الفصل الاخير
بعد ان انهى اجتماعه الذي اطاله لساعات عن قصد تركها تنتظر ساعة اخرى قبل ان يطلب ان تدخل ، وضع قدما فوق الاخرى واشعل سيجاره ثم دخلت ايمان كالعاصفة ، صدقت سوسن عندما اطلقت عليها اسم زوبعة
-كيف تسمح لنفسك ان تنقل كل مالي الى حسابك دون ان تخبرني؟
رد ببرودة :
-مالك ؟ حقا؟ ومن اين لك المال ؟ على حد علمي المرحوم والدك لم ترك اي درهم بالعكس كان غارقا بالديون
قالت بغيظ
-مالي انت اعطيته لي
-احسنت انا اعطيته لك وانا استرجعته
ثم اخرج ملفا من درج مكتبه ووضعه امامها
-هذا كشف حسابك للأشهر الماضية
نظرت الى الكشف لتجده وضع خطا بالأحمر على المبلغ الذي سحبته لشراء الشقة لرؤوف
-ولماذا تريني اياه؟
-اريد ان اعرف ماذا فعلت بذلك المبلغ الضخم
اصطبغ وجهها بجميع الالوان ، لم يخطر ببالها ان يسالها هذا السؤال ، ابتلعت ريقها وقالت
-اقرضته لصديقتي وستعيده لي قريبا
امسك بفكها بقبضته القوية وقال من بين اسنانه .
-لا تقتحمي مكتبي محددا دون استئذان هذا اولا وثانيا لم اصدق قصة اقراضك لصديقتك لكن وقت الحساب لم يأتي بعد ،وبالمناسبة لقد دفعت لمتجر الملابس ثمن الاغراض التي اشتريتها
-قالت برعب ظنا منها انه يراقبها
-من اخبرك؟
-صاحب المتجر ، ارحلي الآن
بعد مغادرتها اتصل بالمحامي
-هل جهزت كل شيء
-.......
- تذكر ان لا يعلم اي شخص بما طلبت منك حتى عادل، مفهوم؟
-........
-جيدا وافني الى مكتب التوثيق .حكت له عن كل ما يحزنها، عن ما دار بينها وبين هند و عن حالة رجاء وافتقادها لها وخوفها من ان لا تشفى ، عانقها بحنان ابوي ثم ابعدها قليلا ليجفف عبراتها بإبهاميه ثم قال
- اعتبري ان ما تمرين به اختبار من الله عز وجل ولو كان سبحانه يعلم انك لا تقدرين على تجاوزه لما وضعك فيه ، حملك ثقيل بل ثقيل جدا لكن يا ابنتي "لا يكلف الله نفسا الا وسعها" صدق الله العظيم
-صدق الله العظيم
-والدة صديقتك محقة الاباء هم المسؤولون على ما يفعله ابناءهم وليس العكس ، حاولي ان تتجاهلي هذا الموضوع وان لا تفكري به .
واستطرد قائلا
-اما بخصوص رجاء فما مر عليها ليس بالسهل ومن الطبيعي ان تكون الصدمة قاسية عليها لكني اعرف رجاء جيدا و اعرف انها ستكون بخير لكنها تحتاج الى بعض الوقت .المهم الآن لا اريد رؤية هذه الدموع مجددا ، اتفقنا
كان كلامه كماء بارد اطفأ النار التي شبت بقلبها وقالت وعلى وجهها ابتسامة صغيرة
-اتفقنا.طول الطريق الى المنزل وهي تفكر في كلام ابراهيم وتفكر فيما ينتظرها منه ، زوجها ليس من النوع الذي يلقي التهديدات عبثا لا بد انه كان يقصد كل حرف نطقه عندما تحدث عن محاسبتها
-لقد وصلنا
-هاه..ماذا؟
-لقد وصلنا منذ فترة وانت شاردة ما بك ؟
-رؤوف... انا ... اسمع اريدك ان تعيد لي الشقة و ويمكنك الاحتفاظ بالساعة.
مرر اصابعه على لحيته ثم ترجل من السيارة وفتح لها الباب وقال هامسا
-سنتحدث بهذا الموضوع لاحقا
انصرفت كي لا تثير انتباه احد لهما بينما اتصل بصديقه
-مرحبا معاذ ، هل يمكن ان تعيرني حاسوبك النقال بضعة ايام
-...........
-شكرا لك ، اين انت الآن
-.........
-حسنا انا قادم اليك
كل ما شغل تفكيره في تلك اللحظة هو كيفية تأمين مستقبله ، لا مجال لان يعود الى حياة الفقر ، سيماطل بموضوع الشقة حتى ينهي ترتيباته وبعدها فلتفعل ايمان ما تشاء ان استطاعت.
أنت تقرأ
ادمان من نوع اخر
Acciónكيف لفتاة في مقتبل العمر ان تتعامل مع اب متحرش وام فاسقة يتقنان دور الزوج والزوجة المثاليان وماذا ستفعل لانقاذ صديقتها من براثن مستغل حقير اوقعها في بئر المخدرات