فرح فتاة مراهقة لم تطفئ بعد شمعتها الخامسة عشر بيضاء البشرة سوداء الشعر والعينين جميلة كاميرة صغيرة تنتمي لإحدى القصص الخيالية تدرس بالسنة الاولى ثانوي، تعيش فرح مع والديها السيدة ايمان والسيد ابراهيم .
من الخارج تبدوا هذه الاسرة ، الاسرة المثالية فالزوج رجل اعمال ناجح ومشهور ويعتبر من اهم رواد صناعة السيارات بإفريقيا والزوجة سيدة مجتمع بامتياز وسليلة عائلة عريقة .الجميع يحسد الزوجان السعيدان على حياتها المترفة وحبهما الكبير لبعضهما و لطفلتهما الوحيدة لكن الحقيقة غير ذلك تماما .
اسوار قصر عائلة الشاوي تخفي خلفها حقيقة العائلة المرموقة ، السيد ابراهيم يخفي خلف قناع الزوج المحترم شخص شاذ يتلذذ بانتهاك براءة الاطفال و لا احد استطاع كشف وجهه الحقيقي لأنه يعرف جيدا كيف ينتقي ضحاياه، اما السيدة ايمان القاسمي الزوجة الفاضلة ما هي الا امرأة لا تمت للفضيلة بصلة، فبعد سنة واحدة فقط من الزواج اكتشفت ان زوجها لم يكن الرجل الذي تتمناه ولم يجعلها تعيش الحلم الوردي الذي كانت تحلم به ودائم الانشغال عنها و ذلك كان بالنسبة لها عذر كافي يخولها لارتماء بأحضان رجال اخرين غير زوجها.
في خضم هذا الانحطاط نجد فرح التي لا تملك اي ذنب في الحياة سوى ان القدر جعلها ابنة لكذا والدين. لكن القدر نفسه منحها رجاء مدبرة المنزل التي تولت رعايتها منذ ولادتها ولم تبخل عنها يوما بحبها كانت احن عليها من امها التي انجبتها و استطاعت ان تبعدها عن الجو القذر الذي يسود المنزل .
في صباح احد الايام جلست فرح تتناول افطارها بمفردها كالعادة فنادرا ما تجتمع الاسرة على طاولة الطعام .
وضعت سوسن الطبق وهي خادمة تعمل في القصر منذ سنين هي وزوجها عبود وقالت بصوتها المليء بالبهجة :
-احلى طبق اومليت بالجبن لأحلى انسة فرح بالعالم
-طبعا سيكون احلى طبق بما انه من صنع العم عبود، اليس كذلك خالة رجاء؟
قبل ان تجيب رجاء رن هاتفها النقال.
-السلام عليكم
-المتصل: .......
- نعم انا من انت ؟
-المتصل:....
ردت بصوت يتخلله الهلع
-هل حالتها خطيرة
-المتصل: .....
ردت بصوت باكي:
-سأحضر بأسرع وقت.
اسرعت اليها فرح وسوسن وقالت هذه الاخيرة:
-ما الامر يا رجاء من كان المتصل؟
بنفس الصوت الباكي قالت:
-انه زميل راوية اختي بالمصنع يقول انها تعرضت لحادث خطير ونقلوها الى المشفى، علي ان اسافر في الحال
ماذا؟ تسافرين وتتركيني بمفردي
-انت لست بمفردك يا ابنتي انت برفقة بابا وماما ثم انني لن اغيب طويلا اسبوع على الاكثر
قالت بنبرة تحمل التهكم
-بابا وماما !!! لا سأسافر معك
اقتربت رجاء منها واخذتها بحضنها وقالت
-فرح يا ابنتي تعرفين ان والدك لن يوافق ثم انت لديك دراسة وامتحانات ويجب ان تدرسي بجد لتجتازيها
-لكن انا..
-من دون لكن هيا ستتأخرين على المدرسة
-عديني انك لن تتأخري هناك
-اعدك بذلك
غادرت فرح الى المدرسة واقتربت منها سوسن تربت على كتفها وقالت
ستكون بخير ان شاء الله لا تقلقي ،
في تلك الاثناء كان السيد ابراهيم ينزل من الدرج، هرعت اليه رجاء و العبرات تنساب على خديها وقالت:
-سيدي يجب ان اسافر بالحال
سألها باستفهام بعد ان اثار فضوله حالتها المزرية تلك
-ما السبب هل حصل شيء؟
-تعرضت اختي لحادث بالمصنع الذي تعمل به وحالتها خطيرة جدا.
--يمكنك السفر لكن لا تمكثي طويلا.
-حاضر سيدي
وهو يهم بالمغادرة الى الشركة اخرج مبلغا من المال واعطاه اليها وقال:
-اذا احتجتي شيئا اتصلي بي على رقمي الخاص.
شكرته واخدت المبلغ منه على استحياء.
ذهبت الى غرفتها لتجهز حقيبتها للسفر ولحقت بها سوسن وقالت:
-متى ستسافرين ؟
-حالما تستيقظ السيدة ايمان لأعلمها .
-رجاء حبيبتي زوبعة هانم لن تستيقظ الى بعد العصر الا تعرفينها، اذهبي انت وانا سأخبرها .
-معك حق يا سوسن اهتمي بفرح واذا حصل شيء اتصلي بي دون تردد.
-لا تشغلي بالك و طمئنيني عن حالة راوية حالما تصلي .
قبل ان تدلف خارج القصر فكرت فيما سينتظرها حين عودتها إذا لم تخبر السيدة ايمان فستعتبرها تجاهلا لمكانتها كسيدة للقصر لذلك عادت مجددا لغرفة ايمان او زوبعة هانم كما تلقبها سوسن وباقي الخدم
طرقت الباب ثم دخلت بهدوء ، كان الظلام يعم الغرفة وبصعوبة كان تمشي محاولة عدم احداث ضجة وتفادت اضاءة المصباح كي لا يزعجها النور
تحدثت بصوت هامس
-سيدتي ... سيدتي
لم تجد اي رد واقتربت قليلا من السرير هزتها برفق وهي تقول
-سيدة ايمان هناك امر طارئ
بعيون مغمضة وصوت ناعس
-ما الامر
-يجب ان اسافر الان اختي بالمشفى ويجب
قاطعتها بفظاظة وقالت:
-فلتذهبي للجحيم انت واختك هل هذا هو الامر الهام الذي توقظيني من اجله ، اخرجي من غرفتي و اقفلي الباب خلفك ايتها الغبية.
بارتباك وتلعثم قالت
-المعذرة انا لم اقصد ان ازعجك
صرخت بوجهها مرة اخرى
-قلت اخرجي!!!!!.
تعودت رجاء على اسلوب السيدة ايمان فهي تتولى شؤون المنزل لذلك لم يفرق معها ما قالت وانطلقت لمحطة القطار وقلبها يدعوا الله ان يتلطف بأختها.
بعد العصر بوقت طويل استيقظت ايمان واستغرقت ساعات بالعناية بوجهها وجسمها وشعرها بين كريمات ومستحضرات تجميل وغيرها واخيرا نزلت الى بهو القصر
صرخت بعصبية
-سوسن ...سوسن
جاءت سوسن مسرعة وهي تقول بصوت هامس
-"وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم"
-نعم سيدتي
-اين قهوتي ايتها الغبية .
-جاهزة سيدتي بالحديقة كما تفضلين دائما
-هل انت غبية ام تتغابين هل سأتناول قهوتي بالحديقة بهذا الطقس البارد
بصوت خافت قالت سوسن
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك ايتها المشعوذة
-ماذا تقولين يا بلهاء
-قلت اسفة سيدتي سأحضرها لك هنا بالحال.
جاءت خادمة اخرى للسيدة
-عفوا منك سيدتي العم صالح السائق يطلب رؤيتك
-دعيه يدخل لنرى ماذا يريد
دخل العم صالح الرجل العجوز الطيب برفقة شاب اسمر طويل وسيم الملامح ، تنحنح صالح وقال
-مساء الخير سيدة ايمان اسف اذا ازعجتك
-مساء الخير حاج صالح خيرا ؟ومن هذا الشاب الذي معك.
-هذا رؤوف ابن اخي تعرفين سيدتي صحتي اصبحت لا تسمح لي بالاستمرار بالعمل لذلك اذا وافقتي طبعا ووافق السيد ابراهيم سيعمل رؤوف بدلا عني .
ارجعت ايمان ظهرها الى الوراء ووضعت قدما فوق الاخرى وتطلعت بالشاب من راسه الى اخمص قدميه وظهرت بعينيه نظرة اعجاب لم تفته وقالت
-اين كنت تعمل قبلا يا...ماذا كان اسمك؟
-رؤوف يا سيدتي ، لم اعمل من قبل فقد انهيت دراستي الجامعية ، بحث عن عمل طويلا ولم اجد
-سيدة ايمان رؤوف سائق ماهر و شخص محترم وانا اضمنه
-لا باس سأجربه اسبوع فقط لأنك ضمنته يا حاج صالح
قال رؤوف وهو ينظر اليها بمكر
-لن تندمي على ذلك سيدتي.
فور وصول رجاء الى المشفى صدمت بخبر وفاة شقيقتها الصغرى بغرفة العمليات، تاركة خلفها ابنتها الصغيرة ذات الاربع سنوات التي اصبحت لها رجاء عائلتها الوحيدة .
أنت تقرأ
ادمان من نوع اخر
Actionكيف لفتاة في مقتبل العمر ان تتعامل مع اب متحرش وام فاسقة يتقنان دور الزوج والزوجة المثاليان وماذا ستفعل لانقاذ صديقتها من براثن مستغل حقير اوقعها في بئر المخدرات