التاسع و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

9.6K 459 60
                                    

الفصل التاسع و العشرون

تمسك بها بقوة و حملها ليضعها على الفراش و قلبه يخفق ملتاعا من أجلها متوقعا ذلك بعد حديث حفيظ أنها لا تعتني بنفسها أو تتناول طعامها . أضجع بجانبها يلمس وجهها بعدم تصديق و أنها حقاً عادت زوجته من جديد و برضاها هذه المرة و إن لم تقولها له بعد .. مد يده لتمتد لتنزع حجابها لعلها تشعر بالراحة و تسترد لونها فوجهها شاحب و ملامحها متعبة لم تخفيها الزينة عليه، شدها لصدره لترتاح رأسها عليه و بدأ في نزع ثوبها الثقيل شاعرا بالخيبة لضياع فرصته في نزعه و هى واعية و قد حلم بهذا كثيرا و لكن لا يهمه غير راحتها الأن .. كان يعلم أنها ستنهار إن أجلا أو إن عاجلاً بسبب ضغط الأيام الماضية كم قاوم الذهاب إليها و هزها بقوة ثائرا عليها لم تفعله بهم .. شد سحاب ثوبها للأسفل و أخرج ذراعيها برفق ليقوم بسحبه عن جسدها ليلقيه جانباً لمس وجنتها الساخنة ليميل برأسه يدفن وجهه في عنقها يتنفس عبيرها و قد اشتاق حد الولع بل حد الموت . أبتعد عنها بعد أن مس شفتيها برقة .و شد الشرشف ليقوم بتغطيتها ليخفي ما أظهره نزعه لثوبها لم تكن ترتدي غير ملابسها الداخلية لتظهر جسدها الواهن الذي فقدت كثير من وزنه .. كانت عظام ترقوتها ظاهرة لتعلن عن سوء حالها .. استدار على جانبه مستندا على راحته ينظر إليها بحنان و راحته الأخرى تمر بين خصلاتها برقة . مهيرة أصبحت زوجته حقاً . مهرته له و للأبد . نهض داري ليخرج من الغرفة هابطا للأسفل . كان حفيظ و بسام جالسين في الأسفل بصمت و ملامح بسام غاضبة . سأله حفيظ ما إن راه " كيف تقبلت الأمر ' كيف حالها الأن ، لم أنت هنا داري أخبرني "
قال داري بهدوء " لقد انهارت و فقدت وعيها أظن أنها تريد الراحة بعد الضغط الذي عايشته الفترة الماضية "
قال بسام بغضب . " ألم أقل لك أبي هذا الوغد لا يصلح زوج لابنة عمي لا أعرف لم وافقت على عودته إليها "
قال حفيظ بحنق " أيها الأحمق سمعت حديث تميم و لم فعلت ذلك . هل كنت تريدني أن أزوجها لتميم الأن "
رد بسام غاضبا " لا و لكن لا توافقه على العودة بهذه الطريقة الوغد يعاقبها على ما فعلت "
رد داري بهدوء " لا . لم أفعل و لكني أنتظرت مجيئها و إخباري و لكنها لم تفعل "
أشاح بسام بيده بحنق " مجيئها لمن أيها الوغد . إليك أنت تخبرك ماذا . أرجوك عد و تزوجني من جديد أنا أحبك "
رد داري ببرود " أجل كنت أريد ذلك بالفعل "
قال بسام بحنق " يا لك من غبي أحمق لتظن ذلك "
قال داري ببرود " سيد حفيظ اعتذر عن فعل ذلك و لكني حقاً أريد فعله منذ زمن بعيد و كنت امتنع من أجلك أما الآن لا استطيع سامحني "
قبض حفيظ على عصاه بقوة و داري يتوجه بغضب لبسام ليلكمه بقوة لكمة اسقطته على الأرض مذهولا . رفع داري أصبعه محذرا
" إياك ، ثم إياك . ثم إياك أن تتدخل بيني و بين زوجتي مرة أخرى و إلا علقتك على سطح منزلكم و وضعت عليك الغراء و رششتك بالحبوب لتظل تنقرك الطيور حتى تتأدب "
استدار ليخرج ذاهبا تجاه المطبخ مضيفاً " سأخذ بعض الطعام لمهيرة لحين تستيقظ "
زم حفيظ شفتيه بضيق قبل أن يقول ببرود " فلتستمع إليه و لا تتدخل بينهم بعد الأن "
أخذ داري الكثير من الطعام الذي اعدته حافظة التي نظرت إليه بريبة عندما طلب منها أن تضع بصلة كبيرة بيضاء لتكون حارة أخذ الطعام و صعد رافضا أن تأخذه له حافظة و عاد لغرفة مهيرة .. أغلق الباب بهدوء و وضع الطعام جانباً ممسكا بالبصلة ليشقها نصفين بالسكين قائلاً بهدوء " حان وقت استيقاظ الجميلة لترى الوحش لتقبله ليصير أميرا من جديد "
جلس بجانبها و مد البصلة بعد أن شقها بالسكين يضعها بجوار أنفها . لم يريد أن يفيقها بالعطر يبدوا أنها لم تتأثر بما وضعه على جسده و هى بين ذراعيه لذلك وجد أن هذا هو الحل الأمثل لتفيق و تكون منتبهة الحواس و بكامل وعيها .. كما توقع نفرت من الرائحة الكريهة لتنهض شاهقة و وجهها يتجعد ملامحه بقرف . التقت عيناهم هو بشوق و هى بغضب . لم تبال لجسدها الذي سقط الشرشف من عليه ليظهر صدارتها البيضاء و كتفيها و خصرها العاري تمتم داري بعشق " حبيبت... " و قبل أن يكمل كلمة التحبب كانت راحتها تلتصق بوجنته بفرقعة غاضبة متحدية ..
غريب لم يتفاجئ بفعلتها هذه . كل ما فعله هو رسم إبتسامة هادئة على شفتيه و قال بصوت حنون " أحبك ، هيا لتتناولى الطعام فأنت تبدين كالمريضة "
تساقطت دموعها بغضب و زمت شفتيها بقوة كأنها تمنعه أن يفكر أنها ستفتحها للحديث و ليس الطعام . قال داري بهدوء
" حسنا كما تريدين حبيبتي استريحي الأن و سنتحدث فيما بعد "
لم تتحرك أو يبدر عنها فعل موافق أو رافض لحديثه . و جسدها  متصلب . نظر داري لعينيها المبتلة برقة و مد يده يلمس وجنتها . اشاحت وجهها بعيداً عن يده غاضبة .. تلك العنيدة الطفلة لمتى ستكون سببا لعذابه حتى بعد أن تزوجا مازالت يابسة الرأس لا تسامح. لقد كانت كذبة صغيرة بالنسبة لكذبتها هى عندما طلبت من تميم يتزوجها . تلك الحمقاء ماذا كانت ستفعل إن لم يأتى إليه تميم و يخبره هو حقاً كان سيتركها تتزوج . لم يكن سيفعل شيء و يتدخل . أليس هذا ما طلبته ذلك اليوم مطالبة إياه أن يخرج من حياتها . لقد فعل و كاد يخسرها في لحظة جنون منها .حبيبته العنيدة .. قال داري بهدوء متسائل " غاضبة "
رمقته بلوم و ألم و صمتها يجيب . زفر داري بحرارة و أستلقي على الفراش بجانبها واضعا يده تحت رأسه ينظر في سقف الغرفة بحزن
" كنت غاضب كالجحيم  عندما علمت أنك ستتزوجين . حرفيا كنت على وشك الجنون . أفكر هى لا تحبني فلا تضخم الأمور و أنسها يكفي ما عانيته معها لأعود و أنفي بثورة . لا ، هى زوجتي كيف أتركها تتزوج أخر . سأعيدها و لو غصباً و سأجبرها هذه المرة على حبي . بل سأجعلها تعشقني . أعود لأتذكر  حديثك صوتك نبرتك الكارهة الحاقدة لي و كلمات كانت تخرج من بين شفتيك بقوة كانت توجع قلبي كانت تؤلم روحي كانت تجرح مشاعري كانت تقتلني حرفيا . أكرهك . لا أطيقك . ليتك تبتعد . ليتك تختفي . ليتك تموت . أنا بالفعل كنت أموت وقتها "
أضاف بمرارة . صمت و أغلق عيناه يتنفس بهدوء . " كل تلك المشاعر لم أتذكر منها غير صوت لهفتك على و قلقك عندما هاتفتني بعد سفري تلك المرة يوم أخبرتك أني قمت بحادث "
لم تتحمل الصمت و قالت باكية " لم يكن حادث "
أجاب باسما بهدوء " في كلا الأحوال هو حادث "
فتح عيناه و نظر إليها قائلاً بحزن " الأمل عندما تفقديه يشبه  فقد جزء من ذاتك  هذا ما شعرت به و أنت تقولين أنك تريدين حريتك فقط . اه كم شعرت باليأس بالجنون بالتحطم. وقتها بالفعل كنت أريد تحطيم كل شيء حولي تمنيت أن تكوني أمامي وقتها أقسم لك أنك لم تكوني ستنجين من حبي لك  "
نهض ليجلس من جديد و ينظر إليها بهدوء . كانت دموعها قد توقفت و لكن خفقان صدرها المتسارع جعله يقول برفق
" أهدئي حبيبتي . أنتِ كمن تشاهدين فيلم رعب ، هل أنا مخيف لهذا الحد "
تجولت عيناه عليها بافتتان لم يخفيه مما جعلها تحتقن خجلاً بعد أن لاحظت نظراته . قالت مهيرة بخشونة " لا تفعل ذلك "
رفع عيناه من على جسدها لوجهها المحتقن قائلاً بصبر
" حسنا و لكن ساعديني لأتوقف و تدثري بالغطاء "
بيد مرتجفة شدت الغطاء لتداري جسدها و لكن يدها توقفت في الطريق عندما أمسك بها داري يمنعها . تنفس بقوة قبل أن يدفعها لتستلقي على الفراش و هو يعتليها ناظرا لعينيها بتصميم و همس بصوت مختنق من الرغبة و لم يعد يتحمل تجاهل رغبات جسده أكثر من ذلك " أريدك أن تصبحي زوجتي الأن مهيرة "
قالت ترتجف " لقد تزوجت تميم لا أنت "
كانت تريد أن تشاكسه فقط حتى تخرجه من هدوؤه كما تفعل دوماً . قال داري " سأتركك ترين العقد لتتأكدى أن اسم الزوج داري و ليس تميم "
قالت بصوت مرتعش " و لكني كنت أظن أني سأتزوج تميم و هذا الزواج لا يجوز  أن أوافق على أحدهم لأجد أخر "
سألها بهدوء " تريدين مني أن أطلقك من جديد و .... "
وضعت يدها على فمه ليصمت قبل راحتها و عيناه تلمع بشغف . قال بعد أن أبعدت يدها " اليوم لا أريد سماع كلمة لا لأي شيء أفعله لا لتقبيلك و لا للمسك و لا لحبك مهرتي أنا مشتاق . مشتاق . مشتاق حد الموت لقربك و تنفسك و الوصول لمرسى حبك و بر أمانك  "
سألته بغيرة " هل هكذا كنت تخبر زوجتك عن رغبا.."
قال داري يقاطعها بعنف " أصمتي "
لمعت عيناها بالدموع فرق قلبه و قال بصدق " هى  لم تخرج إلا لك . أحبك "
لمعت عيناها بالدموع هى بالفعل تصدق ذلك تصدق كل ما يقوله تعلم أنه لم يشعر بهذا من قبل مع غيرها . هل تكون سازجة لو صدقته رغم أنه كان متزوج و لديه طفل . لا يهم  هى أيضاً تحبه بل تعشقه  بجنون .. قالت بخفوت مؤكدة " أنا زوجتك الأن "
ماذا .. تدعوه إليها.. تبا هو لا يحتاج لمثل هذه الدعوة . هو بالكاد يسيطر على جسده ليظهر أمامها بمظهر القوى و لكنه غير ذلك فهو  يكاد يحترق شوقا و عشقا و رغبة بها   .. تمالك نفسك داري و اهدأ أنها مهيرة . هى مازالت صغيرة ليست كزوجتك الأولى . تحتاج لبعض التأني و الصبر  أنها مازالت طفلة في رغباتها . هى حتى لا تعرف كيف تقبلك لترضيك .. لا تخيفها بأندفاعك نحوها أهدأ
تنفس بقوة يهدئ نفسه. قبل أن يقول بتوتر " نعم بالفعل زوجتي . هل تعرفين ما أريده منك  مهيرة . هل لديك  فكرة عن مايدور في رأسي . عن ما سيحدث بيننا "
رفرفت  بعيناها علامة الموافقة و حرارة جسدها ترتفع لتصله من ملابسه الثقيلة لبذلته الزرقاء .. لم يتحملها فابتعد عنها و هو يفكر كثيرا في عدم خبرتها و قوة رغبته بها لتكون كفتها هى رابحة . قال داري بهدوء لا يملك منه شيء .
" سأعطيك الوقت الذي تريدينه "
اعتدلت جالسه بدورها لتقول بصدق '" لا أحتاجه و لا أريده . بل أريدك أنت "
نظر إليها بشك ليجد راحتيها المرتجفة تمسك بياقة بذلته لتزيحها عن كتفيه  اتسعت عيناه و تسارعت دقاته بعنف . جلست على ركبتيها أمامه على الفراش غير خجلة من عريها أمامه   و نزعت أكمامه و ألقت جاكيته على الأرض و عيناهم متصلتين كأن قوة خفية تربطهما تمنع أي منهم أن يحيد عيناه عن الآخر  و كأن حياتهما معلقتين بوجود الآخر أمامه بيدين مرتعشة نزعت ربطة عنقه و لحقت بالجاكيت و أصابعها تفتح الزر تلو الآخر و أنفاسهم متوقفة كمن يخشى كلاهما إن خرجت تبطل سحر تلك اللحظات بينهم أو  يختفي أحدهم أو يصبح حلما تلامس أصابعها  بشرته الساخنة و هى تزيح قميصه لتظهر عضلات صدره الصلبة . أغمض عيناه بقوة عندما أندست بصدره تحيط خصره بذراعيها و رأسها يستريح على خافقه . قالت بألم " لقد فقدت الكثير من وزنك "
بقوة أحاطها بذراعيه و قال بحزن " بل أظن أني فقدت روحي مهيرة . أنت لا تعرفين كم كلفني ابتعادك عني . لقد صار مالك يخشاني و لم يعد أحد في العائلة يتحملني بسبب غضبي الدائم و الذي يطال كل من يقف في طريقي "
بكت بحزن " أنا أسفة "
هز رأسه بقوة " لا تتأسفين . أنت كنت على حق . كيف لك أن تحبي شخص مثلي و تقبليه . متزوج امرأتان و لديه طفل و تزوجك بالغش و الابتزاز ما كان أحدا سيفعلها فلم ألومك "
قالت باكية " و لكني أحببتك بالفعل وقتها . و لكني كنت أخدع نفسي و أؤكد لها أن هذه كراهية فقط . لم أسمح لعقلي بتحليل مشاعري تجاهك و أجبرته على ترجمتها كراهية . أسفة أنا من أوصلنا لهنا "
ابعدها عنه لينظر لوجهها المحتقن الغارق في الدموع
" بل أنا هو المخطئ أنا فقط جنيت ما زرعته مهرتي . أما الآن أريد أن أزرع حبا فقط لا كراهية و لا حزن . لا أريد أن أكون سببا لك في ذلك بعد الأن "
عادت لتدفن وجهها في صدره العاري و ذراعيها تضمه بقوة
" أحبك "
ابعدها لينظر في عيناها بتساؤل " حقاً "
هزت رأسها موافقة بصمت . مد أصبعه يزيل دمعة متوقفة بجانب شفتيها مر ببطء على شفتيها و عيناه تراقب تعاقب المشاعر على وجهها من لمسته و تسارع تنفسها  .هذا و هو يلمسها باصبعه . ماذا ستفعل عندما يلمسها بشفتيه . وضع تساؤله موضع التنفيذ ليميل برأسه نحوها و شفتيه تلامس وجنتيها برقة تمر على كل إنش من وجهها و عنقها و تسارع وتيرة نبضاتها تعلمه كم هى مثارة من لمساته . ابتعد عنها لينظر في وجهها الأحمر كحبة طماطم ناضجة . رمقته بعيون تغشاها الرغبة لترفع راحتها تلامس وجنته برقة مد يده يمسك بالخيط الرفيع الممسك بصدارتها ليزيحه عن كتفها أغمضت عيناها بقوة تهرب من خجلها تجاه تعري مشاعرها  أمامه  كجسدها دفعها برفق لتستلقي على الفراش و أضجع بجانبها قائلاً بخفوت " لا تخافي حبيبتي "
فتحت عيونها الواسعة لترمقه بحب قائلة " لست خائفة منك "
أجابها بصوت أجش " أما أنا فخائف أن يخيب أملك بي و أن لا أستطيع السيطرة على رغبتي بك "
همست بخجل " لا تفعل "
” مهيرة “
خرجت خشنة مستنكرة
قالت بصدق " أحبك "
رد داري يأسا " لي وقت طويل و خائف عليك "
لمست عنقه لتتسلل أصابعها  لخصلاته تتخللها برفق
" لن تؤذيني أنا أعلم ذلك . أنا أثق بك "
أغمض عيناه يستمتع بلمستها لرأسه كأنه طفل صغير تهدهده أمه ليغفو .. قال ببؤس " ليس اليوم حتى أكون مستعد لذلك  لا أريد أن أندفع برعونة فأوذيك "
تركته يتحدث و مالت على جانبه لتدفع بالمصباح ليسقط على الأرض متحطما ليسود الغرفة الظلام إلا من ضوء خافت يتسلل من أسفل الباب من الردهة المضائة. قال داري بصوت مختنق و هى تجسم على صدره " مهيرة ماذا .... "
وضعت يدها على فمه ليصمت و قالت بأمر " أحبني "
و فعل ..

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن