** بتمنى تدعوا الكاتبه بالتصويت و الكومنتات اكتبو رأيكم على كل بارت**
يستنِد إلى الباب بِعنيانٍ بادٍ فيهما التعَب , تُعود إلى الخَلف , تلتقِط حجابها وترتدِيه , تقِف أمامهُ : عرفتَ مكاني من وين ؟
يُقطّب حاجبيْه مُحاولاً التغلّب على الدُوار
تُقطِّب حاجبيها : محمَّد , إنتَ كويس؟
يجرّ خطواتهُ إلى الداخِل , تُغلِق الباب وتلحَق بهِ
في جهةٍ أخرى :
تنهَض بإنفعال : إنتَ أكيد جنِّيت !
آدَم : نُور , ممكن تقعدي بَس وتسمعيني للأخير ؟
نُور : دا إسمُو جِن الإنتَ بتقولوا دَا , ما حَل !!
دانيَة : أنا شايفه كلامُو منطقِي جداً
نُور : طبعاً ! طبعاً حتشوفيهو منطقِي لأنِّك مُستفيدَة , بس الحيكون في وش المدفَع حيستفيد شنو ؟
آدَم : حتتخلّصي من عَقد كُنتي حتتخلّي عن كُل شروطِك فيهُو شوية شوية لغاية ماتخسرِي البزنِس وثقة ناس كندا فيك.. والأهَم , حتطلّعي الغضَب اللّيهو 9 سنين ماطلَع يا نُور
نُور : مابيقدَر يستغلّني , مابيقدَر يلمسني أنا ماخايفَة منُّو ولا حعمل الخُطّة الهايفَة دِي !
دانيَة : أنا عارفَة إنُّو الواضِح من الخُطة دي إني المُستفيدة الوحيدة فيها .. لكن صدّقيني ؛ سواءً وافقتي أو ما وافقتي ؛ حيجي يوم وتتذكّري كلامنَا دا , ويا إمّا حتندمِي يا إما حتقولي الحمدلله..
تنهَض
آدَم : إستنّي يا دانيَة
دانيَة : مافي كلام ينقال بعد القُلناه
آدَم : مُمكن تفكّري يا نُور ؟
تحمِل حقيبتها : لأ
وتصدّ ذاهبَة
تدخُل إلى مبنى الشركة بملامح غاضِبة وأنفاسٍ لاهثة , تتخطّى موظفّة الإستقبال , تكاد تطرُق الباب حتّى يُوقفها صوت حديثهُ عبر الهاتِف ؛
راشِد : آي التبَع شركة كندَا.. ماتخاف ؛ باقي ليها خطوتين وتقَع , بِت صعبة لكن ماعليّ.. ما على راشِد ؛ يضحَك ؛ ويُنهِي المُكالمة
تبتلِع ريقها مِراراً وعينينها مشدُوهتان من الدهشَة , تسنِد نفسها بِصعوبة وتُهروِل خارِج المبنَى , تقِف أمام الباب بِملامح لا تُفسَّر : ا... السافِل !!! الحقير !!
تنظُر إلى آدَم بصُحبة تِلك الفتاة بإتّجاههم إلى سيارتها , تُهروِل إليهم ؛ تقِف أمامهُم
آدَم : نُور ؟ مالِك !
تنظُر دانيَة إليه ثُم إلى ملامحها التي لا تُفسَّر : حصَل شنو ؟
نُور : أنا موافقَة .. موافقة
في جهةٍ أٌخرى :
صُهيب : موظفّة إستقبال , سِكرتيرة خاصّة , بِكُل المُسميات دِي
تضحَك : أنا ؟
صُهيب : ليه لا ؟
تهزّ رأسها رفضاً : أنا عايزه أكُون الدكتُور
صُهيب : أدِّيك مكتبي وأشتغل سكرتير عندِك طيب؟
تنظُر إليه بإستنكار , تضحَك : لا طبعاً
صُهيب : ممكن تفكّري في الموضوع بشكِل جادّي؟
ليَان : مكتبَك ؟
صُهيب بِضحكة : لا, الوظيفَة
ليَان : م..
يُقاطعها : لو ماواثقَة فيني ممكن تسألي عنّي آدَم , مُش هو زي أخُوك ؟
ليَان : لا هي ماحكاية ثِقة أو عدمهَا
ينظُر إليها بإصغاء : أها؟
تنظُر إليه , تُحرِّك عينيها بإستغراب : إنتَ بتعايِن ليّ كدا ليه؟
يتنحنحَ
تصدّ عنهُ بِملامح مُحرَجَة : طيّب أنا حنزِل هِنا
صُهيب : مش البيت لي جوّه
ليَان : لا حاخُد ركشة لي جوّه.. عشان ناس البيت وكِدا..
صُهيب : معليش , أخدتَ من وقتِك
تلتفِت إليه : لالا, خالِص
يعبَث بالمفتاح بإرتبَاك
تنزِل , تُغلِق الباب خلفها ؛ تمد كفّها عبر النافذة
يُفلِت المِفتاح , يسقُط , يُصافحها بإرتبَاك
تبتسِم : مع السلامَة
صُهيب : مع السلامَة..
في جهةٍ أُخرى :
مريَم : شنُو الجابَك هِنا ودي شنُو حالتَك دي !
محمّد : عايز أتكلَّم معاك
مريَم : أنا عندي طيّارة بعد ساعَة !
محمّد : عارِف
مريَم : أكيد ماجايّ تضيّعها عليّ !
محمّد : ممكن تسمعيني
مريَم : محمّد , قُلتَ طلاق وطلّقتَ , طلعت بإحترامي يشهَد الله كِلمة إعتراض وحدَه ماقُلتها , هسّي مُمكن أفهَم إن..
يُقاطعها بِنبرة مُتعَبة : أنا بحبِّك
تتساقَط الكلمات من لسانها , تتلعثَم , تصدّ عنهُ بِنظراتٍ لا تُفسَّر
في جهةٍ أُخرى :
تُصافحهُ دانيَة وتذهَب , يلتفِت إلى تِلك الغافيَة على كُرسي المطعَم , يُربِّت على كتفِها بهدوء : نُور
تُفيق فزِعه
آدَم : بِسم الله , بسم الله !
تزفُر : إحنا وين
آدَم : في المطعَم لسّه
تنظُر إلى ساعتها : مشَت الأميرَة ؟
آدَم بِضحكة : مالِك مع البِت ؟
تنهَض : ملوّنة بِزيادة كِدا , مادخلت قلبي
آدَم : بالعكس , حسّيت إني مُرتاح ليها شديد ؛ كأنّي بعرفها من زمَان
تنهَض : أمشي كلِّم أهلَك عنّها طيب, عالأقل تكبَر في نظرهم بعد ماصغّرتَك أنا
ينهَض خلفها : نُور
تخرُج , يدفَع الحساب ويلحَق بِها
تلتفِت إليه : الناس بتنسى وعُود الطفولة بسُرعة كِدا ؟
آدَم : أنا مانسيت..
تُقاطعهُ : لأ نسيت , لا نسيت يا آدَم ؛ والدليل إنَّك لأوّل مرّه خليتني في نُص الطريق ومشيت
آدَم : نُور أنا أهلي..
تُقاطعه : ماكان بيفرِق معاك زُول ! آدَم إنتَ كُنت بتأجِّل إجازتَك عشان نسافَر مع بعض ! جايّ في أصعب مرحلة تقول ليّ أهلي؟ وبعدين إنتَ عارفني ! إنتَ عارفني ! ما أوَّل مرّه أقول لا وأرجع في كلامِي , إنتَ كُنت دايماً بتصلّح الأنا بخربُو , وبرضو بتطبطِب عليّ رغم إني على غلَط , لأنَّك قارِيني وعارفنِي كويِّس ؛ فجأة قرّرتَ إني بلعَب بيك وبلعب بي أهلَك ؟
تصدّ عنهُ
يُمسِك بِذراعها : نُور
نُور : خلاص يا آدَم , مافي داعي نطوِّل الموضوع أكتَر من كِدا ؛ أنا ماعارفة ليه فتحتُو أصلاً
آدَم : نُور أنا موافِق
تلتفِت إليه
آدَم : موافِق , عايزَه نلعب عروس وعرِيس , عايزاني ألعَب دُور البوّاب ولا بتاع الدُكّان ولا بتاع الفُرن.. أنا حاضِر ؛ طيِّب ؟
نُور : آدم..
يُقاطعها : أنا حاضِر ؛ وما إتخلّيت عنِّك , وعُمرو ماحيحصَل كِدا
تبتسِم , تضرِب كتفه : حيوان
آدَم : مامُشكلة أنا عارِف إنّو قصدِك كلام حلُو بس مشاعرِك عيّانه شوية
تضحَك
آدَم : أركبِي يلّا
نُور : لا أنا حسُوق
آدَم : حاضِر
تضحَك وهيَ تفتَح الباب : حاضِر برضُو ؟
آدم بِضحكة : إتقمّصت الدُور بِسرعة
في جهةٍ أُخرى :
يبتلِع دمعهُ : حاولتَ.. حاولتَ بس إنتي أقوى من إرادتِي ومن محاولاتِي يا مريَم
مريَم : أنا ماسامعاك.. كُل البتقولوا دا ما مسموع بالنسبَة ليّ , لو خلّصت ممكن تطلَع ؛ عشان أنا ماعندي وقت أكتر أضيّعو
محمّد : إنتي كُنتي عارفَة إني حطلّقِك عشان أثبت ليك العكس , ليه سألتيني؟ ليه إتحدّيتيني بي سُؤالِك دَا
مريَم : أنا ماعارفَة حاجة وما إتحدّيتَك بي شي !
تُمسِك بذراعِه , ينهَض : أمشِي ؛ أمشي لي مرتَك ! أمشي ليها وإتطمّن على الفي بطنهَا
يقِف أمام الباب , تقِف أمامهُ : أمشي يا محمّد , وإعتبرني مطَب في حياتكُم , مهما كان قاسِي عدَّا , وعدّا بأقل الخسايِر
محمّد : مريَم أنا ماقادِر أتجاوزِك
مريَم : ما كُل حاجة ماعارفين نتجاوزها يعني حُب
محمّد : أنا مامُراهِق , أنا عارف..
تُقاطعهُ : طالما إنَّك مامُراهِق , ماتتصرَّف زي المُراهقين ؛ وأرجَع لي مرتَك
تفتَح لهُ الباب
يجرّ خطواتهُ إلى الخارِج ونظراتهُ تحتضن الأرض
تصدّ الباب خلفهُ بِغضب , تجلِس أمام المِرآة وتُزيل المكياج بملامح لا تُفسَّر
تأتِي صابرِين مُهرولة , تصطدِم بهِ أثناء نزولهُ , تفتَح الباب وتدخُل إليها : مريَم
لا تُجيب
صابرين : مريَم أنا آسفَة..
تخلَع ملابسها
صابرين : مريَم, باقي نُص ساعَة.. خلّينا نطلَع على الأقل
مريَم : ماحمشي مكَان.
مساءً :
تقِف خلف الباب , تفرك كفّيها بِبعضهما مُتوّترة
الجميع يترقّب كلمتهُ , آدَم ووالديْه , والدَة نُور وليَان ؛ ونُور التي خلف الباب
الفاتِح : إنتُو جيتُو بالباب , وطلبتُو البِت على سُنّة الله ورسولو ؛ وإحنا أدّيناكُم يا ولدِي
تزفُر نوُر وقَد سقَط عن قلبِها حِملٌ ثقيل
يبتسِم آدَم
تُزغرِد مُنى ,
تخرُج ليَان مُهروِلة إلى شقيقتها ؛ تحتضنها بِحماسة
نُور بِضحكة : الحمدلله, الحمدلله
__
في جهةٍ أُخرى :
تتذكّر ملامحهُ , قِلّة الحيلة التي كان يُحرِّك بِها كفّيه ؛ نظراتهُ لهَا , تقعِد حاجبيْها ؛ لَم ينظُر لها أحدٌ مثلهُ , لم تكُن يوماً الفارِق في حياة أحدهِم.. هل نهض من فِراش المرض وأتَى ؟
تنفض تلك الأفكار عن رأسها : إنتهَى.. إنتهَى ؛ خلاص
بعَد مرور يوم :
مساءً ؛
واقفاً أمام مبنَى الشرِكة ؛ بعد أن أُطفِئَت أنوارها ؛ وأُغلِقَت جميع الأبواب ,يُفكِّر للمرة الأخيرة ؛ هل يفعَل الصواب ؟
يتّصل على ذلك الرقم أدخلهُ توّاً إلى الشاشَة وهوَ يعتصر قلبهُ خوفاً عمّا يحصُل في الداخِل
-في الداخِل-
جالسةً خلف المكتَب ؛ تُفلِت الملفات بِتعب , تتنهّد وتنظُر إلى الساعَة
يُطرَق الباب , تبتلِع ريقها : أدخُل
يدخُل إليها : خلّصتي يا أُستاذة ؟
تنهَض : غالباً
راشِد : أقعُدي أقعدي , إرتاحِي
تحمِل حقيبتها : لا أنا طالما خلّصت حَ أمشي, أوَّل مره أستنى لوقِت زي دا في الشُغل أصلاً
يتقدّم نحوها : ولا في كندَا ؟
تتخطّاه , يُمسِك بِكفّها ؛ تصِيح : إنتَ بتعمَل شنو !!
يتحدّث بِنبرة باردَة : ولا حَاجة , إنتي مالِك متوتّرة كِدا؟
تُجيب بِنبرة خائفة : ما متوتّرة !
ينظُر إلى عينيها بِثبات : أوّل مره تتأخّري في الشُغل , أفهمها شنُو ؟
تُقطِّب حاجبيْها : تفهمها شنُو ؟
يضحَك : إنتِي فاهمَة وأنا فاهِم يا أُستاذة , في داعي للمُقدّمات دي كُلها
يُحيط خصرها بِكفّيْه
تلكُم أوسط وجهه بِقبضتها وتُهروِل
يلحَق بِها : إنتي مريضَة ولا شنُو !!
يُمسِك بِكفّيها خلف ضهرها , تركُل بِقدميها بِلا جدوَى
راشِد : ماكان الطيّب أحسَن؟
نُور : فكّني ياقذِر ياحقير !!
يقترِب , يُحرِّك شفاههُ على عُنقها
تصرُخ بِنبرة مُتحشرجَة : ماتلمسني يامُقرِف ؛ تصِيح باكيَة : ماتلمسني قُلتَ ليك !!
تتسلّل كفُوفَه إلى جسدها , تركُل وقبضتهُ تُمسِك بكفّيها ؛ تركُل وأظافرهُ تسير على طُول عُنقها لُتزيح القميص, فيقطُر الدَم , تصرُخ ؛ تُغمض عينيها و وجهُ ذلك الرجُل يُراودها , إطفاء السِجارة , خوفها ؛ صمتها
تركلهُ بِكل القوّة التِي أُوتيَت , يسقُط خلفها
تركلهُ بِقدميْها
مِراراً
تسحَبه من ربطة عُنقه لينهض ,
تلكمهُ حتّى تضعُف قوّة كفّها
تُقتحَم الغُرفة.. تدخُل قوات من الشرطَة إلى الداخل ؛ تنهَض عنهُ بأنفاسٍ لاهِثة , تزفُر بصوتٍ راجِف ؛ يأتِي آدَم إليها : نُور
تلتفِت إليه , تصِيح باكيَه ناطقةً بإسمهِ
يحضتنها إليه بِخوف : إنتي كويسَة ؟
تتشبّث بِه , يشعُر بِرجفتها بين كفّيه
آدَم : أهدِي , أنا جمبِك ؛ أهدِي
بعد مرُور يومَان :
يُركّز عدسَة الكاميرا , يُشير إليهم : موضوعيّة , نظراتكم في الإتّجاه دَا , أيوَه
تهمِس لهُ : خلاص أنا بقيت صنَم, خلّيهُو ينجِز!
يبتسِم : قرّبنا
المصوِّر : آخر صُورة ؛ يلّا , إبتسامَة يا عرُوس
تبتسِم رُغماً
آدَم : لا ماكِدا , الراجل حيشيل كاميرتُو ويجري
تضحَك
يلتقِط الصورة : مُمتازَة
يُتبَع...