الحلقة 29
وصلت الطائره أرض مطار القاهره .. وكان في استقبالهم رامي بسيارته .. أوصلهم للمنزل على وعد بزيارته لهم في الغد .. وصلوا في ساعه مبكره .. كانت الهام في انتظارهم ..
الهام : حمدلله على السلامه يااولاد ..
قبلها شريف من وجنتيها ومن يدها وقال : الله يسلمك ياأمي
أقبلت عليها غاده بابتسامه فرحه : وحشتيني اوي ياطنط
الهام : وانتي وحشتيني اكتر ياغاده .. قوليلي ياماما بقى بقينا في بيت واحد
صعدوا وجلسوا في حجرة المعيشه ..
الهام : والله يابنتي مانا عارفه انتي اصريتي ليه تعيشي معانا هنا
غاده مداعبه : ايه ماما هتقل عليكوا ولا ايه؟
الهام : لا والله بتكلم جد .. انتي عروسه ومن حقك تعيشي في بيت ماحدش يضايقك فيه
غاده : بس انا عارفه انك طيبه وانا مش هتضايق من قعدتي معاكي هنا .. بالعكس ..
ثم قالت بمرح : دانتي هتبقي في صفي لو شريف فكر يزعلني ولا حاجه .. مش كده ولا ايه؟
الهام : كده ونص .. هو حد يقدر يزعلك طول مانا عايشه
شريف : الله الله .. انتوا اتفقتوا عليا .. لا ياماما انا عايزك تنشفي كده وتبقي ولا ماري منيب في زمانها
الهام : عليك انت انما غاده حبيبتي لا طبعا
ضحكت غاده من قلبها .. قامت وجلست جوارها وقبلت رأسها ..
الهام : قوموا ارتاحوا دلوقتي .. ناموا شويه لحد ما اخلص الغدا ..
غاده : لا انا مش هنام انا هساعدك في المطبخ
الهام : لا لا .. انا عايزاكي ترتاحي وتبقي رايقه عشان بليل اهل شريف جايين يباركلكوا
وقفت غاده : يعني متأكده انك مش عايزه مساعده انا والله ماتعبانه ومش جايلي نوم أوي
شريف : انتي بتتهربي ولا ايه ؟ الست بتقولك روحي ارتاحي .. افهمي بقى
نظرت له غاده وهي تبرق له بعينيها بينما ضحكت الهام لمداعبته وقالت : انا ياخويا مش قصدي حاجه ..
ثم قالت بلؤم : ولو عايزه تيجي تساعديني خلاص ياغاده انا غيرت رأيي .. تعالي يابنتي
شريف وهي يشد غاده الى حجرتهما : هو انا ماليش رأيي في البيت ده .. هترتاحي يعني هترتاحي
سعدت الهام لفرحة شريف بعروسته .. دعت لهم بالحياه السعيده والذريه الصالحه ..
وفي وقت الغذاء
شريف : مين اللي جاي بليل ياماما
الهام : خالتك طبعا وبناتها .. وعمتك هدى قالت انها هتيجي شويه بعد العشا هي وخالد .. واحتمال عمك حمدي يجي بس مأكدش بنفسه .. هدى هي اللي قالت انه احتمال يجي واحتمال لأ
شريف : جايين من الشرقيه على هنا ولا هما اصلا في القاهره ؟
الهام : من هناك على هنا على طول وهيروحوا في نفس اليوم مش بايتين
ثم نظرت لغاده وقالت : ماتكلمي ولاد عمك ومامتهم يجوا النهارده يتعرفوا عليهم
غاده : النهارده ؟ طيب هكلمهم واشوف ظروفهم ايه
وفي المساء .. جاءت خالة شريف امال .. وبناتها ايمان واماني وامنيه
استقبلتهم الهام وجلست معهم الى ان نزل اليهم شريف وهو ممسك يد غاده .. سلم عليهم جميعا هو وغاده وجسلوا معهم في بهو الفيلا ..
امال : طبعا انتي مش فاكره حد فينا .. مع ان احنا سلمنا عليكي في الفرح
ايمان : هتفتكر مين ولا مين ياماما .. الفرح ماشاء الله كان مليان ..
شريف : اومال لو شفتي القاعه عندنا كانت عامله ازاي .. زحمه جدا حتى الصحفيين والمصوريين كانوا اكتر من المعازيم نفسهم
ضحكت امنيه وقالت : وفي الاخر مالاقيش ولا صوره ليا في اي مجله من اللي نزلوا صور الفرح
شريف : ازاي يافالحه .. المصوريين كانوا عند قاعة الرجاله بس وبعدين كنتي خرجتي وقولتيلي وانا اتصورت معاكي مخصوص
امنيه : لا ياخويا مانت كنت في ملكوت تاني خالص ..
وقالت وهي تنظر لغاده : الحب الحب بقى
شريف : ماتزعليش منها ياغاده .. امنيه دي لسانها فالت منها على طول نستني اعرفك على الباقي
ثم قال: ايمان خريجة اداب متجوزه وجوزها في السعوديه حاليا .. اماني السنه الجايه بكالريوس صيدله .. واخر العنقود الست امنيه في ثانويه عامه ..
غاده : انا مبسوطه اوي اني اتعرفت عليكوا ..
امنيه: وبما اننا اخوات آبيه شريف .. هتلاقينا ناطيين عندك كل شويه .. يمكن يجي حظي في صحفي كده يكتشفني
غاده : انتي عايزه تطلعي ممثله ولا ايه؟
امنيه : لا لا ممثله ايه وكلام فاضي ايه .. انا حلمي في الصحافه نفسها
غاده : طيب يعني تدخلي اعلام بقى ودي عايزه مجموع عالي
امال : اعلام ايه بس .. جامعة الزقازيق مافيهاش اعلام .. هتعملي ايه
امنيه : عارفه والله ياماما.. بس لو جبت مجموعها .. يبقى تستاهل اني انزلها كل يوم القاهره
امال : طيب انجحي الاول ونشوف اللي ممكن يحصل
امنيه : شكلك بتسكتيني ياأم إيمان
امال : اسكتي بقى صدعتي الناس برغيك ده ..
غاده : لا والله دي دمها خفيف جدا
امنيه : اخيرا لقيت حد ينصفني في العيله دي
شريف : اه ياندله بتبيعيني .. دانا اللي الوحيد اللي بستحملك ياظريفه
غاده : بس اماني ساكته ليه مابتتكلميش
اماني : هه .. لا ابدا ..
امال : هي امنيه مديه فرصه لحد يتكلم
امنيه : يادي امنيه .. انا هطلع بره في الحديقه .. الجونينه اللي بره دي ..
امال : احسن اهو تريحينا
خرجت امنيه وجلست بالحديقه الصغيره بالخارج وفي اذنيها سماعات التليفون تستمع لاحدى الاغاني .. بينما ظل الجميع بالداخل.. وبعد قليل وجدت امنيه من يقف بسيارته امام المنزل .. عمة شريف وابنها ..
هنا قالت امنيه لنفسها : مممم عشان كده يااماني متنحه من ساعت ما جيتي...
عبروا البوابه الخارجيه .. لمحوا أمنيه التي تجلس قرب الفيلا .. سلمت عليهم ورافقتهم الى حيث الباب ..
أستأذنتهم أن تدخل قبلهم لكي تنبه غاده بإرتداء الحجاب
هنا قال خالد : لا لا خليها براحتها أنا هقعد هنا أستنى شريف
هدى : ماشي ياحبيبي
شعر بالضيق يغزو قلبه .. فكان على وشك أن يراها ولكن لم يكن الحظ حليفه .. ذهب الى الكرسي الموجود في الحديقه منتظر شريف وهو يهز قدمه في عصبيه
***************************
دخلت أمنيه ومعها هدى .. سملت عليهم واحده تلو الآخرى .. بينما كان عينا أماني تنظر الى الباب منتظره ظهور شخص ما .. مالت عليها أمنيه وقال بخفوت : هيدخل إزاي يافالحه وغاده قاعده بشعرها ومش متغطيه وبعدين ماتبصيش على الباب هتفضحي نفسك
عقدت أماني حاجبيها وجلست عائده الى صمتها مره اخرى
قالت هدى : خالد بره مستنيك ياشريف ..
الهام : مادخلش ليه هدى
هدى : عشان لو غاده واخده راحتها ولا حاجه
شريف : انا طالعله
جلس شريف في الحديقه الخارجيه .. وجلست النساء بالداخل .. وبعد حوالي ساعتين ..
امال : احنا يادوب نمشي بقى
الهام : ماتباتي ياامال .. وسافري الصبح .. هتركبوا مواصلات دلوقتي؟
امال بصوت خافت : نبات ايه .. البيت في عرايس
الهام : طيب شريف يوصلكوا موقف السلام بس واركبوا من هناك مواصله واحده على هناك على طول
امال : لا خليه هو مع عروسته واحنا هناخد تاكس للسلام ونركب من هناك
هدى : ايوه فعلا خلي شريف وخالد هو اللي هيوصلهم
الهام : طيب ماشي
سلمت هدى وامال وبناتها على الهام وغاده .. وشرعوا في الخروج من المنزل .. وكلما اقتربت أماني من الباب زاد خفقان قلبها .. فهي على بعد خطوات منه .. قصدت أن تتلكأ في خطواتها لكي تكون أخر الخارجين من المنزل .. خرجوا من الباب .. وقف خالد وشريف ..
هدى : يلا ياخالد .. هنوصل امال والبنات لحد السلام ..
خالد : اوي اوي .. اهلا وسهلا
امال : معلش يابني هنتعبك معانا
خالد بابتسامه : ابدا ياطنط .. حضرتك تؤمريني
سلم على بناتها بإماءه من وجهه .. ونظر الى أماني التي كانت تتحاشى النظر اليه .. كان يتمنى أن يرى في عينيها أي تأثر برؤيته .. لماذا دائما يراها ولا تتقابل عينهما .. نسى نفسه للحظات وهو يتأملها من بعيد .. لكن أمنيه التي لا يفوتها شئ لاحظت ذلك ..
اقترب خالد من والدته وقال لها هامسا : بقولك ياماما الوقت اتأخر أوي .. أنا رأيي أوصلهم لبيتهم أحسن بدل مايركبوا مواصلات .. بنات لوحدهم
هدى : هتروح الزقازيق وترجع في الوقت المتأخر ده؟
خالد : عادي ياماما .. هوصلك إنتي الأول وبعدين هوصلهم ..
هدى : وماله يابني بس خد بالك وأوعى تنام وانت سايق
خالد بسعاده : ماشي حاضر
بعد ان استقروا داخل سيارته
امال : والله ياجماعه كان تاكسي هيوصلنا ولا تتعبوا نفسكوا
خالد : مايصحش ياطنط لا تاكسي ولا ميكروباص .. انا هوصلكوا لحد باب البيت
نظرت أمنيه وأماني الى بعضهما في دهشه بينما قالت امال : لا لا مايصحش الساعه داخله على عشره ..
خالد وهو يقول بهدوء : ماهو عشان كده ماينفعش تركبوا لوحدكوا مواصلات دلوقتي .. بس هنوصل ماما البيت ونرجع على الطريق على طول
نظرت له من خلفه بإعجاب شديد وسعاده بالغه .. فهو يشعرها بأنه رجلهم ويخاف عليهم .. وسعاده بأنه سيرافقهم مده طويله الى بيتهم ..
نزلت هدى الى منزلها وودعتهم .. جلست امال بجانبه مكان هدى .. والفتيات الثلاث بالمقعد الخلفي
انطلق خالد مره اخرى الى طريقه .. نامت امال وكذلك ايمان وأمنيه .. ولكن أماني لم تضيع لحظه واحده في النوم وهي معه في مكان واحد
كان ينظر لها في المرآه الداخليه كل دقيقه .. بينما هي لم تنظر له .. فقط شعورها وهي قريبه منه يشعرها بالسعاده البالغه .. هكذا هي أماني رصينه في جلستها .. متحكمه في مشاعرها .. غير مندفعه في كلامها .. كانت تنظر الى الطريق وتفكر به في نفس الوقت الذي هو يجلس قربها .. لم تنظر اليه .. فقط مطمأنه أنها جواره .. وصلوا لمنطقه في الطريق اختفت فيها أعمدة الإناره .. فغلف الظلام المكان .. فجأه وجدته يضئ النور الداخلي للسياره .. نظرت له تلقائيا والتقت عينهما في المرآه .. اختلج قلبها لنظرته الثاقبه ..
قال لها بصوت هادئ : مانمتيش ؟
قالت : لأ
خالد : في بكالريوس السنه الجايه ؟
أماني : إن شاء الله
ابتسم وقال : بالنجاح إن شاء الله
أماني : شكرا ..
عاودت النظر الى الطريق .. وهو الى صمته والنظر لها خلال المرآه ..
وصلوا الى المنزل .. شكرته امال كثيرا على تعبه اطمأن خالد على صعودهم المنزل .. وعاد الى القاهره مره اخرى .. وهو مازال يفكر في تلك الفتاه التي شغلت قلبه منذ صغره .. يحبها وربما من قبل ان تشعر هي به .. لفتت نظره من صغرهما .. هدوئها ورقتها جذبته من الصغر .. فهو انسان عاقل ولم يكن في صباه ومراهقته كباقي اقرانه .. لم يكن طائشا او متهورا او يسعى لعلاقات مع البنات .. بل كان ينفر ممن يراهم هكذا ..
وهذا ما لفت نظره في أماني .. كانت طالبه متفوقه وهادئه .. تفكيرها يسبق سنها .. عندما كان هو في السنه الاولى في كليته كانت هي في الاول الاعداي .. ولكن كلامها واسلوبها كأنها اكبر من ذلك بكثير وهذا ما أثار اعجابه بها ولكنه فضل ان يكون هذا في قلبه ولم يبوح به احد حتى والده ووالدته الى ان يحين الوقت المناسب لإعلان حبه لها ..
***********************
جلست أمنيه على سرير أماني في حجرة الأخيره .. نظرت الى اختها التي وقفت تمشط شعرها ببطء أمام المرآه وهي شارده
أمنيه : انتي كنتي عارفه ان طنط هدى جايه عند شريف؟
أماني : أيوه
أمنيه : عشان كده
أماني : عشان كده ايه؟
أمنيه بصوت رجولي : السنه الجايه بكالريوس مش كده؟
ثم عدلت صوتها وقالت بتهكم : ايه ياختي الرجاله دي !! هما دول الكلمتين اللي عرف يقولهم؟ اش حال ماكنا كلنا نايمين والجو رايق
نظرت لها أماني في حده وقالت : احترمي نفسك ياأمنيه .. وبعدين انتي كنتي عامله نفسك نايمه وبتتصنتي علينا
أمنيه : انا كنت نايمه فعلا بس صوتكوا صحاني .. وبعدين انتوا هتجننوني .. انا واثقه انه على الاقل بيفكر فيكي .. ده غير ان سيادتك بتموتي فيه
أماني بعصبيه : ماتسكتي بقى يابت انتي .. انا غلطانه اني قلتلك على الموضوع ده من الاول
أمنيه : قولتيلي ايه دانا اللي عرفتها لوحدي .. فطنه اوي انا
أماني : طيب ياست الفطنه امشي بقى على اوضتك عايزه انام
أمنيه : اسمعيني بس ..الراجل مافيش حد في حياته وانا شايفه ان انتوا بينكوا حاجات كتير زي بعض يبقى انتي انسب واحده ليه
أماني بسخريه : أنسب اه .. انما اقرب لقلبه ماعتقدش
أمنيه : طيب ايه رأيك اني لاحظت انه بصلك اكتر من مره ..
أماني : عادي بحكم اني واحده من اللي قاعدين وهو بيوجه كلامه للكل
أمنيه : بت انتي فاقده الاحساس كده ليه؟ مش عارفه تحددي اذا كان بيبصلك عادي ولا عشان حاجه تانيه
مسكت أماني الشماعه التي كانت على الكومودينو وضربت بها اختها ضربات متتاليه : طيب اطلعي بره ياممتلئة الاحساس انتي بأه
وقفت أمنيه وهي تتأوه من ضربات أختها وجريت خارج الحجره وقالت لها أماني وهي تطردها من الغرفه : حلو الاحساس ده ياطفله؟
اغلقت أماني باب حجرتها وأطفأت النور .. نامت وهي تفكر فيه كعادتها كل يوم .. لا تراه الا كل فترة طويله نظرا لبعد العلاقه العائليه بينهم . فهو ابن عمة ابن خالتها .. تراه فقط قدرا عندما تكون في زياره عائليه عند خالتها .. وليس كل مره ..
والذي لم تكن تعلمه أماني .. أن خالد هو الآخر يفكر فيها قبل أن يدق هو باب قلبها
________________________________________