الفصل22

890 26 0
                                    

الفصل الثاني والعشرين:

لم يكن المبلغ الذي تركه والدها كبيرا لكنه كان كافيا بالوقت الراهن ، اخذت جزءا منه و دفعت للخادمة كامل مستحقاتها
-اذا تحسنت الاوضاع سنتصل بك للعودة الى عملك ، شكرا لك واتمنى لك التوفيق
اخدت الخادمة المغلف وقالت بامتنان
-بل انا من يشكركم يا انسة لينا على حسن معاملتكم لي طول المدة التي عملت بها في منزلكم واتمنى ان يخرج السيد سامي من محنته قريبا
-ان شاء الله
رن جرس الباب و ذهبت الخادمة لتفتح
-مرحبا انسة فرح
-مرحبا هل لينا بالمنزل
-نعم تفضلي
تعانقت الفتاتان وقالت فرح من بين عبراتها
-اسفة يا صديقتي اني لم اكن معك عندما احتجتني
-لا تقولي هذا يا فرح  يكفيك ما مررت به ، كيف حال الخالة رجاء
-ما زلت بالمشفى لم اتجرأ على مقابلتها
-ليكن الله في عونها
-يارب وفي عون العم عبود ايضا
-لا اصدق كيف ان شخصا طيبا مثله يتهم بجريمة بشعة كتلك
-الله سيظهر براءته ان واثقة (انتبهت للحقائب الموضوعة قرب الطاولة وقالت وهي تشير اليها)
-ما هذه الحقائب هل قررت الذهاب للعيش عند والدتك
في تلك اللحظة لم تعد لينا على تحمل الالم الذي لم يسبق ان وصل الى هذه الحدة ، امسكت راسها بكلتا يديها وبدأت تضغط عليه بقوة وتصرخ من شدة الالم
-لينا هل انت بخير
-الالم يا فرح يفتك براسي من فضلك افتحي هذه الحقيبة واعطني علبة الدواء
كانت الحقيبة مقفلة بإحكام لم تستطع فتحها ، قامت لينا بدفع فرح لتوقعها على الارض وفتحتها بقوة حتى تمزق الجيب ، اخدت قرصا من العلبة الاولى . وحبة من العلبة الثانية ابتعلتهما مرة واحدة وبدون ماء  وجلست على الارض ، ساعدتها فرح على الوقوف واسندتها حتى جلست على الكرسي 
-هل خف الالم
بدأت انفاسها تتلاحق وزادت ضربات قلبها ، اصيبت  فرحبالذعر  وسالتها:
-لينا ماذا حصل لك ، لينا ، لينا
تحول لون وجهها للأحمر و لم تعد قادرة على التنفس وسقطت غائبة عن الوعي
زاد ذعر فرح ولم تعد تعرف ماذا تفعل ، ضربت على خديها بلطف
-لينا حبيبتي اجيبيني ارجوك
دخلت الخادمة
-ما بها الانسة لينا
-لا اعرف اخدت دواءها ولم ... لا ادري ...لينا ردي علي اتوسل اليك
رن هاتفها الذي كان موضوعا على الكرسي ، اخدته فرح بلهفة
-انه الدكتور هاشم
-الو لينا انا اسفل البناية
الصوت المذعور الذي وصله لم يكن صوت لينا بل فرح
-ارجوك دكتور هاشم ساعدنا لينا غائبة عن الوعي
رمى بالهاتف وركض مسرعا الى الاعلى حتى انه لم يقفل باب السيارة ، طرق الباب بقوة ورن الجرس دون توقف حتى فتحت الخادمة
دفعها ودخل ليجد لينا ملقاة على الارض وفرح جالسة بقربها تبكي وتحاول ان تجعلها تستفيق
لم يحتج ليسال مالذي حدث فقد وصله الجواب عندما لمح علبتي الدواء على الارض، دسهما بجيبه وحملها دون كلام وركض بها الى سيارته ، لحقت به فرح والخادمة
قال لفرح
-افتحي الباب الخلفي وادخلي
فعلت ما طلب وادخل لينا ثم استدار الى الجهة الاخرى ،وقال للخادمة التي سالته الى اين يأخذها
-سأنقلها الى اقرب مشفى
انطلق بالسيارة بسرعة كبيرة وكان بين الفينة والاخرى يلتفت ويلقي نظرة عليها ويدعوا بقلبه ان تنجوا.

ادمان من نوع اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن