محْجوزَة

46.1K 1.5K 133
                                    


لم يبالي والِدها ببكائِها , ودموع عيناها الذارِفة , صمّم على كلِماتِهِ " الجمعة سبطلبوكِ " , هكذا قال بكل حِدّة , كمّا لو أنّها فعَلت العار , ليسْتر عليها , لِتكون هي وأختِها سعاد , ضحِيتَا , قسَاوة والدِهما , وانفعالاتهِ على أتفَه الأسباب , وخوْرِ والدتهما , التي ليسَ بِيدِها أيّةِ حيلة , فِعلا ماتَ غسّان وأربعينه .
.....
في غرفتِها , والدموع ترافقها , اليوم جاء , يوم طلب يدِها , وقتل ما بقِي بروحِها , من أمل , دخلت اليها أختِها سعاد , التّي جاءَت منذ الصبَاح , وجسدها مليئ بالكدَمات , وفي عيناها , حزن , وانكسار , والرجاء لِعناق , وفي أحضانِها طفل يتشبت بأمَهِ كما لو أنّها النّجاة , ستصبحين هكذا يا أيات , مهمومة , حزينة , والوجع سيرافقكِ للممات , لا أمل , للهرب , ولا مفر من قلب أبٍّ قد مات ...

زيّنتها سعاد , أخفت ملامِح حزنِها وبكائِها قدرَ المستطاع , موهوبة سعاد باخفاء الحزن , لانّها عادة تفعلها كل يوم , ويا ليتها تعلَم بأنّ كل شيئ واضِح كالشمس , حزنِها , كدماتِها , تحاول هي أن تظهِر قوتّها , كتحدّي لوالِدها , بكونِها وجدت , الاحن , والأفضل , ولكن جاراتها يأتين راكِضات لوالدتها , يخبرنها عن صرخات سعاد , حينما يضربها زوجها بشير , حتّى كثيرا ما ظنّو بكونِها ماتت من شدّة الضرب , ولكن يحالِفها الحظ أنْ تعيش , أو يسوئها الحظ , سمعت دخول شخص بعنف , ومن غير والِدها يدخل هكذا , سمعت صوته الغليظ يقول :

شغفها حباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن