عرض زواج

32.4K 1K 59
                                    

ما زالَ جالِسا تحت ظِل الشجرة , وهي تتأمله والحزن يتفاقم في داخلها , لا تستطيع أن تعيد الكرَّة , أن تعطيه قلبها مجددا , ومِن ثمَّ يعود لخذلانها , ولكنه لم يكذِب عليها وقت العهد , لم يقل لها بكونهِ يحبها , سابِقا , بل قال " سأحاوِل أن أحبكِ " , هل صَدَق الان ؟ , هل وقع في حبها ؟ , هل يجب أن تصدقه ؟ , أم الطلاق خير وسيلة ؟ , ولكن والدها لن يقبل أن تتطلق , وان حدث ووافق , ستعيش حينها كالجحيم , ستعود كل تلك الذكريات السيئة التي تهابها , وتسلط والدها لن ينتهي حينها , حتى بكونهِ سيزوجها الى أول من سيطلب يدها , ولن يهمه , ان كان عجوزا , سيئا , قاتلا , مجرما , مدمنا , وهي ستعاني أكثر وأكثر , لا حلَّ لها اذا , قلبها بين يديه هو ذلِك الجالس تحت الشجرة , قلبها يندهه هو ليطفئ حريق اللهفة لاحتضانه , لتستمِع لكلمات غزله , هي تريده زوجا , وحبيبا , ولكِن نقطته الضعيفة تلك تقتلها , حسنا وان عادت سعاد مجددا ؟ , هل سيستسلم !؟ , هل سيتركها في منتصِف الطريق حينها ! كسابقها ؟ , وقلبها سيعود متألما , وحياتها ستصبح كالجحيم , تنهدت بأسى , لا تدرِك ما العمل , هي تحت النيران تغلي , ولا حل أمامها سوى ان تختار نار واحدة , لعلها تتخلص من النار الاخرى , وتغلي بنار لا نارين , تركت مقعدها لتتوجه نحوه جالسة تحت الشجرة بجانبه , قائلة بصوت مرتعش :

شغفها حباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن