إنتِحار

36.1K 1.2K 122
                                    

تتأمَّل الطيور التِّي تحلِّق في السماء , تنظر الى الغيمة , البيضاء , ها هِي قد أعلنت النِهاية , لكل شيئ , لن تمارِس الكذب على نفسِها كعادتها , لن يتغيَّر , ولن يفعَل , وهي لن تعذره , ولن تنتظِر , سترحَل , وستهرب , البارِحة قد احتضنها , كُسِرت حينما احتضنها , كل بقايا الأمل أصبحت الى شذايا , لن يستطِعن أن يسعفن روحِها , وحتّى اعتذاراتهِ الطويلة , لم تقبَلها , تذكرت كيف كانَ البارِحة , يبكي لأجل أن تغفر له خطأه , وهي رفضت , بقلب منكسر رفضت , وذهبت للنوم على ألارض في غرفةِ أدم , أما سعاد , فلم ترحل , لم يهن عليهِ قلبه أن ترحل , وصدقت سعاد , هي البديلة , التي يجِب أن ترحل , وتترك كل شيئ خلفها , لكونهِ لا حق لها بالبقاء , بِمكان غير مرحب بِها , أو حتَّى يتصنعون محبتهم بكونها الى جانِبهم , تنهدت بِحسرة , وهي تحمِل بين كفيها , حبل المشنقة , الذي سيعلن لها النهاية , ولكنَّه مبكِرا , ليسَ الان , ستودِّع كل شيئ مسبِقا , نظرت الى ساعة يدِها , لتتنهد :
-بقِيت 5 ساعات على الرحيل .

تحرَّكت لتترك , الحديقة العامَّة , الصغيرة , في القرية , لتتجه نحو المنزِل , حيث ستتحمل , وجود سعاد , وبشير في المنزِل , أمّا أدم , فستتحمل كلمة " ماما 2 " , التي باتَ يندهها بهِ , تعلم جيدا بكون والدها لن يقبل , بابنة مطلَّقة , فهو مستعِد أن يقتلها , ولا أن تمكث في المنزِل معهم جالِبة لهم العار , وعن أي عار يتحدثون , هم وعاداتهم وتقاليدهم , اذا الخالِق الرحمن حلل الطلاق , بالرغم من كونِهِ أبغض الحلال الى الله , ولكنَّه لم يلزِمنا على قتل ذاتِنا , والعيش مع زوج , لا يرحَم , ولا تُعاش معه الحياة .

شغفها حباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن