الفصل الحادي عشر
حل موعد العشاء ، جلس ابراهيم على راس الطاولة وعلى الكرسي الذي على يمينه تجلس ايمان منكسة راسها وتقلب في صحنها
-رجاء اين فرح الم تخبريها ان تنزل العشاء
-قالت انها ستنزل خلال دقائق ياسيدي
نزلت فرح تحمل في يدها علبة شوكولا احضرها والدها مع باقي الهدايا ، وضعتها قربها على الطاولة و جلست على الكرسي المقابل لوالدتها وقالت
-هذه اول مرة منذ زمن نجتمع على العشاء
-من الان فصاعدا سنجتمع كثيرا اليس كذلك يا زوجتي الحبيبة
هزت ايمان راسها دون ان تقول شيئا ثم قال ابراهيم
-ما خطب علبة الشوكولا يا فرح
-سأقدمها لآية الصغيرة فهي تحب الشوكولا كثيرا.
لمعت عينا ابراهيم ببريق غريب وقال
-ليتني تذكرتها لكنت احضرت لها بعض الهدايا ايضا
-هذا ما كان ينقصنا ، احضار الهدايا لأولاد الخدم
تضايقت رجاء الواقفة بجانب الطاولة برفقة سوسن التي قالت بصوت هامس
-الافعى تبقى افعى
وضعت فرح الشوكة ومسحت شفتيها بالمنديل وقالت
-لقد شبعت بالإذن، ثم خاطبت رجاء
-خالة هل مازالت اية مستيقظة
-نعم يا ابنتي انها بالحديقة الخلفية رفقة عبود و سلوى
-سأذهب لأراها-لماذا تتصل بي ايها السافل
-لسانك اصبح سليطا لا ادري الى اي حد سأتحمله، المهم لماذا لم تأتي اليوم الم اقل اني اريدك
-اتركني وشأني الم تكتفي بما فعلت
-وهل يكتفي الدب من العسل يا عسل
قالت له وصوتها يختنق ودموعها تنهمر على خديها
-اكرهم اكره اليوم الذي ذهبت به الى صيدليتك اكره جسدي الذي استبحته
-الان تكرهيني طبعا ، لكن لنرى ان استمريت بكرهي بعد ان ينتهي شريط الحبوب
واقفل الخط بوجهها ثم التفت الى صديقه الذي قال
-الن تأتي ؟
-ستاتي اذا لم يكن الان فلاحقا ، هيا لنسهر بمكان ما تلك العاهرة احرقت دمي.
اخرج صديقها مبلغا من المال من جيب سترته وقال
-هذا نصيبك لقد صرفت كل البضاعة ، اريدك ان تحضر لي المزيد من تلك الاقراص
-لنتحدث لاحقا بالعمل قلت اريد ان اسهركانت آية سعيدة وهي تعتلي ظهر عبود و سلوى الخادمة تمسكها كي لا تقع ، قالت اية بطفولة
-اسرع اسرع يا حصاني
تحدثت فرح التي حضرت الى حديقة الملحق
-يويو اظنك تريدين ان تقولي اسرع يا فيلي
قال عبود بانزعاج مصطنع
-حتى انت يافرح الا يكفيني سوسن
-امزح فقط عم عبود ، اية انظري ماذا احضرت لك
نزلت الصغيرة عن ظهر عبود وركضت الى فرح تأخذ علبة الشوكولا
-سوكولاااااا يا سلام
واعطتها لعبود كي يفتحها لها ،ثم شاركتهم فرح باللعب وتعالت ضحكات الجميع حتى وصلت الى رؤوف الواقف بشرفة غرفته ينظر باستغراب الى تلك افرح
-كم انت مختلفة عن امك وابوك ، من اين لك كل هذا التواضع والبراءة
صمت مطولا وعيناه لا تنزل عن فرح ثم اضاف
-والجمال ايضا .اسفل بناية شاهقة بأحد الاحياء الراقية ، تقف فرح منتظرة لينا وبين الفينة والاخرى تجرب ان تتصل بها ، لكنها في كل مرة تجد الهاتف مقفلا، خافت ان تكون قد تراجعت عن قرارها ، انتظرت ساعة اخرى وعندما همت بالمغادرة توقفت سيارة اجرة امامها ، وترجلت منها لينا، ركضت فرح باتجاهها
-الحمدلله انك اتيت
-هل يمكن ان تدفعي للسائق
اخرجت محفظتها ونقدته
-اسفة اني تاخرت
-لا يهم ، المهم انك هنا الان لنصعد ، العيادة بالطابق الخامس
شدت على يد صديقتها وقالت بصوت مرتجف
-انا خائفة
-انا معك ، لا داعي للخوف ، هيا لنصعد
وقت الفتاتان امام سيدة في العقد الرابع ترتدي قميصا ابيض منقطا بالأخضر وتضع حجابا اخضر وقالت بلهجة رسمية وعلى وجهها ابتسامة
-مرحبا بماذا اخدمكما .
تكلمت فرح التي كانت اكثر ثباتا
-لدينا موعد مع الدكتور هاشم
-الاسم من فضلك
-سلمى رقيب
نظرت لينا الى صديقتها بدهشة بينما اشارت لها هذه الاخيرة لتلزم الصمت
-انتظرا بقاعة الانتظار ستدخلان بعد نهاية الكشف الحالي
شكرتها فرح وامسكت بيد لينا لتجلسا حيث اشارت لهما
-لماذا اعطيتها اسما مغلوطا
-من اجل الحرس ، لا اكثر وحفاظا على السرية كي لا يعلم احد ، لا تنسي ان اسم والدك معروف
-معك حق لم انتبه لهذه النقطة
بعد عدة دقائق جاءت الممرضة
-تفضلا الطبيب بانتظاركما
توقعت فرح ان يكون الطبيب هاشم صاحب الصيت العالمي ان يكون رجلا عجوزا متقدما بالسن لكنه فوجئت بشاب في ريعان الشباب لم يتجاوز الثالثة والثلاثين وسيم ، ذو عينان سوداوان وحاجبين كثيفين ولحية خفيفة اضافت له مزيدا من الرجولة التي تطغى بوضوح على ملامحه ، حتى انه لا يرتدي رداءا ابيض كباقي الاطبة بل قميصا ازرق سماوي ذو اكمام قصيرة و بنطالا رماديا
نهض عن مكتبه يستقبلهما وعلى وجهه ابتسامة تبعث على الاطمئنان
-صباح الخير انستاي
-صباح الخير يا دكتور
تفضلا بالجلوس، من منكما سلمى
قالت فرح مشيرة الى لينا
-هذه سلمى وانا صديقتها مريم التي اتصلت بحضرتك بالأمس
-اهلا بكما ، مريم هل تسمحي ان ابقى على انفراد مع سلمى
توترت لينا وامسكت بقوة بيد فرح وقالت
-لا ، اريدها ان تبقى معي
-اهدئي من فضلك ، حسنا لتبقى معك ، لكن اولا ماذا تشربان
-اي شيء
-وانت يا سلمى ؟
-لا فرق
رفع هاشم سماعة الهاتف
-من فضلك احضري ثلاثة اكواب من عصير البرتقال
اقفل الخط ونظر الى لينا
-اذن يا سلمى اخبرتني صديقتك انك لديك مشكلة ، هل تستطيعين اخباري بتفاصيل اكثر
تعرقت يداها من فرط التوتر و بدأت تفرك يداها اكثر وتفرك جبهتها، ارادت فرح ان تتحدث لكنه منعها قائلا
-انسة مريم من فضلك اريد ان اسمع منها هي.
-انسة سلمى مجرد مجيئك الى هنا نقطة لصالحك وتظهر كم انت شجاعة ، اليس كذلك
هزت راسها بنعم
-اريد ان اسمعها ، اريد ان اسمع نعم انا شجاعة
قالتها بصوت ضعيف بالكاد يسمع
-لم اسمع شيئا
ابتسمت وقالتها بشكل اقوى
-اذن هل تستطيعين ان تخبريني بما لديك
*****************************************
أنت تقرأ
ادمان من نوع اخر
Aksiyonكيف لفتاة في مقتبل العمر ان تتعامل مع اب متحرش وام فاسقة يتقنان دور الزوج والزوجة المثاليان وماذا ستفعل لانقاذ صديقتها من براثن مستغل حقير اوقعها في بئر المخدرات