الثاني & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

10K 348 31
                                    

الفصل الثاني

استدار داري على جانبه محاولا غلق عينيه ليغفو و عقله يعمل بقوة ليجد سبباً يقنع به عمها ليوافق على زواجهم، و لكن كيف، ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه و هو يتذكر  تلك المهيرة و هى تقبل لمياء بشقاوة،  تنهد بضيق و أخذ يتقلب على فراشه الواسع بعدم راحة.. لقد مر وقت طويل منذ رحل و مالك عن جانيت و عاد لبلده و  تركها هناك أخذا مالك معه و لكنه حينها لم يهتم  بها  حقا بعد ما حدث. لو لا أنه  تحكم في غضبه و أحتكم لعقله ذلك الوقت ربما كان يقبع الأن خلف القضبان و طفله في دور الرعاية هناك بعيدا عن عائلته.. عاد للفتاة بحيرة، هل يظلمها لتفكيره بالارتباط بها  فهى صغيرة لو كانت في مثل عمر لمياء  فهو يكبرها بالكثير، يتعجب من تفكيره بها أو التفكير في الزواج في هذا الوقت تحديدا  حسنا لقد فكرت  ما الذي حدث  أنا لا أؤذي أحد، و لكنك تؤذيها هى لو فعلت، لم أؤذيها  هل سأعذبها لو وافقت ، داري داري داري لا تدور حول الأمر كثيرا ما سبب تفكيرك الأن في الزواج عند رؤية الفتاة، زفر بحرارة و عقد حاجبيه بضيق.. أريدها، لقد أعجبتني، أعجبتك هل هى مهرة  ستمتلكها أم بذلة تريدها أم سيارة ستشتريها، أنها بشر و لها كيان و رأي، و ماذا فعلت أنا ، أنا فقط سأطلب الزواج بها كما يفعل أي خاطب هل سأخطفها أو أغصبها، و هل تظن أنها ستوافق على الزواج برجل متزوج ، سأخبرها بوضعي بالتأكيد سأخبرها هى لا أحد أخر فهذا حقها، هذا إذا وافقت بالطبع، ستوافق بالتأكيد.. لأتحدث مع رتيل أولا و عندها سأقرر هل أطلب يدها بالفعل أم أتناسى الأمر ، أتناسى الأمر لم أنا أريد الزواج بالفعل أريد أن أستقر مع زوجة و أم لمالك و أنجب أولاد أخرين لقد كبرت و لا أريد البقاء و مالك وحدنا بعد ذهاب رتيل ، و من أفضل من الفتاة  فهى جميلة و صغيرة ، أنت أيها الأحمق المشكلة أنها صغيرة تزوج من تناسب وضعك أنت متزوج من اثنان و ليس واحدة ، لم تقبل بك أنت ، أصمت أصمت لا تتحدث كثيرا لقد قلت أنها تعجبني فلا شأن لك ، أغلق عيناه بحزم ليغفو على وعد بالحديث مع رتيل في الصباح...

*****************
أمسك بمقعدها يدفعه لغرفتها بعد تناول الفطور و أمر مالك بالبقاء مع هنية لحين يتحدث مع خالته رتيل ، قالت بتذمر و هو يدفعها
” داري لأين تأخذني للتو خرجت من الغرفة لم تريد أن تعيدني إليها أتركني أشاهد التلفاز قليلاً “
قال داري بجدية " سنتحدث قليلاً و أخرجك و لكن لا أريد لهنية أن تسمعنا “
أغلق الباب بعد أن أوقف مقعدها بجوار الطاولة الصغيرة في منتصف الغرفة و عاد و جلس على المقعد الصغير بجانبها قائلاً بأمر " أخبريني عنها الأن رتيل "
نظرت إليه رتيل بدهشة " هل تتحدث بجدية داري ، ظننتك أمس تمزح "
قال بجدية " منذ متى أمزح في شيء كهذا رتيل ، هيا تحدثي و أخبريني عنها و ما هو موضوع زيجتها من ابن عمها بسام "
لوت رتيل شفتيها بضيق فإذا تزوج داري فربما والدها أفتعل مشكلة لهم و ربما جعله يتركها و عندها ربما تتحقق مخاوفها بالفعل و تخسر حذيفة  لا ، لا تستطيع أن تجازف .. ” داري ، لا تتعب نفسك
لا أظن الفتاة ستقبل بالزواج بك و أنت بالفعل متزوج "
رمقها ببرود و أقترب لينظر في عينيها قائلاً  بتحذير  " رتيل هل ستنطقين أم أنطقك بطريقتي "
رمقته بحدة و قالت بغضب و تحذير  " لو رفعت يديك على داري و لمستني ... " توقفت عندما مال داري  تجاهها و  أمسك كتفها باصبعيه ليدخلهما بين عظام كتفها فصرخت رتيل بألم قائلة " تبا لك  أيها المتوحش  "
تركها داري و عاد ليستند على ظهر  مقعده و قال بسخرية " لدي مفاتيحك يا ابنة عمي فلا تيبسي رأسك معي "
فركت رتيل كتفها بقوة و قالت بحقد " تستغل ضعفي و عجزي و أني لن أستطيع أن أدافع عن نفسي أمامك "
رد داري و هو يضع راحته على وجنته يستند على ساقه بكوعه " حقاً ، عاجزة و ضعيفة ، على أنا ، هيا أنطقي أحسن لك "
قالت رتيل بغضب " أنها صديقة لمياء  و هى من أخبرتني عنها ، كان مفترض بها الزواج من بسام فهى كانت موعودة له منذ كانت طفلة و لكنه تزوج أخرى من المدينة ،  لقد غضب عمها و قاطعه لفترة طويلة و لكنه وافق على مضض عندما  أخبرته هى بذلك و أنها لا تمانع  ، لقد تقدم لها  أخرين و لكنهم ليسوا على مزاج عمها  فمنهم الذي يطمع في مالها و منهم من يريد نسبهم فهو كما تعلم عائلتهم ذات شأن هنا  و الجميع من باقي العوائل لا يريدون عداوتهم أو خسارتهم ، هناك ابن عم بسام تميم  تقدم إليها مؤخراً و لكن عمها رفضه فهو متزوج و كان لهم مشكلة كبيرة معا  ، باختصار كل من يتقدم إليها لديه نواياه و ليس من أجلها "
كان يستمع باهتمام عندما توقفت عن الحديث سألها بجدية " هل هذا فقط سبب رفض عمها الزواج من تميم لأنه متزوج "
قالت بضيق " هناك سبب أخر أخبرتني به لمياء "
سألها بلهفة " ما هو "
نظرت إليه بحنق " هل أنت متلهف للزواج بها  ، هل وقعت في غرامها من لقاء واحد فقط ، هل تظن أني سأصدق ذلك "
قال داري بحنق " أيتها الحمقاء تحدثي فقط لا أريد منك أن تصدقي شيء غير موجود من الأساس "
صرخت به بغضب " لم كل  هذا إذن "
أجاب بحزم " أريد الزواج و هى مناسبة لي "
" حقا ، مناسبة الصغيرة ذات العشرين ربيعا   أو ربما أقل " قالتها تجيبه بسخرية 
رفع حاجبه بغضب و مد يده تجاه كتفها فقالت صارخة "  لقد عيرها برفض بسام لها و أنه لن يتزوجها رجل محترم "
قال داري بخبث " و من محترم أفضل مني هنا ، فالجميع يحترمني و لدي مال كثير لست طامعا في مالها و لا أطمع بالكسب من نسب عائلتها فعائلتي ليست هينة أيضاً  "
لوت رتيل شفتيها بسخرية و قالت  شامتة  " أحلم يا ابن عمي  يا زوج الإنجليزية و زوجي لقد رفض تميم مع واحدة  فهل يقبل أبو إثنان  "
توترت ملامحه فنهض قائلاً ببرود " ليس من شأنك هذا "
قالت رتيل ساخرة " أحمق مغرور من تظن نفسك أنها مدللة آل النجدي و ما أنت إلا زوج اثنان و  ذكيبة نقود لا يحتاجونها   "
مط داري شفتيه بغضب و انحنى تجاهها قائلاً ببرود ..
" اليوم  أنت معاقبة لا تلفاز و لا خروج من غرفتك و ستظلين اليوم في الفراش عقابا لك على سخريتك "
حملها داري من على مقعدها و اتجه للفراش و هى تضربه بغضب قائلة " أيها المتوحش تبا لك داري سأخبر أبي عما تفعله بي "
قال داري بخبث " سأخبره بنفسي سأذهب إليه الأن لأخبره عن زواجي و لكن بعد ذهابي لعمي حسين أولاً فسأحتاجه معي   "
صرخت رتيل بغضب و هى تبحث عن شيء تقذفه به " أنت مجنون داري  أيها الحقير لا تتركني حبيسة الفراش "
تركها و خرج بعد أن وضعها في الفراش مغيظا إياها  ليغلق الباب خلفه على صوت سبها له و نعته بالوغد المتوحش ...  رتيل الشخص الوحيد في عائلته من يسمح لها بالتطاول عليه و ربما إفراغ غضبها به فهو يعلم ما مرت به في السنوات الماضية قبل مجيئه  و ما  تلى ذلك بعد عودته ، أحيانا يشكر الله أن جانيت فعلت ذلك في ذاك الوقت ليعود  في الوقت المناسب  لينقذ ما يمكن أنقاذه ..

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن