جزء ٤٤

6.6K 143 5
                                    

الحلقة 43

قبل مانبدا ف فصل احب اقولكم ان غادة حامل فى توام ماشى المفروض كنت اجيب سيرة الحته قبل كده بس نسيت

شريف : جالي عقد احتراف في المانيا والنادي وافق ..وانا رتبت كل حاجه لينا كلنا
ثم زادت ابتسامته وقال بسعاده اكبر : هنسافر في أقرب وقت
كان أثر الصدمه واضح على وجهيهما .. ولكن مشاعرهم مختلفه تماما
الهام : والمانيا كويسه يابني
ضحك شريف وقال : طبعا كويسه جدا ياأمي .. ده نادي بايرن ميونخ والاحتراف ليه مزايا كتير بلعب ماتشات دوليه اكتر بتزيد لرصيدي وكمان خبرتي في اللعب بتكبر وبعدين المستوى المادي مختلف تماما .. تقدري تقولي دي زي مكافأة نهاية الخدمه بس جاتلي بدري شويه ..
الهام : طيب وغاده ؟ وشغلها ؟
هنا وأخيرا حركت غاده رأسها بعد حالة الجمود والشرود التي كانت فيها بعد القاء الخبر .. ونظرت الى الهام دون أي تعبير على وجهها ثم نظرت الى شريف وكأنها تقول له : انت نسيتني ومامتك افتكرتني !!!
قال : المستشفيات هناك كتير وخصوصا في مجال العظام .. وانا هناك ممكن بسهوله اخليها تشتغل في اي مستشفى
شعرت بالغضب يتزايد داخلها ونفسها غير منتظم .. وقفت وقالت : هدخل اوضتي اجيب حاجه بس
تابعتها الهام وشريف ثم التفتت الهام لشريف وقالت : بص انا مش هسافر معاكوا .. انا ياسيدي هقعد في بيتي ومش هسيبه ...
شريف : لوحدك ياماما ؟
الهام : لا .. ممكن اوي انزل الزقازيق عند امال واقعد معاهم .. مفيش غيرها هي وامنيه .. ولما امنيه تيجي في الدراسه هخلي امنيه وامال يجوا هنا .. يعني محلوله الشتا هنا والصيف هناك .. ماتقلقش ومعايا خالد اهو موجود ورامي لو عوزته في اي وقت هلاقيه ..
شريف : مممم طيب ابقي اتكلمي مع خالتو الاول وشوفي هتعملي ايه ..
ثم نظر الى باب الحجره وقال : هروح اشوف غاده اللي راحت تجيب حاجه ومجتش دي
***************************
شريف وهويغلق باب حجرته خلفه : انتي قعدتي هنا وماجيتيش ليه؟
غاده ببرود : فيها ايه !! عادي
شريف : مالك ياغاده .. مش فرحانه ليه؟
غاده باستنكار : فرحانه !!!
شريف : أيوه أنتي وماما رد فعلكوا كان غير ما كنت متوقع خالص
حاولت ان تبدو هادئه .. أخذت نفس طويل وقالت : فاكر ياشريف لما رجعنا من شهر العسل وقلتلك اني قررت ارجع العياده؟ فاكر قولتلي ايه؟
قبل أن يرد قالت هي سريعا : أقولك أنا .. قولتلي ازاي تفكري وتقرري لوحدك وأنا المفروض جوزك وحسستني اني غلطانه .. نفس الموقف بيتكرر دلوقتي مع الفارق الجوهري والمهم انك بتقرر لنفسك ولينا كلنا وانا ساعتها قررت لحاجه تخصني لوحدي .. وكل ده وعايزني افرح وانت حتى مافكرتش في شغلي ولا في رسالتي اللي مش عارفه اخلصها ولا في حملي .. مفكرتش لما هولد مين هيخدمني .. انا حامل في اتنين ياكابتن .. ومعايا كمان واحده ساعتها هيكون عندها أقل من سنه ونص
سمعها شريف في ضيق ولكنه التزم الصمت الى ان انتهت ..
قال : اولا انا مانسيتكيش زي مانتي فاكره .. انا سألت وعرفت ان هناك أقوى واكبر المراكز الطبيه المتخصصه في علاج وجراحة العظام في العالم وحاولت أوصلهم عشان تشتغلي هناك لما نروح .. ردوا عليا وقالوا تبعت السي في بتاعك الاول .. طبعا ماقدرتش اكمل اكتر من كده لانك المفروض تعملي انتي كده وبالنسبه للرساله اي دكتور هناك يكمل اشراف عليها
غاده : بس انا مرتاحه مع الدكتور علي .. وكمان انا وصلت لمستوى في المستشفى كويس واحتمال كبير اوصل لمنصب أكبر ..
شريف بسخريه : منصب اكبر ايه .. يعني هتتغير رتبتك من دكتوره لفريق اول دكتوره
استاءت من سخريته وقالت : لا ياكابتن انا مرشحه بعد سنه اكون نائب رئيس القسم ورغم صغر سني الا ان الدكتور علي رشحني.. ولازم اثبت نفسي لحد ماأولد وكمان بعد الولاده لازم اكمل عشان اخد الدكتوراه قبل السنه دي ماتعدي
شريف : يعني انتي كمان بتاخدي قرارات في شغلك من غير ماعرف
غاده بعصبيه : انت بتغير في الكلام ليه دلوقتي انا لسه زي مانا الموضوع مش أكتر من ان الدكتور علي قالي إن في ...
قاطعها وقال : مش عايز اعرف الدكتور بتاعك قالك ايه .. واضح اوي ان في حاجات اهم في حياتك مني يادكتوره .. كذا مره حذرتك وفهمتك اني بتضايق من كده انما انتي في وادي تاني .. عايزه كل حاجه في ايدك كل حاجه .. انا والشغل والنجاح ..
غاده : وليه أخسر حاجه فيكوا .. المفروض تشجعني وتساعدني على كده
شريف : وليه ماتكمليش اللي بدأتيه هناك وانا هشجعك واساعدك
غاده : لو كنت عايز تشجعني كنت شجعتني هنا قبل حتى ما تجيلك فرصة الاحتراف .. وكمان انا لو رحت هناك هبقى ببدأ من الاول وجديد وهمسح تاريخي كله بأستيكه
شريف : وفيها ايه !! في غيرك بيتمنى السفر وانتي مش راضيه ؟!!
غاده :بس انا مش عايزه اسافر ياشريف ..
نظر لها بصدمه وبخيبة أمل ثم استدار واتجه لباب الغرفه .. سبقته ووقفت امام الباب وقالت : طيب هو انت لو رحت هتغيب اد ايه او هتنزل كل اد ايه؟
شريف : لما يكون في ماتشات دوليه عشان انا في المنتخب .. او اجازات محدوده جدا
غاده : طيب ماينفعش تسافر لوحدك في الاول بس وانا لما اولد واخد الدكتوراه هحصلك
شريف : يااااه لما تولدي وتخلصي؟ هتقدري تعيشي كل ده من غيري؟؟ طب وبالنسبه للمنصب رفيع المستوى هتتنازلي عنه ياجناب الدكتوره ؟؟
نظرت له غاده بألم بعد سخريته المتتاليه وقالت : اللي انت عايزه اعمله ياشريف ..
أزاحها من طريقه بهدوء وفتح الباب.. خرج واغلقه وراءه .. بعد أن ترك في نفس غاده أثر سئ إثر سخريته اللاذعه منها ومن عملها .. ولكن أيضا هي تركت في نفسه أثر سئ إثر عدم اهتمامها به وعدم اكتراثها بالبعد عنه فتره طويله وكل هذا في سبيل شهادتها وعملها
******************
خرج من المنزل .. ذهب الى النادي مره اخرى وهو يدخل بسيارته من بوابة النادي كانت مي واقفه في ساحة انتظار السيارات بالداخل بجوار سيارتها الصغيره .. وكانت على وشك أن تستقلها وتغادر ولكنها تسمرت عندما رأت شريف وهو يدخل للساحه .. ظلت تنظر اليه الى ان ركن سيارته وغادرها غير ملتفت اليها وغير شاعر بوجودها على الاطلاق .. كان في حاله غير مستقره .. تحولت سعادته الى ضيق .. كل الترتيب الذي كان يرتب له منذ اكثر من شهر تأتي غاده الان وتهده في كلمه .. لم تمنعه من السفر ولكن منعته من مرافقته .. باستطاعته أن يجبرها بصفته زوجها ولكنه ليس من هذا النوع .. مر الوقت الطويل وشعر بالجوع قرب صلاة العشاء .. طلب الطعام من مطعم النادي وتناوله ثم جلس فتره اخرى وغادر في وقت متأخر
عندما عاد للمنزل وجد الهدوء التام فقد خلد كل سكانه الى النوم .. دخل الى غرفته وجد غاده في فراشها في ثبات عميق وريم في فراشها الصغير .. اقترب من ريم .. ابتسم عندما رأى وجهها .. ريم الان هي الشئ الحقيقي في حياته .. حتى وهو بعيد عنها عندما يتذكر ملاممحها يجبر على الابتسام .. حكم عليها الغطاء ونظر الى غاده .. شعر بألم في قلبه عندما وقع عينه عليها .. يشعر أنها تريد أن تبعده عن حلمه .. وهي تجري وراء حلمها .. هل سيستطيع ان يبعد عنها وعن ريم ويعيش بمفرده في مكان اخر ؟ هل هي ستستطيع هي ان تعيش بدونه ؟؟ أين غيرتها عليه اين حبها له .. هل يتقاسم مع حبها له حب عملها ؟؟ هل فضلت البقاء بعملها على البقاء الى جواره في اي مكان هو فيه .. جلس على طرف الفراش بهدوء وهو يفكر .. كانت فكرته الحالمه عن الحب والعشق أن العاشقان لا يتركان بعضهما .. يجري العاشق وراء معشوقه الى اخر بلاد العالم فقط لكي يبقى جواره .. أين هذا في عالم الواقع .. أين التضحيه ؟ أين الإيثار على النفس ؟ أين الحب الأفلاطوني الذي توقع شريف انه مشترك بينهم ؟؟؟
فرد جسده جوارها ثم أعطاها ظهره وهو يفكر ويفكر ونام وهو يفكر ولم يصل الى قرار بعد في شأن سفره ..
**********************
حسام : بعد ما سلمت المشروع خلاص كلها كام يوم والشهاده هستلمها .. في أوراق تانيه مطلوبه مني في التقديم للوظيفه؟
والده : انت خلصت الكورسات اللي كنت بتروحها؟
حسام : أيوه
والده : امتحنت فيها
حسام :أيوه ..
والده : انت لحقت يابني ؟
حسام : ايوه يابابا ما أنا قلتلك اني هخليهم مكثفين عشان انجز
والده : طيب جهز الاوراق بتاعتهم اللي تثبت انك امتحنت فيهم وخلص ورق الاعفا .. وكل حاجه ومايفضلش غير الشهاده وبعدها هتيجي تعمل انترفيو في الشركه
حسام بفرحه : ربنا يخليك يابابا ..
والده : ايوه ياخويا مانا عارف سر الفرحه دي ايه
حسام : تاني يوم ليا في الشركه على طول يابابا .. تاني يوم ماشي؟
والده : طيب استنى لما تقبض أول مرتب
حسام : ولا نص مرتب حتى .. مجرد اني دخلت وقعدت على مكتب يبقى اروح اتقدم لها بقلب جامد ولا في كلام تاني؟
والده : حقك ياسيدي .. ربنا يوفقك
**********************
جاء يوم الأحد وهو أول يوم لغاده بعد انقطاعها أسبوع أجازه قضته في المصيف .. علمت أن الدكتور شوقي الذي أخبرها الدكتور علي عنه قد جاء واستلم منصبه الجديد .. انهت غاده كشوفات العياده وبدأت في المرور ..
وأثناء اليوم .. استدعاها الدكتور علي .. ذهبت اليه وجدته يجلس على مكتبه وأمامه شخص آخر .. ألقت السلام ..
الدكتور علي : هي دي الدكتوره غاده يادكتور
الاخر : آه اهلا وسهلا
الدكتور علي : الدكتور شوقي ياغاده جه في فترة اجازتك .. وهيبقى رئيسك المباشر
ثم قال بضحك : يعني مفيش تعامل بيني وبينك بعد كده
غاده : والرساله يادكتور؟
الدكتور علي : لا ده موضوع تاني .. انا تحت أمرك فيها على طول
حولت نظرها الى الدكتور شوقي .. يعتبر مازال شابا رغم تخطيه الاربعين بعام واحد .. كان يبدو عليه الهدوء الشديد والرصانه الغريبه .. غامض رغم هدوئه وهدوء المكان حوله وكأنه روض الهواء حوله ليسكن مع سكونه ..
نظرت له في ريبه وقالت : أهلا بحضرتك يادكتور
رسم على شفتيه ابتسامه تكاد ان تظهر على وجهه الهادئ الصامت وقال : أهلا بحضرتك ..
ثم وقف وقال بصوت رخيم : بعد اذنكم ..
الدكتور علي : اتفضل
غادر.. قالت غاده : شكله شديد
الدكتور علي : أبدا .. هو كلامه قليل .. بس عبقري
رفعت غاده حاجبيها وقالت : بجد؟ ازاي؟
الدكتور علي : بقاله اسبوع هنا وحقيقي ابهرني باسلوبه .. انتي هتاخدي بالك من التعامل المباشر معاه .. هتفهمي قصدي ايه .. حاولي تستفيدي من علمه بكل الطرق .. انا واثق انه هيفيدك في الرساله وفي شغلك اوي ..
سعدت غاده كثيرا ولكنها اطفأت سعادتها وقالت بتأثر : أنا -وبعد اذنك -هسأل حضرتك على حاجه .. وده عشان بعتبر حضرتك والدي .. بس انا لسه مستغربه ليه هتسيب شغلك ومكانك وحضرتك لسه مش كبير خالص .. وخبرتك ومكانتك العلميه خساره جدا جدا ..
نظر للأسفل وظهر تأثر بالغ على وجهه فشلت غاده في فهمه
رفع عينيه اليها وبها نظره ايضا لم تفهمها غاده .. قال : في حاجات مكنتش عملتها في حياتي ولازم اعملها دلوقتي جه وقتها ياغاده
لم تفهمه ايضا حتى بعد ما تكلم .. آثرت الصمت عن الكلام في هذا الموضوع
بعد ان غادرت غاده .. فرت دمعه ساخنه على وجه الدكتور علي .. فتح درج المكتب الخاص به وأخرج اطار يحمل بداخله صورة لشخص ما .. ملس الدكتور علي على وجه الشخص بالصوره وانهمرت بعدها الدموع بغزاره ..
***************
مرت الايام القليله التاليه وكان الصمت حليف شريف .. رغم مايحمله من ألم بداخله .. ترك غاده على راحتها ولم يعارضها على انشغالها عنه .. لم يطلب منها ان تعطيه الاهتمام شعر ان هذا سيهدر كرامته فقد طلب منها هذا مرارا من قبل ولكن لا فائده وخصوصا انها لا تبدي اي امتعاض من عدم طلبه لذلك وكأن صمته جاء على هواها ..
بينما غاده وبعد أن تعاملت مع الدكتور شوقي وجدت بداخله حماس رهيب وحب للعمل .. يساعد في ادارة القسم باسلوب ممتاز .. أضفى على القسم كله روح حماس الشباب .. حتى أنه لفت نظر كل دكاترة الاقسام الاخرى كلما يحضر عمليه كانت غاده ترافقه وتتعلم من طريقته وافكاره وتنبهر وتتعمق في بحر العلم اكثر واكثر .. هو أيضا قدر حماسها وحبها للعمل .. كان يوجهها في اشياء كثيره وهي تتقبل ذلك بصدر رحب وكأنها تتمنى ان تفهم مايريده وتفعله لأنها على ثقه انه أكفأ منها ..
وعلى الجانب الاخر كانت مي تراقب شريف يوميا وهو مشتت الذهن .. حزين الوجه .. بارد في معاملاته .. ودت لو تتكلم معه وتعلم ما يحزنه ولكنها أبعد مايكون عنه .. تمنت له السعاده من مكانها ولا تجرؤ لتصرح ما في قلبها لأي شخص اخر
********************
عاد حسام من أول يوم عمل له في الشركه .. دخل من باب منزله الى المطبخ مباشرة .. مسك يد والدته وقال لها : تعالي ياماما عايزك
والدته : في ايه ياحسام ايدي مش فاضيه
حاول أن يخرجها من المطبخ : تعالي بس سيبي كل اللي في ايدك في اللي اهم من البطاطس دي
غسلت يدها ثم خرجت معه الى الصاله
جلس جوارها وهو يمسك هاتفه ويضغط بعض الازرار .. ثم التقطت هاتف والدته من علىا لمنضده أمامه ودون عليه رقما نقله من هاتفه
والدته : ماتنطق ياحسام في ايه؟
حسام : بصي بقى .. انا صبرت عليكوا انتي وبابا لحد ما جبت آخرى .. انتي دلوقتي هتكلمي مامة امنيه وهتعرفيها على نفسك وتقوليلها ان احنا عايزين نتقدم في اقرب وقت
والدته : قلت لابوك طيب
حسام : طبعا رحتله مكتبه وقولتله .. قالي اتكلمي انتي مع مامتها .. عشان مافيش راجل هو يتفق معاه .. غير شريف طبعا وانا بصراحه قافش منه من ساعتها .. ومش عايزه يتدخل في حاجه
والدته : هات التليفون أمري لله
حسام : بالله عليكي في واحده بتخطب لابنها وتقول امري لله ؟
والدته : كلنا امرنا لله ياحبيبي .. انا خايفه بس جنانك ده يكسفني مع الناس واحنا مانعرفهمش
حسام : ماتخافيش انا أبان مجنون لكن في الجواز مؤدب أوي
والدته : كتبت الرقم ..
حسام : اه اهو اتفضلي .. بيتصل يلا اهو .. ركزي ياماما اسمها امنيه وخليكي حلوه كده وحنينه عشا..
لكزته في يده لتسكته عندما ردت عليها امال في الطرف الاخر
امال : السلام عليكم
والدة حسام : وعليكم السلام وحمة الله وبركاته .. ازي حضرتك
امال : الحمد لله مين معايا
والدة حسام : حضرتك والدة الانسه أمنيه ؟
امال: ايوه يافندم
والدة حسام : أنا ابقى مامة لميا صحبة غادة .. كانت معاكوا في..
امال : أيوه طبعا عارفه لميا .. أهلا وسهلا بحضرتك ..
والدة حسام : اهلا بيكي ياحبيبتي .. ازيك وازي امنيه والبنات ؟
تعجبت امال من تلك السيده ومن ذكرها اسم امنيه بالتحديد ..
امال : الحمد لله كلنا بخير
والدة حسام : يارب دايما .. انا سمعت عن حضرتك وعن بناتك سمع خير ولميا بتشكر في امنيه واختها جدا .. وبصراحه كده ابني البشمهندس حسام كان حكالي عن اخلاق وادب وتربية الانسه امنيه بنت حضرتك .. وكنا عايزين نيجي نتعرف عليكوا اكتر .. ايه رأيك؟
فهمت امال ما تقصده ابتسمت وقالت : اهلا وسهلا بيكوا تنورونا في أي وقت ..
والدة حسام : يناسبك امتى ؟
امال : النهارده الحد .. ممكن يوم الخميس عشان زوج أماني بنتي يكون موجود ..
ضحكت اولدة حسام وقالت : ولو اني عارفه ان حسام هيتضايق .. كان عايز يجيلكوا النهارده .. بس فعلا حضرتك عندك حق .. ان شاء الله يوم الخميس نيجي ونتشرف بمعرفتكوا وتكون معرفة خير ان شاء الله
امال: ان شاء الله .. الشرف لينا احنا يافندم
انتهت المكالمه ..
وجدت حسام يقول بغضب : يوم الخميس؟؟؟ ده اللي اتفقت معاكي عليه ياماما؟ يوم الخميس؟؟
ضحكت والدته : بقولك ايه هو انا مش عملتلك اللي انت عايزه .. بطل بقى السربعه بتاعتك دي .. شوف انت صبرت اد ايه وزود عليهم الكام يوم دول
زفر حسام بضيق وقال : استغفر الله العظيم .. صبرني يارب
والدته : قال يعني انت لما تروح هتتجوزها في ساعتها
حسام : يارييييييت
والدته : لا والله؟
حسام : بس اشوفها ياماما .. اشوفها بس
والدته : يارب تكون من نصيبك والاهم تكون عاقله كده وتستحمل جنانك ده
حسام : لا مابحبش العاقلين
والدته : طب سيبني بقى اقوم اكمل الغدا .. ابوك زمانه جي
دخل حسام غرفته واخرج من درج مكتبه مجلد كبير فتحه وأخرج الصورتين منه .. نظر الى وجهها وظهرت عليه ابتسامة سعاده كبيره .. قال : بحبك ياأمنيه ... بحبك أوي
*************************
في المساء .. وعلى مائدة العشاء .. التقت العائله التي لم تعد ترى بعضها في الفتره الماضيه الى على الطعام فقط .. جلس شريف يأكل طعامه في صمت وهو ينظر في طبقه ولا يرفع عينه ليهم .. هكذا كانت عادته في الايام الماضيه.. بينما غاده كانت تأكل وفي يدها الايباد تتابع عملية مصوره بالفيديو عليه .. وفي الاتجاه الاخر .. تجلس الهام وجوارها كرسي أطفال مخصص للأكل .. تجلس عليه ريم وتطعمها جدتها في فمها ..
انهت غاده الفيديو وقالت : ياااه حتة عمليه في منتهى الصعوبه
الهام : انا مش عارفه ازاي انتي جايلك قلب تتفرجي على الحاجات دي اللي مليانه دم واحنا بناكل
ضحكت غاده وقالت : انا في الدم ده ليل ونهار .. مبقتش اقرف خلاص
ثم أكملت : بصراحه العمليه دي كانت بالنسبالي مستحيله انها تنجح بس الدكتور شوقي ده راجل خرافي بجد .. ادائه عالي جدا جدا .. انا حضرت العمليه دي بس عشان اتعلم منه .. واتفرجت عليها تاني دلوقتي عشان احفظ التكات بتاعته .. يارب ابقي في يوم من الايام زيه
نظر لها شريف بطرف عينه وقد ازعجه ان تتكلم هكذا عن رجل اخر
قال : مين ده اصلا؟
غاده : ده الدكتور شوقي صالح نائب رئيس القسم عندنا وبعد ما يمشي الدكتور علي هيمسك هو الرئاسه .. بعد سنه كده ان شاء الله ..
فال شريف بلا مبالاه : آه
غاده : عارف ياشريف بيقولي ان ليا مستقبل كبير في مجالي وان كل الحالات اللي ماسكاها حالات صعبه واني بتعامل معاها بسلاسه كبيره .. بفرح اوي لما دكتور شاطر جدا زيه يشكر في شغلي ولما بدخل العمليات معاه بيديني اوردر بحاجات صعبه بحس انه بيثق فيا فعلا بنجح في اللي بيقولي عليه
كان البركان في اعماقه على وشك الانفجار ولكنه اخمده بصعوبه وقال : اه
الهام : في عريس جه لامنيه على فكره ..
شريف بانتباه : بجد؟ مين؟
الهام : أخو لمياء صحبتك ياغاده
ابتسمت غاده بسعاده وظهر شبح ابتسامه على وجه شريف ..
غاده : مبروك الف مبروك ..
الهام : ماتستعجليش مش جاي ترفضه زي اللي قبله
غاده بضحك : لا انا مستبشره خير
الهام : خالتك طالبه منك ياشريف تكون موجود هناك قبل ما الناس تروح وخالد كمان هيكون هناك
شريف : وانتي ياماما هتروحي؟
الهام : لا مش اول مره مع ان امال مصره بس انا هرفض.. لو حصل اتفاق وخطوبه كده نبقى نروح كلنا عادي انت هتروح بس عشان اخوها .. وخالد جوز اختها لازم يكون في رجاله في القعده
شريف : ان شاء الله
الهام : واخبار سفرك ايه ياشريف من ساعتها وانت ماجبتش سيرة الموضوع تاني .. ايه الجديد؟
خرجت غاده من حالة الشغف بعملها وسعادتها بخبر امنيه وحسام وتملكها القلق .. نظرت لشريف وهو الاخر نظر لها سريعا وقال في اقتضاب : اعتذرت عن العقد .. رفضته
************************

ذات الوجه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن