الفصل العشرين

943 28 1
                                    

الفصل العشرين:
بعد ان اوصلها الى القصر وذهب الى مركز الشرطة ليدلي بشهادته، التقى بصديقه المقرب معاذ بمقهى قرب شاطئ البحر يحكي له ما حصل عله يتخلص يخفف عنه
-فعلا ما حل بالصغيرة بشع للغاية، ماذا قلت للشرطة عند استجوابك
-اخبرتهم بما كنت ارى ، الطباخ كان يعامل الصغيرة كابنته ولم الاحظ عليه يوما شيئا يثير الريبة.
اتعلم يا معاذ اكثر ما يغيظني  ان تلك المرأة لم تهتز ولو شعرة واحدة منها ، كان ما حدث امر عادي يحصل كل ، حتى انها لم تأبه لانهيار بابنتها وحزنها
-اها قلت ابنتها اذن ، الفتاة التي تحتفظ بصورتها اليس كذلك
تأمل رؤوف البحر وتنهد بعمق وقال
-فرح !!!
-اسمها فرح اذن ، اسم جميل
-انا حزين لحزنها ، طول الفترة التي عملت معها كانت اسما على مسمى . منظرها عندما قفزت الى حمام السباحة وعانقت مربيتها و الطفلة لا يفارقني تمنيت حينها لو اعانقها واخفف عنها ولو قليلا من حزنها.
-ارى ان تركز على والدتها حتى لا تفشل كل خططك يا صديقي، الام وابنتها امر مستحيل .
-اعرف هذا انا فقط احلم ربما تحصل معجزة ويتحقق حلمي.

ظلت فرح ممسكة بقبضة الباب لدقائق طويلة، لم تمتلك الشجاعة لفتح الباب ، سألها عادل الذي لم يرد تركها بمفردها
-طال وقوفك ، الن تدخلي اليها
تركت المقبض والتفتت اليها تغرق عبراتها خدودها بصمت
-ملذا سأقول لها اذا سألتني عن اية ، كيف سأستطيع مواجهتها بما حصل، كيف اخبره ان..ان.
-انت لا ذنب لك ، كل اللوم يقع على ذنب الطباخ الذي خان ثقتكم و..
قاطعته بقوة
-لا تتحدث عن العم عبود انت لا تعرفه ولن اصدق انه يفعل شيئا كهذا
-معك حق انا لا اعرفه جيدا ، ربما يكون بريء
-انا متأكدة من ذلك
-لأوصلك الى المنزل طالما لن تقابلي السيدة رجاء .
سارت امامه بخطوات مثقلة بالألم والحيرة والقلق ، تدعوا ان تستيقظ من هذا الكابوس الذي قلب حياتهم راسا على عقب.

لم يستطع ابراهيم ان يركز باجتماعه مع مدراء شركاته واضطر الى انهائه و عقده في وقت اخر يحدده عندما يكون مستعدا، طلب من سكرتيرته ان تتصل بالمحامي وتحول له المكالمة.
-اهلا استاذ ، ما لجديد؟
-مازال التحقيق مستمرا ، سأذهب الان الى مقر الشرطة العلمية للاستعلام عن تقرير الطب الشرعي و سأطلب الاذن بالفحص اشرطة المراقبة لنرى اذا تم التلاعب بها.
اطفأ ابراهيم سيجاره بعنف بمنفضة السجائر وقال من بين اسنانه
-اسمع يا استاذ ستاتي الى مكتبي حالا قبل ان تذهب الى اي مكان او تفعل اي شيء
لم يجرأ المحامي على الاعتراض فقد لمس من نبرة صوته انه في وضع لن يسمح له بمناقشته.
-حاضر سيدي ابراهيم سآتي على الفور
اقفل الخط بعصبية وعادت السكرتيرة
-الاستاذ رضوان المدير المالي يريد مقابلتك
-ادخليه
دخل المدير يحمل ملفا قدمه له باحترام وقال شارحا
-هذا الملف يحتوي على كشف الحساب المصرفي المشترك بينك وبين السيدة ايمان زوجتك للشهر المنصرم وكما ستلاحظ ان السيدة سحبت مبلغا كبيرا دفعة واحدة منها و ظننت انك ربما ترغب في معرفة هذا
دقق ابراهيم النظر بالملف جيدا وقال
-قم بتحويل الرصيد كله الى حسابي الخاص و اقفل الحساب المشترك نهائيا، واحضر لي كشوف الشهور الثلاثة الاخيرة .
-في الحال سيدي ، بالإذن
عندما دخلت السكرتيرة مجددا تخبره ان شخصا اخر بانتظاره لم ينتظر هذا الاخير حتى يسمح له بالدخول بل دخل خلفها مباشرة قائلا
-اعتقد ان ابراهيم مشتاق لي مثلما انا مشتاق له كثيرا
وقف ابراهيم متفاجئا وهو يقول
-سليم!!!!
-نعم سليم يا اخي
قال وهو يعانقه
-اهلا بك ، متى عدت ولماذا لم تخبرني كنت استقبلتك بالمطار
-وصلنا منذ ساعتين ، لم اريد ازعاجك اعرف انك مشغول
-تفضل بالجلوس ، ماذا تشرب
-اي شيء بارد
-منال احضري عصير والغي كافة مواعيدي الا موعد المحامي ، مفهوم؟
-مفهوم سيدي
-لا داعي لتأجيل شيء لا اريد ان اعطلك
-اراك بعد غياب عشر سنوات وتقول تعطلني ، المهم اخبرني كيف حال رحاب وعمار
-بخير الحمدلله ، رحاب بالفندق ترتاح من عناء السفر وعمار غير ملابسه وخرج يكتشف المدينة.
-فندق ؟ هذه اهانة لي يا سليم
-اعرف ان زوجتك لا تحب الضيوف لذلك فضلنا ان لا نثقل عليها
-انه قصر الشاوي وانت سليم الشاوي ، اتصل بزوجتك واخبرها انكم ستنتقلون للقصر
-لكن.
-بدون لكن (اخرج هاتفه النقال من جيب سترته واتصل بإيمان ) "جهزي كل شيء لاستقبال اخي وزوجته وابنه هذا المساء؟
-اخوك سليم ؟هل عاد من كندا ؟
-نعم عاد اليوم ، نفذي ما طلبت الى اللقاء
لم يتوقع سليم ان يستقبله اخوه بهذه الحفاوة وان يصر على اقامته واسرته معهم خاصة بعد ما حدث بينهما قبل سنين جعلته يترك البلاد ويهاجر .

ادمان من نوع اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن