الثالث & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

8.5K 352 24
                                    

الفصل الثالث

مد يده مصافحا بعد أن أبلغته حافظة أن داري أتى لمقابلته كما أتفق معه، قال حفيظ مرحباً " أهلا بك بني كيف حالك و حال الصغير"
أجاب داري باسما " بخير سيد حفيظ"
"تفضل بالجلوس" قالها حفيظ و هو يشير لداري على المقعد الوثير في غرفة الجلوس .. جلس داري و قال بجدية " أردت الحديث معك في شيء هام سيد حفيظ أتمنى أن يتسع صدرك لم جئت من أجله"
قال حفيظ باهتمام" تفضل بني، بالطبع "
أخذ داري نفس عميق قبل أن يقول بجدية" سيد حفيظ، عندما سافرت منذ سنوات لم أكن أنوي العودة هنا لذلك قررت الزواج حتى لا أظل وحيدا في الخارج و أنت تعرف ما يمكن أن يتعرض له المرء من فتن هناك، لذلك قررت الزواج و لكن أنا أعترف أني أرتكبت خطأ جسيم عندما تزوجت أنجليزية و ليست عربية فحياتهم ليست مثلنا و لا عاداتهم كعاداتنا و لكنه أمر الله حاولت التأقلم مع خياري و رزقت بمالك، منذ سنوات قررت العودة لهنا و لكن زوجتي لم تريد العيش هنا معي لذلك أنفصلنا فأخذت مالك و عدت، بالطبع عاد معي بموافقتها تعلم القوانين هناك كان يمكنها أن تمنعي من أخذ مالك و لكنها لم تفعل و الحمد لله خاصة أنه كان صغير ذلك الوقت  اتفقنا على الطلاق و لكن لم أطلقها بشكل رسمي كوني أردت العودة سريعاً و الأجراءت للطلاق هناك تأخذ أشهر و ربما سنوات لذلك عدت و تركتها فقط "
لم يكن حفيظ يعرف لم داري يحادثه في شيء خاص كهذا و لكنه ظل صامتا و أنصت للحديث عندما قال داري مضيفا" عند عودتي وجدت مشكلة رتيل ابنة عمي مع حذيفة فلم اشأ التخلي عنها و طلبتها من عمي صالح و تزوجتها بالفعل، تعرف حالة رتيل و وضعها الصحي فأنت تعرف عمي صالح ماذا فعل معها لم يكن الأمر خافيا على أحد في البلدة "
أومأ حفيظ بصمت و هو مازال محتارا لم يريد داري أن يوصله له عاد داري يقول بحزم " و الأن تريد أن تعرف لم أخبرك بكل هذا.. سيد حفيظ أنا أريد ابنة أخيك مهيرة زوجة لي "
كانت ملامح حفيظ جامدة و هو ينصت إليه حتى طلبه الأخير لم يحرك به ساكنا أو تطرف عينه، عاد داري للحديث و ملامح الرجل لا توحي بشيء
" أعلم أنك تقول أني ربما جننت كوني أتقدم للزواج من ابنة أخيك و لدي زوجتين لا أستطيع أن أخبرك شيء عن علاقتي بهم و لم فكرت بالزواج ، كل ما أريد أن أخبرك به أني أعدك أني لن أظلمها معي و  أني لست طامعا في مالها و لا في نسب عائلتها أو يهمني ما يقوله الجميع في حقها و أنها تركت من قبل، أنا رجل عقلي أكبر من ذلك الهراء "
عقد حفيظ حاجبيه بضيق و سأله بحدة " و من الذي يتحدث في حق ابنة أخي بكلمة من يفعل أقطع له لسانه "
قال داري بجدية" لا تهتم من، الأمر سيد حفيظ، الحديث سيتوقف عندما يجدون أنها تزوجت رجل محترم يصونها "
قال حفيظ بضيق" أسف سيد داري أنا لا أستطيع أن أزواج ابنة أخى لرجل متزوج من قبل و أيضاً مرتين، لوافقت على زواجها من تميم ابن أخي منصور فلديه زوجة واحدة "
قال داري بهدوء" و لكن ما تناهي لي أنه لم يكن يريد الزواج بها بل أجبره شقيقك سيد حفيظ و لكني  أطلبها بمليء أرادتي و قبل المجيء إليك أعلمت عائلتي أني سأتزوج و أخذت موافقة أعمامي و خاصة عمي صالح والد رتيل، و قد أخذت موافقتها هى أيضاً، سيد حفيظ مهيرة لن تعاني معي أعدك بذلك و لك أن تضع الشروط التي تناسبك و لن أراجعك بها و كل ما أريدك أن تتأكد منه أنها الزوجة الوحيدة التي اخترتها بمليء إرادتي لذلك لن أكون سببا في معاناتها و تعاستها أبدا "
صمت حفيظ مفكرا و الغضب يقيد صدره نارا  فهو يعلم أن هناك بالفعل من يتحدث عن ابنة أخيه  من عائلته و دمه، تبا لك منصور و لعينك الفارغة التي تضعها على ميراث مهيرة.. قال حفيظ بهدوء
" أعطني يومين سيد داري و سأجيبك، هذا قرار مصيري و لا أستطيع البت فيه في التو و اللحظة خاصة أنك لست خالي ليعزز هذا من موقفك"
نهض داري و مد يده يصافحه قائلا بحزم " و أنا سأنتظر سيد حفيظ أراك بعد يومين"
تركه و خرج فجلس حفيظ مفكرا في حديثه ليعيده في عقله مرات و مرات فهو يعلم بالفعل ظروف زيجته من رتيل ابنة صالح و زوجته الأخرى يقول أنه منفصل عنها هذا يعني أنه متزوج من رتيل فقط كما تميم لو قبل و لكن أليس هذا ظلم لمهيرة أن تكون ضرة لأحدهم، و إذا كانت موافقة كما قال  فما المانع فهو بالفعل لا يحتاج مالها و طامعا به أو يبحث عن نسب يرفعه فما المانع و كل من يتقدم لمهيرة به عيب أسوء من الذي قبله.. حسنا معه يومين للتفكير جيدا في الأمر و سؤال مهيرة أيضاً..

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن