الفصل الثامن عشر.
-من فضلك اسمح لي بزيارة رجاء
-ليس الان، اخبري ولدتك ان تستعد لنعود الى القصر
-ارجوك يا ابي اريد ان اطمئن عليها
-قلت لك ليس الآن
-ارجوك اسم..
-اوووف فرح لست في مزاج لتجمل الحاحك
في تلك اللحظة حضر مفوض الشرطة برفقة بعض العساكر
-اعتذر عن ازعاجكم سيد ابراهيم
-لا يوجد اي ازعاج ، ما الامر
-لدينا اذن بالقبض على المدعو عبود السبتي
شهقت فرح
-العم عبود لماذا؟ !!!
-اصعدي الى غرفتك يا فرح
-لن اذهب الى اي مكان قبل ان اعرف
صرخ في وجهها
-اصعدي الى غرفتك
ابتعدت بضع خطوات لكنها بقيت واقفة تضع يدها على قلبها وتراقب ما يحدث بترقب .
اقترب ابراهيم من المفوض واخفض صوته سائلا اياه
-ماذا فعل عبود للقبض عليه
-الامر متعلق بالجريمة التي حدثت بالأمس
-ما حدث كان مجرد حادث غرق ، الطفلة وقعت بحمام السباحة عندما كان الكل مشغول بالحفلة ولم ينتبه لها احد حتى فارقت الحياة
-سيد ابراهيم الموضوع اكبر من ذلك ، استأذنك بالقيام بما جئنا من اجله
-تفضل
كان عبود المسكين جالسا بالمطبخ بمفرده ، يبكي بصمت على خسارة اية، رغم الفترة القصيرة التي قضتها معهم لكنها احيت لديه الشعور بالابوة ، كان يعيش تفاصيل الاب وابنته معها، و في احيان كثيرة يعيش طفولته برفقتها.
-هل انت عبود السبتي ؟
رفع بصره الى ذلك الرجل الذي رآه بالأمس ، نعم انه الضابط، جفف دموعه وقال
-نعم انا يا سيدي
-اقبضوا عليه
صدم عبود من هذه الجملة
-لماذا يقبضوا علي ، انا لم افعل شيئا
-ستعرف كل شيء بمركز الشرطة
قال ابراهيم الذي كان واقفا باب المطبخ
-اذهب معهم يا عبود سأرسل لك المحاني والحق بك
-سيدي انا لا افهم ما يحدث
اخذه رجال الشرطة تحت نظرات جميع العاملين بالمزرعة و الجميع يتساءل عن السبب ، ماذا فعل عبود الطيب لتأخذه الشرطة ؟ايقظها الالم الحاد الذي يفتك براسها وبحركة اعتيادية مدت يدها الى درجة الطاولة الحادية لسريرها لتأخذ دواءها كما تفعل كل صباح، مهلا ، لا توجد اي طاولة ، فتحت عينيها ببطء ، واعادت غلقها ثم فتحتها من جديد ،تساءلت اين هي، مررت بصرها بأنحاء الغرفة ، انها هي نفسها نفس الجدران ونفس السرير ، نفس المكان الذي شهد خسارتها الثقيلة ذلك اليوم
نهضت بفزع وفتحت الباب لتصطدم بصفوان حاملا صينية الفطور، ضربتها من الاسفل بكفها حتى تطاير الطعام وصرخت به
-لماذا احضرتني الى هنا؟ ماذا فعلت بي ايها الحقير
امسكها من يديها
-اهدئي يا لينا انا لم افعل شيئا
-ابعد يديك القذرتين عني
صدقيني لم افعل شيئا ، اغمي عليك البارحة ولم اعرف ماذا افعل واخدتك الى منزلي لا ساعدك
-المساعدة الوحيدة التي تقدمها لي هي ان تتركني وشأني
اندفعت الى الباب لتخرج ، لكن دوارا داهمها وكادت ان تسقط لولا ان امسك بها ، اجلسها على الكرسي ،
-مازلت متعبة
قالت وهي تدلك جبهتها بقوة
-يجب ان اغادر الان
نهضت عن الكرسي لكنه امسك بها مجددا
-ابقي قليلا فانا لن اؤذيك
-اتركني
احاط خصرها بذراعه وقربها اليه
-لن اتركك انا مشتاق لك كثيرا، لينا انا احبك
حاولت ان تبتعد عنه لكنه كان محكما قبضته عليها ، واراد ان يقبلها بالقوة ، وقع بصرها على المزهرية الزجاجية الموضوعة فوق الطاولة، امسكت بها وهشمتها على راسه، وقع على الارض فاقدا الوعي ، بقيت واقفة متخشبة للحظات تحدق به قبل ان تركض هاربة الى خارج المنزل .بعد ان اتصلت بها احدى الخادمات تخبرها ما حصل لزوجها، لم تعرف كيف وصلت الى مركز الشرطة ، في نفس الوقت كانت فرح بد ترجلت من السيارة
-سوسن ..سوسن ...
-فرح اين زوجي ، لماذا اخذته الشرطة
-لابد انه سوء تفاهم ، لا تقلقي لقد ارسل له ابي المحامي
-اريد ان اراه .
صدمة عبود انه المشتبه به الاول بجريمة قتل اية لم تكن كأي صدمة و يا ليتها كانت جريمة قتل بل اعتداء جنسي افضى الى الموت ، فقد القدرة على الكلام بل وعلى الادراك ، لم يعد يسمع سوى صدى ضحكاتها بأذنيه ، اغمض عينيه لتمر صورتهما معا وهو يطعمها لآخر مرة في حياتها القصيرة ، لتمر صورتها وهي تعانقه ليسمع منها كلمة احبك يا عبود ، ابتسم ابتسامة عفوية كانت كافية لاستفزاز المحقق وتجعله ينقض عليه ويشبعه لكمات
-تضحك ايها الحيوان بعد ان فعلت فعلتك ، اقسم اني سأجعلك تدفع الثمن
لقد كان له العذر فيما فعل فبالنسبة له الشخص الماثل امامه مغتصب حقير ، اشبع رغبته الحيوانية على حساب حياة طفلة بريئة
لم يظهر اي مقاومة ولولا المحامي و الشرطي اللذان خلصاه من بين يديه لكان قتله
قال المحقق وهو يلتقط انفاسه
-خذه الى الحجز
سحبه الشرطي خلفه بعد ان قيد يديه بالأصفاد كالشاة التي تجر الى الذبح
-ما حصل مع موكلي تجاوز لا يمكن ان اسكت عنه
موكلك يا استاذ مجرم معدوم الضمير يستحق الاعدام
-بل هو مجرد متهم و التحقيقات هي من سيثبت براءته او ادانته.
-سنرى بهذا الشأنعندما لمحته بالممر هبت مسرعة اليه وسالته بلهفة
-عبود حبيبي ماذا حصل؟
نظر اليها نظرة متعبة لم يجبها وانما انخرط في موجة بكاء عارمة قام شرطي بدفعه
-تحرك يا متهم
-ارجوك انتظر ايها الشرطي (احتضنته تربت عليه كطفل صغير عله يهدا) عبود ماذا حدث
انتبهت الى الاصفاد بيديه وسالته
-الى اين تأخذه
-الى الزنزانة ، تحركي يا امرأة ولا تعطليني
لحقت به بينما بقيت فرح واقفة لا تفهم ما يحدث امامها
-انسة فرح ماذا تفعلين هنا؟ هل جئت من اجل طباخكم
-انه صديقي ايضا سيدي المحامي
-صديقك هذا في ورطة كبيرة
-هل يمكنك ان تشرح الامر لي
-افضل ان اخبر والدك وهو يخبرك بنفسه اذا اراد مع اني اشك في ذلك ، على اي انه بالخارج ينتظرنيركضت وركضت طويلا ، حتى وصلت الى منزلها، طرقت الباب وفتحت الخادمة الباب.
-انسة لينا اين كنت طوال اليل لقد قلقت عليك
لم تستمع الى حرف واحد بل هرعت الى غرفتها ، بلعت حبة الدواء دون ماء وبحثت عن هاتفها النقال حتى وجدته، اتصلت بفرح مرارا وتكرارا دون ان تجيبها ، لم تجد حلا سوى الاتصال بالدكتور هاشم وفور رفعه السماعة.
-الو دكتور هاشم ساعدني ارجوك انا..انا... لقد قتلته، لم اقصد قتله لكني قتلته لقد حاول ان يكرر فعلته
-على رسلك يا لينا لم افهم حرفا
كانت منفعلة جدا، وتبكي وتتحدث في ان واحد
-اين انت انا قادم اليك
-انا بالمنزل .
-حسنا ابقي هادئة ولا تتحدثي الى احد حتى اصل .-سأحاسبك فيما بعد على حضورك الى هنا دون اذني، اصعدي الى السيارة
-لن اذهب الى اي مكان قبل ان اسمع ما سيقوله المحامي
-فرح!!!!
-حتى لو صرخت لن اتزحزح من مكاني
همس عادل لابراهيم
-ابنتك عنيدة مثلك دعها تسمع فستعرف عاجلا ام اجلا
زفر بحنق وقال
-اخبرنا يا استاذ ماذا حصل
-الفحص الاولي للطفلة بالمستشفى اظهر ان سبب الوفاة ليس الغرق وانما تحرش جنسي عنيف و كاميرات المراقبة اظهرت ان الطباخ كان اخر من كان برفقتها بالغرفة المجاورة للمسبح
أنت تقرأ
ادمان من نوع اخر
Açãoكيف لفتاة في مقتبل العمر ان تتعامل مع اب متحرش وام فاسقة يتقنان دور الزوج والزوجة المثاليان وماذا ستفعل لانقاذ صديقتها من براثن مستغل حقير اوقعها في بئر المخدرات