الجزء 09

586 16 0
                                    


يُخِيط ممرّات الفُندق بِخطواتِه ذهاباً وإيّاباً , مُحاولاً تهدِئتها
عَبر الهاتف ؛
آسيَا : دي قِلّة قيمة ليك وليّ ولي أُختَك , أقُول لِي أهل البِت شنو ؟ شال تذاكر شهر العسل يفسِّح بيها مرتُو القديمَة ؟؟
محمّد : يا أُمي هُم سألُوا ؟
آسيا : أنا حستناهُم لمّن يسألوا؟
محمّد : طيب يا أُمي , هِي كُلّها يومين وراجعين
آسيَا : أنا شايفَة إنّك تخلِّي دلعَك ليها دا عشان ماتركَب ليك في راسَك يا محمّد
يزفُر : طيّب يا أُمي, إحنا طالعين هسّي
آسيَا : أمشِي.. أمشي يا محمّد ؛ الله يعوّضني فيك
يُغلِق الهاتف ويدخُل إلى الغرفة بِملامح لا تُفسَّر
تنهَض قلِقة : قالت شنُو ؟
يستلِم هاتفهُ : يلّا طلعنَا
تلحَق بهِ : محمّد


في جهةٍ أُخرى :

تتقدَّم إليه بخطواتٍ واثقة : نعَم
يتحدّث دون أن ينظُر إليها : حصّليني في الديوَان
يذهَب
تنظُر إلى والدتها
مُنى : أمشي يا نُور
تزفُر وتُعلِّق حقيبتها على كتف آدم : أمسِك , أسبقوني على العربيّة إنتو
مُنى : خلّيك هادية يا نُور
تتخطّاهُم : دا بيعتمِد على موضوع النِقاش
تقِف أمام الباب , تطرقهُ وتدخُل
يُشير لها أن تجلِس
تتنهّد وتجلِس أمامهُ
الفاتِح : أها.. مالِك مع عمّتِك تهاني؟
نُور : لِحقت تشتكي ليك مِنّي ؟
يضرِب بِعصاه الأرض , تنتفِض
الفاتِح : جاوبي على قدر السؤال

في جهةٍ أُخرى :

تأتِي إليهم إقبال بأكواب الشّاي
تنهَض صابرين لِتستلمهم مِنها
إقبال : البشوفِك لمّن كُنتي بترسليني مايشوفِك وإنتي بتشيلي عنِّي
تضحَك صابرين
مريَم بإبتسامة : كانت أيّام حلوة, قبل ما كُل حاجة توصل للمرحلة السخيفة دِي
تخرُج
تعُود صابرين حيثُ كانت : وبَس ياستّي , بِقى عامل زي ناس أفلام الكرتون البِلبسُوا شجرَة ويتجسّسو على غيرهم بيها
تضحَك : ماللدرجة دِي !
صابرين : وأكتَر ! قُلتَ ليك كُل ما أطلع من مُحاضرة بشوفوا
تتناوَل كُوب الشاي : يختِي الراجِل الخفيف ماحبابُو
صابرين : دا ألطف راجِل خفيف شفتُو في حياتِي
مريَم : برضُو , لو ما سهّرك وشغل بالِك وحيَّرِك , مايبقى حُب
صابرين : إذا إنتي مريضة وغاويَة عذاب أنا ذنبي شنُو ! دا فهمِك براك والله الناس ماكِدا
تتنهّد : أنا ماغاوية عذاب.. لكن التجربة الأولى بتخلِّي فيك بصمة كِدا مُستحيل يغيّرها زُول أو تجربة تانيَة أو عاشرَة حتّى , المشاعِر الأولى بتفضل مُتحكّمة بيكِ لآخر عُمرِك , مابتقدري تتجاوزيها حتّة لو إتجاوزتي أصحابهَا والزّرعوها فيكِ
تتناوَل كُوبها : لما أحِب حأورّيك لو كلامِك دا صح ولا لا
مريَم بِضحكة : يحلّنا الله للزمَن داك

__
في جهةٍ أُخرى :

عُلا : طيّب يا ماما ؛ خلاص إنتي ماتضايقِي نفسِك , يلا عشان شكلهُم وَصلُوا
تُغلِق الهاتِف وتُهروِل لِتفتَح
يُشرّع كفّيه لهَا بإبتسامة , تحتضنهُ : حمدلله عالسّلامة يا عِين أُختَك
محمّد : الله يسلّمِك يا رَب
تبتعِد عنهُ وتنظُر إلى روان بإستغراب : دكتُورة روان !
تقترِب لِتحتضنها
فَتُصافحها بِبرود : دايماً بِتفاجئينا
يقاطعهم محمّد مُتلاشياً الموقف : وين تالِين حبيبة خالُو !
عُلا : هي وأبوها لسّه نايمين , إتفضّلوا إتفضلوا
تسير أمامهُم : كُنا متوقّعين العروس الجديدة
محمّد : عروس شنُو ؟
تنظُر إليه : عروسَك الجديدة !

محمّد بإستيعاب : أيواه.. لا دا موضوع يطُول شرحُو
تتخطّاهُم روان : الحمام هِنا مُش كِدا؟
عُلا : أيوة حبيبة يمينك على طُول
تدخُل وقَد بلغ الضيق مِنها أقصاه
يجلِس محمّد , تجلِس هيَ بِجواره : ماتكُون إتضايقَت منّي بس ؟
محمّد مُجامِلاً : لالا تتضايَق من شنُو
تنهَض : أجيب ليكُم حاجة تشربُوها
محمّد : ماتصحّي لينا تالِين دي
تضحَك : حااضِر


في جهةٍ أُخرى :

تخرُج مُهرولة , تقتلِع حقيبتها من كتفِه وتدخُل إلى المنزِل
آدَم : في شنُو !
تتبعها مُنى : في شنُو يا نُور !

تدخُل إلى غُرفتها , ترمِي بحقيبة السفَر على السرير وتبدأ بِحزم أمتعتها
مُنى : نُور !
نُور : لو ماشّين أهلاً وسهلاً لو ماماشّين ماعايزَه أسمع أي كِلمة !!!
يدخُل إليها آدم : ماشّه وين يا نُور ؟
نُور : مكان ماجِيت
آدَم : فجأة كِدا ؟
نُور بإنفعال : أيوة فجأة كِدا ! في زُول عندو إعتراض ؟؟
مُنى : إتكلّمتي مع عمِّك في شنُو طيب ؟
تلتقِط أنفاسها من الغضَب , تصِيح : قايِل الناس ماشّه بي خُزعبلات عيلتُو وتقاليدها , مايبقى شعري دَا على بِت لو قِدرتَ تمشِّي كلامَك عليّ!
تشهَق مُنى : سجمِي ! , يابِت دا شنو الكلام البتقوليهُو دَا !
آدَم : مافي زُول بيقدَر يجبرِك على حاجة يانُور بس أهدِي , ما كِدا
تجرّ حقيبتها وراءَها
مُنى : يابتِّي إستني , خلّينا نتفاهَم إحتمال نصَل لي حَل !
نُور : تتفاهمي مع منُو ! ديل مابيفهمُوا , مابيفهمُوا !
يدخُل إليهم , يضرِب الأرض بِعصاه فيعُم صَمت : منُو المابيفهمُوا دِيل يابِت ؟
تنظُر إليه بِتحدّي : إنتُوا !
ينظُر إلى يمينه : أطلعُوا
تنظُر إليه مُنى بِخوف
يصِيح : أطلعُوا
تخرُج بِصُحبة آدَم
وعينيّ نُور تخترق ثباتُه
الفاتِح : الهدوم دِي ترجع محلّها , وتقعُدي زي بنات الناس تتفاهمِي ونشُوف العايزاه والماعايزاه من الناس الإتقدّمو ليك
تضحَك هازئَة : إنتَ مابتفهَم !
يهزّ رأسهُ إيجاباً : شكلو يوسف ماعِرف يربّيك
ترفع سبّابتها : أوعَك! أوعَك من سيرة أبُوي
يرفَع عصاه
تُمسكها قبل أن تضرِب جسدها
يفتَح عينيه على إتّساعهما , يدفع العصَا عليها.. تسقُط
الفاتِح : لما تتربّطي هِنا حتعرفي التربية كِيف , يا قليلة الأدب
تنهَض , تصِيح خلفهُ : تربُط منُو إنتَ!! تربُط منُو !!!
يخرُج ويُغلِق الباب خلفهُ بالمِفتاح
مُنى : ي..
الفاتِح : ولا أكِل ولا شراب لغاية ماتعرف تتصرّف زي بنات الناس
تضرِب الباب
مُنى : عليك الله يا الفاتِح , ماكِدا ؛ البِت مامتعوّدة..
يُقاطعها : إتفرّجي على تربيتِك إنتي ويوسِف ؛ مامتعوّدة قال , عنّها ما اتعوّدَت !!
يضَع المِفتاح في جيبه ويمضِي
يُحيط آدَم رأسهُ ويجلِس
وليَان خلف الباب , تنظُر بِخَوف


في جهةٍ أُخرى :

روان : أنا عملتَ ليهُم شنو يا محمّد ؟
يُمسِك بكفّيها : ممكن ماتبكِي ؟
روان : ليه فجأة أكتشِف إنّهُم بيكرهُوني ؟
محمّد : مين قال كِدا بَس !
روان : تصرّفاتهُم بِتقُول ! "إتوقّعنا العروس الجديدة" بتقُول , "ماتدلّعها حتطلع ليك في راسَك" بتقُول , إنو حَملي مايفرِق معاهم يا محمّد , ردّة فعلهم الباردة دي بتقُول ؛ لو فِعلاً مُشكلتهم معاي الحمل ليه مارضُوا عنّي هسّي؟
يُحنِي رأسهُ
تُحنِي رأسها لِتنظُر إلى عينيهِ باكيَة : أنا خايفَة أكتشف إنّك إنتَ كمان مابتحبّني يا محمّد
يرفَع رأسهُ إليها
تهزّ رأسها أنْ نعَم : أيوة , الخوف وصل بي لِكدا
يحتضنها إليه
تبكِي
محمّد : غلط تكوني خايفَة وأنا معاك.. غلَط
تتشبّث بهِ
يمسَح على رأسها بِحنوّ : غلَط


في جهةٍ أُخرى :

آدَم : وصّلتهَا للعيادة
مُنى : الحمدلله, ماكانت حتتحمّل الحاصل في البيت دَا , إحنا ماصدّقنا بدَت تتحسَّن يا آدَم
آدم : ماتخافي , دكتُور صُهيْب دا صحبِي , إلى جانب خِبرتو حيهتمَّ بيها بشكل خاص
مُنى : واللهِ ماعارفة حنوفِّيك حقّك كيف ياولدي
آدم : ولدِك مُش كِدا ؟ مافي ولد ليهُو جمايِل على أُمُّو وأخواتُو
تبتسِم : الله ينوّلك الفي مُرادَك زي مادايماً جاري لِي راحتنَا يا آدَم
يُربِّت على كتفها : آمين يارَب
مُنى : أنا حمشي أتكلَّم مع الفاتِح , يمكن ربنا ينفخ في صورتِي ويقبِل مني كِلمة !
آدم : إن شاء الله.. إن شاءالله


في جهةٍ أُخرى :

ليَان : نُور مابتحبّ الرُجال
صُهيب : ليه؟
ليَان : ماعارفَة , إتولدتَ كِدا غالباً
صُهيب : قصدِك إنو الكُره فِطرة ؟
تنظُر إليه بإستفهام
صُهيب : الحُب فِطرة , لكن الكُره عُمرو ماكان فِطرة.. يعني مُستحيل إنسان يتولِد شايل في قلبُو مشاعر كُره
ليَان : ماعارفة.. المُهم
يُقاطعها : إحنا قاعدين هِنا عشان نتكلَّم عنِّك ولا عن نُور ؟
ليَان : أنا بحكِي ليك الحاجات البتأثِّر فيني بَس
صُهيب : بتتأثّري بمشاكِل غيرِك كتير
ليَان : دي أُختِي !
ينهَض , يسكُب الماء بِهدوء : لمّا تكون شخصيّتِك حساسّة للدرجة دِي مابتفرِق صلة الزُول بيكِ عشان تتأثّري بمأساتُو
تعتدِل جالسة : إنتَ بتدخّل لي أفكار غلَط بالمُناسبة
يلتفت إليها بإستغراب : كِيف ؟
ليَان : مُفترض تعزّز شخصيّتي , ماتقُول لي إنها حسّاسة !
يصدّ ضاحكاً , يحمِل كأس المأء ويأتِي
يجلِس مُقابلاً لهَا : لو ماواجهتِي المُشكلة عُمرِك ماحتعرفي تحلّيها
يُناولها كأس الماء , تستلمهُ : لما نغطّي نبتَة سامّة بي كُومة تُراب , حنمنعها تنمُوا ؟
ليَان بِتفكير : لا
صُهيب : نفس الفِكرة أخطاءنا ونواقِصنا ومشاكلنا , لو ماواجهنا نفسنَا بيها عُمرنا ماحنتخلّص مِنها , والوقِت بينسِّي بس ؛ لكن مابيمنع بقاءها سواءً في ذاكرتنا أو حياتنَا
تأخذ رشفةً من الماء , تسرَح بِتفكير
يبتسِم : بتفكّري في شنُو ؟
ليَان : يعني أنا شخصيتي حسّاسة ؟
صُهيب : جِداً
تضَع الكأس : ودي حاجة حلوة ولا لا ؟
صُهيب : حلوة ومُؤذية في نفس الوقت , بيكُون قلبِك على الجميع ورفيقة شعُور لكُل زول واقِع في مأساة من الناس الحواليك ؛ لكن بلّيل ؛ لمّا الناس بتفكّر في مشاكلها , إنتي بتفكّري في مُشكلة فلان أو فلانَة ؛
وأقلّ أذى يصيب أي زُول من الناس دِي إنتي بتكوني المُتأثِّر الأول , وبِصُورة مُرعبة
ليَان : ممكن أتغيَّر ؟
يبتسِم : ممكن تتحسّنِي ؛ إنتِي ماسيّئة عشان تتغيّري ؛ أساساً ربّنا خالِق فينا كُل حاجة بِمقدار مُعيّن , إحنا بس مع الوقت والتجارُب والمواقف بنبدا نتجاوز الحَد الطبيعي في مشاعرنا.. سواءً في الحُب أو الكُره أو الشفقة أو الرحمَة أو الإيثار أو أو أو ؛ وإلى آخرِه من المشاعر الإنسانيّة , وبيختلّ الميزان الفينا بسببنا ؛ ممكن تتحسّني وترجّعي كفّتيّ الميزان زي بعَض.. لكن تتغيّري؟ ما أعتقِد في مرحلة جمَال بعد دِي توصلي ليهَا
تبتسِم
يبتسِم : أنا مابعاكِس دا مُجرَّد إطراء
تضحَك
صُهيّب : نسجّل أوّل ضحكة من لمّا بدينا جلسَات ؟
تهزّ رأسها أن نعَم

__
في جهةٍ أُخرى :

يجلِس خلف الباب : الناس دي مابينفَع معاها العِناد وقوّة الراس يانُور
نُور : وأنا مابينفَع معاي التسلّط والتحكّم الهُم عايشين فيه دَا !
آدم : برضُو , كان ممكن نحسمهم بطريقة أفضل من دِي وبأقلّ الخسايِر , يعني لو كُنتي لمّيتي حاجاتِك برّاحة وبدُون مازُول يحِس كان هسّي كُلّنا في المطَار
نُور : أنا مامُستعدة أكتِم غضبي عشان زُول , بعدِين شنو الخُوف والرُعب الإنتُو فيهُو دَا ؟ أنا لو عايزَه أكسِر الشُبّاك دا هسّي بكسرُو وأطلَع !
آدم : أعمامِك مامخليّين مكان ما موقّفين فيهُو زول من أولادهُم.. حتطلعي حيجيبُوك من شعرِك
نُور : شنُو الفوضى دِي ! مابقدَر أقدّم فيهُم بلاغ يعني ؟
آدَم : بلاغ تقولي فيهُو شنو ؟ عمّي "وليّ أمري" حابسني في أُوضتي؟
تضرِب الباب بِغضب : آدَم إنتَ معاي ولا معاهُم !
آدَم : أنا مع العقل.. كفاية الحصل لغاية اللحظة دي يا نُور ؛ خلينا نتصرّف صح من هِنا ولي قدّام
نُور : أيوة نعمل شنُو يعني يا آدَم !
تأتِي إليه مُنى
يرفع نظرُه إليه : أها يا خالتُو , عملتِي شنو ؟
تفتح كفّها , يرى المِفتاح ؛ ينهَض بحمَاس
نُور من خلف الباب : في شنُو ؟
يستلِم المِفتاح من كفّها ويفتح الباب
تنهَض نُور بِصدمة : حصَل شنُو !
تدخُل مُنى خلف آدم بِملامح لا تُفسَّر
آدَم بإستغراب : كِيف وافق وأدّاك المُفتاح ؟
نُور بِقلق : عملتي شنو يا أُمِّي ؟
تجلِس على حافّة السرير : سألني , في زول في بالها ؟ لو ودّ ناس إحنا مابنمانِع , لكن بِت تصل سِنّها دا وتقعُد في بيت أهلها ماعندنا
نُور : طيّب لمّا قُلتِي ليهو إنو مافي زول في بالي, قال شنُو ؟
تبتلِع ريقها مِراراً
آدَم : خالتُو ؟
مُنى : قُلتَ ليهو حاجة هي الحل الوحيد للحاصِل دا

يا نُور
نُور : حاجة شنو ؟
مُنى : قُلتَ ليهُو إنو في.. زول في راسِك
نُور : شنُو !! تنهَض إليها : زول منُو الفي راسي يا أُمِّي !!
مُنى : آدَم
يرمِش آدَم مِراراً بِعدم إستيعاب : كِيف؟

يُتبَع..

بين نجمة وقمر ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن