الفصل السابع والعشرون

15.4K 322 0
                                    

أول ردة فعل لأسيل على قبلة أسلان الهائجة كانت انتفاضة إثارة واستجابة فطرية وفورية للمساته .. ليديه تضغطان عليها وكأنه يطالبها بالاستجابة .. لم تخذله ... في اللحظات الأولى فقط .. عندما احتضنها وهو يقبلها بشغف شتت تركيزها للحظات قبل أن تبدأ يداه بالتحرك فوقها بجرأة أجفلتها .. وجعلت إحساسا عميقا باحتقار الذات يغزوها وصورته ينتهكها بلا أي رحمة في دبي تهزها هزا وتقتل كل مشاعرها مرة واحدة .. حاولت إبعاده بضعف فلم يفطن لمحاولتها وهو يضمها إليه أكثر .. ويزيد قبلاته عمقا وحرارة .. إلا أنه عندما لاحظ جمودها أخيرا .. أبعد رأسه ينظر مبهور الأنفاس إلى وجهها الشاحب .. وعينيها الزائغتين .. قال لاهثا :- ما الأمر ؟
لاحظ الخوف الذي غلف صوتها وهي تقول :- أنا لا .. لا أستطيع
قطب قائلا بنفاذ صبر :- لا تستطيعين ماذا ؟
لاحظ أخيرا بأن يديها المرتعشتين الممسكتين بذراعيه .. إنما كانتا تحاولان إبعاده ... نظر إليها مشوش الذهن وقال :- لماذا .؟؟
أبعدت نظرها عنه وهي تقول باضطراب :- لا أعرف .. أنا فقط لا أستطيع .. أشعر بالاختناق .. أرجوك
قال غير مصدق :- تشعرين بالاختناق مني ؟؟ لم يكن هذا ما أحسست به ليلة الأمس ؟
قالت بعجز وهي ما تزال تجاهد كي تتخلص من يديه اللتين اشتدتا حول ذراعيها :- ليلة الأمس لم أع ما كنت أفعله .. لقد كنت .. كنت ما أزال تحت تأثير ذلك الكابوس .. وانت ..
قال بصوت الأجش :- أنا ماذا .؟؟ استغليت ضعفك ؟؟ لا أسيل .. ربما كنت مبهورة بالفعل بكابوسك المخيف .. إلا أنك كنت راغبة مثلي تماما ... لقد أردتني .. بادلتني القبلات واللمسات .. لقد أعجبك ما حدث تماما .. مازلت أذكر صرخات استجابتك .. دموع النشوة وأنت ترتعشين بين يدي .. لقد كنت لي تماما ليلة الأمس
احمر وجهها .. ودموع الخزي تغشى عينيها .. همست :- هذا لن يتكرر مجددا أسلان .. افهمني .. الأمر خارج عن يدي .. في كل مرة تلمسني فيها ..
توقفت عن الكلام وهي ترتعد فأحاط وجهها بيديه قائلا بتوتر :- تكلمي
شهقت ملتقطة أنفاسها وهي تقول :- لا أستطيع محو ما حدث في دبي عن عقلي .. جسدي يريدك .. يرتعش رغبة في كل مرة تلمسه .. قلبي يخفق لأجلك .. كأول مرة قابلتك فيها .. إلا أن عقلي يرفضك .. لا يستطيع أن يراك إلا كالرجل الذي اغتصبني ذلك اليوم .. ذلك الرجل الغريب القاسي الذي صدمني بوحشيته ..
لم تكن تنظر إليه .. إلا أنها استمعت بوضوح إلى أنفاسه العنيفة وهو يقول غير مصدق :- ماالذي تقولينه ؟؟ هل علي من الآن فصاعدا أن أنتظر لحظة ضعف منك .. يكون عقلك فيها غائبا إما بالنعاس .. أو في ذكرى كابوس مزعج كي أقربك ؟
تمتمت بخفوت :- من الأفضل ألا تفعل هذا أيضا
رفعت وجهها لتنظر إليه قائلة بثبات :- لأن الأمر سينتهي بي كارهة لنفسي تماما .. بالضبط كما حدث هذا الصباح
برقت عيناه الزرقاوين بغضب .. حتى أحست بالخوف من فقدانه لأعصابه .. من ردة فعل مجنونة منه تدفع وحدها ثمنها .. إلا أنه قال فجأة بصوت خشن :- ربما من الأفضل أن أريحك تماما من رؤيتي مادامت تكرهينني إلى هذا الحد
تركها فجأة .. وغادر الغرفة صافقا الباب ورائه بعنف أجفلها .. حدقت بالباب مذعورة .. متساءلة إن كانت قد فعلت الصواب لتوها .. أم ارتكبت الحماقة الأكبر في حياتها ..

في محراب العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن