حبيبتي جهان :
لن تصدقي ما سأقوله ... بل أظنك ستصدقينه على الفور وستقعين أرضا من شدة الضحك .. لقد خضت أنا وأرزو شجارنا الأول الأسبوع الماضي ...
... هل توقفت عن الضحك ؟؟ هل أستطيع متابعة كلامي الآن ؟؟ حسنا .. كان شجارا عابرا .. إذ سرعان ما تصالحنا بعد ثلاث ساعات كاملة من الخصام .. أتذكرين برنامج الرسوم المتحركة الذي كنا نتابعه منذ سنوات طويلة .. عندما تعاهدت الشقيقتان تحت شجرة البلوط على ألا تتشاجرا أبدا لأجل رجل ؟؟ حسنا .. لقد فعلنا المثل أنا وأرزو .. بخلاف أن خزانة أرزو الضخمة كانت البديلة عن شجرة البلوط .. بينما كنا ممددتين هي على سريرها .. وأنا على الأريكة لننام .. ونعم قبل أن تجني من الفضول .. شاب وسيم كان السبب في شجارنا .. هل تذكرين كمال ؟ الفتى النحيل المشاكس والوقح الذي كنت أتغنى بكراهيتي له لسنوات .. شيء غريب حصل فور أن التقينا مجددا .. شرارة كهربائية دوت كالبرق بيننا .. تلاشى عداء الطفولة بغمضة عين .. واكتشف كل منا مدى شبه الآخر به .. لا .. لم أقع في حبه .. فلتمنحيني قليلا من التقدير .. لا أعرف سبب خوفك من أن يخطفني شاب تركي فاتن ويمنعني من العودة إليك .. فقلبي حصين للغاية أمام غزوات الرجال .. ويمكن ان تسألي أرزو التي لم تتدخر نفسا وهي تصمني بمحاضرة عن صلابتي وقساوة قلبي .. طبعا حدث هذا أثناء شجارنا إذ أنها على ما يبدو لم تعجب بصداقتي الجديدة مع كمال .. في البداية ظننتها مغرمة به .. إلا أنني بدأت أشك بهذا مؤخرا .. فهناك شيء ما يشغل بال أرزو وقد لاحظت هذا منذ وصولي .. فكرة ما تواردها .. تلمع عيناها البنيتان بها بتلك الطريقة التي تفضحها منذ الصغر .. عقل أرزو وقلبها مشغولان برجل آخر .. فهل تفضي إلي يوما بسرها ؟؟
حدث شيء مثير معي بعد ظهر يوم امس .. أصرت أرزو على أخذي للتسوق مدعية عدم وجود شيء لائق بين ملابسي .. أتصدقين هذا ؟؟ .. أنا لا أفهم ما عيب الجينز والفساتين القطنية في هذا الوقت من الصيف .. خاصة وأن معظم مشاويري كانت برفقة العائلة أو بصحبة شبابية من أصدقاء علي وأرزو ..
إلا أنني وكي لا أظلم الفتاة .. استمتعت كثيرا بجولتنا في المركز التجاري الضخم الذي توسط المدينة .. تناولنا الغداء .. وتجولنا بين المتاجر .. حتى أنني استسلمت لنزوات أرزو واشتريت فستانا حريريا شديد الجمال .. اصرت هي على دفع ثمنه مؤكدة على أن خالي فريد سيستشيط غضبا إن عرف بسماحها لي بإنفاق قرش واحد من مدخراتي .. وقبل أن أندم على المبلغ الضخم الذي أنفقته أرزو ثمنا للفستان .. قابلنا ( دنيا دار أوغلو ) .. هل يبدو لك الاسم مألوفا ؟؟؟ لا .. هي ليست إحدى شقيقات ( أسلان دار أوغلو ) الشهير .. بل هي زوجته .. المرأة التي سمعت عنها كثيرا .. وتقت لرؤيتها منذ فترة طويلة .
لكزتني أرزو كي أنظر إليها عبر أحد المتاجر التي دخلناها للفرجة .. وأشارت إلى شابة طويلة القامة .. نحيلة الجسد .. تتمتع بأناقة ما بعدها أناقة بملابس تبدو عفوية وبسيطة من بعيد .. إلا أنها تكاد تصرخ بنوعيتها الغالية الثمن .. أخبرتني أرزو هامسة بأنها زوجة ذلك الرجل .. وشدتني من كمي بطريقة طفولية مطالبة إياي بمغادرة المكان .. لا أفهم أرزو أحيانا .. هل تظن بأنني سأفوت هذه الفرصة للنظر عن قرب إلى المرأة التي تمكنت من أسر ذلك الرجل المخيف بجاذبيته بقيود الزواج ؟؟
أنت تقرأ
في محراب العشق
Romanceاحمل قلبي في حقيبة وأرحل . . أقف في مفترق طرق . . البحر من امامي . . وهاوية حب لا قرار لها من ورائي . . خياران أحلاهما مر . . هل أتبع قلبي فأخسركل شيء ؟ . . أم عقلي وضميري فيخسر كل من أحب و حبيبتي جيهان . . أستودعك . . فأذني لي بالرحيل . . إن قابلته...