الحلقة 45
شريف : غااااااااااااااده
جلس على ركبته ورفع رأسها لأعلى وحاول افاقتها
قال بلهفه : غاده .. غاده ابوس ادك فوقي .. ياغاده
دلخت الهام لاحجره وهي مسرعه على اثر صوت شريف
قالت بلوعه وهي ترى غاده : غاده !! في ايه ياشريف؟
شريف : وقعت فجأه ياماما مش عارف اعمل ايه؟
الهام : سيب راسها نايمه اورفع رجلها افوق .. واجري كلم الدكتوره خليها تيجي بسرعه حتى لو رحت جبتها انت بنفسك يلاااا قوم
فعل شريف كيف ما أملت عليه والدته ..وبعد حوالي نصف ساعه انهت الدكتوره الكشف على غاده ..
الدكتوره : الحمد لله الجنينين سلام بس الوقعه كانت جامده .. انا اديتلها حقنه مثبته . هتاخد منها كمان واحده بكره .. وبعد كده اقراص .. المهم انها ماتقومش من السرير اسبوع كمان قدام .. وبعدين تتحرك عادي في حدود المعقول .. وبالنسبه للأكل ياريت يكون في نسبة ألياف يعني تاكل فاكهه كتير فيها ألياف ونسبه عاليه منالميه عشان مايجيش امساك
شريف : ليه هو الموضوع كبير كده
الدكتوره : طبعا دي نزفت كام نقطة دم وكده دخلت مرحلة الخطر .. لازم تاخدوا بالكوا منها كويس
الهام بحزن : هتفوق امتى يادكتوره
الدكتوره : هي نايمه دلوقتي .. هتفوق لوحدها ماتقلقوش بس مش عايزاها تتعرض لضغط عصبي خالص وكمان يومين هاجي اشوفها انا بنفسي مش لازم تيجي العياده وان شاء الها هطمنكوا عليها
مر الوقت بطيئا وشريف جالس جوارها على الفراش .. واضعا رأسه بين كفيه .. والهام تجلس على كرسي قريب من الفراش وعلى قدميها ريم
الهام : ريم بتنام على نفسها .. هروح ادخلها أوضتي تنام هناك
لم يرد شريف ولم يتحرك .. بعدها حركت غاده رأسها وحاولت أن تفتح عيناها .. نظر لها شريف وقال : غاده انتي صحيتي ؟
حركت يدها وفركت عيناها .. قام شريف وركض الى حجرة والدته دخل وقال بسعاده : صحيت ياماما صحيت صحيت
عاد سريعا الى حجرته وجدها تحاول الجلوس .. ساعدها ووضع الوسادات خلف ظهرها .. دخلت الهام وقالت : حمدلله على سلامتك ياغاده
نظرت لها غاده مستفهمه ثم نظرت الى شريف الذي كان ينظر لها بلهفه ثم أغمضت عيناها للحظات .. تذكرت اخر شئ حد ث لها .. ثم فتحت عيناها مره اخرى وقالت : هو حصل ايه وانا جيت هنا ازاي؟
الهام : وقعتي من طولك ياحبيبتي والدكتور جت اطمنت عليكي وطمنيتنا
وضعت غاده يدها على بطنها وقالت بقلق : حصلي حاجه؟
وضع شريف يده على يدها التي كانت على بطنها وقال : الحمد لله محصلش حاجه وانتي بخير ياحبيبتي
نظرت له بحده ثم سحبت يدها من تحت يده ..
وجهت كلامها لالهام وقالت : انا محتاجه اروح عند طنط فوزيه كام يوم ..
الهام : كام يوم ؟ ليه ياغاده ؟
غاده : عايزه ارتاح شويه .. كتير عليا؟
الهام : وانتي مش مرتاحه معانا ياغاده؟
نظرت الهام لشريف مستفسره .. ثم قامت وقفت .. قبلت رأس غاده وقالت : حمدلله على سلامتك يابنتي ولو عايزه تروحي في اي حته هتريحك .. براحتك .. المهم تبقي مرتاحه ومبسوطه
وتركتهم وغادرت الحجره
شريف : حسه بايه دلوقتي
بكت غاده وقالت : حسه بوجع في كل حته .. بطني بتوجعني من الوقعه وقلبي بيوجعني من تصرفاتك .. وعقلي هيتجنن مش عارفه ارضيك ازاي ولا اكفر عن خطيئتي ازاي؟
وقفت الكلام لتأخذ نفسها وتبكي مره اخرى ثم قالت : انا مبقتش عارفه انا عايزه ايه ولا ايه اللي بيحصل .. كتير عليا اوي كده انا.. أنا ..
لم تستطع الكلام هذه المره وبكت بصوت عالي .. ولكن كل شهقه وكل دمعه تنزل منها تقتل شريف الف مره .. جالس جوارها وال يستطيع ان يفعل شئ لها .. هناك حاجز بينهم لم يدري متى ظهر وهل هو ساعد في أن يسمك هذا الحاجز لدرجة انه لا يستطيع ان يتجاوزه ..
قال : ممكن ماتعيطيش .. الدكتوره قالت غلط عليكي الانفعال
هدأت قليلا .. وقف وقال : لما تقومي وتبقي كويسه .. ساعتها لو عايزه تروحي عند ولاد عمك .. انا هوصلك بنفسي
تركها وغادر ..
غاده في سرها : كده ياشريف ؟؟ هنت عليك توافق بالسرعه دي ؟؟ عايز تخلص مني ولا ايه ؟؟ حوطت بيدها على بطنها وبكت كثيرا في صمت .. توقعت أن يرفض شريف طلبها ويستميت ليجعلها تبقى .. ولكن ماذا دهاه ؟ ما الذي جعل ذلك البرود بينهم ؟؟ اهذا مايسمى برود العلاقه الزوجيه ولكنهم لم يدم على زواجهم الكثير ... لم يمر العامان .. ماذا اذن .. هل قل حبه لها ؟ هل ... هل هي فعلا اهتمت بعملها اكثر .. تذكرت المكالمه بينه وبين الدكتور شوقي استاءت من رد فعل شريف .. هل سيغضب الدكتور شوقي ولم يسقيها من علمه بعد الان ..
غاده : ربنا يسامحك ياشريف ..
وجدت ريم تدخل عليها وهي تمشي وتتعثر .. ابتسمت لها رغم دموعها .. ثم وقفت ريم ومشيت الى والدتها مره اخرى وهي تضحك وتصقف لنفسها .. الى ان وصلت للفراش .. تسلقته وصعدت لغاده التي احتضنتها بشده
قالت لها غاده بخفوت : هتطلعي قاسيه عليا زي بابا ولا هتطلعي حنينه ؟
قالت ريم كلام غير مفهوم وكأنها ترد عليها وتفهمها
ملست غاده على وجه ابنتها .. وظلت تتحدث اليها بخفوت .. وهو .. شريف ..واقف امام باب الحجره ينظر اليهما في صمت .. الفتاتان اللتان يملآن حياته .. زوجته وابنته .. أذن لصلاة المغرب .. خرج ليصلي .. دعا ربه كثيرا ان يحفظ له اسرته الصغيره وأن يرشده الى الطريق الصواب لكي يصلح الحال بينه وبينها ..
*********************
مر يومان لم تتحرك من مكانها ولم تتكلم كثيرا معهما .. اتصلت هي بالدكتور علي واستأذنت في أجازة نظرا لوضعها الصحي
الدكتور شوقي : مافسرتش ايه الحاله الصحيه دي ؟
الدكتور علي : لا ؟ وماينفعش أسألها طبعا
ربط الدكتور شوقي طريقة مهاتفة زوجها له بالاجازه المفاجأه لغاده .. شعر بالقلق تجهاها .. لم يعلم لماذا هذا الشعور ولكنه تدارك نفسه والهى نفسه بالعمل .. ولكن عندما يفرغ من اي شئ يتذكرها ويتوقع ان مكالمته لها السبب في غيابها تلك الايام المتصله ..
***********
جاء يوم الخطبه .. كلم شريف امنيه في الهاتف ليطمأن عليها ..
شريف : مش ناقصك حاجه اجيبه اوانا جاي؟
أمنيه : لا بس ماتتأخروش .. ولو ريم عندها فستان روز خليها تلبسه عشان انا وهي نبقى زي بعض
شريف : مممم مش عارف والله ومش عارف اصلا هي هتيجي ولا ايه؟
أمنيه : نعمممممم؟ يعني ايه تيجي ولا لأ ؟
شريف : غاده تعبانه ياأمنيه والدكتوره قالتلها ماتتحركش من السرير يبقى ازاي هتسافر ؟
أمنيه : طيب اديهالي اكلمها
دخل شريف حجرتها وجدها جالسه على الفراش تنظر لاتجاه النافذه المغلقه ولكن يدخل منها بصيص من الضوء وتحتضن احدى عرائس ريم النائمه جوارها ..
جلس جوارها شريف وقال بخفوت : أمنيه عايزه تكلمك
ومد يده لها بالهاتف .. أخذته منه دون أن تنظر له
غاده : أمنيه ازيك
أمنيه : مالك ياأبله ؟ ابيه بيقولي انك تعبانه
غاده : الحمد لله .. وقعت وعدت على خير بس معلش الدكتوره قالت ماتحركش من مكاني
امنيه : مع اني زعلانه بس مش مهم الاهم انك تتحسني واطمن عليكي
غاده : تسلمي ياحبيبتي .. الف مبروك ياأمنيه .. يارب يصلح حالك ويتملك فرحتك على خير
امنيه : اللهم امين .. طيب ماتخلي ريم تيجي معاهم ... ينفع؟
غاده : طيب هشوف كده
أمنيه : ماشي ياحبيبتي .. لو انشغلت النهارده وماكلمتكيش تاني .. هكلمك بكره اطمن عليكي
غاده : ان شاء الله
أمنيه : ماشي مش عايزه حاجه
غاده : لا ياروحي جزاكي الله خيرا
ثم قالت مستدركه : أمنيه بقولك
امنيه : ها؟
غاده : هي شبكه مش كده؟
امنيه : أيوه
غاده : طيب ماتخليهوش يلبسك بنفسه
امنيه : اومال مين اللي هيلبسني ان شاء الله؟؟؟
غاده : مامته او اخته .. هو لأ .. اسمعي الكلام مايحللوش يلمسك دلوقتي
أمنيه : قولتيلي لييييييه؟؟ ماكنتي تسيبني كده على عمايا لحد بكره اتفاجأ انه حرام .. قوووووم اييييه .. ماخدش الذنب انا
ضحكت غاده بشده وقالت : الله يهديكي يابنتي ده انتي مصيبه ..
غاده : وهو امصب مني انتي ماشفتيش خفة دم أمه عسسسسل ياناس
غاده : ربنا يسعدك يارب
انهت المكالمه وأعطت الهاتف لشريف ..
شريف : وحشتني ضحكتك ياغاده
لم ترد عليه .. وظلت جامدة الملامح
ظل جالسا جوارها .. قال : لو عايزه تروحي نكلم الدكتوره ونستأذنها .. وهسوق بالراحه
غاده وهي مازالت تنظر في الاتجاه الاخر : مش عايزه ..
شريف : ماشي ياغاده .. عموما شكرا على نصيحتك لأمنيه ..
لم ترد عليه أيضا .. قام وغادر الحجره في هدوء .. لم تبكي ككل مره .. بل شعرت بأنها أصبحت أقوى أمامه .. لم ولن تنهار ولن تضعف .. ستتعامل معه ولن تذبل وتتراجع .. خرج شريف مع والدته وأخذوا ريم معهم .... اتصلت على دكتورتها واستأذنتها أن تتحرك من الدور العلوي للأسفل وتجلس على مكتبها لبعض الوقت
قالت الدكتوره : ماشي ياغاده بس الأحسن انك تاخدي كتبك اللي عايزاها وتطلعي على سريرك لان قعدة المكتب دي مش صح اطلاقا ..
غاده : حاضر يادكتوره
الدكتوره : وتنزلي وتطلعي بالراحه ..
غاده : حاضر ..
مر الوقت وجاء الليل .. عادوا مساءا .. وجدها شريف جالسه على الاريكه في المعيشه تشاهد التلفيزيون .. وتشرب كوب من اللبن الدافئ
سعدت الهام لرؤيتها وهي في صحه جيده .. ورغم تعبها من السفر الا انها اقبلت عليه وقبلتها
وقالت : كويس انك خرجتي من اوضتك بس كده مش غلط عليكي ولا ايه؟
غاده : انا كلمت الدكتوره وسألتها .. قالتلي ماشي
الهام : يارب اشوفك بخير دايما يارب
ربتت غاده على يدها وابتسمت .. كان شريف ينظر لها في شوق .. ولكن هناك ما يعجزه عن الكلام .. ذهب الى حجرته وابدل ملابسه وخرج وعندما جاء يجلس جوارها .. قامت وهي تمسك يد ريم تسير جوارها ..
شريف : رايحه فين؟
غاده : هغير هدوم ريم وأنيمها ..
شريف : طيب مش عايزه مساعده؟
لم ترد وهي تغادر الحجره .. بعد قليل لم تعد غاده لحجرة المعيشه .. ذهب هو اليها .. وجدها نامت جوار ريم ولم تنيمها في فراشها .. اغلق الباب عليهم ونام في حجرة امنيه ..
********************
جاءت الدراسه .. وعادت غاده لعملها .. أصبحت شخصيه مختلفه .. اكثر قوة واكثر جلدا .. وكأنها احاطت قلبها بغلاف من فولاذ كي لا تضعف او تتخاذل في اي موقف مواجهه بينه وبينها
لم تعتذر للدكتور شوقي عندما رأته .. ولم تفتح الموضوع من الاساس .. لأن الدكتور شوقي كشخص لا يهمها .. ولكن كل ما كان يقلقها هو ان يمنعها من علمه .. ولكن أخلاقه أبت أن يخلط بين الأمرين .. وعندما عادت من أجازتها .. عاد هو يغدق عليها بالمعلومات الموفيره وان كان اكثر تحفظا في معاملته معها .. لم يهمها كثيرا اسلوبه .. ولكن بداخلها احترمته وقدرته اكثر لانه تقبل كلام زوجها له ولم يعلق عليه ..
وكان شريف يحاول دائما أن يعبر الحاجز بينها وبينه .. ولكن لا يستطيع .. ولكي تشعر نفسها بالقوه وانها تملك كل الخيوط .. بدأت هي في الكلام معه .. وحاولت -دون ان تشعره انها تحاول- ان ترجع العلاقه بينهم تدريجيا .. تاره تبتسم له وتارة لا تبتسم .. مره تضحك على كلامه بشده ومره تتعامل ولا كأنه قال شيئا مضحكا .. شعر بأنه سيجن منها ..
الى ان جاء يوم وكان في اواخر حملها .. وكان هذا في اخر الفصل الدراسي الأول .. خرجت غاده من مكتبه ابالأسفل .. دخلت غرفة المعيشه .. جلست على أقرب مقعد وكانت بطنها كبيره نوعا ما نظرا لأنها تحمل اثنان .. كان وجهها يشع سعاده ..
شريف : ايه ياغاده شكلك مبسوطه
غاده بفرح : جدا جدا جدا
شريف : قولي في ايه؟
ترددت غاده وهي تنظر له وقالت : مفيش حاجه مش مهمه
شريف : مش مهمه ازاي؟ فرحانه على حاجه مش مهمه
نظرت له نظرة ذات معنى وقالت وقد اختفت فرحتها وقالت : مهمه ليا كدكتوره .. ومش مهمه ليك ككابتن كوره
جاءت أمنيه بعد قليل وقالت وهي توجه كلامها لغاده : ها ياأبله خلاص؟
ابتسمت غاده مره اخرى وقالت : أخيرا يامنمن
شريف : قوليلي انتي ياامنيه في ايه؟
امنيه : انت مش متابع ولا ايه؟
قالت غاده بسخريه : ايه
شريف بغضب : في ايه؟
امنيه سريعا لانهاء المشاده : ابله غاده خلصت الرساله ..
شريف ببهوت : ايييييييه؟ وده امتى ده ؟ خدتيها امتى؟
ضحكت أمنيه : خدتها ايه ؟ هي قصدها انها خلصت كتابتها ..
شريف : ااه .. مبروك ياغاده
غاده وهي تنظر للتلفاز : لسه ماخدتهاش عشان تبارك ..
ثم نظرت لشريف وقالت : اخيرا هتخلص منها وهفضيلك الاوضه
قامت وتركت الغرفه وذهبت لغرفتها ..
فجأه وجدته يدخل وهو يركل الباب بشده .. ويقول بصوت عالي : انتي لحد امتى هتفضلي في الكبر اللي انتي فيه ده ؟؟؟ عايشه مع نفسك ولا كأن ليكي حد رابطك .. انا والله ساكت على برودك ده عشان حملك وعشان انتي مش ناقصه هم ولا نكد لكن لا كفايه كده ..
وضعت غاده يدها على بطنها وتغيرت ملامح وجهها
ولكنه أكمل : اوقات بتضحكي واوقات ولا بتبصي في خلقتي .. ايه مابقتش عاجبك .. مابقتش مالي عينك؟؟؟ ايه اللي محببك في شغلك اوي كده ؟ ايه اللي مكرهك فيا انا كده؟؟
غاده بوهن : شريف .. ش..
أكمل بصوت أعلى وكأن صمتها أعطى له الفرصه : بقى امنيه عارفه عنك كل حاجه وانا لأ ولما أسألك تردي عليا بقلة أدب قدام البنت الصغيره.. ياشيخه على الاقل خليكي مثل أعلى ليها عشان تعرف تعامل جوزها كويس في المستقبل وما تبقاش زيك لا عارفه تسعديني ولا عارفه تسعدي نفسك
نظرت له وبعيون كلها دموع قالت : انا .. لو .. في وضع تاني.. كنت عرفت أ.. أرد عليك ..بس .. بس أنا ..
ثم شهقت شهقات متتاليه وتصبب منها العرق وهي تضع يدها خلف في وسطها من الخلف ويدها الاخرى بين قدمها اسفل بطنها وقالت بصريخ : اااااااااااه الحقني ياشريييييييف انا بولد***********************