هتف كمال مذهولا :- رباه .... هل يعيش في مثل هذا المكان أشخاص مثلنا ؟
هتفت أرزو بغيظ وهي تلكز ذراعه :- هلا أغلقت فمك ؟ تبدو كالمغفل .. مما يسيء إلى مظهري مادمت أسير إلى جانبك ..
قال مسرورا :- يمكنك وبكل اريحية تركي أتلمس طريقي وحدي في المكان ... هل ترين عدد الحسناوات المجتمعات هنا في مكان واحد .. في انتظار شاب وسيم مثلي لإنقاذهن من العنوسة ..
كانت أرزو متوترة للغاية منذ وطأت منزل آل دار أوغلو برفقة والديها وأسيل وعلي .... وكمال الذي أصرت والدتها على أن يرافقهم دون أن تعرف أرزو السبب .. صحبة كمال ممتعة .. وما كانت لترفضها لولا أن وجوده يتعارض بشكل تام مع مخططاتها .. خاصة وهو ملتصق كالعلقة بأسيل .. مناقضا ما قاله عن الإيقاع بفاتنات الحفل ..
استقبل العائلة السيد رأفت دار أوغلو .. الخمسيني الذي ما يزال يحتفظ بوسامته ولياقته الجسدية ... والذي بدا رائعا بملابسه الأنيقة التي ضاهت ملابس زوجته السيدة (هيفين ) .. الرائعة الجمال التي بدت وكأنها قد تجاوزت الثلاثين بالكاد برشاقتها ونعومة ملامحها .. والتي تألقت بمجوهراتها البراقة والغالية الثمن ..
. فور دخولهم القصر المنيف .. القائم على ضفاف البسفور .. قادهم موظف بزي رسمي إلى الحديقة الخلفية حيث يقام الاحتفال .. و التي أنيرت بشكل كامل .. لتظهر تفاصيلها الغناء .. لطالما سمعت أرزو عن جمال حديقة أل دار أوغلو .. وتاقت بشدة كي تراها ... وترى ما روي عن اهتمام السيدة ( دار أوغلو ) الكبرى بذاتها بأزهارها النادرة وأشجارها المورقة ... إلى تصميمها البديع الذي يضاهي أجمل حدائق العالم .. كما تاقت أيضا لرؤية أسلان .. بعد خمس سنوات من الحجب الكامل ....
نظرت حولها بتوتر فور أن توغلت مع عائلتها إلى الداخل ... لم يكن هناك أي أثر له ... فقط زوجته الجميلة كانت تتغندر بين ضيوفها برشاقتها وملابسها الأنيقة .. وضحكتها المتألقة التي اثارت داخل ارزو حسدا كبيرا .. وتساؤلا عن مدى سعادة امرأة ارتبطت برجل كأسلان ..
لم تستطع الحقد عليه بعد ما حدث بينهما ... كانت تعرف يقينا بأنها المذنبة الوحيدة فيما حدث .. بأنها هي من وضع آمالا عالية في أن يبادلها رجل بوسامته وثراءه وروعته الغرام .. بعد أن تجاوزت الصدمة .. تساءلت بحزن عما كان سيراه في فتاة عادية مثلها ... لا تمتلك جمالا يميزها أوحتى نبلا يضاهي نبل عائلته ... لم تستطع كرهه .. وهذا لا يعني أنها مازالت تحبه .. لقد اختفى ذلك الحب فور أن نضجت قليلا .. و انخرطت في عوالم اوسع حدودا وأكبر أفقا .. كالجامعة .. ما عادت تحبه .. إلا أن ذكرى رفضه البشع ظل كالغصة في حلقها تأبى أن تزول ... ما عادت تحبه ... إلا أنها لن تسامحه قط على خذلانه قلبها المراهق يوما ..
لقد كانت بحاجة إلى رؤيته .. لمرة واحدة على الأقل كي تنتزع ذكراه من قلبها نهائيا .. أرادت أن تنظر إليه .. أن تحدق في عينيه وتخبره دون أن تتكلم بأنه ما عاد يعني لها شيئا ... حاجتها هذه .. هي ما دفعها لاستغلال معرفتها بتوقيت ذهاب دنيا دار أوغلو إلى السوق برفقة شقيقة إحدى أعز صديقات أرزو في الجامعة والتي كانت مصدرا لهذه المعلومة ... فتأخذ أسيل إلى السوق مفتعلة صدفة لا وجود لها .. معتمدة على سحر أسيل الفطري لجذب دنيا .. ودفعها لدعوتهما إلى حفل عيدها القادم .. وهاهي هنا .. برفقة عائلتها .. تنظر إلى مجموعة من أثرى وأعلى سكان تركيا شأنا .. دون أن يكون هدفها بينهم ..
أنت تقرأ
في محراب العشق
Romanceاحمل قلبي في حقيبة وأرحل . . أقف في مفترق طرق . . البحر من امامي . . وهاوية حب لا قرار لها من ورائي . . خياران أحلاهما مر . . هل أتبع قلبي فأخسركل شيء ؟ . . أم عقلي وضميري فيخسر كل من أحب و حبيبتي جيهان . . أستودعك . . فأذني لي بالرحيل . . إن قابلته...