بيها قبل موضوع العِرس دَا
آدم : وبعد ماجيتُو ؟
نُور : يا آدم وأنا مكتُوب على جبهتي عرّافه ولا بعلَم الغيب ؟ يعني كُنت حَ أقرا في وش العريس إنو راجِل أُختَك ! قول كلام منطقي الله يرضَى عليك
آدم : طيّب لمّا عرفتي إنها حتتزوّج راجل متزوِّج فضُولِك ماخلّاك تستفسري عن الراجل دَا ؟
نُور : أنا ماعندي فضُول تِجاه أيّ حاجة وإنتَ عارف كِدا كويّس , بعدين إنتَ بتقول أيّ كلام وخلاص بالمناسبة ؛ أفكِّر ليه أساساً هو منُو ومتزوِّج منو ! من الفراغ الفي حياتي يا آدَم !
يملأ خدّيه بالهواء ويزفُر بِضيق
نُور : أنا مقدِّره موقِفَك , بس كمان ماتتصرّف زي الأطفال وتطلِّعنا مُذنبين !
ينظُر إلى النافِذه بِضعف ويتحدّث : أُختي حامِل.. بعد 3 سنين عذاب وحِيرة وكلام يسمّ البدَن , أنا ما مُستعد أخسرها ولا أخسَر ولد أُختِي بسبب البِت دي
تُربِّت على كفّه بِهدوء
يلتفِت إليها
نُور : أنا آسفَة على الحاصِل دا طيِّب
يسحب كفّه بهدوء : وإنتي ذنبِك شنُو بس
تضربهُ بِحقيبتها : هسّي ما كُنتَ مُذنبة وعدوّتَك يا حيوان
يبتسِم بخفُوت : أنا آسِف
نُور : ماتتأسّف , كان غصباً عنَّك أنا عارفَة
ينظُر إليها مطوّلاً
تعقد حاجبيْها بإبتسامة : في شنُو ؟
يصدّ عنها مُديراً مِفتاح السيارة : ولا حاجَة
في جهةٍ أُخرى :
تفتَح الباب وتدخُل بإندفاع : مُفاجأة !
لا يأتيها رَد , تتجوَّل في الغُرفة باحثةً عن مريَم : مريم ؟
تنظُر إلى الفِراش , فارِغ
تفتح الخِزانة : إتخبّيتي جوّه ولا شنُو
تطرُق باب الحمام : مريَم إنتي جوّه ؟
تطرقُه للمرّة الثالثة , تفتحهُ بِبطء : مفتُوح ؟!
تنظُر إلى الداخل باحثةً عنها
تصرُخ مِلئ كُل شيء ما إن ترَاها
تركُض إلى الخارج وصرخاتها تضرِب جدران المنزِل
تنهَض آسيا بِفزع والآخرين : بِسم الله !
تنزِل إليهم ليَان ركضاً , تختبئ في حُضن والدتها راجفَة
مُنى : بسم الله ! ليَان ! مالِك أُمِّي أنا في شنو ؟؟
إقبال : بسم الله مالِك يا ليَان ؟؟
ترتجِف وتُشير إلى الأعلى
تركُض إقبال عَبر السلّم بقلبٍ غير مُطمئن , تلحَق بِها آسيا
مُنى : في شنُو يا ليَان شُفتي شنُو ؟
تصرُخ ما إن تتذكّر المشهَد وتُخبّئ وجهها في صدر والدتها
في جهةٍ أُخرى :
تدخُل عَبر باب الغُرفة المفتوح , تقِف أمام باب الحمام المفتوح بخطواتٍ مُتردّدة ؛ تبتلِع دمعها مِراراً : لا يا مريَم.. ماعملتي كِدا.. لا
تتجاوزها آسيا إلى الداخل وترَاها , غارقٌ جسدها الهزِيل في الدماء , والشفرَة مازالت مغروسةً في مِعصمها الأيسَر ؛ تصرُخ بِفزَع , يصِل محمّد إليهم : في شنُو !!! أنا في البيت التاني سامِع الصرِيخ في شنُو !!
تدخُل إقبال لِترى مشهداً قد رسمتهُ من قبل أن تراه , تخُور قواها فتسقُط أرضاً
يتخطّاهم محمّد إلى الداخِل, يصدّ بألَم عن المنظَر
يصفَع نفسهُ ليُفيق من صدمة المشهَد , يهُروِل ليِحملها , يصِيح : جيبو الإسعافات الأوليّة وحصّلوني بيها في السيارة , سريع
يركُض عبر السلّم , تتبعهُ والدتها التي تجرّ خطواتها رُغماً وتُنادي : مُجتبى.. نفيسَة
يفتَح السيارة ويُمدّدها في الخَلف , يُمسِك بِكفّها , يسحَب الشفرَه بِحذر
يُهروِل مُجتبى إليه حاملاً حقيبة الإسعافات الأوليّة
محمّد : أفتحهَا
ينظُر إلى الدم الذي لطّخ أخيه وما زال يقطُر بأعين مشدُوهه ! يصرُخ محمّد : أفتحهَا !!!
في جهةٍ أُخرى :
يقِف أمام بوّابة الشركة : ماورّيتيني موضوع العقد دا
نُور : لما يتِم إن شاءالله ححكِي ليك , تحمِل حقيبتها : يلا أشوفَك
آدم : تمام , خلِّي بالِك من نفسك , وماتوقّعي على حاجة قبل ماتقريها كويس
تنزِل وتُغلِق باب السيارة , تطُل من النافذَة : حتعلّمني الحاجات دي معقولة ؟
يضحَك
فتبتسِم
تذهَب
ينظُر هوَ إلى كفّه الذي لم يستطِح مُصافحتها اليوم أيضاً , لكنّه حَظى بِلمسةٍ مِنها ؛ يبتسِم مُحدّثاً نفسه : ماتتخرفَن , ماتتخرفَن
ينطلِق ضاحكاً
في جهةٍ أُخرى :
تدخُل عبر ممرّ الشركة الطَول ؛ تقِف أخيراً أمام مُوظّفة الإستقبال : لو سمحتِي
الموظفة : أيوة إتفضّلي
نُور ناظرةً إلى هاتفها : عندي موعِد مع راشِد مُوسى
الموظفة : حضرتِك منُو ؟
نُور : نُور يوسف عبدالرحمَن , مندوبة شرِكة "تُملِيها إسم الشركة"
الموظفة : أيوة إتفضّلي
تسير خلف الموظفة بخطوات ثابِتة
في جهةٍ أُخرى :
ينزِل محمّد من سيّارتِه , يحملها ويركُض إلى داخل المُستشفى تاركاً وراءَهُ أبواب السيارة مفتوحة , تتوقّف السيارة الأُخرى في الخلَف لينزل مِنها إقبال وآسيَا , ويلحقُون بِهِ إلى الدّاخل
في جهةٍ أُخرى :
تأتِي إليها بكأسِ ماء , تستلمُه مُنى مِنها : يدّيك العافية
نفيسة : ولَو
تمُدّه إلى ليَان : هاك حبيبة ماما أشربي
تهزّ رأسها راجِفة أنْ "لا"
نفيسة : لا حولَ ولا قوة إلا بالله
تُربِّت مُنى على شعرها بِقلق : ليَان
تهزّ رأسها بِطريقة هستيريّة
مُنى : بسم الله , بسم الله , ليَان !
تُحيط وجهها بِكفّيها وتصرُخ
تنتفِض نفيسة
تحتضنها مُنى إليها : بَس , خلاص عدّا , خلاص عدّا ؛ بَس بَس ؛ بس أُمّي أنا , ماتخوّفيني عليك يا ليَان , يرضَى عليك يا ماما ماتخوّفيني
تُمسِك مِعصمها الأيسَر وتسرَح في الفراغ
تمسَح والدتها على خُصل شعرها بِرفق : بسم الله ياكافي , بسم الله ياشافي , بسم الله
نفيسة : بِسم الله
في جهةٍ أُخرى :
تفتح لها الموظّفة باب المكتَب : إتفضّلي
تدخُل شاكرةً إيّاها , تُلقي التحيّة
يتلتفِت إليها ليرُد التحيّة فيُقطِّب حاجبيْه ناظراً إليها
تتقدَّم إليه , تمُد كفّها مُصافحةً إيّاه : نُور يوسف عبدالرحمَن , موكّلة من قِبَل الشركَة لتوقيع العقد
يتقدّم إليها : إنتي ما مُتذكّراني ؟
تعقد حاجبيْها بإستنكار : عفواً ؟
يُصافحها : الحفلَة ؟
تتسابَق إلى ذاكرتها مشاهد كثيرة : مافاهمَة ؟
يُطيل مُصافحتها : صدمتِي فيني في الحفلة وإنتي طالعة
تعقد حاجبيها , ثُم تفردهما بإستيعاب : أيوَاا
يسحب كفّه إلى جيبِه بإبتسامة : إتذكّرتيني ؟
ترفع عينيها بِحركة طفوليّة : لا !
يضحَك : كيف يعني ؟
نُور : يعني مُتذكّرة إنتي صدمتَ في زول لكن ماعارفة هُو منو , أو إذا كان راجل ولا مرَه أساساً
يرفع حاجبهُ بإستفهام : للدرجة دي كُنتي مستعجلة ؟
نُور : مالأنّو مستعجلة , مابركّز في أي حاجة بس ؛ إلا تكون بِتعنيني
يبتسِم إبتسامة إعجاب : عالعمُوم إتشرّفنا
نُور : شُكراً
يتقدّم نحَو كُرسيِّه : إتفضّلي
في جهةٍ أُخرى :
يصرُخ داخل المُستشفى
آسيا : أهدا يا ولدي , الدكاترة ما حيجُوك طالعين بالطريقة دِي
محمّد : مُستشفى طول بِعرض مافيها دكتور طوارئ واحِد ؟ البِت دمّها حيتصفّى جوّه وأنحنا بنتفرَّج !!
تنظُر آسيا إلى إقبال التي تجلِس في زاوية المُستشفى وكأنّها خارِج العالم , تتنهَّد : إتصرّف يا محمد طيّب
يُحيط رأسهُ
تأتِي من أقصى المُستشفى روان مُتأهّبةً للخروج , تتوقّف بغتةً ما إن ترى محمّد , تُهروِل إليه : محمّد !
يُمسِك بِها : روان !
روان : في شنو يا محمّد بتعملُو في شنو هِنا ؟!
محمّد : دكاترة الطوارئ وين ليه مافي زول يسعِفنا !
روان : في شنو يامحمّد يسعفُو منو !
محمّد : روان البِت.. مريَم
تُقطِّب حاجبيْها : مريَم ؟ تفردهمها بإستيعاب : مالها ؟
محمّد : حاولَت تنتحِر
روان : كيف !!
محمّد : جوّه.. جوّه ودمّها حيتصفّى , إتصرّفي ياروان الله يخليك !
روان : محمّد بس قسم الطوارئ عندنا مقفُول ليهو فترَة
محمّد : كيف يعني !! كيف يعني مقفُول !
روان : أهدَا, خلينا ننقلها مستشفى تانية
محمّد : البِت حتموت ! فقدَت دم كتير يا روان !
روان : مافي حل تاني خلينا ننقُلها بِسرعة !!
محمّد : إنتي.. روان
روان : محمّد أنا ماجرّاحة ومابقدَر أخاطِر في حاجة زي دِي
محمّد : مافي غيرِك
روان : إستهدى بالله و..
يصرُخ : حتمُوت !!!! أفهمِي
تنظُر إليه بإستغراب , تلتفِت إلى والدتها التي تجلس في زاوية المستشفى فاقدةً للأمَل , ونظرات آسيا المتوسّلة , قلق محمّد المفرط
ترمِي حقيبتها جانباً وتهُروِل إلى الداخل , تستلِم رداءَها الأبيض , تصرُخ فيتبعها طاقَم العمليَات , تدخُل لِتراها مُمّدة , تنظُر إليها وتتسابَق إلى ذاكرتها مشاهدٌ من عمليّة سابِقة ؛ تتذكّر هذه الملامِح الآن , تتذكّر أين رأتها من قَبل..
__
في جهةٍ أُخرى :
مٌنى : ما بكَت ولا إتكلّمَت واللهِ من ساعة الحصَل دا
نفيسة : لا حولَ ولا قوة إلا بالله !
يدخُل إليهم مُجتبى : جيبي لي غيارات نضيفة بالله يادادا
نفيسة : حاضِر
ترفع ليان نظرها إلى ملابسه , ما إن ترَى الدَم حتى تبدأ بالصراخ
مُنى : بِسم الله !!
تغُمض عينيها بِشدّة وتصرُخ , إلى أن تفقد وعيها
مُنى : ليَان !! ليان !!
في جهةٍ أُخرى :
راشد : دا العقد , مُترجَم بالإنجليزي برضُو
تستلمهُ مِنه : لا ماعندي مُشكلة في العربي أنا
راشد : بايِن عليك أصلاً
نُور ناظرةً إلى البنُود : ما بحبّ المُجاملات
راشد : لا واللهِ ما مُجاملة دا حقيقَة
نُور : شُكراً , ممكن تدّيني عشرَة دقايق بَس أقرا الشروط
راشد : أيوَة طبعاً أُخدي راحتِك
يرنّ هاتفها : عفواً مِنّك
راشد : أُخدي راحتِك
تُجيب : أيوه يا ماما , في شنُو ؟ تنهَض فزِعَه : شنو ؟؟!
في جهةٍ أُخرى :
__ النبض بيقِل يا دكتُورة , بنفقِد المريض
روان : جهّزو الصدمة الكهربائيّة بسُرعة !!
يُتبَع..