لقد كانَ بِجانِبها بالقِطار , يراجِع نفسه وأفعاله , لِماذا نَسِي وعده لأيات بهذهِ السهولة , أيات التّي كانَت كالام , والزوجة , والحبيبة , أهدته كل ما تمناه , لِماذا نَسيها بلحظة متهوِّرة , واستنتَج بالنِّهاية , بأن قلبه هو من فعل وليس هو كَنفس , عقله كان وفِيا لأيات , وقلبه كان مِلكا لسعاد , وكثيرا ما كانَ العقل هو الصادِّق الأمين , الذكِي , والقلب ذلِك العضو الخائِن الذي يجبرنا على فِعل ما لا يجِب أن نفعله , نَظرت اليهِ سعاد بصدمة , فلِأول مرة ترى علامات النّدم لكونِهِ فعل شيئا لأجلها , فقد كانَ ندمه السابِق على ضربِها لا أكثر , نظرت الى كفِّهِ المقبوضة , وقدمهِ التي تتحرَّك بعصبيّة , لتقوم بامساك كفه المقبوض , نظَر اليها بشير بِحدَّه , ليبعد يده بسرعة :-ايّاكِ وأن تمسينني مرة أخرى .
نظرت اليهِ بصدمة :
-نَعم ؟! , بشير أنا سعاد .
لِيضحك بسخرية :
-أعلم جيدا بكونكِ سعاد , لست بأعمى , لأعرفكِ بطريقة أصح , أنتِ الخائِنة , الهارِبة , العار , الام ذات القلب القاسي , الممثلة البارِعة , أتريدين المزيد ؟
يا الهي لقد تغيّر , لم يعد ذلِك البشير المطيع في زمنِها , هل هروبِها من غَيَّره , أم أختِها من فعلت , ما الذي حدث , تنهّدت بصبر ومن ثمّ أقْنعت ذاتِها , بكونهِ سيتغير مع الأيام القريبة , فقط ستغيّره , تعلم جيِّدا كم بشير كالطِّفل الضعيف بين يديها , ولكنّها الان في حيرة مِن أمرِها , أين ستمكث ؟ , نظرت الى بشير لِتقول بتوتر :
أنت تقرأ
شغفها حبا
Romanceتهرب أختِها من زوجِها العنيف ، السكير ، تارِكة خلفها طفلها عند زوجِها القاسي ، ماذا سيحدث حينما يقرر زوج أختِها أن يتزوجها غصبا عَنْها وعن والدها ؟ هل فتاة حُرِمت من الحب الذكوري منذ نعومة أظافِرها ، وحلمِها أن تحصل على محبوب كغسان كنفاني ، هل سيتلا...