الفصل الخامس

2.9K 40 1
                                    

الفصل الخامس:

-اسرعي سنتأخر على الحصة !!!
مرت دقائق قليلة اخرى وانتاب فرح القلق خاصة ان لينا لا ترد، طرقت باب الحمام
-لينا ...لينا... هل انت بخير
بصوت ضعيف ردت
-انا بخير اذهبي انت الى الفصل وسألحق بك.
-لن اذهب الى اي مكان افتحي الباب
اعادت طرق الباب بقوة وتنادي بصوت اعلى
-لينا افتحي الباب الان والا سأنادي المشرفة
خافت ان تحضر المشرفة لذلك جاهدت و فتحت الباب بسرعة وقالت بصوت منعب
-قلت لك سألحق بك بعد قليل الا تسمعين؟!
لاحظت فرح انها  بحالة تدعو للريبة وقالت وهي تتفحصها
-انسي الحصة الآن لنذهب الى الحديقة ونتحدث
زاد ارتباكها واحست ان امرها قد كشف وقالت بتلعثم
-بماذا سنتحدث ...ثم ..ثم انك اول مرة تقررين الغياب عن حصة العلوم
-الحصة ليست اهم من صديقتي الوحيدة
امسكت يدها و ربتت عليها واضافت قائلة
-الم تعودي تثقين بي يا لينا
ادمعت عينيها ورمت بنفسها بين ذراعي فرح ولم تقل شيئا بل اطلقت العنان لعبراتها، لمحت فرح شريط حبوب ملقى على الارض ، وشكت انه سقط من لينا، داست عليه دون ان تثير انتباه هذه الاخيرة ثم امسكتها من كتفيها وقالت
-اغسلي وجهك ولنخرج من هنا
ثم انحنت بسرعة واخذت الشريط واخفته بجيبها.
*********************************************

احضر عبود بساطا اسفنجيا فرشه بأرضية المستودع كي لا تتأذى اية اذا ما سقطت على الارض واحضر عدة العاب واوراق رسم واقلام ملونة كما انه اشترى مكتبا وكرسيا صغيرين لها وسوسن ايضا جلبت لها فساتين جميلة بالوان زاهية ، قاما بوضع الاغراض بالمستودع وتجهيزه ثم عادا الى المطبخ حيث وجدا رجاء بانتظارهما:
-ما كل هذا التأخير ارسلت زينب الى غرفتكما ولم تجد احدا اين كنتما.
قالت سوسن وهي تقفل وهي تربط مئزرها
-اخبريني اولا زوبعة الشريرة استيقظت؟
-لا مازالت نائمة
-نوم اهل الكهف ان شاء الله
-اخبراني اين كنتما .
-ذهبنا للسوق لنشتري بعض الاشياء لآية
وتحدث عبود متلهفا
-اين هي الان اريد ان اريها الالعاب التي جلبناها
واضافت سوسن
-وانا ايضا اريدها ان تجرب الفساتين التي اشتريتها لها اتمنى ان تكون على مقاسها
-العاب وفساتين ؟
-نعم يا صديقتي و الوان واشياء اخرى وبساطا اسفنجيا احضره عبود خصيصا لآية الحلوة
-من اين لكما المال لشراء كل هذا؟ هل انفقتما من المال الذي تدخرانه لشراء المنزل؟
-لم ننفق مبلغا كبيرا يؤثر على مدخراتنا لا تقلقي والان اين يويو
عانقتها رجاء تأثرا و حمدت الله على نعمة وجود هذين الشخصين بحياتها وقالت
-يويو مع زينب بغرفتها يلعبان قليلا
رد عبود
-سأسرع بتحضير الغداء لزوبعة واذهب للعب مع اية.
*********************************************

-لا تقل انك ستنفذ ما طلب منك
-هل كنت تسترقين السمع ؟
-سمعتكما بالصدفة ، هل ستنفذ ما طلب منك هذا المختل
-ولم لا ، ام تريدين ان اضيع من يدي المبلغ الكبير الذي سيدفعه لي بالمقابل
-اسمع يا جاد انا وانت قمنا بأعمال سيئة للغاية لكن هذا الامر هو الاسوأ
-سيء او اسوأ لا يوجد فرق كبير بينهما.
-بل يوجد فرق كبير لن اسمح لك بان تسلمه طفلا بريئا كي يكون فريسة لشخص منحرف كهذا الكريه
-رشا اصبحت تستخدمين مصطلحات كبيرة لا تليق بك، ولا تنسي اننا مجرمان يا عزيزتي لذلك لا تمثلي دور المرأة الفاضلة
ثم قال وهو يستعد للخروج
-لنؤجل الحديث في هذا الموضوع حتى اعود
امسكته من يده بقوة وقالت بانفعال
-اذا نفذت طلبه حينها ليسلك كل منا طريقه بعيدا عن الاخر
-انت لا تقصدين ما تقولين
-بل اقصد كل حرف منه
خيم الصمت لدقائق جاد يدرس الموضوع بعقله و رشا تنتظر قراره وبعد مدة كان هو من يتكلم
-موافق ، سأتصل به واخبره اني لم استطع ايجاد ما يريد، هل انت سعيدة يا حبيبتي
-اقتربت منه واحاطت عنقه بذراعيه وقالت برضا
-طبعا سعيدة لأنك اخترتني
-بالتأكيد سأختارك فانت زوجتي وحبيبتي وحياتي
*********************************************
فضلت فرح ان تجلس هي ولينا خارج المدرسة كي تكونا على راحتهما اكثر واختارت احدى الحدائق القريبة من المدرسة ، بدأت فرح الحديث
-كلي اذان صاغية
فركت لينا يديها بتوتر وقالت
-كما اخبرتك من قبل مشاكل والدي المادية اثرت على جو المنزل ، لقد اقترب من اشهار افلاسه ووالدتي تهدده بانها ستطلب الطلاق في حل لم يجد حلا ما
-عزيزتي لينا هذا شيء انا اعرفه جيدا وكنت سأحدث والدي بشأنه عله يساعد والدك ولسوء سافر قبل ان اراه لكن اعدك فور عودته سأخبره بالأمر.
-شكرا لك اتمنى ان يستطيع مساعدتنا.
-بإذن الله لكنك هذا ليس كل ما في الامر انت تخفين شيئا
احمرت وجنتاها وزاد تعرقها وقالت بتلعثم
-ها ، لا انا لا اخفي شيئا
اخرجت فرح شريط الحبوب من جيبها
-وماذا عن هذا ؟
اختطفته من يدها بسرعة وقالت
-اين وجدته
-وقع منك بالحمام، ما هذه الحبوب.
-انها...انها ... علاج...نعم علاج للصداع
-حقا لم اعرف ان علاج الصداع يجعل المراء بحالة انتشاء كما انت الان
اشاحت لينا بوجهها
-ما هذا الكلام اي انتشاء تتحدثين عنه
-انظري الي ولا تحاولي الكذب علي تعرفين انه ليس من السهل خداعي.
دفنت وجهها بين كفيها وبدأت تبكي بحرقة وقالت من بين دموعها
-انها اقراص مخدرة لكن صدقيني لم اكن اعرف حتى ادمنتها لمدة طويلة.
امسكت فرح برأسها وقالت بالم
-كيف حدث وادمنتها اخبريني
-مثلما اخبرتك يا فرح الجو في المنزل اصبح لا يخلو من الشجارات وكانت تداهمني نوبات صداع متكررة وكنت اخذ مسكنات لها، في احد المرات ذهبت للصيدلية لأشتري نوعا اقوى من المسكنات بعد ان اشتد الالم علي ، نصحني الصيدلي بهذه الحبوب واخبرني انها فعالة ، صرت احس براحة غريبة في كل مرة اخذها حتى انني اصبحت اخذها بكثرة وعندما تأكد انني اصبحت مدمنة لها وانني فير قادرة على الاستغناء عنها اخبرني الحقيقة وبدا يطلب في كل مرة مبلغا اكبر
ازداد نحيبها و استطردت قائلة
-بحثت عنها بصيدليات اخرى لكن لم اجدها الوغد يقوم بتركيبها بنفسه داخل مختبره.
شعرت فرح بالغضب اتجاه هذا الحقير الذي اتخذ مهنة الصيدلة التي من المفروض ان تكون عونا للمريض على المه بابا للربح غير المشروع على حساب الاخرين
- يجب ان نبلغ الشرطة حتى ينال ما يستحقه
انتفضت لينا بمكانها وقالت بذعر
-لا ... الشرطة لا انا لن احتمل يوما واحدا دونها
-اهدئي أرجوك ، هل تريدين ان تبقي تحت رحمة مجرم عديم الضمير كهذا
امسكت لينا بيديها الاثنتين بشدة وقبلتهما وهي تبكي وتقول
-اتوسل اليك لا تجعليني اندم اني صارحتك
سحبت فرح يديها و بصوت باكي مشفق على صديقتها
-عزيزتي انا لن استطيع ان ابقى مكتوفة اليدين وانت تضيعين، عليك ان تستشيري طبيبا لابد وان يكون هناك علاج لك
-فرح اذا اخبرت احدا عما دار بيننا اقسم لك انني سأقتل نفسي دون تردد.

*********************************************

استيقظت ايمان بمزاج سيء ونادت بصوت مرتفع على سوسن لكن حضرت رجاء بدلا عنها
-ماذا تأمرين سيدتي
-اين تلك الغبية؟
-ترتب المطبخ ، انا بخدمتك سيدة ايمان
-اخبريها ان تجلب لي قهوتي بالحديقة و ان تتصل بمركز التزيين لتحجز لي موعدا بعد ساعة .
-في الحال ، بالإذن
خرجت رجاء بسرعة واتصلت بهاتف سوسن النقال وبصوت خافت
-ماذا تفعلين ؟ تعالي بسرعة ايمان تطلبك
-استيقظ الاعصار ، حسنا قادمة بالحال
-اسرعي سأقوم بتحضير قهوتها بينما تصلين
-لا تنسي ان تضعي لها بضع قطرات من السم هههه
-ههههه كفي عن الثرثرة وتعالي بسرعة.

***********************************************

انهى ابراهيم جولته بمصنع السيارات وقام بالاتصال بجاد
-هل استطعت تامين ما طلبت
-بالطبع سيد ابراهيم سأرسل لك عنوان الشقة برسالة لقد تركت لك الفتاح فوق صندوق الرسائل
-وماذا عن ...تفهمني ؟
-لقد تدبرت الامر لا تقلق سأكون عندك بعد ساعتين
-احسنت وانا جهزت لك مكافئة مجزية
اوهم جاد رشا انه وافق على طلبها ولكن الحقيقة غير ذلك لقد اتفق مع رجل سوري ان يحضر له ابن اخته صاحب السبع سنوات وقد كان جاد صادقا للغاية مع الرجل ولم يخفي عنه السبب
-هل كان هو المتصل
-نعم هو ويستعجلنا ، اين الطفل ؟
-بالمدرسة سينهي دوامه الان
-ماذا عن والديه ؟ هل سيتسببان لنا بأية مشاكل ؟
-والده لقي حتفه غرقا ووالدته سأعمل على ان لا تكتشف الامر
-دعنا لا نضيع الوقت ونذهب لجلب الصبي
-قبل ان نجلبه ، اين نقودي
اخرج مغلفا من جيب سترته واظهره له ، حاول الرجل اخذه لكن جاد سحبه
-ليس قبل ان استلم الصبي
-معك حق لننطلق اذن.

ادمان من نوع اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن