لُعبة للكِبار

41.3K 1.3K 155
                                    

كانت جالِسة على الاريكة , وبين كفّيها كِتابها الذي تقرأه كل فترة بطريقة عشوائية , ولكنّها لا تقرأ الكِتاب , بلْ تقرأ بشير , كيف يلاعِب طفله , ويداعِبه , وابتِسامة صادِقة على شفتيْهِ , هِي لا تدرِك مَنْ الحقيقي بينهما , هل بشير الحنون , أمْ الْجلّاد الشرير , تَنَهّدت بِأسى , فهِي قدْ ملّت المكُوث في المنزِل , وخصوصا , لِأنّ بَشير اليوْم سيعود الى عمَلِه , بعد اجازتِهِ , لكونِهِ تزوّج حديثا , أفاقَت مِن شرودها حالَما , سمِعت صوت بشير :

-في ماذا تفكّرين ؟

لتتنهّد قائِلة :

-ملِلت , منذ انْ اتّخذتَني مربيّة لأدم , لَمْ أخرج من المنْزِل .

رفعَ حاجِبهِ مستنكِرا بطريقة نفيِها لزواجِهما :

-أيْ , لَيْس منذ ما تزوّجنا ؟!

ادّعت أيات التفكِير قائِلة :

-وهَلْ فعلنا ؟

-كَفاكِ غباءً , صحيح بكونِهِ زواج مؤقّت , ولكنَّكِ , لا تستطيعين انكاره .

-وأنا لن أؤمِن بزواج مؤقّت , أنا سأصدِّق نفسي بكوني متزوِّجة , حالَما يتّخذني رجل , كَزوجته الأبدية , وليست لعبة لخططه .

نظر اليها بغَضب قائِلا :

-زوجا , غيري مثلا ؟

-لا أعتبركَ زوجي من الاساس , البارِحة اتّفقنا , كفانَا كذِبا على أنفُسِنا .

شغفها حباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن