الفصل الثالث عشر

1.4K 30 0
                                    

الفصل الثالث عشر:

بعد عودة فرح صعدت مباشرة الى غرفتها ، حملت حاسوبها النقال و جلست فوق السرير ، تتصفح موقع الطبيب هاشم
-لا توجد اي معلومات شخصية على موقعه ، سأبحث عنه على فيسبوك ربما اجد شيئا ما
وبعد بحث طويل لم تجد اي شيء ، اقفلت الحاسوب وقالت بضجر
-تبا كل ما موجدته هو معلومات عن تحصيله العلمي و شهاداته بالطب النفسي و علاج الادمان و انجازاته ، كيف سأعرف ان كان مرتبطا ام لا ، ولماذا اسال ؟ فرح افيقي انه طبيب لينا فقط ، ولكنه رائع وذو شخصية جذابة
-فرح اتكلمين نفسك
انتفضت و قالت
-خالة رجاء اخفتني
-من هذا الذي شخصيته جذابة وجعلك تشردين به حتى انك لم تنتبهي لدخولي الغرفة
نهضت فرح عن السرير وفتحت باب الخزانة تتوارى خلفه لتهرب من اسئلة رجاء
-اين منامتي الزرقاء لقد وضعتها هنا
اقفلت رجاء الباب وقالت
-انها فوق سريرك ، هيا قولي ماذا تخفين
-سأخبرك فيما بعد
-ولما ليس الان
-لأني لا اريد ان اكذب عليك

-وصلنا
التفتت حولها ووجدت انه احضرها الى نفس المكان الذي احضرته اليه في اول مرة
-لماذا جئت بي الى هنا؟
ترجل من السيارة و التف ليفتح لها الباب ، ترجلت هي الاخرى ، وكتفت ذراعيها امام صدرها وقالت
-ماذا تريد ؟ وادخل بصلب الموضوع انا مستعجلة
-انت..
-ماذا؟
- دون اطالة ودون مقدمات اريدك انت
حاولت فتح باب السيارة لكن رؤوف وضع يده عليه ولم يسمح لها بذلك
تحدثت بعصبية وهي تشير بسبابتها الى وجهه:
-لقد تجاوزت حدودك كثيرا وستدفع ثمن هذا
امسك يدها بقوة وانزلها واقترب منها قائلا
-انت السبب ، رؤيتك مع رجل اخر افقدتني صوابي و جعلتني اتجاوز حدودي التي حاولت منذ اليوم الاول احترامها رغم كل محاولاتك
دفعته بكلتا يديها
-اجننت ما هذا الذي تقول؟!!!
-اقول الحقيقة ، منذ اول يوم اعجبت بك وبجمالك ورقتك وكل يوم يزيد اعجابي لكني لم انسى من اكون ومن تكونين وحاولت كبح نفسي ، لكن لن اكبح نفسي اكثر من اجل ان تكوني مع رجل ثاني
ادارت ظهرها له وقالت بتهكم
-تقصد رجل ثالث، ام انك اسقطت ابراهيم زوجي (وتضغط عل كلمة زوجي) من حساباتك
-اعرف ان العلاقة بينكما لا تشبه اي زوج وزوجة وطالما انك انت اسقطته من حساباتك لما لا افعل انا نفس الشيء
-اخترت الوقت الغلط يا رؤوف
دنا اكثر منها و امسكها من كتفيها، وادارها لتقابل وجهه وقال بصوت رقيق
-ايمان انا احبك
حاولت ان تتكلم لكنه وضع اصابعه على فمها وقال بنفس النبرة الهامسة
-لا تقولي شيئا ،
واحتضنها و اخذ يربت على ظهرها ، ارادت ان تقاومه لكن مقاومتها تلاشت عندما قال
- انت ايضا تحبينني ، اليس كذلك
لم تجب و كما يقولون السكوت علامة الرضا و هي كانت اكثر من راضية ، كلمات رؤوف وطريقة تعامله معها جعلتها تذوب بين احضانه ، وتنسى او على الاقل تتناسى ولو مؤقتا وضعها.

اية طفلة كثيرة الحركة ، مرحة و نشيطة لكنها كانت ساكنة ذلك اليوم والوحيد الذي انتبه لذلك هو عبود الذي بعد انها عمله اسرع الى الحديقة حيث كانت الصغير تحمل دميتها التي اهدتها فرح وتجلس على العشب دون ان تفعل شيئا
جلس عبود بجانبها و وضع طبق مغطى امامها
-هل تعرفين ماذا يوجد تحت الغطاء
هزت راسها بلا
فرك عبود ذقنه وقال متسائلا
-ما رايك ان تكتشفي بنفسك
ازالت الغطاء وقالت بحماس طفولي
-بيتزاااااا
ضحك هو الاخر
-نعم يا صغيرتي حضرتها صباحا لك وحدك لكن لا تخبري سوسن
-لا لن اخبرها
-اذن هيا لنلتهمها قبل ان يرانا احد
اكلا مع و لعبا بعض الوقت واستطاع عبود ان يعيد لها ابتسامتها ، التي هي الحياة بالنسبة له ، يعتبرها كابنته و لا يبخل عليها بمشاعر الابوة التي في نفس الوقت تعيده طفلا مثلها لا يقل عنها براءة وعفوية
كانت تقف على مقربة منهما و تحمد الله على وجود اية بحياة زوجها الطيب، تغاضت عن موضوع البيتزا وتركتهما يلعبان وعادت لعملها.

لم يشعر باي ذرة لتأنيب الضمير بعدما اقترفه بحق طفلة بريئة ، بالعكس تماما لقد كان في مزاج جيد وقد لاحظ موظفوه ذلك ، لم يكتفي بما حصل بل بدا يفكر بطريقته تجعله يظفر بالمزيد ، وقد اقتاده شيطانه الى فكرة ما ، اخذ هاتفه واتصل بإيمان في الحال
-حبيبتي هاتفك يرن
ابتعدت عن احضانه وفتحت باب السيارة الخلفي لتأخذ حقيبتها الملقاة بإهمال ، اخرجت هاتفها ودب الرعب بقلبها عندما قرات اسمه على الشاشة
-انه ابراهيم
-ابقي هادئة لا داعي للخوف
-ماذا افعل
-تماسكي واجيبي
اخذت نفسا عميقا و ردت عليه
-مرحبا
سألها دون ان يتكلف عناء التحية
-عيد ميلاد فرح بهذا الشهر؟
-نعم بالعشرين منه لماذا
-اي بعد عشرة ايام
-نعن لكن لماذا تسال
-ابلغي الخدم ان يستعدوا لإقامة حفل كبير بالمزرعة ودعي رجاء تقوم بالإشراف عليهم بنفسها
-لا داعي للخدم لنستعن بمتعهد الحفلات كما تعودنا
-افعلي ما طلبت
واقفل الخط بوجهه

ادمان من نوع اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن