الحلقة 49
امنيه : الليه يخربيت الجواز على الحمل على اللي عايز يتجوز من أصله
حسام : لا حول ولا قوة الا بالله .. هو كل يوم أجي من الشغل على الموال ده
أمنيه : هو انت حاسس بحاجه .. انت اللي حامل ولا انا
حسام : وايه شكوة النهارده يااستاذه
أمنيه : شكوة النهارده !! انت بتتريأ ؟
حسام يجز على أسنانه : لا مابتريأش .. بهزر ياروحي بهزررررر .. مالك بقى
أمنيه : متغاظه منكوا كلكوا اشمعنا انتوا وأنا لأ
حسام : ده مش كلامي ده كلام الدكتوره .. انتي ماينفعش تصومي خالص
أمنيه : مقهوره اوي ومتضايقه .. دول التسع الاولى من ذي الحجه ازاي ماصومش ياجدعان ... بص يابرنس انا هصوم واقول للدكتوره اني بفطر بيس يابا ؟
حسام : وانا هتقوليلي ايه؟
أمنيه : لا انت حبيبي جدع وهتداري عليا
حسام : طيب انا هقول لمامتك و ماليش دعوه..
أمنيه : كده ياحسام طب يكون في علمك لو انا فطرت انت كمان هتفطر .. يانصوم سوا يانفطر سوا
هنا رن هاتفها .. امنيه : ده أبيه –ايوه ياكبير – ازيك عامل ايه – ايه ؟؟ - ايه ؟؟؟ يالهوتاااااااااااااااااااااااااااااااااي – ايه اللي انت بتقوله ده – يامصيبتي السودا – اهدى ايه ؟؟؟ انت تعمل كده ؟؟ وفي مين ؟؟ في ابله غااده ؟؟ كده ياابيه ؟؟؟ وايه المطلوب مني ؟- اروحلها – دي ممكن تشيلني هيلا بيلا وترميني في الشارع – بتحبني ايــــه اسألني انا – ايوه ماهو اي حاجه من ريحتك هتديها بالشلوت – طيب خلاص ماتزعلش هروحلها – حاضر – وهبقى اقولك – سلام .
أغلقت وبدأت اتصال جديد مع أماني .. قال حسام : في ايه ؟ هو عملها ايه؟
شاورت له بيدها لينتظر ..
أمنيه : وعليكم السلام – ايوه يابنتي – لا متخافيش مش بولد ولا حاجه – بقولك شفتي اخوكي هبب ايه ؟ ربنا يسامحه – طلق أبله غاده – آه وربنا لسه مكلمني من شويه وقايلي – اعمل فيه ايه ده قال بيقولي طلقها امبارح وراجع نادم النهارده – اه بيقولي عايزني اروحلها اتطمن عليها وعلى الولاد – هتيجي معايا ؟- اعدي عليكي مين ياروح امك انا محتاجه اللي يجيب ونش يشيلني من البيت لحد بيت ابله غاده – طيب مستنياكي اكون أكلت حسام – سلام.
حسام : أكلت حسام ؟؟؟؟ ده لفظ تقوليه ؟؟ على أساس ان حسام ده قطة مربياها في البيت ؟
أمنيه : لا أسد ياحبيبي مش قطه .. وبعدين مش تحمد ربنا اني طبخت أساسا .. ده انا على وش ولاده ياجدعان
ثم قالت بحزن : مش عارفه ايه اللي جرالهم بس .. ما كانوا اتصالحوا وبقوا زي الفل
**********************
دخلت الى حجرتها القديمه .. أغلقت الباب خلفها .. خلعت نظارتها الشمسيه السوداء .. والتي أخفت عيناها عن كل المرافقين لها طوال الطريق .. غير مصدقه انها ستعود مره اخرى لتلك الحجره .. والتي شهدت عذاب حبها مع شريف .. الان تعود اليها ومعها أطفاله .. وليس بارادتها .. هو من لفظها من حياته بقراره وبمنتهى القسوه .. شعرت بالألم يعتصر قلبها من جديد كلنا تذكرت كلماته .. واختفاءه من أمامها بعد ذلك .. حتى لم يأتي يطمأن عليها وهي طريحة الفراش .. ولماذا يأتي فهي لم تعد تخصه .. لم تعد تخصه ؟؟؟!! بكت مجددا وهي تتيقن وتؤكد نتيجة كلماته .. أستستطيع العيش بدونه كما هو أراد؟؟ أم هل ستمارس حياتها وعملها كما من قبل ؟؟
دخلت عليها جيهان في تلك اللحظه ...
خفضت نظرها واستدارت كي لا تواجهها .. امسكت جيهان كتفها بلطف وقالت : غاده .. انتي قاعده لوحدك هنا ليه؟
غاده بتنهيده : خلاص ماهي بقت أوضتي من تاني ..
جيهان : بتقولي كده ليه ؟ بكره ان شاء الله تتصلح الامور بينكوا
غاده بحده : انتي بتخرفي بتقولي ايه ؟؟؟ مش ممكن طبعا ..
جيهان وهي تحاول تهدأتها : طيب طيب خلاص مش مهم ..
غاده : انتي فاكره ان احنا متخانقين زي المره اللي فاتت ؟؟ خلاص ياجيهان هو اللي اختار ..
جيهان : ماشي ياغاده .. اهدي بس وماتتكلميش في حاجه
دخلت فوزيه وقالت : في ايه ياجيهان ؟ غاده بتزعق ليه؟
غاده بعصبيه : بتقولي بكره الامور تتصلح بينكوا ؟؟ كلام فارغ
نظرت لها فوزيه بتمعن وقالت قاصده : طبعا كلام فارغ .. مفيش حاجه اسمه تتصلح الامور .. مش هترجعيله
نظرت لها غاده بطرف عينها وقالت : أيوه .. أيوه طبعا
تعجبت جيهان من والدتها وقالت : طيب انا هروح للولاد ..
مسكت فوزيه يدها وأجلستها على طرف الفراش .. ثم جلست جوارها وقالت : ماتخافيش من حاجه طول مانتي في وسطنا .. ولو حاول يجي ويتكلم معاكي هرفض ومش هخليه يشوفك .. مبسوطه كده ؟؟
هنا بكت غاده وقالت : مش لو جه أصلا ياطنط ؟؟
وزادت في البكاء .. فوزيه : مش يمكن يجي يصالحك .. انتي ساعتها هتوافقي تقابليه ؟
رفعت غاده نظرها وقالت والدموع تملأ عينها : لأ طبعا ..
ثم قالت بعصبيه : مش عايزه اشوفه مش عايزه اشوفه .. باعني بكل سهوله وطلقني .. طقني ياطنط .. ياااه دي كلمه صعبه اوي .. احساس بشع .. يطردني بره حياته .. انا اللي كان بيسمعني احلى كلام حب .. يجي في لحظه ويهدم حياتنا بكلمه .. ازاي ؟؟ ازاي هنت عليه وازاي هان عليه ولاده ..
فوزيه : الموضوع أكبر من كده ياغاده .. اكيد في ابعاد تانيه للموضوع .. واكيد في سبب اللي انا لسه ماعرفتوش لحد دلوقتي ..
غاده : سبب ايه؟
فوزيه : سبب الطلاق .. ماهو أكيد مطلقكيش كده من غير سبب .. انا بس مش عايزه اتكلم معاكي وانتي لسه ماستردتيش صحتك .. بكره ياحبيبتي نبقى نتكل براحتنا واتأكدي ان احنا هنا كلنا عشان نسعدك ومحمود وهاني اخواتك وهيحموكي ويجيبولك حقك
ثم قالت : ده لو ليكي حق ..
طرقت جيهان الباب وقالت : غاده .. أمنيه وأماني بره .. عايزينك
نظرت فوزيه لها وقالت : غريبه .. عموما قابليهم كويس .. هما في بيتك مهما كان ..
غاده : حاضر
فوزيه : ومهما حصل ولا اتقال منهم .. ماتبينيش اي رد فعل .. خليكي بوش واحد طول القعده معاهم .. لان اي كلمه هتخرج منك او اي تصرف .. هيتنقله على طول
غاده : ماشي
خرجت لهم غاده .. سلمت عليها أمنيه وهي متوجسه خيفة منها وكذلك أماني ..
أمنيه : قبل اي كلام ياأبله .. انا جايه أطمن عليكي بس وماليش دعوه بآبيه خالص .. انا اساسا هقاطعه ومش هكلمه تاني
أماني : احنا اصلا كنا خايفين لاماترضيش تقابلينا .. وساعتها كان هيكون عندك حق ..
غاده باقتضاب : وانتوا ذنبكوا ايه ؟
أمنيه : خالتو الهام لما تيجي وتعرف .. مش هتسامحه ابدا .. انا عارفه هي بتحبك اد ايه
غاده بألم : وهو ؟
نظرت لها أمنيه بحزن .. فقالت أماني محاوله تغيير الموضوع : الولاد كويسين ؟
غاده : كويسين
أماني : بصي ياغاده .. انا مش هنحاز لصفه عشان هو اخويا .. ولا ليكي عشان انتي فعلا قريبه من قلبي .. انا هقولك كلمه قلتهاله في التليفون قبل ماجي.. .. قال رسول الله صلى الله عليه سلم "الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزله أعظمهم عنده فتنه يجيئ أحدهم فيقول مازلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا فيقول إبليس لا والله ما صنعت شيئا ويجيئ أحدهم فيقول ماتركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال فيقربه ويدنيه ويلتزمه ويقول نعم أنت" فهمتيني ياغاده
غاده : فاهماكي طبعا بس خلاص ايه فايدة الكلا
تدخلت امنيه وقالت : بصي ياابله سيبك من كل حاجه في الدنيا .. بعد تلات ايام بالظبط هنبدأ اول أيام ذي الحجه .. مش عايزاكي تفكري فيه خالص .. اتجهي لله في الفتره دي .. و.. وبعد العيد يمكن تكون النفوس هديت ولو في حاجه ممكنن تتصلح .. عشان الولاد ياريت تتصلح
نظرت لها غاده بحده .. فأسرعت اماني وقالت : ولو مفيش أمل للصلح مفيش مشكله محدش هيجبرك على حياه انتي مش عايزاها
وقفت غاده وقالت في حده اكبر : مش انا اللي مش عايزه الحياه معاه .. هو اللي اختار النهايه .. مش انا اللي قولتله انت طالق ياأماني .. هو اللي انهى كل حاجه ..
صمتت قليلا ثم قالت : أنهى كل حاجه للأبد ..
نظرت امنيه واماني لبعضهما .. وقفت أماني : طيب احنا هنمشي دلوقتي ..
وقفت أمنيه وسلمت عليها وقالت : هتجيلي لما أولد
لاحت ابتسامه على شفتي غاده وقالت : هتولدي امتى ؟
أمنيه : كمان اسبوعين ان شاء الله
غاده : كويس عشان تصومي
أمنيه بغيظ : لا ياختي مش هصوم الدكتوره مانعاني . حسبي الله ونعم الوكيل
أرادت غاده ان تضحك ولكن لم تطاوعها شفتيها وكأن عضلات وجهها كان مجهزه للبكاء وليس الضحك والابتسامه ..
غاده : ربنا يقومك بالسلامه .. اكيد هجيلك باذن الله
************************
شريف : يعني زي مارحتوا زي ماجيتوا
أماني : انت مش ملاحظ اننا زي الاطرش في الزفه .. احنا لحد دلوقتي مانعرفش ايه السبب اللي خلاك تعمل كده
نظر لها بتردد وقال : سبب متخلف ..
خالد : متخلف زيك
نظر له شريف باندهاش
وقف خالد وقال بشده : ايوه متخلف .. لما انت ممكن تتصالح معاها بعد الخلاف اللي بينكوا بيوم .. معني كده ان المضوع ابسط مما يكون وليه حل .. يعني مايستدعيش انك تطلقها ..
شريف : ماهو انا ممكن ارجعها في لحظه
أمنيه بسخريه : لا واللــــــــــــــه !!
شريف : ماتتلمي يابت ..
أمنيه : ترجعها في لحظه !! والله انا لو منها ماديك الفرصه أبدا تعمل كده .. وهي ايه مالهاش رأي ؟؟
شريف : محدش فيكوا عارف حاجه .. محدش يعرف اللي بينا
أماني : وهو ده اللي نفسي اعرفه ..
أمنيه : انت عارف ياآبيه .. انا اول ما جيت البيت هنا .. مكنتش بلبس زي دلوقتي .. كان ممكن انحرف والله العظيم زي ما بقولك كده .. فاكر سيف اللي كان بيموت نفسه عشان يخطبني .. اهو بسبب نصايح أبله غاده ليا مكنتش هبقى بنت كويسه وملتزمه واخلي واحد زيه يلف ورايا عشان يخطبني .. كانت بتوجهني وقالتلي اغير نظام لبسي عشان ابقى محترمه ومحدش يبصلي .. وكمان خليتني ابعد عن الاغاني تماما . الاغاني اللي كانت كل حياتي وكل جديد فيها تلاقيني على طول متابعاه .. الست دي ليها فضل عليا كبير .. اتمنى انك تعرف ترجعها وتصلح غلطتك
شريف : مش غلطتي لوحدي ياأمنيه ..
خالد : أكيد .. اكيد في غلط مشترك بينكوا انتوا الاتنين .. احنا مابنرميش اللوم عليك .. انت بس المفروض كمان تصبر اكتر من كده وماتنهيش كل حاجه .. كنت كراجل تمسك لسانك شويه وتحكم المواضيع
شريف : انت راجل اهو وأماني معاها شهاده من كلية عاليه .. تقدر تقولي انت ليه ماخليتهاش تشتغل ؟
خالد : انا عايز كده دي وجهة نظري وانا وهي مقتنعين .. واخد بالك انا وهي .. يعني مش انا بس وفارض رأيي عليها
شريف : يعني أماني مكنتش بتطلب منك الشغل في الاول ؟؟
أماني : طلبت كتير بس خلاص اقتنعت ودلوقتي مش عايزه اشتغل .. فعلا زمان كان فارق معايا لكن دلوقتي لأ ..
خالد : بس مش معنى كده ان الست اللي بتشتغل مش محترمه والست اللي مابتشتغلش محترمه ..
شريف : انا فاهم .. بس قصدي ان اماني احترمت رغبتك ومانزلتش الشغل
أمنيه : يعني المشكله بسبب شغلها ؟؟
شريف : تقريبا
خالد : بس هنا في فرق .. انا متجوز اماني وهي مش بتشتغل وموضوع الشغل جد علينا .. انما انت متجوزها وهي بتشتغل اصلا .. يعني انتي موافق على المبدأ من الاصل
شريف : طيب بس مكنتش اعرف ان حياتنا مع شغلها هتبقى عامله كده وخصوصا في الرساله
أماني : هتبقى عامله كده ازاي؟
شريف : انتي ياأمنيه كنتي شاهده على حياتنا .. فاكره كانت بتقضي الساعات في أوضة المكتب في ام الرساله بتاعتها دي؟
أمنيه : الحقيقه اه .. مكناش بنشوفها تقريبا
خالد : اومال انت فاكر ايه ؟؟؟ الرساله دي شئ بشع بشع .. اسألني أنا .. وكمان التخصص بتاعها صعب .. لا لا .. المفروض كنت تشجعها وتحفزها وانا شتيفك بتقول أم الرساله .. وده عدم تقدير منك ... وبصراحها في الايام الاخيره اللي كانت بتنهي في رسالتها كنت بستغرب منها .. ازاي عندها 3 ولاد وقدرت انها تخلص رسالتها وبامتياز !!
شريف : مش ببلاش يا خالد .. اديك شايف اللي وصلناله انا وهي .. وكله بسبب انشغالها عني
أمنيه : ايوه بس هي خدت الرساله خلاص من كام شهر .. ايه اللي جد؟
أماني : يمكن .. يمكن .. موضوع البنت دي بتاعت المجله ..
اطرق شريف برأسه : لا مش كده .. الموضوع ده كان اتحل وانتهينا منه
خالد : ياخي والله انت بتستهبل ..يعني واحده سامحتك على خيانتك ليها .. وكملت حياتها معاك عادي .. تيجي انت وتطلقها لاي سبب تاني !!
أراد شريف أن يخبرهم عن شوقي وعن غيرته عليها منه وعن استهتارها بكلامه وارائه وعن اهمالها لاطفالها .. صمت وكتم في نفسه ولم يرد
رن هاتف أمنيه :أيوه ياحسحس – لا انا عند آبيه شريف واماني وآبيه خالد – لا ماتجيش هروح مع أماني – لا طبعا هتوصلني هي تقدر تقولي لأ – بس ابقى انزل سندني عشان السلم – اه دي جزاتي تتريأ عليا في الاخر – سلام
شريف : كنت فاكرك هتعقلي لما تتجوزي
أمنيه : ياخويا بلا نيله .. الجواز على اللي بيتجوزوا .. انا عارفه كنت مستعجله على ايه ؟
أماني : انتي كنتي بتروحي السنه اللي فاتت الامتحانات ازاي ببطنك دي ؟
أمنيه : مكنتش بروح المحاضرات اوي كنت بروح الامتحانات بس .. وكنت بصعب على المراقبين كل شويه يجيبولي ميه ويعرضوا عليا كرسي مريح غير الكرسي الناشف ده ..
شريف : وهتعملي ايه السنه الجايه وانتي معاكي نونو صغير؟
أمنيه : مش هروح كتير في الاول .. عادي .. ولما اروح هودي البيبي عند حماتي او عند أبله لميا .. او اماني .. الحمد لله العيله كبيره
شريف بسخريه : ويلف الزمن وتتعاد الاحداث
أمنيه : اللي هو ايه ده؟
شريف : ماهو شحططة ولادي عند كل بيت شويه كان مجنني بردو
خالد : ممكن يكون عندك حق في دي .. بس يعني لو كنت صبرت كلها سنه وريم تدخل مدرسه وكده كده الصبح مش هتكون في البيت وبعدها بسنه علي وعبد الرحمن هيحصلوها
دمعت عينا شريف عند ذكر اسماء اطفاله ..
امنيه : مالك ياآبيه ؟؟
شريف بحزن : مع اني بسافر وببعد عنهم ايام طويله .. بس اليوم ده فرق معايا حاسس انهم وحشوني اوي .. كلهم وحشوني اوي .. مش عارف ازاي سبتها كده وخرجت .. مش قادر اتخيل منظرها وهي بتقع من طولها ولوحدها في البيت ..
مسكت أمنيه يده وربتت عليها بحنان وقالت: هتتحل باذن الله .. هتتحل .. فاكر زمان لما بعدتني عن حسام .. وكنت هموت واعرف اخباره من اخته بس وكنت ممنوعه منك .. أبله غاده كانت بتصبرني وتقولي ان كل حاجه بايد ربنا مش بايد شريف .. انت كمان خليك مؤمن بكده .. ادعي ربنا يصلح الحال .. ويجمعك بيها على خير قريب
مسح دموعه وقال : يارب .. يارب
******************
في اليوم التالي .. اتصل محمود على شريف ..
شريف بلهفه : ألو .. ايوه يامحمود
محمود بجديه : أيوه .. انا كنت بتصل عشان غاده ليها طلبات من البيت وعايزه تاخدها
شريف : بالسرعه دي ؟
محمود : سرعة ايه؟ ده الوضع الطبيعي
شريف : احم.. أيوه .. اتفضلوا في أي وقت
محمود : تمام .. بليل هاجي انا واختي ان شاء الله
شريف : هي مش هتيجي ؟
محمود : نعم؟؟؟
شريف : ولا حاجه .. مفيش
أنهى محمود معه المكالمه بجفاء ..
قالت فوزيه والتي كانت تجلس بجواره مستمعه لحواره
فوزيه : ايه يامحمود المعامله دي ؟؟ انت كده بتعقدها مش بتحلها ..
محمود بغضب : انا اللي أحلها ؟؟ المفروض كان البيه يجي يتكلم معايا راجل لراجل ويقولي بنتكوا عملت كذا وكذا وكذا .. وبعدين انا احاول ساعتها احل .. لكن هو كأنه طفل مش عارف يعني ايه جواز وطلاق
فوزيه : مش جايز تكون هي غلطانه بردو؟
محمود : جايز جدا .. ماهو محدش منهم عايز يتكلم ويفتح بقه .. كل اللي طالع عليها : عايزه هدومي وحاجتي من هناك .. وهو اول مره اكلمه المفروض يقولي عايز اكلمك واقعد معاك شويه .. ساعتها هرحب بيه في بيتي او اتقابل معاه بره زي ماهو عايز .. بس هو كأن مفيش حاجه .. وبيكلم اخو حبيبته مثلا .. واخد موقف الضعيف مع انه يقدر يقوي موقفه ويدعم نفسه بالاعذار والحجج اللي وصلت الوضع بينهم للي هما فيه
فوزيه : ربنا اعلم باللي بينهم انت ماتحكمش عليهم
محمود : ايوه بس ..
فوزيه : خلاص يامحمود .. غاده مهما بينت انها رافضاه انا حساها من جواها بتتقطع .. زعلانه اوي اوي .. متأكده من احساسها .. بالله عليك يامحمود .. بالله عليك .. لو جت فرصه تصالحهم على بعض .. صالحهم وماتديش فرصه للشيطان يبعدهم اكتر من كده .. عشان الولاد على الاقل
محمود : حاضر ياماما .. هحاول
******************
مرت الايام .. لم تذهب غاده لعملها .. تحججت بمرضها رغم انها تحسنت صحتها ولكن عقلها مازال في غيبوبه ولا تقدر ان تعود لعملها وابحاثها بنفس التركيز .. أرجأت العوده الى ما بعد عيد الأضحى ..
واتفقت العائله ان يتجمعوا كل يوم على مائدة الافطار .. الى ان يأتي العيد .. هاني وجيهان .. محمود وساره .. واولادهم .. يجتمعون عند فوزيه وتشاركهم غاده بقليل من الطعام الذي يسد جوعها طوال اليوم ..
تعيش بين أربع جدران .. قضت معظم وقتها في الصلاه وقراءة القرآن .. أرادت ان تنول ثواب العشر ايام الاولى من ذي الحجه ..
كانت تساعد في اعداد الطعام .. وجدت نفسها وقد نسيت كل شئ عن المطبخ واعداد الطعام .. وكأن يدها تعودت على المشارط والملقاط الذي يخص حجرة العمليات .. واعتادت منظر الدم والعظام والعروق والاعصاب .. والان مجرد انها تعد طبق من السلطه .. كأنه عمل شاق عليها لم تفعله منذ سنين ..
في يوم من الايام العشر الاولى كانت واقفه بجوار فوزيه تتابعها وهي تنظف السمك بحرفيه ..
غاده : ياطنط خدي بالك هتتعوري كده
ضحكت فوزيه : لا ياروحي ماتخافيش .. تعرفي انتي بس تجهزي التتبيله وتطلعي الدقيق؟
غاده : تتبيلة ايه ؟
فوزيه : طيب اعملي السلطه الخضرا والطحينه
غاده : الخضرا ماشي .. بس الطحينه انا نسيت بنحط عليها ايه؟
نظرت لها فوزيه بنظرة ذات مغزى وقالت : انتي ماكنتيش بتطبخي في بيتك ياغاده ؟
تألمت غاده من كلمتها وقالت : لا .. ما... حما..
لم تعرف ماذا تلقبها الان .. قالت بتنهيده : مامته كانت بتطبخ كل يوم انا مكنتش بدخل المطبخ .. اوقات قليله بس عشان اغسل طبقين ولا حاجه
فوزيه بقصد : مع انك قبل كده كنتي بتقفي معايا في المطبخ .. زمان .. فاكره زمان ياغاده ؟ فاكره قبل ماتتجوزي
نزلت الدموع من عيناها وقالت : بتفكريني ليه ياطنط ؟
فوزيه : انا مابفكركيش .. انا بس بعرفك الفرق بين زمان ودلوقتي ..
تركتها وغادرت المطبخ .. بقيت غاده بمفردها في المكان .. ذلك المكان الذي لم تعره انتباها طوال ايامها مع شريف .. لم تخطيه وتعرف اسراره مثل باقي الزوجات .. لم تحترف ولم تتعامل معه حتى كمبتدأه.. لم تحمد ربها على وضعها مع حماه دللتها وحملت عن اكتافها وقفة المطبخ واعداد الطعام .. منذ حملها بتوأمها ويمكن قبل ذلك .. وهي توقفت عن تقطيع اللحوم لشريف .. وتركت المهمه أيضا لحماتها .. ولم يتبرم شريف ولم يعترض .. رويدا رويدا كانت غاده ترى بعض اخطائها .. ولكن شئ في قلبها يصر ان يحمله الخطأ كله .. او معظمه .. فهو من ألقى كلمة الطلاق ..
قطعت فوزيه تفيكرها ودخلت المطبخ : انتي لسه واقفه مكانك ياغاده .. روحي صلي العصر وارتاحي في اوضتك ..
غاده : والسلطه ؟
فوزيه : ماتشغليش بالك .. ساره هتنزل دلوقتي تعمل الرز وهخليها تعمل السلطه على السريع كده
غاده : لا .. انا .. انا عايزه اعملها
فوزيه وقد فهمت ما يدور بخدلها : لسه بدري على المغرب .. روحي صلي وارتاحي وشوفي ولادك اقعدي معاهم شويه .. وقبل المغرب بنص ساعه .. هندهك تعملي السلطه .. وهقولك كمان على سر الطحينه بتاعتي .. محدش بيعرف يعملها زيي ابدا .. حتى عمك الله يرحمه كان دايما يقولي كده
ابتسمت لها غاده وذهبت الى حجرتها ..
*****************
عاش شريف تلك الايام في بيته .. لم يغادره الا قليلا .. يرد على اتصالات والدته في سرعه .. تسأله عن غاده يقول لها انها بخير .. وان تليفونها مغلق بسبب ان الاطفال أوقعوه في المياه وستحضر هاتفا جديدا بعد العيد .. لم تفلح كذبته في طمأنة الهام .. حجه واهيه لاقناعها بسبب غلق هاتفها باستمرار .. ولكن اضطرت الهام لان تبتلع الاكذوبه وتنتظر لان تأتي وتعلم ما يدور .. يفطر عند أمنيه يوم وعند أماني في يوم آخر .. دام الحال هكذا الى يوم العيد صباحا ..
بعد أن آتى الجميع من الصلاه .. شعرت غاده بالتغيير .. فكأنها تصالحت على نفسها .. وردت اليها غاده القديمه .. المرحه التي كانت تعشق الحياه بكامل تفاصيلها وليس غرفة العمليات فقط وحصر مهامها فيما يوجد على سرير المريض ..
وقفت معهم يعدون طعام الافطار المعروف في صباح هذا اليوم بينما ذهب الرجال ليتموا الأمور الخاصه بالأضحيه ..
بعد قليل أتى الرجال والتف الجميع حول مائدة الطعام في الحديقه الخلفيه .. وقبل أن يبدأوا في الطعام سمعوا جرس المنزل يقرع ..
تركهم محمود وذهب الى الخارج .. ثم عاد بعد قليل وهو يصوب نظره الى غاده .. قال : شريف واقف بره .. وعايز يدخل يشوف ولاده ويعيد عليهم
سقطت المعلقه من يد غاده ولم تسقط وحدها بل سقطت عبره من عينها سريعا وهي تعلم انه على بعد خطوات منها .. وقفت بارتباك وغادرت الحديقه .. دخلت الى غرفتها واغلقت الباب عليها وانكمشت على السرير وهي تضم ركبتيها الى صدرها وكأنها تأخذ وضع الدفاع عن قلبها ..
وعند المائده وبعد ان تركتهم غاده .. وقفت فوزيه وقالت : خليه يدخل يامحمود واعزم عليه يفطر معاكوا .. لازم يفطر معاكوا
محمود : بس ياماما ..
فوزيه : مافيش بس .. ونبقى نتكلم بعدين مش هتسيب الراجل واقف بره وتقف تبسبس
التفتت الى جيهان وساره .. يلا يابنات شيلو نص الاطباق دي وظبطوا الترابيزه تاني واحنا هناكل جوه مع غاده .. يلا بسرعه
دخلت ساره على غاده .. فزعت عندما رأت الباب يفتح وتخيلت ان شريف هو الذي يدخل .. ثم هدأت عندما رات وجه ساره
ساره : انا ياغاده ماتخافيش
دفنت رأسها بين ركبتيها مره اخرى .. وهي ترتجف ..
جلست ساره جوارها وقالت : انتي فاكره ان حد تاني هيدخل عليكي ..
ضحكت لتحاول تخفيف توترها وقالت : لا ياغاده ماتخافيش وراكي رجاله .. انا بس دخله اقولك ان احنا نقلنا قعدتنا جوه .. انا وانتي وماما فوزيه وجيجي .. والولاد معانا بس هو طلب يفطر مع ولادك .. والباقي جوه
غاده : مش هخرج من هنا الا لما يمشي خالص
ساره : يابنتي احنا قفلنا على نفسنا خالص صدقيني .. في الصاله بره هنا حتى الشيش اللي بيبص على الجنينه قفلناه وشدينا الستاره .. امان امان .. يلا بأه ماتبوظيش فرحة العيد .. عشان تاخدي الثواب
قامت معها على مضض .. وجلست معهم وهي تسترق النظر الى الشيش الذي يفصلها عن شريف ..
***************
ذهب محمود ودعا شريف للداخل .. وعندما رآى شريف المائده واصرار محمود على تناول طعام الافطار .. رفض كثيرا في البدايه ولكنه وتحت اصرار محمود أذعن له وجلس معهم .. بعد الطعام تركه الرجال ليجلس مع أطفاله قليلا .. أعطى لهم العيديات وأعطاهم لعبا كان أحضرها لهم وأيضا للأطفال الباقيين .. لم يريد ان يذهب .. كان يأمل أن يراها ولو قدرا .. ولكن كأنه مكتف .. لم يستطع ان يسأل حتى عليها . كيف كانت وكيف أصبحت ..الذي كان يشعر به وبلوعته .. هاني .. يسترق اليه النظر ويرى في عينيه حزن المشتاق .. فسر مابعينيه جيدا وفهمه ولكنه لا يوجد بيده شئ .. بينما محمود ينظر له وبداخله علامة استفهام كبيره .. لمـــاذا تم الطلاق ؟
انتهت زيارته .. وغادر في هدوء ..وصل و وقف امام منزله .. لا يريد ان يدخله في صباح يوم كهذا ويجده مثلما تركه منذ قليل .. صامت موحش .. لا يوجد من يملأه بالضحكات .. زفر بضيق وهو قابع بسيراته .. لا يريد ان يتحرك ويترجل منها .. آتاه اتصال .. رامي .. وبعد السلامات والتهنئه بالعيد
رامي : تعالى اقعد معانا شويه
شريف : انتوا ؟ انتوا مين وفين؟
رامي : احنا عند حماتي .. اختك هنا اصلا من بعد الصلا ..
شريف : طيب .. هاجي ان شاء الله
أغلق معه واتصل على أماني ..
شريف : كل سنه وانتي طيبه ..
اماني : وانت طيب ياشريف .. دبحت ولا لسه؟
شريف : أيوه من بدري ..
أماني : طيب تعالى افطر معانا .. احنا عند طنط هدى
شريف : لا ياحبيبتي انا فطرت من شويه .. هروح اعيد على امنيه واجيلك بعدها ..
اماني : ماشي ياشريف مستنياك
اسند رأسه على المقود .. كل عائله تحتفل مع بعضها بالعيد .. عدا هو .. نعم هو قابل اولاده ولعب معهم واعطاهم العديه والهدايا .. ولكن .. لا يكتمل العيد الا برؤيتها .. قلبه يعتصر ألما لما حدث لها .. يود أن يعاقب نفسه لانه السبب في هذا .. ماذنب أطفاله في تفككهم والبعد عن والديهم في يوم كهذا .. لم يفكر قبل ان ينطلق لسانه بكلمته .. لم يفكر في العواقب .. ولكن حدث ما حدث .. والآن ما عليه الا ان ينتظر كما قال له رامي .. وينتظر والدته ان تعود فمن الجائز ان تكون لها يد مساعده في عودتهم كما يأمل ويتمنى
************************
بعد صلاة الظهر .. اتجه الجميع الى مضاجعهم بعد لهو ولعب وضحك امتد منذ صلاة الفجر مرورا بصلاة العيد والافطار وما بعد ذلك .. استأذنت جيهان من هاني ان تنام مع غاده في حجرتها .. بينما نام هاني مع اولاده واولاد اخته في شقة محمود وساره
اطفأت الانوار وكان شعاع الشمس يخترق الحجره بقوه من بين فتحات الشيش ولكنه أضفى جوا هادئا للحجره
جيهان : الفطار كان تقيل اوي .. اااه يابطني
غاده : حد قالك تتقلي في اللحمه كده ..
جيهان : الصراحه ساره وماما بيعملوا الاكل بطريقه اووووف وهميه
غاده : وانتي؟
جيهان : بتعلم .. و بتحسن
وقالت بفخر : وبشهادة نوني
غاده : نعم يختي ؟ ومين نوني دي؟
ضحكت جيهان : نوني ده هاني .. انا بدلعه كده
غاده : وده دلع تدلعيه لراجل .. انا افتكرتك بتتكلمي عن بنت
جيهان : لا ياروحي انا مابقلوش كده قدام الناس .. انما بيني وبينه الدلع على أصوله
غاده : احترمي نفسك يابت انتي
جيهان : هو انا بتكلم عن صاحبي .. ده جوزي يامه يعني الدلع كله
ثم قالت ببطء : ولا انتي ماكنتيش بتدلعي على شريف
غاده : مابلاش بقى السيره دي
جيهان : انا نفسي اتكلم معاكي ياغاده من يومها على السيره دي وبصراحه كده انا جيت هنا عشان اتكلم معاكي والكل نايم
غاده : مفيش كلام يتقال
جيهان : لا في .. انا جيهان ياغاده .. جيهان اللي الاوضه دي شهدت على كلام كتير اوي بينا عن شريف .. فاكره ياغاده .. فاكره العياط والقلق والحب والفرحه .. كل ده عيشتيه قبل ما تتجوزوا .. ايه اللي حصلكوا ياحبيبتي ؟ ايه اللي جرا عشان حبكوا الكبير ينتهي النهايه البشعه دي؟
تنهدت غاده ونظرت لها : مش انا اللي نهيت النهايه البشعه دي
جيهان : بس اكيد كنتي السبب في كده
غاده : قصدك ايه؟
جيهان : انا معرفش ايه اللي حصل بينكوا عشان احكم .. بس لو عايزه تتكلمي .. مش هنلاقي وقت أحسن من دلوقتي تقوليلي
نظرت لها غاده متردده .. ثم وقفت وتركت الفراش وجلست على الكرسي المقابل لجيهان
أخذت نفسا عميقا وروت لها ماحدث .. حول اتهامه لها بالتقصير وانها مشغوله عنه حول غيرته الشديده من دكتورها والتي لا ترى هي انه كما يدعي شريف .. وحول انه طلب منها مرارا ان تترك العمل .. وروت لها عن حيلته وكذبته في حكاية سفره والتي صدقتها ولكن كشفتها بنفسها بعد ذلك .. وروت لها موقف الطلاق ..
جيهان : بصراحه ياغاده انا شايفاكي غلطانه
غاده باستنكار : أنا؟؟؟؟
جيهان : أيوه .. غلطانه جدا .. أولا كان ممكن تستغلي موقف الغيره ده لصالحك بذكاء .. مش تردي باندفاع وتدافعي عن راجل غريب لا وكمان جوزك بغير منه ..
غاده : ايوه يعني كان ممكن اعمل ايه؟؟؟
جيهان : يعني كلي بعقله حلاوه .. قوليله بدلع : انت بتغير ياكوتي انت بتغير يابوتي .. ده مفيش راجل يملا عيني غيرك .. ده مين ده اللي بتقول عليه .. ده مايجيش جنبك حاجه .. هو فين وانت فين .. ده انت اللي في القلب والعقل .. كده يا عبيطه
غاده : وكان هيتأثر؟
جيهان بعصبيه : يامصيبتي السودا هو انا بتكلم مع واحده مش متجوزه ولا ايه؟ مش عارفه اذا كان الدلع هيأثر على جوزك ولا لأ ؟؟ وافرض ماأثرش فيه الدلع .. يبقى تحطي لسانك في بقك وتسيبيه يفش غله فيكي ولما يهدى اتكلمي معاه بعقل طالما الدلع مش جايب نتيجه .. مع اني ماعتقدش ان في راجل يقدر يقاوم دلع مراته عليه
ثم قالت متعمده غيظها : ولو انا شايفه انك لو عملتي ايه مش هيتأثر
غاده بغضب : قصدك ايه ؟؟؟؟
وقفت جيهان بحده : قصدي بصي لنفسك في المرايه .. فين اهتمامك بفسك ؟ فين وشك اللي كان منور ايام فرحك ؟؟ لسه مستمره على الكريمات والمرطبات ولا رمتيهم ورا ضهرك اول ما بدأتي مذاكره ؟؟
غاده بعصبيه : ياسلاااام؟ مش انتي اللي كنتي بتقولي ان الشكل اخر حاجه يفكر فيها الراجل وان شريف بيحبني لشخصي وبس ؟
جيهان : طيب ماشي .. وفرضا .. معنى كده انك تهملي في نفسك وتنكشي شعرك وتلبسي اي حاجه . ومش مهم المظهر والمهم الجوهر ؟؟؟ كلامي اللي كنت بقوله قبل كده مكنش على شكلنا اللي ربنا خلقنا بيه .. لا .. انا قصدي على الاهتمام اللي بيظهر جمال خلقة ربنا .. والاهتمام بالزوج اهم من كل ده
غاده : ومين قالك اني مكنتش بهتم .. بس انا كمان ليا طموحي وحياتي وهدفي .. عمري ما شفته بيشجعني ولا حتى بيتابعني ..
جيهان : وانتي عمرك تابعتي ماتش ليه ولا دوري ولا كاس؟
غاده : وانا هفهم ايه في الكوره؟
جيهان: وهو هيفهم ايه في الطب؟
غاده : انتي بتدافعي عنه كده ليه؟
جيهان : بالعكس انا حياديه ..بصي ياغاده انتي شغلك مهم وعلى عيني وعلى راسي ..بس انا اعتقد انك انتي اللي وصلتي لشريف لمنطقه يقولك فيها سيبي الشغل ..
غاده :ازاي؟
جيهان : أهملتيه ياغاده .. مجرد انه يعرف واحده عليكي كان المفروض تعملي ستبوب .. وتعيدي حساباتك
نظرت لها غاده وصمتت لأول مره .. وهي تدير كلام جيهان في عقلها ..
أكملت جيهان : ومع اهمالك المستمر .. بدأ يحس ان شغلك واخد حيز كبير في حياتك .. مع انك كان ممكن توزني الامور .. حتى لو اتعطلتي شويه في شغلك وفي رسالتك بس كنتي هترضي جوزك .. حبه هنا وحبه هنا .. لكن انتي ميلتي كفة الشغل والرساله .. واضح ان شريف كراجل معندوش مشكله ان مراته تشتغل .. جميل .. لكن انتي بنفسك اللي صنعتي المشكله دي .. خلتيه يكره شغلك لانه بياخدك منه ومن بيتك وولادك .. ومعلش ياغاده انتي في نعمه كبيره .. حماتك بتطبخلك وشغاله بتنضفلك .. كل يوم .. يعني معنديش مشكلة كل ست ..
غاده : للدرجه دي انا زوجه فاشله ؟
جيهان : لا ياماما انتي بس خدتك زهوتك بنفسك ونسيتي دورك الرئيسي .. الزوجه والام .. والدليل اللي حصل لريم .. وبردو ماتعظتيش .. مش عارفه ياغاده انتي خدتي كل قلم وقلم وبردو مابتفوقيش .. الطلاق هو النهايه وربنا مش هيحذرك بعد كده الا لما تفقدي حد عزيز عليكي بجد ..
غاده : انتي مكبره الموضوع على فكره .. شريف اصلا متدلع وبيحب الاهتمام بيه هو وبس حتى لو انا معنديش حاجه تخصني او تهمني ليا لشخصي مش هتفرق معاه ..
جيهان : هو متدلع .. دلعيه وايه المشكله .. كده تاخدي منه اكتر ياهبله ..
غاده : كنت كده في الاول والله و...
شردت بذهنها وتذكرت في أول حياتها معه .. عندما جهز لها حجرة المكتب والسياره ..
غاده باستسلام : فعلا عندك حق ..
ثم نظرت لها وقالت : ويعني كل الغلط عليا أنا ؟
جيهان : لا طبعا .. نص الغلط عليكي .. ونص الغلط عليه ..
غاده : خلاص مافيش منه فايده الكلام
جيهان : يعني ايه ؟ مش هترجعوا لبعض؟
غاده وانتي شايفاه واقف بره بيرفص في الارض عايز يرجعني .. ماهو جه ومشي من غير مايفكر يسأل عليا
جيهان : ياعبيطه هيسأل عليكي مين ؟ محمود ولا هاني ؟ وبعدين اقولك على سر .. هاني قالي انه شكله كان زعلان ومهموم .. وكأنه بيفكر فيكي ..
غاده بسخريه : دخل جوه مخه وعرف ؟؟
جيهان : لا يافالحه دي حاجه تتعرف لوحدها
غاده : مالوش لازمه الكلام دلوقتي .. خلاص .. انا معنديش حاجه اهم دلوقتي من ولادي .. وشغلي
جيهان : يخربيت دماغك الناشفه .. كلامي ده محوقش فيكي ؟
غاده : لا .. كلامك قلب عليا المواجع واللي افتكرت اني نسيتها ..
جيهان : ربنا مايجعل في حياتك مواجع .. خلاص ماتفكريش في حاجه دلوقتي وكويس انك اتكلمتي وطلعتي اللي في قلبك .. يلا نلحق ننام شويه قبل ما تيجي مرات عمك وتصحينا نعمل الاكل
تمددت غاده جوارها .. ولكن عيناها متيقظه .. هي بين أهلها .. معها أولادها .. انما هو بمفرده .. حتى والدته غير موجوده .. اين سيتناول طعام الغذاء ؟ اين ومع من سيحتفل بالعيد .. شعرت بوخز في ضميرها وفي قلبها .. قالت في سرها :: ااااااه ياشريف ... ليه عملت فينا كدا ؟؟ كنت استنيت عليا شويه لو كنت غلطت في حقك .. عاقبني بأي طريقه الا انك تطلقني .. ياترى هتسافر زي ماكنت ناوي ؟ ولا خلاص سبب بعدك انتهى ؟
ظلت تفكر فيه رغما عنها .. الى ان دخلت عليهم فوزيه لتوقظهم .. لان هاني ومحمود آتوا باللحمه ونهضوا ليعدوا معها طعام الغذاء ..
بعد ايام قليله كان هذا المشهد الجلل في بيت شريف
الهام : ده اللي كنت موصياك عليه ياراجل يامحترم
شريف : ماهو ياماما
الهام : اخرس خالص وماسمعش حسك .. انا عماله اقول .. في ايه ؟ الاتصالات اتقطعت فجأه ليه؟ قلت لنفسي .. اخركوا خناقه زي اي خناقه بتحصل بينكوا .. انما تطلقها ؟؟؟؟ اتجننت في عقلك ؟؟؟ كرهتها ومش طايقها .. فكر في ولادك .. لا وكمان كانوا واقفين وانت بترمي اليمين ؟؟؟ يارب عوضي عليك في عقل ابني اللي طاااار ..
شريف : ياماما انتي فاكره اني هسيبها .. انا هردها .. بس لما تهدى شويه مش دلوقتي
الهام : والله لو عملت كده لتقل من نظرها ويتخسف بيك الارض .. هو حقك اه .. بس انت كالعاده مش عايز تشغل مخك .. وعايز الحاجه اللي انت عايزها تتحقق من غير تعب ..
شريف : ازاي ياماما .. انا ياما صبرت عليها .. اللي هي وصلتله ده بسبب صبري عليها .. كان ممكن امنعها من اول يوم جواز بس انا اللي سبتها وكنت جنبها لما خدت الرساله بس هي اللي اتمادت وماحستش انها ليها بيت وزوج وتلات ولاد محتاجين اهتمام اكبر من الاول .. حتى انا بطلت تهتم بأحوالي ولا تتكلم معايا .. دي مكنتش بتتكلم معايا من الاول وزاد وغطى انها قطعت الكلام خالص .. فاكره لما كنت بقولك ان مي بتتكلم معايا في كل اللي يخصني .. غاده مش كده ليه انا مش فاهم .. انا بحبها هي .. وعشان كده كان نفسي تهتم بشغلي وبحياتي الخاصه .. حتى موضوع تفصيص الاكل رغم تفاهته وانا عارف انه شئ بسيط بس بيأثر فيا بالايجاب .. يعني لما الاقيها منها لنفسها قاعده بتحطلي أكلي في طبقي هفرح ويزيد حبي ليها .. حاجات بسيطه بتأثر في نفسي وبتزيد قدرها عندي ..
هدأت نفس الهام وقالت : عارفه ياحبيبي .. طيب كنت حاولت تفهمها كده قبل ما تقولها الكلمه الصعبه دي
شريف : ومين قالك اني ماقلتش وماحاولتش .. بس هي دماغها في الشغل والنجاح والمنصب .. وانا وعيالها رقم اتنين مش رقم واحد في حياتها
الهام : روحتلها ولا شوفتها ؟
شريف : لأ .. رامي قالي بلاش دلوقتي وبصراحه استنيت لما تيجي واشوف هنعمل ايه
الهام : يعني انت عايز ترجعها ؟
شريف : مش محتاجه سؤال
الهام : بس كده مش صح ..
شريف : يعني ايه ؟
الهام : يعني انتوا الاتنين غلطانين ولازم كل واحد فيكو ياخد هدنه مع نفسه ويعرف غلطه فين ولو هيعرف يصلحه .. والا هتحصل مشاكل تاني ..
شريف : مستعد أعمل اي حاجه عشان ارجعها ..
الهام : اتصدق ياشريف ... اتصدق وادعي .. الدعوه وقتها مستجابه
شريف : ماهو احنا عاملين الدار دي وبحط فلوس الصدقه فيها
الهام : الصدقه بالفلوس وبالعمل .. يعني اعمل عمل خير .. اصلح بين اتنين .. سد دين عن واحد عاجز .. كده يعني ..
لمعت في عقله فكره .. ولكن أجلها فيما بعد ..
**********************