الثامن عشر & أراكِ بعين قلبي &صابرين شعبان

6.6K 340 39
                                    

الفصل الثامن عشر

لثواني من التفاف راحتي حذيفة حول عنقه تركه داري يخنقه و نظر إليه بتحدي . هذا المجنون يجب أن يكف عن تصرفاته المتهورة فرتيل حالتها سأت الأن برؤيتها له و ستزداد توترا و قلقا بأفعاله هذه .. عندما شعر بالاختناق في صدره رفع قبضته ليلكم حذيفة في معدته . تراخت يديه من حول عنق داري مع خروج شهقة ألم من حلقه ليسقط أمامه على الأرض و هو يمسك بمعدته يسبه بصوت مختنق من الألم " أيها الوغد الحقير سأقتلك  "
قال داري ببرود " قف على قدميك أولا "
تحامل حذيفة على نفسه ليقف و عاد للجلوس على المقعد حتى يزول الألم .. سأله بحقد يأس " لم تفعل هذا  "
التفت إليه داري يرمقه بسخرية  " هل تسأل "
تنفس حذيفة بقوة لعل الألم في معدته يهدئ و قال بمرارة " بالطبع أسأل . تزوجت زوجتي و أنت تعلم بكل ما حدث بيننا و ما فعله والدها معي و تعلم أنها مازالت  تحبني و طلبت أن تتركها فلم تفعل ذلك و ترفض ماذا ستستفيد و على ما يبدوا أنك لا تحبها أيضاً "
قال داري ببرود  مجيبا " إذا كنت أنت شخص أناني غير جدير بالثقة تخليت عنها عند أول كبوة واجهتكم  هاربا و تاركها تواجه مصيرها وحدها  ضعيفة عاجزة تحت رحمة الظروف و مجتمع لا يرحم من يخطأ خطأها  فكل هذه الأسباب مجتمعة هى نفسها من تجعلني لا أتخلي عنها لتعود لشخص مثلك "
قال حذيفة بيأس " أنا أحبها . لم أعرف أنها تضررت بشدة من الحادث و لم يخبرني أحد .. خطأي الوحيد أني صدقتها عندما قالت أن والدها أمتثل لقرارها و لم يجبرها على الزواج . كان علي أن أعود و أطالب بها بالقانون "
نظر إليه داري باحتقار " و عائلتها لا يهمك أن تقاطعها و تشوه سمعتها بما ستفعل أيضاً أي إحترام ستلاقيه في عائلتك بعد فعلتك هذه زواج سري و اغواءها و طلاق و قضايا أي شيء من سمعتها حافظت عليه بأفعالك  لن تكون ساقطة من نظر عائلتك فقط بل الجميع و ستضع رأس والدها في الوحل " 
قال حذيفة بتعب و قد بدأت طاقته تتداعي "  أنت تضخم الأمور لقد تزوجنا بمعرفة عائلتي لن يلومها أحد منهم هم يعرفون كم أحب رتيل و لي سنوات أطلبها . سبب والدها للرفض سبب تافهة لا يقبل به أي طفل صغير "
رد داري بغضب " و لذلك تزوجتها سرا "
قال بيأس " لم يكن أمامي خيار أخر  ضع نفسك في مكاني ماذا ستفعل لو وجدت أن حبيبتك ستضيع من بين يديك و أنت لا تجد أن هناك سبب يستحق أن ترفض لأجله "
قال داري بعنف " لم أكن سأضحى بسمعتها من أجل أنانيتي أنت لم تكتفي بذلك بل تممت زواجك بها و أنتم مصيركم مجهول فماذا تسمي هذا إن لم يكن أنانية  "
أجاب حذيفة بعصبية " أخبرتك أحبها ألا تفهم لقد أصبحت زوجتي و كنا سنسافر بعد قليل .. كنت أريدها و قد أنتظرت طويلاً  " أضاف بصوت مختنق ...
التفت إليه داري بجسده قائلاً بعنف " هل تعلم لو علم  عمي  عن فعلتكم لقتلها .. أرايت كان يمكن أن تخسر حياتها بسببك أيضاً . و لا أعرف كيف أقنعته رتيل بغير ذلك .. "
أجاب حذيفة ببؤس " لم تعطيه سببا للشك فنحن كنا نأخذ حذرنا و كانت تطلب مساعدة ابنة عمك  أحياناً "
قبض داري يده بقوة حتى لا يعاود لكمه و أبراحه ضربا ورطا أحدى بنات عمه أيضاً في جنونهما قال بحزم  " لذلك أنت غير جدير بها  و لا تؤتمن عليها أنت حقير و لا تستحق أن تكون في حياتها لذلك أرحل من هنا و أنسها  "
جن حذيفة ثانياً و قال بغضب أعمي " أنسها . هل أنت مجنون لتخبرني بذلك . هى زوجتي ألا تفهم أنا لن أتركها و لو كان الثمن حياتي هذه المرة و لذلك طلقها بالتي هي أحسن و إلا لا أعلم ما يمكن أن أفعله  فلا تختبر صبري "
رد داري بهدوء أثاره " أذهب إلى الجحيم "
نهض حذيفة مجدداً و أمسك بياقة قميصه يلكمه مرة أخرى " يا وغد  يا حقير لقد سأمت عنادك و برودك هذا .. أعد لي زوجتي اللعنة عليك أعدها  " عادت قطب داري لتفتح مرة أخرى من لكمته و عاود النزيف  مما جعل داري ينفذ صبره فهو متعب و قلق على رتيل  و جائع و يريد النوم نهض من على مقعده و لكمه بقوة غاضبا لكمتين أسقطتاه فاقدا للوعي مرة أخرى " أصمت فقط فرأسي يولمني " قالها بملل و ألم جسده من لكمات هذا المجنون تؤلمه ، مرت ممرضة فقالت بقلق " ماذا حدث له . و أنت أيضاً تنزف " سألت بشك " هل تشاجرتما "
أشاح براحته بلامبالاة متجاهلا جواب سؤالها الأخير  قائلاً " أنا بخير يمكنك أن تعتني بهذا الأحمق لحين يفيق رجاءاً "
ركضت الممرضة لتحضر مساعدة و بعد قليل أخذوا حذيفة للمعاينة  .. زفر داري بتعب و أغمض عيناه ينال قسط من الراحة لحين تفيق رتيل الغبية ...

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن