الثامن و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

7.4K 403 104
                                    

الفصل الثامن و العشرون

كانت رتيل تجلس شاردة بجانب حذيفة على الفراش بعد أن عاد من عمله فقد وافقت الشركة على انضمامه لها منذ أشهر . بعد تناولهم الطعام كعادته يستريح في غرفتهم و يصر على وجود رتيل بجانبه يتحدثان . سألها باهتمام "لماذا الصمت رتيل أنت لست على عادتك اليوم هل هناك شيء تخفينه عني يضايقك "
اعتدلت جالسه و التفتت إليه قائلة " داري "
اتسعت عيناه بغضب و تصلب جسده احتجاجا على ذكره و قال بقسوة " ما به زوجك السابق "
جزت على أسنانها بضيق قبل أن تجيبه بهدوء متجاهلة تلميحه
" أنت هو زوجي السابق "
رد حذيفة بعنف " رتيل تعلمين ما أقصده "
عادت لتستلقي ببرود قائلة " و أنت تعلم ما أقصده أيضاً "
كظم حذيفة غضبه و سألها ببرود مصطنع " ماذا عنه  تفكرين به "
قالت بحزن و دموعها بدأت تتساقط  " مهيرة ستتزوج بعد أسبوعين من الآن . هل تتخيل شعوره و هو سيفقد حب حياته لصالح أخر . هو ليس لديه أمل أنها ستكون له مثلما كنا نحن "
عقد حذيفة حاجبيه بضيق يعلم أنه لم يكن علاقته برتيل علاقة حقيقية و لكنه  لا يستطيع منع نفسه من  الشعور  بالغيرة عندما يتذكر أنها ظلت لسنوات زوجته دون أن يعلم . هو بالطبع ممتن أنه لم يتركها لوالدها ليزوجها ابن خالتها أو أي رجل أخر وقتها كان سيفقدها بالتأكيد ثم هو لا ينس أنه تكفل بكل نقود جراحتها رافضا أخذ مليم منه و غير  هذا المنزل هو حقاً ممتن و لكن غيرته منه كونه كان قريب منها يساعدها يحتويها يحميها يثير جنونه و ألمه  كونه لم يكن بجانبها .. قال حذيفة بجدية " لم لا يذهب إليها فقط رتيل هناك وقت "
مسحت دموعها بحرقة قائلة " لا تحبه حذيفة و لذلك أبتعد .ما الفائدة للذهاب إليها و هو يعلم أنها ترفضه  لقد ظلت تحاربه لأشهر لتحصل على الطلاق . هل تظن أنها ستقبل الإستماع إليه الأن "
شدها لصدره يضمها فأضافت غاضبة " تلك الغبية الحمقاء لن تجد أفضل من ابن عمي لو بحثت في الكون كله "
تنحنح حذيفة مزمجرا بغضب " سيدتي أنتِ تتحدثين مع زوجك عن رجل أخر و تمدحينه "
ضحكت رتيل بخفة و ضربته على كتفه قائلة بصدق
" ليس هناك مثل زوجي بالنسبة لي . أنه الرجل الوحيد الذي خلق من أجلي أنا فقط "
ابتسم حذيفة بحزن سائلا " هل تريدين مساعدة مني في شيء أن أذهب إليه لأتحدث معه ليذهب إليها لعل الباطن غير الظاهر فيما يحدث "
قالت رتيل بحزن " لقد حاول عمي حسين و عم مهيرة و لا جديد . خالتي هنية تخبرني أن مالك بدأ يخشى والده من شدة غضبه و يطالب بالذهاب لوالدته و أنها تخشى أن يسمعه فيثور أكثر لذلك يظل لدى عمي حسين معظم الوقت . غير أنه لا يأكل و يظل يركض في أوقات غريبة من اليوم  أنا أخشى أن ينهار يوماً "
قال حذيفة مطمئنا " سيكون بخير رتيل أنه رجل قوى لن ينهار بسهولة هكذا أسألي مجرب عن قوته تلك "
أشار لوجهه فضحكت رتيل فضمته بقوة قائلة " أحبك حذيفة . أتمنى أن لا يفقد أحد من يحبه خاصةً إذا كان يحب مثلنا بصدق "
قبل رأسها قائلاً " و أنا يا حبيبتي أتمنى ذلك "

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن