جزء ٣٧

7.5K 146 3
                                    

الحلقة 36

قال رامي : عايزه تعرفي في ايه؟
لمياء : أيوه
رامي : أنا قابلت سالي من اسبوعين ..
قفز قلبها من مكانه وقالت بفزع : سالي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
استمر رامي : أيوه .. اتطلقت من جوزها
شعرت لمياء باختناق وتعالت ضربات قلبها وضعت يدها تلقائيا على صدرها الذي كان يعلو ويهبط بسرعه وقالت : وبعدين؟
رامي : لميا .. انا هتجوز سالي .. سواء عاجبك أو لأ .. هتجوز سالي
لمياء : ايه؟؟ ايه.. ايه اللي انت بتقوله ده؟
رامي ببرود : زي ماسمعتي .. رجعتلي ندمانه على كل اللي عملته معايا وانا سامحتها .. وقررت أتجوزها
لمياء بغضب : رجعلتك ندمانه؟؟؟ رجعتلك ندمانه ؟؟؟ وأنا ياأستاذ رامي ؟؟؟ كنت حاططني استبن لحد هي ماترجع ؟؟ ودلوقتي جه الوقت انك تبيعني ؟؟
رامي بتهكم : ماتكبريش الموضوع كده؟
وقفت بحده واندفعت نحوه بغضب وقالت بصياح : مكبرش الموضوع ازااااي؟ انت جاي تدبحني بسكينه بارده وتقولي ماتخافيش مابتوجعش!!! انت بتفكر ازاي؟ تبعني عشانها ؟ واحشك اوي ذلها ليك ؟؟ عايزها تبيع وتشتري فيك زي زمان ؟ يبقى انت اكيد اتجننت .. اتجننت يارامي اتجننت
صفعها على وجهها صفعه قويه وقعت على الأرض : انحنى الى مستواها وقال في لهجة مخيفه : هتجوزها يالميا .. هتجوزها واجيبلها شقه أحسن من شقتك .. ولو عايزه تفضلي على ذمتي براحتك .. انما مالكيش دعوه بيا ولا بيها خالص
تركها وغادر الغرفه .. خرجت وراءه وجدته يتجه الى باب الشقه
أمسكت ذراعه وقالت ببكاء شديد جدا : رامي .. انت أكيد بتهزر معايا صح ؟ انا عارفه انت بتحبني وماتقدرش تستغنى عني .. قول ياحبيبي انك كنت بتهزر وانا هنسى كل اللي قولته .. قول .. ماتموتنيش يارامي ارجوك
نظر لها نظره لم تفهمها .. أفلت يده منها بحده وخرج وصفق الباب خلفه بعنف ..
بينما قالت هي بصوت صارخ : راااااااامي
سمعها وهو مازال قريبا من باب الشقه ولكنه أكمل طريقه للخارج ..
أخذ سيارته وانطلق بها بسرعه جنونيه .. وقف أمام بيت شريف صديقه .. لم يجد الرغبه في أن يتحدث معه .. انطلق الى بيت والدته .. هي الاخرى لم يجد غايته معها .. واخيرا وجد نفسه يهرب من كل الناس ويذهب الى احد الطرق الصحراويه الخاليه من البشر .. فقط السيارات التي تأتي وتذهب بسرعة الرياح .. أوقف سيارته على جانب الطريق .. تذكر شكلها وهي ترجوه ليبقى .. تذكرها وهي تغضب لذكر فتاه اخرى .. تذكر يده وهي ترتطم بوجها الرقيق .. تذكرها وهي ترجوه قبل خروجه بأن يبقى معها .. نظر الى يده وضرب بها عجلة القياده بشده الى ان جرحها ونزفت دما .. بكى بشده .. بكى لضربها بكى لجرحها .. حبيبته الوحيده لمياء .. ولأنها حبيبته فعل ذلك من أجلها .. يريد أن تتركه وهي كارهه له .. ستتعب في البدايه ولكنها ستنساه عاجلا أم آجلا وهو تارك ذكرى سوء في قلبها .. وهذا هو ما يريده .. لابد أن يقاوم دموعها ويقتل حبها له .. وكل ذلك من أجلها .. من حقها كفتاه سليمه أن يكون لها ذريه .. وهو كرجل ليس بأناني أن يتركها تنعم بشعور الأمومه حتى لو مع رجل آخر .. حتى لو في حضن رجل آخر .. تخيلها تتزوج من رجل غيره .. وتعيش معه كزوجه .. شعر بمراره من ذلك المنظر اغمض عينيه ومسح كل شعوره الا ارادته بضرورة نفورها منه الى ان تطلب الطلاق ..
***************
جلست على الأرض في نفس المكان الذي تركها فيه .. ضمت ركبتيها الى صدرها وبكت بشده كالاطفال .. تناثرت خصلات شعرها حول وجهها وابتلت بشده من كثرة الدموع .. لم يكن لديها القدره في ازالتهم .. فكانت تشعر بالضعف من البكاء ومن وقع كلماته ومن قوة صفعته .. كأنه كابوس ملموس في الواقع .. ظلت تبكي الى ان نامت مكانها ..
بعد وقت طويل دخل البيت وجده مظلم .. سمع شهقات خفيفه تأتي من مكان ما . أضاء المصباح .. وجدها مثلما تركها على الأرض ولكنها نائمه وجسدها يرتعش .. تهذي بكلمات غير مفهومه .. اقترب منها ونظر لها في جزع .. سمعها تقول : ر..رامي .. رامي ..
حملها سريعا وأدخلها غرفتها .. دثرها بالغطاء ولم يقترب منها .. جلس جوارها وقت طوييل .. كأنه يشعر بأنه على وشك فقدانها فهو يشبع نظره الان منها قبل ان تتركه ..
وفي الصباح .. استيقظت على عطره الذي ملأ الغرفه .. فاقت وقد شعرت بصداع فظيع .. نظرت اليه وجدته واقف أمام المرآه يرتدي ملابسه
لم تتذكر ماحدث بعد ان خرج غاضبا .. وكيف نقلت الى فراشها ..
التفت اليها وجدها مستيقظه تنظر اليه مترقبه كلمه منه ..
نظر لها بشرود نفس النظره التي لم تستطع تفسيرها بالأمس ..
أخذ جاكت البدله وخرج من الغرفه ..
قامت سريعا رغم الامها وخرجت وراءه
لمياء : رامي ..
وقف دون أن ينظر لها وهو يجمع أشياءه في جيبه وقال : نعم؟
لمياء : الكلام اللي قولته امبارح كان حقيقه ولا انا كنت في كابوس
كاد أن يجن من طيبتها وسذاجتها .. الهذه الدرجه تحملت اهانته وتريد ان تحول الواقع الى خيال لكي تهرب منه ..
قال : كل كلمه سمعتيها كانت صح ومش هتراجع عنها
قالت هي بصرامه : يبقى تطلقني .. وانا كمان مش هتراجع
تركته ودخلت غرفتها .. أخرجت حقيبه كبيره وفتحتها ثم فتحت خزانة ملابسها وبدأت في إخراج ملابسها منها .. سمعت بعدها باب الشقه يغلق في هدوء .. جلست بكل ثقلها على الفراش وبدأت في البكاء مره اخرى .. تصورت انه سيأتي خلفها ليثنيها عن قرارها .. ولكنه لم يفعل .. وخرج .. بعد قليل أكملت رص ملابسها كلها في الحقيبه وغاردت شقته الى بيت أهلها ..
************************
جلست غاده في الحديقه مع ابنتها .. كانت تداعبها احدى نسمات اخر الصيف .. نظرت غاده لها في حنان .. طفلتها الصغيره وهي تسمك اصبعها بكامل كفها الصغير .. قبلتها بحب ومسكت لها لعبة تصدر اصواتا كي تلهى بها .. فكرت غاده مع نفسها قليلا .. لماذا تنتظر من شريف اي اهتمام في اي شئ يخصها .. هي بالفعل تتمنى ذلك لأن شريف هو شريك حياتها وحبيبها وعشقها الاول والاخير .. ولكن قدر الله انه غير مهتم بالمره بل انها تشعر في مرات قليله انه يتمنى الا تنشغل عنه وابنته بأي شئ وخاصة الرساله .. قررت المضي في مذاكرتها دون أن تطلب مساعده نفسيه منه .. وفي نفس الوقت تريد أن تهتم بابنتها وتثبت انها قادره على التحكم في كل الاطراف .. قامت معها الى مكتبها الذي لم تدخله منذ الولاده .. نظرت حولها وفكرت وهي تدور في الغرفه وهي تحمل ريم .. نامت على يدها .. صعدت للأعلى وضعتها في سريرها الصغير .. خظرت لها فكره .. وضعت اللاسلكي جوارها وأخذت الآخر معها .. نزلت للأسفل وجدت الهام تخرج من المطبخ وقد أنهت الطعام .. بدأت غاده في اعداد السفره وغرف الطعام .. بعدها جاء شريف وتناولوا الطعام .. لملمت غاده الاطباق وذهبت بهم الى المطبخ وهي سعيده بفكرتها التي لم تفصح عنها بعد .. انهت سريعا غسل الاطباق وكادت أن تدخل لحجرة مكتبها .. الا وقد سمعت صوت بكاء ريم .. نظرت الى شريف الذي كان ينظر لها يترقب ماذا ستفعل – او هكذا صور لها شيطانها – زفرت في ضيق وصعدت للأعلى أرضعتها ثم أتت بها للأسفل .. وجدت شريف يصعد لغرفة المعيشه .. غيرت طريقها وصعدت وراءه .. تجمع ثلاثتهم مع ريم أمام التلفيزيون ..
غاده : انت بتكلم رامي؟ بقالي كتير ماكلمتش لميا ومعرفش عنها حاجه
شريف : اه فكرتيني .. بفكر اروحله اشوف ماله .. بقالي كتير بتصل عليه مابيردش ..
مسكت غاده هاتفها واتصلت على لمياء .. لم تجد رد ..
لمياء : في ايه كده انا قلقت عليها
شريف : هتصل عندهم في البيت ..
ثم ..
شريف : طنط بتقول انه في البيت
لمياء : خلاص ياشريف الله يخليك ابقى روح واطمن عليهم وقولي ..
شريف : ان شاء الله
قالت الهام : بصوا انا كان في موضوع عايزه اسألكوا فيه بس كنت متردده
شريف : خير ياماما
الهام : كان عندي فكره .. ان أمنيه بدل ما تسافر كل يوم .. تيجي تقعد معانا طول الاسبوع وتسافر لمامتها في اخر الاسبوع .. انا عارفه ان الزقازيق مش بعيده بس دي بنت وبهدله وتعب عليها كل يوم ..
غاده : والله ياطنط فكره كويسه جدا على الاقل تلاقي وقت تذاكر بدل ما ترجع تعبانه من السفر ماتقدرش تذاكر كل يوم
الهام : بجد ياغاده يعني انتي موافقه
غاده : ياطنط انا ماليش حق اوافق او ارفض .. ده بيتكوا
الهام : لا ازاي لازم تكوني مرتاحه مش متضايقه .. وانت ياشريف ايه رأيك
شريف : براحتكوا .. عادي مش فارقه
الهام : طيب هما جايين على وصول دلوقتي .. أماني هتروح عند حماتها عشان خالد ياخدهم وينقوا كام حاجه للشقه والباقي هيجي على هنا .. هقولهم بقى على الفكره دي
بعد قليل .. دخل شريف وغاده حجرتهم
غاده : مالك ياشريف ؟ هو انت متضايق ان أمنيه هتيجي هنا
شريف : لا مش متضايق .. بس خفت ارحب بوجودها معانا تقولي بهتم بيها وانتي لأ
غاده : انا مابشحتش منك اهتمام .. ومش زعلانه على فكره .. أمنيه اختك ومن حقها عليك انك تهتم بيها وبمستقبلها .. انما انا .. اعرف اخد بالي من اللي يخصني من غير حد معايا
أعطته ظهرها وكادت ان تخرج من الحجره ولكن عادت اليه وجدته ينظر لها نظرة غضب .. قالت كأنها لم تراه : وعشان تعرف وماتقولش اني بفكر لوحدي .. اجازتي هتخلص اخر الاسبوع وهنزل المستشفى من اول الاسبوع الجاي ان شاء الله
شريف باستنكار : وريم هتروح فين ؟ هتاخديها معاكي ان شاء الله؟؟
غاده : لا طبعا مش هاخدها .. هوديها عند ساره او جيهان كل يوم ..
شريف : اشمعنى ساره او جيهان؟
غاده : عشان الرضاعه
ضحك شريف بسخريه : اااه .. انتي لاقيه حل لكل حاجه اهو .. لا برافو
غاده : بتتريأ
شريف : لا بتريأ ولا غيره .. بس مش عايز بنتي تتمرمط في كل بيت شويه ... عشان ترضع من فلانه ولا علانه ..
غاده : يعني اعمل ايه يعني؟ اخدها معايا؟
شريف : لا ياهانم مقولتش كده .. المفروض تقعدي بيها لحد لما تتفطم على الاقل ..
غاده بدهشه : وشغلي؟
شريف : شغل ايه قدام مصلحة بنتك؟
غاده : ومين قالك اني هنشغل عنها
شريف : اومال هتسيبيها معظم اليوم أهو .. لدي شويه وعند دي شويه
غاده : دول اهلي ومن الطبيعي اني اعمل كده
شريف : مش عارف انتي هيجيلك قلب ازاي تسيبي بنتك بعيده عنك وهي لسه شهور .. وكل ده بحجة الشغل
غاده : هو انا هرميها في الشارع .. انا عارفه هي هتبقى فين ومع مين
شريف : انتي حره .. بس لو البنت جرالها حاجه هتبقي اني المسؤله قدامي ..
غاده : كأنك بتتمنى يحصل حاجه عشان تغلطني
شريف : اغلطك قدام مين؟
غاده : خلاص ياشريف كفايه كلام لحد كده .. انا زهقت من النقاش معاك في اي حاجه تخصني .. التفتت وغادرت الحجره وهي تحمل ريم
شريف : ياغاده .. غاده
أغلقت الباب خلفها ..
********************
عاد رامي بعد عمله للمنزل .. لم يجدها في الصاله .. ولا في المطبخ .. دخل حجرة النوم لم يجدها .. خزانة الملابس فارغه .. حقق رامي هدفه .. شعر بغصه وألم قوي في قلبه لعدم وجودها .. فرك يده بوجهه ليدفع عنه هذا الاحساس .. ليشعر نفسه انه في الطريق الصحيح وكله لأجلها هي فقط .. نظر الى وسادتها .. وجد شعره منها على الوساده .. التقط الوساده ... استنشقها .. عبيرها يملأها .. استنشقه بقوه ثم احتضن الوساده بشده .. وجد نفسه يبكي بصوت مسموع .. ولكنه مسح دموعه سريعا وأرجع كل شئ كما كان .. خرج من الحجره بعد أن أخذ بيجامته ونام في الحجره الاخرى ..
********************
جلست أماني تفر كتالوج أثاث هي وخالد .. كانوا يختارون شكلا للمطبخ .. خالد : سيبك من المطبخ المهم انتي بتعرفي تطبخي؟
ضحكت أماني : الحقيقه يعني .. نص نص .. بس أوعدك اتعلم
هدى : وتتعلمي ليه ؟ هو انتوا اصلا هتاكلوا في بيتكوا ..
خالد : مش فاهم ياماما
هدى : انا بقول طالما انتوا معانا في نفس العماره .. يبقى نتغدى كل يوم مع بعض .. هنا عندي .. مفيش داعي كل واحد يبقى لوحده .. مفيش حد معايا يعني في البيت
خالد : اه .. اه طبعا ياأمي عندك حق
ثم نظر لأماني : مش كده ياأماني؟
أماني : اه طبعا .. مفيش اي مشكله ..
خالد بضحك :خلاص بلاش مطبخ بقى اهو نوفر تمنه
ضحكت أماني : ياسلام .. مانتعشاش بقى
هدى بجديه : والعشا كمان .. نتغدى ونتعشى عندي .. وابقوا اطلعوا شقتكوا على النوم .. ولو ان أوضة خالد كبيره وتساعكوا انتوا الاتنين .. مش عارفه كان لازمتها ايه شقه تانيه من الاصل
نظرت لها أماني باستغراب .. وتنحنح خالد وقال : خلاص ياماما هنتغدى ونتعشى معاكي
لم تفهم أماني العلاقه بين خالد ووالدته .. نظرت اليهم بعدم فهم .. فخالد معها شخص ومع والدته شخص اخر ..
أماني : طيب كده اتفقنا على كل حاجه ..
خالد : اه الحمد لله
أماني : طيب هو المحل هيبقى قدامه اد ايه لحد ماينقل اللي باقي
خالد : الراجل قال اسبوع ان شاء الله
أماني : عشان بس كل حاجه تبقى موجود قبل الفرح ونلحق نفرش
هدى : لما الخشب يجي ويتنصب .. هخلي مرات البواب ومعاها واحده يطلعوا يمسحوا الشقه كلها قبل السجاد والفرش الباقي
أماني بامتنان : شكرا ياطنط
ثم نظرت لخالد : ممكن اروح لماما عند خالتو .. زمانهم عايزين يمشوا
هدى : هتوصلهم الزقازيق بردو ياخالد
خالد وهو ينظر الى أماني : أيوه ياماما .. وبعدين كلها كام اسبوع وأماني تبقى هنا معانا ..
سبقته أماني الى باب الشقه ولكنها سمعت هدى تقول لشريف : رجلك خدت على هناك .. كل شويه جري على السكك .. هتنساني وتروح كل شويه عندهم لحد ما تخليك هناك على طول
خالد : ياأمي مش مراتي هناك .. وبعدين لما ندخل هنبقى هنا على طول وماتخافيش عمري ما هسيبك أبدا ده انا ساكن فوقيكي بدورين
انزعجت أماني من أسلوبها ولم تستطع أيضا تفسير علاقتهم ولا تفسير سر نفور هدى من مواقف معينه .. استعاذت بالله من الشيطان الي يوسوس لها ليكرهها في حماتها .. سلمت عليها ثم ذهبت الى بيت الهام حيث يجتمع الباقي
*****************
دخلت منزل أهلها وهي تجر حقيبتها الكبيره وفي يدها حقيبة يدها وحقيبه اخرى صغيره .. استقبلها حسام بابتسامه سرعان ماتحولت الى دهشه مما تحمله ..
أقبل عليها وحمل عنها حقائبها ..
حسام بقلق : ازيك يالميا
لم ترد بل دخلت حجرتها على الفور ..
دخل خلفها ووضع حقائبها جوار الحائط .. نظر اليها بعد ان رفعت نظارتها السوداء .. فزع لمنظر عينيها .. عينيها المنتفختين من البكاء
حسام : في ايه ؟؟ شكلك عامل كده ليه؟ وجايه بشنطتك الكبيره ليه؟
لمياء : في حد في البيت ؟
حسام : لا ماما وبابا نزلوا الشغل وانا كنت هنزل الكليه قبل ماتدخلي على طول
لمياء : يبقى ماتعطلش نفسك .. انزل وماتكلمش حد وتقول اني جيت
حسام : مش رايح الكليه .. مش مهم .. عايز اعرف في ايه؟
لمياء : ريح نفسك انا مش عايزه اتكلم اصلا
حسام : اتخانقتي مع رامي مش كده ؟ مش محتاجه ذكاء ..
نظرت له نظرة تؤكد كلامه .. حسام : ضربك يالمياء ؟
لمياء : لأ
حسام : اومال ايه اللي حصل يخليكي تسيبي البيت وتاخدي كل هدومك كده؟
لمياء بصوت مخنوق : قولتلك ريح نفسك .. انا مش قادره اتكلم .. سيبني في حالي بقى
حسام : طيب انا هسيبك بس بردو مش هخرج .. قاعد بره لو احتاجتي مني حاجه
لمياء : انت رايح الكليه ليه اصلا .. هي الدراسه بدأت؟
حسام : لا بس هقابل ناس صحابي ونرتب حاجات قبل الدراسه
لمياء : ربنا يوفقك
حسام : ها فكيتي شويه ؟
لمياء : مش عايزه اتكلم بقى سيبني يارامي الله يخليك
حسام : رامي؟ انا حسام مش رامي؟
انتبهت لمياء لنفسها فقد ذكرت اسمه دون ارادتها .. فبكت بشده عندما تذكرت صفعته لها .. تقدم حسام واحتضنها
حسام : بس بس بس .. للدرجه دي زعلانه
بكت بصوت عالي وقالت : أوي ياحسام .. ااااااه .. مش قادره استحمل لوحدي اللي بيحصل ده ..
وبكت اكثر واكثر وعلى صوتها في النحيب أكثر وأكثر ..
قلق حسام عليها .. قال : بصي انا هكلمه واعرف منه ايه اللي حصل
لمياء ومازالت تبكي : اقسم بالله لو كلمته ياحسام ما هسامحك أبدا ..
حسام بعصبيه : طيب قوليلي انتي في ايه؟
لمياء : محدش ليه دعوه في ايه .. ريحوني وسيبوني بقى
حسام : وانتي فاكره ان ابوكي وامك هيسكتوا .. ده بابا مش بعيد يوديكي بنفسه لبيتك .. ابوكي بيفهم في الاصول كويس اوي
لمياء : وده اللي انا خايفه منه .. حسام عشان خاطري .. اقف جنبي ولو بابا حاول يعمل كده اعترض وقوله لا .. عشان خاطري مش عايزه اروح تاني هناك
حسام : بشرط تقوليلي في ايه؟
لمياء : هقولك .. بس مش دلوقتي
حسام : ماشي .. انتي وعدتيني .. وانا مش عايز اعرف عشان فضول .. انما بس عشان اقف جنبك واتدخل في الوقت المناسب
لمياء : ربنا يخليك ليا ياأخويا
حسام : لا ياستي ربنا يخليلك جوزك .. انا اخوكي بس هو كل حياتك
لمياء : انت بتغيظني ؟؟؟؟؟
حسام : لا بقولك الواقع والحقيقه .. مهما عمل فيكي هو جوزك
لمياء بابتسامه : انت زي بابا بالظبط .. في الاصول والواجب معندكش فصال
حسام : طبعا ..
لمياء : طيب يلا اخرج شوف مصالحك .. روح شوف صحابك صدقني هبقى كويسه ماتخافش عليا
حسام : ماشي .. بس كلميني لو عوزتي حاجه ..
لمياء : حسام .. بالله عليك ماتكلمه .. انا نبهتك اهو
حسام : حاضر والله ما هكلمه ..
لمياء : ماشي ..
********************
بعد المغرب جلس رامي في الصاله بشقة والدته ممسكا بالريموت .. يتنقل بين القنوات
والدته: مجبتش معاك لميا ليه؟
رامي : انا جاي من بره عليكي .. معدتش على البيت أصلا
والدته : طيب ابقى هاتها وتعالوا شويه بكره .. أو أقوك تعالوا اتغدوا من بعد الشغل على طول وانا هعملك صنية الـــ..
قاطعها وهو يقوم : لا ياأمي ماتتعبيش نفسك .. مش هينفع بكره
والدته : ليه يابني؟
رامي بعد صمت : عندي شغل لحد متأخر .. مش هينفع
************
والد لمياء : يعني ايه مش هينفع تقولي في ايه؟
لمياء : بعد اذنك يابابا .. انا عارفه ايه المشكله وسيبني احلها لوحدي .
والدها : طيب أعرف في ايه
لمياء : حضرتك مش واثق فيا .. انا ممكن أحل مشاكلي لوحدي
والدها : ده كان في الاول لما كنتي مخطوبه .. انما دلوقتي انتي متجوزه وكونك تيجي بيت ابوكي بكل هدومك معنى كده ان الموضوع كبير وكبير اوي ..
تدخل حسام : بعد اذنك يابابا .. انا ليا رأي
نظر له والده ... أكمل حسام الذي لم يكن يعرف ماذا يقول ولكنه وعد أخته أنه سيقف بجانبها .. قال حسام : كلنا عارفين لميا وقد ايه هي عاقله وبتحب جوزها .. أكيد اللي بينهم مش عايزه تطلعه بره .. وده حقها وانا احترمها في كده .. يعني بلاش حضرتك بلاش تضغط عليها عشان تعرف
والدها : طيب ليه مش عايزاني اتصل بيه واعرف منه .. على الاقل يعرف ان ليها أهل يسألوا عليها وعلى مشاكلها
حسام : طيب استنى يومين لو ماتصلش هو اتصل حضرتك بيه .. مش المفروض بردو هو اللي يتصل .. هو الراجل
صمت والدها وقد اقتنع برأي حسام : طيب ياحسام انا مش هتكلم .. بس لو اتأخر عن اليومين .. انا اللي هتصرف وهتدخل بطريقه لا تعجبك ولا تعجبه ..
غادر وترك حسام واخته في حجرة الاخيره بمفردهما
نظرت لمياء لأخيها ممتنه له
حسام : افتكري انك وعدتيني انك هتحكيلي
لمياء : أيوه طبعا .. مش ناسيه
رن هاتفها .. التقطته بلهفه على اعتقاد منها انه رامي ولكن تحولت لهفتها لدهشه عندما رأت رقم والدته على الهاتف
قالت لحسام : دي حماتي
حسام : ردي بسرعه
ترددت قليلا وقالت : لأ مش هرد
حثها حسام على الرد ولكنها رفضت الى ان انتهى الاتصال
حسام : انتي كده غلطانه .. ايش عرفك هي كانت عايزه ايه؟
قبل ان ترد عليه .. رن هاتفها باسم حماتها مره اخرى
مسك حسام الهاتف وقال : لو مردتيش هرد انا واقولها انك مش عايزه تردي
زفرت لمياء في ضيق وقالت : طيب هات بس اطلع بره
حسام : مش طالع ..
ثم أغلق باب الغرفه وقال : ردي
لمياء : السلام عليكم
حماتها : وعليكم السلام .. ازيك ياحبيبتي عامله ايه؟
لمياء باستغراب من لهجتها المرحبه : الحمد لله ياطنط ازي حضرتك
حامتها : كويسه .. مابتتصليش قلت اتصل انا طمن عليكي
لمياء : معلش ياطنط انا فعلا مقصره في حق حضرتك
حماتها : ربنا يعينك ياحبيبتي
ثم قالت بضحك : كفايه رامي عليكي اكيد هاريكي طلبات .. انا عارفاه طلباته مابتخلصش
رفعت لمياء حواجبها بدهشه وقالت : لا لا ابدا
حماتها: طيب بقولك يالميا .. رامي كان عندي من شويه .. هو كان بس شكله مش مبسوط .. هو في حاجه مضايقاه . معلش يابنتي اني بتدخل .. بس قلقانه عليه ..
لمياء في سرها : هو رامي ماقلهاش حاجه؟؟ وهو بيبات في البيت لوحده؟ يعني هي ماتعرفش حاجه عن رجوعه لسالي؟
حماتها : الو لميا انتي معايا
لمياء : ايوه ياطنط انا معاكي ياحبيبتي
حماتها : هو زعلان من ايه؟
لميا بتفكير : طنط ممكن اجي لحضرتك بكره الصبح شويه
حماتها : ايوه طبعا ياريت مانتي عارفه انا قاعده لوحدي
لمياء : خلاص بكره باذن الله هجيلك
حماتها : ان شاء الله وانا مستنياكي .. مع السلامه
وضعت لميا الهاتف مكانه
حسام : في ايه ؟
لمياء : مامته شكلها مش عارفه حاجه
حسام : يعني انا اللي عارف يختي؟
لمياء : لا ياسيدي قصدي انها ماتعرفش ان في خلاف من الاصل
حسام : وانتي رايحالها ليه؟
لمياء : عارف ياحسام لما تكون عارف واحد وعارفه عنه كل حاجه وكل حركاته وسكناته وتفكيره وقلبه وكل حاجه .. وفجأه يطلع منه تصرف انت مش متوقع انه يطلع منه .. تصدقه في لحظتها بس بعدها لما تفكر ازاي هو يعمل كده ماينفعش ان فلان يعمل كده انا عارفه كويس استحاله يعمل معايا كده ...
حسام : ها
لمياء : اهو ده اللي حصل مع رامي
حسام : لا .. نورتي المحكمه .. ايه يابنتي هي الغاز
لمياء : انا هروح بكره لمامته عشان أتأكد من حاجه وبعدها اقسملك اني أقولك .. صدقني هقولك .. بس بكره ان شاء الله
حسام : لما اشوف اخرتها ..
************
جلست مع والدته تحتسي الشاي معها .. تكلما في أمور عده ..
ثم غيرت لميا مجرى الحديث
لمياء : ماما عايزه تخطب لحسام قبل ما يتخرج .. عشان تكلفته بالجواز بدري بدري
حماتها : مش لما يشتغل الاول
لمياء : ده رأيي أنا كمان .. بس هي نفسها تفرح بيه .. بس رامي ربنا يخليه قالها بلاش ماتخليهوش يغلط غلطتي .. قصده على سالي يعني
حماتها : اه ياعيني .. دي ماسيبتهوش الا لما دمرت فيه كل حاجه .. ربنا يسامحها مطرح ماراحت
لمياء وقد وصلت لما تريد : هو كان بيقول انها اتجوزت واحد سعودي ..
حماتها : ايوه .. وسافرت معاه ومن ساعتها مانعرفش عنها حاجه
لمياء : انتوا تعرفوا حد من اهلها اصلا عشان تعرفوا عنها حاجه بعد جوازها
حماتها : لا .. بس اهو الناس بتعرف
لمياء : همممم .. هي كانت ساكنه فين؟
حماتها : في ــــــ
لمياء : يااااه .. انا اعرف واحده هناك اسمها سالي .. لتكون هي !! هي اسمها الثلاثي ايه ياطنط؟
حماتها : سالي محمد عبد الغفار
لمياء وهي تتظاهر بالنفي : لالا مش هي ..
حماتها : اكيد انتي مش هتعرفي الاشكال دي
لمياء : الله يسهلها بقى مش مهم
حماتها : يسهلها بعيد عننا
لمياء : انا ليا طلب ياطنط
حماتها : اتفضلي ..
لمياء : ماتقوليش لرامي اني جيتلك النهارده ولا تجيبيله سيره عن اي كلام دار بينا
حماتها بدهشه : ليه يابنتي ؟
لمياء : هقولك بعدين .. بس لو بتحبيني ماتقوليش
حماتها : انا قولت ان في حاجه مزعلاكوا من بعض ..
لمياء بابتسامه : لا مفيش حاجه .. ماتقلقيش كله هيبقى تمام ان شاء الله
خرجت من عندها واتصلت على حسام
حسام : ايوه يالميا
لمياء : انت فين؟
حسام : عند واحد صاحبي
لمياء تعالى البيت حالا .. عايزاك ضروري
حسام : حاضر
وفي المنزل .. حسام : يعني ايه المطلوب مني دلوقتي ؟
لمياء : تروح المكان ده وتقلبلي الدنيا على الاسم ده سالي محمد عبد الغفار
حسام : بقولك ايه .. انتي كل مره تضحكي عليا .. مش هتعتع من مكاني الا لما اسمع
اضطرت لمياء ان تروي له ماحدث .. باستثناء انه ضربها وانها ترجته ليبقى معها ورفضه لها ..
حسام : يعني سالي دي كانت خطيبته
لمياء : ايوه واتجوزت واحد تاني وسافرت معاه .. انا بقى عايزاك تروح تعرف اذا كانت هي فعلا رجعت مطلقه ولا هو بيضحك عليا
حسام : وتفتكري هيضحك عليكي ليه؟
لمياء : عشان انت ماتعرفش رامي زيي .. انا مش مصدقه الفيلم اللي قاله ده .. والتغيير المفاجئ وخصوصا ان مامته ماتعرفش
حسام : عادي ممكن يكون فعلا رجعت وعيزه ترجعله
ضربته بالريموت الذي كان أمامه وقالت : انت بتفول في وشي
حسام بضحك : لا والله بس بقول الافتراضات
لمياء : ماليش دعوه اديك عرفت كل حاجه وريني بقى الجدعنه هتعرف تساعدني ولا لأ ..
حسام : عيب وراكي رجاله
لمياء أما أشوف
جاء حسام بالمساء ..
أدخلته لمياء حجرتها أمام نظرات والدها ووالدته المتسائله ..
لمياء : ها عملت ايه؟
حسام بتعب وارهاق : عملت ايه؟ قولي في ايه ماعملتوش ؟ انا يابنتي لفيت المنظقه بيت بيت لحد ماكنت هتضرب عشان بسأل باصرار فظيع .. وجه عيل غبي معفن وحافي كان عايز يجري ورايا ومعاه طوبه .. حته بيئه اوي انا عارفه كان خاطب منه ازاي دي
لمياء : ها بطل رغي
حسام : سألت واتأكدت بنفسي .. سالي دي اتجوزت فعلا من واحد سعودي .. وسمعت انه معذبها وموريها الويل هناك ونفسها ترجع بس هو مش راضي .. واتجوز عليها واحده سعوديه وعايشه هناك تخدم في عياله ومراته التانيه ..
لمياء : يعني فعلا رجعت ندمانه؟؟؟؟؟
حسام : لا ياستي .. هي لسه هناك .. ماجتش خالص .. امها عماله تشتكي لطوب الارض لو حد يعرف يرجعها ..
لمياء : يعني هي مش في مصر
حسام نافيا : لا .. انا متأكد
لمياء : تمام
حسام : هتعملي ايه؟
لمياء : هرجع بيتي بكره .. بس ماتقولش لحد .. يمكن أغير رأيي ..
حسام : ربنا ييسرلك أمرك يالميا بس هو ليه كدب عليكي ؟
لميا : بكره هعرف ان شاء الله .. ادعيلي

ذات الوجه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن