ساد صمت ثقيل بين الستة المجتمعين في دائرة واحدة .. التفتت الأنظار نحو أرزو الشاحبة .. والتي أظهرت أصابعها المرتعشة المحاطة بكف كمال الكبيرة مدى اضطرابها .. مما جعله يقول بحزم :- رقصة أرزو القادمة محجوزة لي ... ستضطر للانتظار قليلا حتى تتفرغ لك
لم يتأثر أسلان ذرة بثورة كمال الحمائية اتجاه أرزو .. بل قال بلطف :- لا أظن أرزو تمانع بمنحي رقصة واحدة .. فنحن صديقان قديمان .. صح أرزو ؟
عادت الأنظار تصب على الفتاة المرتبكة .. التي خلصت يدها من يد كمال قائلة باضطراب :- هذا صحيح ..
منحت أسلان يدها .. فسحبها بلطف نحو منتصف الحلبة حيث اجتمعت بضعة أزواج من الراقصين على أنغام الموسيقى الغربية الناعمة ... لم تتمالك أسيل نفسها .. وقالت مخاطبة دنيا :- زوجك لا يطاق ...
في حين بوغتت دنيا بقولها ... أطلق مراد ضحكة انتصار عالية وهو يقول :- أنا لا أنفك أقول لها هذا دون أن تصدقني .. أخيرا هناك من يشاركني الرأي
أحاط كمال خصرها بيده .. دون أن تفارق عيناه الزوج الراقص على الحلبة وقال :- هاهي فتاتي .... لا تخشى قول رأيها حتى لو عرضت نفسها للموت في المقابل ...
ابتسمت دنيا بشحوب قائلة :- أعترف بأنه فظ بعض الشيء .. من الغريب أن تقولي هذا وقد كان لطيفا جدا معك .. تحب الفتيات غزله الصريح عادة ..
قالت أسيل بحزم :- ليس أنا .. أؤكد لك
قالت دنيا برقة :- لقد سبق ولاحظت بأنك مختلفة عن غيرك
قال مراد باسما :- لتنسي أمر زوجك المغرور للحظات وتشاركيني الرقصة يا عزيزتي ..
قالت بلطف :- لقد سبق وراقصتني مرات عدة يا مراد .. أحبك .. إلا أنني أرغب بصحبة مختلفة .. ربما تسمح لي أسيل باستعارة صديقها للحظات على حلبة الرقص
قال كمال بكياسة :- سأكون سعيدا جدا بمراقصة سيدة بجمالك
نظر مراد إلى أسيل بابتسامة ماكرة وهو يقول :- لم يبق سوانا أنا وأنت يا نارية الطباع ... لنرقص سويا
ضحكت وهي تمنحه يدها .. وتسمح له بقيادتها إلى حلبة الرقص حيث احتفظ بمسافة مناسبة بينهما وقالت :- أنا لست نارية الطباع
:- بل أنت كذلك .. أنا خبير بذوات الشعر الأحمر ... قريبتك نارية الشعر إلا أنها مترددة بعض الشيء وأشبه بالطفلة .. أما أنت .. بالخصلات النحاسية التي تتخلل شعرك الأشقر .. أتون مشتعل .. قادر على حرق الأخضر واليابس إن مسك أحد بكلمة ..
قالت باحتجاج :- أنا لست كذلك ..
:- لقد كدت تفتكين بأسلان بسبب نعته لك بالسمينة والغبية ... لقد كان هو الأحمق الذي فعلها .. صحيح؟
عبست وهي تنظر إلى وجهه الوسيم .. وقالت :- كيف عرفت ؟
تنهد قائلا :- أسلان صديقي .. وأعرفه أكثر مما ينبغي .. واختباره لك بتلك الطريقة لا يفاجئني أبدا .. فأنت فاتنة .. وجديرة بإثارة اهتمام أي رجل ..
قالت بتوتر :- ما ذا تعني باختباره لي ... أنا لا أطمح على الإطلاق إلى إثارة اهتمامه .. أو اهتمام غيره ..:- أعرف .. ولهذا السبب .. أخشى أنك قد نجحت تماما في ذلك الاختبار ..
لم تسأله عما قصده .... لم ترغب بأن تعرف وقد أحست بالخوف لفكرة اهتمام ذلك الرجل بها ... اللحظات التي مرت عندما كان يمسك بيدها .. ويرميها بالكلمات المبطنة على مرأى الجميع كانت مخيفة بما يكفي
لا شعوريا ... وجدت نفسها تبحث عنه لتجده ما يزال مرافقا لأرزو .. التي أحنت رأساه لتنسدل خصلات شعرها الجعداء حول وجهها المتورد بينما ذلك الرجل يخاطبها بهدوء
سمعت مراد يقول :- ليس عليك أن تقلقي ... لا يحمل أسلان أي نوايا سيئة اتجاه قريبتك .. رغم تاريخهما معا .. فهو لا يكن لها أي ضغينة ..
نظرت إليه متفحصة وقد أدركت بأنه يعرف بالقصة القديمة كاملة ... قالت بقلق :- تبدو متأكدا
:- أخبرتك بأنني أعرف أسلان جيدا ... وصدقا ... أرزو لم تكن يوما من النوع الجاذب لأسلان ... كما أنه لن يغامر على الإطلاق بإثارة غضب والدها مجددا .. لقد كنت هناك قبل سنوات .. وصدقا .. لم يكن الموقف لطيفا على الإطلاق
أحست بالإحراج عن أرزو .. فعادت تنظر إلى قريبتها مقدرة صعوبة موقفها في هذه اللحظة .. مانعة نفسها بصعوبة من التساؤل عن النوع الجاذب عادة لرجل كأسلان دار أوغلو
أنت تقرأ
في محراب العشق
Romanceاحمل قلبي في حقيبة وأرحل . . أقف في مفترق طرق . . البحر من امامي . . وهاوية حب لا قرار لها من ورائي . . خياران أحلاهما مر . . هل أتبع قلبي فأخسركل شيء ؟ . . أم عقلي وضميري فيخسر كل من أحب و حبيبتي جيهان . . أستودعك . . فأذني لي بالرحيل . . إن قابلته...