جزء ٣٢

8.3K 157 3
                                    

الحلقة 31

فجر يوم الثلاثاء .. بعد أن أدت لمياء صلاتها .. دخلت شرفة منزلهم .. جلست على الأرض وقرأت بعض آيات القرآن .. ثم أغلقت مصحفها و نظرت
الى السماء .. كانت تفكر فيه ..مر يومان .. لم تحادثه ولم يحاول هو ان يتكلم معها .. لم يخالف وعده لها وتركها على حريتها .. بينها وبين
نفسها أشفقت عليه من أفعال خطيبته الأولى .. قدرت له وقوفه معها .. وكلما تذكرت كيف هي لفظته من حياتها بهذه القسوه .. تشفق عليه
أكثر .. ما يؤلمها أنه لم يثق بها ولم يصارحها بالحقيقه .. لكنه وبالتأكيد كان خائفا لو قال لها الحقيقه فتبعد عنه ويخسرها للأبد .. زفرت في
ضيق .. لم تعد تعرف ماذا تريد .. تشفق عليه وتعطيه العذر ولكن تغضب حينما تتذكر فعلته وعدم ثقته بها .. لابد أن تصل لقرار حاسم فاليوم
الثلاثاء والمفترض أن زفافها عليه بعد يومين .. ولكي تصل للقرار .. طرحت كل الأحداث جانبا

.. وسألت نفسها سؤال : إنتي هتقدري تعيشي من غيره ؟ هتقدري تبعدي عنه؟

توقعت حياتها بعد أن يتركها رامي .. أغمضت عيناها وتخيلت بعده عنها وعدم وجود اتصالاته المستمره .. وشقتهم التي يجهزوها للزواج .. لن
تعود سكنها معه .. لمسته التي باتت محلله له .. التي انتظرتها طوال أيام الخطبه .. لهفته عليها .. حبه الشديد لها .. وفوق كل ذلك حبها
وعشقها هي له .. أفعلته هذه سبب قوي لهدم كل مابينهم؟ أشرقت الشمس بكامل محياها .. صلت الضحى .. وقالت بعدها دعاء الاستخاره ..
ثم مسكت هاتفها نظرت له قليلا .. توكلت على الله واتصلت على رقمه

كان هو نائما .. استيقظ على صوت هاتفه .. بصعوبه فتح عينيه .. وجد اسمها .. اعتدل في مكانه وفتح عينيه جيدا .. نظر مره اخرى ليتأكد انه
حقيقه وليس حلم .. سعل ليجعل صوته عاديا ..

رد عليها بلهفه : الو .. لمياء

انتابتها القشعريره لسماع صوته قالت بصوت تحاول ان يبدو ثابت : السلام عليكم

رامي بتأثر : وعليكم السلام ياحبيبتي .. أخيرا سمعت صوتك .. يالميا

انا كنت ميت من غيرك اليومين اللي فاتوا .. يا..

لمياء مقاطعه : من فضلك يارامي .. انا لسه ماقولتش قراري النهائي ..

رامي بقلق : هو الموضوع صعب اوي كده؟ مفيش ليا اي ذكرى حلوه تخليكي تغفريلي ؟

لمياء وقد شعرت أنه فعلا أثر عليها وقالت : لازم نتكلم الاول

رامي سريعا : تحت أمرك في أي وقت .. أؤمريني

ابتسمت لمياء للهفته وقالت : ماشي .. ياريت النهارده ..

رامي : طيب ممكن اجي اوصلك الشغل بس .. مش هتكلم والله .. هوصلك بس أشوفك

ثم تنهد وقال : وحشتيني اوي

لمياء بدلع قاصده : تؤ .. مش رايحه الشغل النهارده

ذات الوجه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن