يُحِبها

37.1K 1.2K 125
                                    

رَمقتهم بِقهِر وهم يتناولون الفطور على طاوِلة الطعام , فَهي جالِسة على الاريكة متجاهِلة قول بشير السابِق بأن تقوم هي باعداد طعامِها لوحدِها , أرادت أن تكابِر لعلّه يشفق عليها ويعود ذلِك البشير الذي لا يهون عليهِ حزنِها , أو أي شيئ لأجلِها , ولكنَّه باتَ كالحجر , لم يعد كالسَّابِق , يتناوَل بشير طعامه وقلبه مقبوض , تبا لها لماذا لا تتناول طعامها , قلبه يحرِقه لأجلِها , لولا تِلك اليد الممسِكة بهِ لذهب الى سعاد , شادا شعرِها لعلها تعد طعامِها الشخصي , بالطّبع لم يهن على قلبِها عدم تناول أختِها وصديقتها  منذ الطفولة لطَّعام معهم , ولكِن حقدِها عليها , بسبب كل ما فعلته ببشير قد كان أكبر من أن تشفَق عليها , لقد كانت تحِب أختِها وتخبِرها بِكل شيئ عنها , وهي بدورِها ترشِدها وتساعِدها , أما الان فالوضع بأكملِه قد اختلف , تحرِقها فكرة تعلق زوجِها بها , أو بالاصح ألخطأ الأكبر بكونِها تزوجت طليق أختِها , ضحِكت بسخرِية بداخِلها , كأنّها كانت مخيَّرة وليسَت مجبرة , تنَهّدت بأسى , لتستمِع الى صوت أدم , الحزين قائِلا :

-ولكِن لِماذا ماما لا تأكل معنا ؟

نَظَر بشير الى سعاد , وفي عينيهِ حزن قد ظهر , ولكِن أخفاه فورا حينما لاحظَ ابتِسامتها الساخِرة , لِيقول بجمود ناهِضا من على كرسيه :

شغفها حباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن