الفصل التاسع عشر

13K 315 5
                                    

هتف اسلان وهو يندفع نحوها :- أعطني هذا الهاتف
أبعدت الهاتف عن مرمى يده دون أن تفارق عيناها المذهولتان عينيه الغاضبتين .. ثم تمكنت من أن تقول بصوت أجش :- أنا مسرورة لأنني قد منحتك هذه الفرصة يا دنيا .. لا فكرة لديك كم أنا مسرورة الآن
انتزع الهاتف من يدها ورماه بعنف ليدوي صوت ارتطامه بصفحة المياه خارج اليخت .. كان غاضبا للغاية ..إلى حد عجزه عن تنظيم أنفاسه .. أما هي فلم تنتظر حتى يهدأ .. إذ انهالت عليه بقبضتيها تكاد تفقد عقلها من الغضب والجنون والغيرة :- أيها المقرف ... أيها المقرف الحقير
أمسك قبضتيها هاتفا بها بحدة:- اهدئي أسيل .. لا تسمحي لها بالتفرقة بيننا
هتفت من بين دموعها وهي تجاهد لتتحرر منه :- ليست هي من يفرق بيننا يا أسلان ... كيف استطعت فعل هذا ؟ لقد كنت معها في وقت كنت تقنعني خلاله بحبك لي .. في وقت كنت تدعي فيه بأنها لا تعني لك شيئا
هتف غاضبا :- هي كذلك .. دنيا لا تعني لي شيئا أسيل .. بالكاد أذكر ما حصل ليلة الأمس .. لقد كنت ثملا ..
ضحكت بمرارة هاتفة :- ويا له من عذر ... كيف تستطيع أن تكون معي .. أن تضمني وتقبلني بهذه الطريقة وقد كنت معها منذ ساعات ... وعرقها على جلدك لم يجف بعد ..
أحست بالغثيان يضرب معدتها .. وكأنه قد لاحظ اخضرار شفتيها .. تركها لتندفع نحو حافة المركب .. لم تتقيأ .. إلا أنها وقفت هناك للحظات طويلة تتنفس بعنف واضطراب .. أتاها صوته من خلفها يقولبقلق :- أسيل .. هل أنت بخير ؟
ضحكت فجأة بمرارة وهي تقول :- هل أنا بخير ؟؟ انظر إلي وأنا ألوم رجلا على معاشرة زوجته ... هل بإمكاني أن أكون يوما أكثر ابتذالا ونذالة ؟ .. أعرف الآن بالضبط كيف تراني دنيا .. إنها تراني كما أرى نفسي بالضبط ... سارقة رجال رخيصة وحقيرة وبلا ضمير
أحست بيديه تمسكان بكتفيها وتديرانها إليه .. هتف من بين أسنانه وهو ينظر إلى وجهها الشاحب :- هلا هدأت ؟ ما حدث بيني وبين دنيا لا معنى له .. لم أعي أساسا ما كنت أفعله .. لقد كنت ثملا .. غاضبا بسبب رحيلك .. وهي كانت هناك .. لا أذكر حتى ما جاءت تفعله .. ولا اعرف حتى كيف انتهى بها الأمر بين ذراعي
تدفقت دموعها والصور الفاضحة تتلاحق داخل عقلها بلا رحمة .. لأسلان ودنيا على سريرهما العريض .. فأغمضت عينيها بقوة وهي تصرخ به :- ابتعد عني ... لا تلمسني فلمستك تقرفني
وكأن كلماتها هذه قد ضربت وترا حساسا لديه .. جذبها إليه بقوة حتى ارتطمت بصدره .. قاومته بضراوة وهو يجذب شعرها بأصابعه مجبرا إياها على الثبات والنظر في وجهه وهو يقول بغضب بارد:- لم تكن لمساتي تقرفك قبل دقائق قليلة فحسب يا أسيل ... أنا مستعد لإعادتك إلى الأسفل لأذكرك بالضبط بما شعرت به بين ذراعي
هتفت بمرارة :- آه نعم ... أنت قادر بالفعل على انتزاع الرضا حتى من امرأة كارهة .. إلا أن هذا لن ينفي أبدا احتقاري لك أسلان ... لقد خدعتني .. أخبرتني بأن كل النساء سواء لديك وقد عرفتني إلا أنك كذبت
عادت تحاول إفلات نفسها من بين يديه بدون فائدة .. أما هو .. فقد لانت ملامحه وعذابها يتردد في صدره .. كان يعرف بأنها محقة .. وأن غضبها وإحساسها بالخيانة منطقي .. كان ما حدث سببا من أسباب غضبه وإحباطه منذ استيقظ صباحا ليجد دنيا نائمة في سريره .. لوهلة ظن بأنها توقع به عندما استيقظت تتمطى كالقطة التي أكلت لتوها صفيحة من القشدة الدسمة .. إلا أن ذكريات الليلة بدأت تصفعه الواحدة تلو الأخرى فور أن هب خارجا من السرير كالملسوع .. لقد أغوته دنيا .. واستجاب لغوايتها تحت تأثير الشراب .. لم يمهلها الفرصة لتقول أي شيء .. ارتدى ملابسه بسرعة مخاطبا إياها ببرود وهو يخرج :- ستصلك أوراق الطلاق في أقرب فرصة
.. لقد كان غاضبا منها لدرجة الرغبة في قتلها .. وغاضبا من نفسه أكثر لغباءه وخذلانه أسيل .. التي أخذت تبكي بانهيار عندما يئست من أن يتركها .. قال بخفوت وهو يضمها إليه :- اهدئي حبيبتي .. لا تبكي .. أقسم لك أنني ما كنت أبدا لألمسها وأنا بكامل وعيي .. ما حدث لا يعني شيئا .. سينتهي زواجنا أنا ودنيا كما كان مقررا .. وسنتزوج أنا وأنت بعدها على الفور .. خططنا مازالت كما هي
دفعته عنها فتركها هذه المرة مانحا إياها المساحة التي تريد ... مسحت دموعها قائلة :- أنت مخطئ أسلان .. لقد تلاشت خططنا مع الهواء بعد ما حدث .. لن تسمح لك دنيا بأن تطلقها الآن .. خاصة وهي تمنى نفسها بطفل يحقق المعجزة التي ظلت تنتظرها لسنوات ..
هتف بنزق :- عن أي طفل تتحدثين أسيل
قالت بتهكم مرير :- عن نتيجة ليلتكما الحافلة معا أسلان .. تتوقع دنيا أنها ربما تحمل في هذه اللحظة طفلكما في أحشائها .. يحدث هذا كما تعلم .. لابد أنك قد درست في المدرسة عن آلية التكاثر لدى البشر
تراجع مشوش الذهن .. وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعره الكثيفة .. قال بعصبية :- هذا غير ممكن .. لا يحدث الأمر بهذه البساطة والسرعة
هتفت أسيل بمرارة :- لن تسمح لك بطلاقها الآن يا أسلان .. ستستعمل كل نفوذها لتمنعك .. عائلتك .. عائلتها .. علاقات العمل مع والدها .. تأثير والدتك عليك .. ستستعمل أيضا رغبتك بألا ينشأ ابنك تائها مثلك ... بعيدا عن أب يحميه ويتفهمه .. مع أم مريضة أسقمتها المرارة
شحب وجهه فعرفت بأنها قد مست أدق نقاط ضعفه .. تراجعت إلى الخلف قليلا وهي تشعر بنفسها كالمهزومة ... عرفت بأن قصتها مع أسلان .. قصة حبهما الذي لم يقدر له أن يرى النور .. ستنتهي ..
تمنت لو تتمكن من الذهاب .. من البكاء وحيدة بعيدة عن الأعين .. تبكي وتبكي حتى يحين موعد طائرتها فترحل بلا عودة .. ربما لن يمنعها أسلان من السفر الآن وقد استحالت علاقتهما
قال فجأة بتوتر :- قد لا تكون دنيا حاملا ...
نظر إلى أسيل قائلا :- بعد أسابيع .. لن تستطيع دنيا فعل شيء عندما يثبت عدم حملها
تمتمت بصعوبة :- وإن ثبت حملها
قال بعصبية :- سنتصرف
هتفت عاجزة عن فهم ما يريد قوله :- ماالذي تقصده أسلان ؟ أنت لا تحسب حقا بأنني سأبقى معك .. وأقف في الظل أنتظر تأكيد حقيقة حمل زوجتك حتى أعرف موطئ قدمي ... ما بيننا انتهى كانت دنيا حاملا أم لا .. فلا شيء بعد الآن بقادر على إخفاء الحقيقة
قال بتوتر :- عن أي حقيقة تتحدثين ؟
تحركت باضطراب .. وجلست على حافة أحد المقاعد .. نظرت إلى سطح المركب الخشبية طويلا قبل أن تتمكن من القول :- حقيقة أنك لم تحببني يوما أسلان .. ما أحببته حقا .. كان حلما زارك قبل سبع سنوات .. أعجبك وأثار خيالك ... وظل يراودك بين الحين والآخر حتى رأيتني مجددا .. اجتاحتك عندها رغبة طفولية شديدة بتحقيقه .. أنا مجرد جائزة بالنسبة إليك .. بهجة وقتية أحببت أن تنسى من خلالها زواجك الفاشل .. مشاكلك مع أبيك .. حياتك الخاوية التي تعاقبت فيها النساء الواحدة دون الأخرى بدون أي معنى حقيقي ... لو أنك أحببتني .. لما جرفتني في حبك وأنت زوج امرأة أخرى عارفا الألم الذي ستسببه لي ... لو أنك أحببتني لما خدعتني وأوهمتني بأن مكاني في حياتك مميزا .. بينما من الواضح أن أي امرأة بقادرة على ملء ذلك المكان ... ما كنت تمكنت من لمسها .. من أن ... أنت تخدع نفسك بإقناعها بحبي .. فأنت لا تعرف أصلا ما هو الحب .. ولن تعرفه يوما ..
... بعد انفجارها الانفعالي ... ساد صمت طويل تخلله هدير الأمواج من حولهما .. كان الليل قد أسدل ستاره .. وبدأت أنوار المدينة تشع من بعيد بمشهد بديع كان ليأخذ لب أسيل في ظروف أخرى .. إلا أنها ما كانت واعية أبدا إلا للشخص الواقف أمامها ... والذي عجزت عن النظر في وجهه خوفا من أن تضعف .. قال أسلان بجمود :- تظنين بأنك تعرفينني جيدا يا أسيل .. صحيح ؟... حسنا ... أنت لا تعرفينني كما يجب ... وإلا لعرفت بأنني لا أتنازل أبدا عن شيء أريده
شهقت عندما وجدته قد أصبح أمامها .. جاثيا على الأرض محاصرا إياها بذراعيه ... قال ووجهه قريب جدا من وجهها .. بصوت جمد الدماء في عروقها :- ربما أنت محقة .. ربما أنا أناني حقير .. زير نساء فاسق .. ربما أنا مريض أتلذذ بتعذيب النساء .. ربما أنا حقا لا أحبك بما يكفي ... إلا أنني أريدك .. أريدك كما أريد الهواء الذي أتنفسه .. الماء والغذاء الذين أعيش عليهما .. أنجبت طفلا أم لا .. طلقت دنيا أم لا .. تزوجت بك أم لا .. أنت لن تذهبي إلى أي مكان ما لم اكن أنا معك ..
نظرت إليه مصدومة لصراحته القاسية ... لم تستطع أن تقول شيئا بينما تابع هو بصوت خافت .. أثار رعشة خوف في أوصالها .. وجعلها تدرك أنها لم تعرف حقا الشخص الجاثي أمامها .. والذي ظنت نفسها قادرة على تحديه .. وإهانته في الكلام :- أنت ستبقين معي .. شئت أم أبيت .. ستكونين لي .. زوجة .. حبيبة .. عشيقة .. لا يهم ما دمت معي .. تنتمين إلي ... تنامين تحت جناحي .. لا يراك سواي .. أنت لي يا أسيل .. وأنا مستعد لحرق الأخضر واليابس .. للفتك بكل ما يقف في طريق تحقيق ما أريد
هتفت بصوت مختنق :- أنت مجنون
ابتسم بقسوة .. وهو يلاحظ انكماشها .. وكأن خوفها يسليه .. وقال بنعومة :- أتظنين بأنني مجنون ؟ .. انتظري حتى تسمعي ما لدي يا أسيل ... إن تحركت من هنا ... إن غادرت هذا اليخت .. إن حاولت السفر والهرب مني بأي طريقة ... لن أكتفي بطرد خالك من العمل ... سيلف فريد استانبول كلها .. تركيا كلها دون أن يجد من يقبل بتوظيفه ... سينتهي به الأمر في الشارع مع عائلته .. مضطرا لبيع منزل آل ألتانجي الأثري كي يطعم نفسه وأولاده .. ليس هذا فحسب .. علي .. الراغب بشدة في دخول كلية الطب ... سيجد نفسه مفصولا بغمضة عين بواسطة معارفي في الجامعة .. مضطرا لدراسة التمريض في معهد حقير متوسط السمعة .. وقد ينتهي به الحال في السجن .. بعد تورطه في عدة قضايا تتعلق بأدوية غير مشروعة ...أو حقن لمدمنين .. في محاولة منه لمساعدة والده الشريد في الإنفاق على الأسرة
اتسعت عيناها وهي تحدق به مذهولة ... ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها .. ممتقعة الوجه .. بينما هو يراقبها متابعا :- أرزو ... لن تجد من يتزوج بها .. صدقا .. من سيقبل الارتباط بفتاة مجنونة ؟؟؟ من السهل نشر إشاعة كهذه مع تاريخها الطبي العريق ... صحيح ؟
هتفت أسيل مختنقة بدموعها :- أنت إنسان حقير ولئيم ومقرف
لوى فمه بابتسامة ضارية .. وقال :- قد لا تجدينني كذلك بعد قضاءك أسبوعين في أحضاني يا حبيبتي .. من المعروف أن امرأة لم تخرج من سريري خائبة قط .. وأنا أعدك بأن كل لحظة ستقضينها بين ذراعي .. ستثبتك في حياتي أكثر .. لن تقوي على البعاد عني بعد أن أوسمك بي ... بعد أن أسري في عروقك مسرى الدم ..
رفع رأسه ناظرا في عينيها بقوة قائلا بحزم :- الآن ... كالبنت المطيعة ... ستجثين امامي .. وتلمسينني كما تلمس المرأة العاشقة الرجل الذي تحب ..
هزت رأسها ودموعها تسيل بلا توقف فكرر من بين أسنانه :- الآن أسيل .. الآن وإلا أرغمتك
عندما لم تتحرك .. أمسك بمعصمها وجذبها بقوة فسقطت مرتطمة بصدره جاثية أمامه بالضبط .. انتفضت محاولة الابتعاد عنه وهي تبكي .. فأمسك ذقنها بأصابعه .. ورفعها لينظر في عينيها المتوسلتين .. وهمس أمام شفتيها :- المسيني .. كما فعلت داخل القمرة السفلية .. لا تقاومي نفسك أسيل .. تعرفين بأنك تريدينني .. تحبينني وتريدينني
أمسك يدها .. وبسطها فوق المساحة المكشوفة من صدره .. لتشعر بدفئه .. بصلابة عضلاته ... بخفقات قلبه العنيفة تحت أصابعها .. عندما لم تستجب له .. أحنى رأسه وقبلها بضراوة .. اعتصرها بين ذراعيه وهو يجتاحها بشوقه وجنونه فأنت عاجزة تحت شفتيه .. مددها على الأرض الباردة لليخت .. ونظر إليها .. باكية مستكينة .. كالشاة المساقة إلى الذبح .. مستفزة إياه بجمودها .. فقال بصوت أجش :- لن يستمر جمودك طويلا .. سرعان ما سينتصر حبك لي .. إنها مسألة وقت قبل أن تدمني علي فلا تطيقين العيش بدوني
تحركت أصابعه نحو أزرار قميصها .. تحلها ببطء ..وعندما أرادت ستر نفسها بذراعيها .. ثبتهما إلى جانبي رأسها ... فأغمضت عينيها عاجزة عن رؤية نظراته الجائعة إلى جسدها ... لم يلمسها .. وكأنه كان يريد إشعارها بملكيته لها فحسب .. وكتأكيد على هذا ...قال آمرا بخفوت :- انظري إلي
فتحت عينيها ونظرت إلى وجهه القريب منها جدا .. قال آمرا :- قولي بأنك ملكي
رغم حالة عقلها الهستيرية ... عرفت بأن أي اعتراض منها على أوامره سيكلفها الكثير .. شهقت باكية وهي تقول :- أنا ملكك .. ملكك
أجهشت بالبكاء المرير وهي تشيح بوجهها عنه وكأنها تخفي هزيمتها ... سمعت صدى أنفاسه العنيفة .. أحست بحرارة جسده .. وعقلها يصرخ بها مذعورا ... وماذا بعد ؟ ما الذي سيحصل الآن ؟؟ هل هي النهاية ؟
ارتفع رنين هاتفه المعلق بحزامه .. هادئا ملحا .. بينما لم تستطع إجبار نفسها على فتح عينيها والنظر إليه حتى ابتعد عنها فجأة .. نظرت إليه غير مصدقة وهو يقف مستلا هاتفه .. ليرد على الاتصال وهو يسير بعيدا .. جلست منكمشة على نفسها وهي تغلق أزرار قميصها بيدين غير ثابتتين .. دون أن يتمكن ذهنها المشوش من الاستماع إلى كلمة مما كان يقولها لمحدثه .. أنهى المكالمة .. واستدار نحوها وعلى وجهه علامات التفكير العميق .. قال بهدوء :- تستطيعين الذهاب الآن .. فأنا لدي موعد
حدقت به بدون فهم .. فتابع بابتسامة باردة :- أعرف الآن بأننا متفاهمين تماما أسيل ... ستعودين غدا صباحا .. بعد أن ترتبي أمورك للبقاء معي هنا.. لا ضرورة لإحضارك أي شيء .. فحقائبك ما تزال بحوزتي إن كنت تذكرين .. لن تسافري إلى أي مكان بالطبع وقد عرفت المصائب التي قد تعاني منها عائلتك بسببك .. صحيح ؟
وقفت بصعوبة .. وهي تشعر بأن ساقيها ستخذلانها في أي لحظة .. اقترب منها فانكمشت عندما أمسك بها برفق .. قبل جبينها هامسا في أذنها :- أعرف بأنك غاضبة مني الآن ... سأرضيك لاحقا .. أعدك ..
تركها ناظرا إلى مظهرها البائس ... شعرها المشعث .. ووجهها الشاحب المبلل بالدموع ... شفتيها المتورمتين بسب قبلاته الضارية .. وبدا عليه شيء من التردد وكأنه يصارع ضميره المقصى جانبا .. ثم تمالك نفسه قائلا :- إن بقيت هنا ولم تتحركي على الفور .. ألغيت موعدي وسويت معك أمورنا العالقة كلها أسيل
أسرعت وكأن الحياة قد دبت فيها أخيرا ... تغادر اليخت متعثرة ... لم تعرف كم قطعت من المسافات تجري قبل أن تقف إلى جانب الطريق تبكي بحرقة وهي تعرف بأنها مهما ابتعدت عنه .. فإنه جاذب إياها إليه وقد كبلها بقيوده تماما

في محراب العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن