السابع عشر أراكِ & بعين قلبي &صابرين شعبان

7K 345 60
                                    

الفصل السابع عشر

كانت رتيل تشعر بالذعر و الخوف و هى تراهم سيقتلان بعضهما و الدماء تتفجر من كل منهما .. يا إلهي ماذا ستفعل و هى عاجزة على هذا المقعد .. "توقفا " خرجت ضعيفة و رأسها يدور من مظهرهم المزري و لكن لا أحد منهم يبالي بحديثها .. أمسكت بمقعدها بقوة و دفعت بجسدها لتسقط مكومة من عليه و يدها تمتد لتلمس حذيفة الذي يحاول ضرب داري بغضب " حذيفة توقف أرجوك "
انتبه داري إليها فتوقف قائلاً بقلق " رتيل . هل أنتِ بخير "
أبعد حذيفة يديه التي تحاول رفعها قائلاً بجنون متملك " أبعد يدك عن زوجتي ، لا تلمسها لا تلمسها " كان يتحدث بعنف و يتعامل بخشونة .. لكمه داري مرة أخرى قائلاً بغلظة " أبعد يدك أنت عن زوجتي أيها الحقير و أخرج من منزلي و إلا ابلغت الشرطة "
رفعت رتيل يدها كمن يلتمس الرأفة " أرجوكم يكفي لا تفعلا هذا ببعضكما بسببي"
دفعه داري و حاول حملها ليرفعها معيدا إياها لمقعدها فعاود حذيفة أبعاده مجدداً و هو يصيح بجنون مترنحا و دوار رأسه يسيطر على اتزانه فقبضات هذا الوغد من القوة بحيث شعر بألم في كل مكان طالته قبضته " ألا تفهم أبعد يدك عنها و إياك و لمسها"
شعر داري بالغضب منه هذا الحقير كل ما يفكر به هو نفسه و لم يهتم بها و هى ساقطة على الأرض .. نظر إليه بقسوة و نفاذ صبر و ناوله لكمة قضت على ما تبقي من وعيه ليسقط أرضا كالجلمود تحت قدميه . صرخت رتيل بفزع لرؤيته " يا إلهي داري ماذا حدث له . ماذا فعلت به هل مات "
حملها من على الأرض و وضعها على مقعدها قائلاً بقسوة " لا تخافي الوغد مازال حياً و لكني سأقتله فيما بعد ليس الأن فمزاجي غير رائق "
أمسكت بذراعه برجاء قائلة بلهفة " أرجوك داري فلتفحصه و تطمئن عليه أرجوك ربما يحتاج لطبيب "
انتصب داري واقفا ليقف أمامها بعد أن أجلسها على مقعدها رمقها بحدة قائلاً ببرود محذرا " لو نطقت كلمة واحدة أخرى حملته و ألقيته في الخارج "
هطلت دمعة غاضبة من عينيها لتسأله " ما الذي أعادك الأن ، لقد كنت سأخبره قبل مجيئك و ننتهى "
رد داري ساخراً " جيد أني عدت فهذا المجنون فاقد السيطرة أيتها الغبية ربما كان اعتدى عليكِ أنتِ بدلا مني لينفث عن غضبه "
هزت رأسها نافية بقوة " لا حذيفة لا يفعل ذلك ، هو رجل طيب أقسم لك لقد أخطأنا كلانا و الجميع معرض للخطأ و لكن هذا لا يعني أنه شخص سيء "
تمتم داري ببرود و هو يتهالك على المقعد أمامها بتعب " حسنا صدقتك و أبليس سيدخل الجنة " وجدته يضع رأسه على ظهر مقعده و يغمض عيناه فسألته بخوف " ما بك أنت أيضاً ، هل تشعر بشيء يؤلمك "
رمقها داري بحدة و هو يرفع أصبعه مشيراً لعينيه المتورمة و أنفه النازف " لا تخافي هذا مجرد مكياج فلدي حفلا تنكري سأقوم بدور دراكولا "
لم تتمالك رتيل نفسها فأطلقت ضحكة مجلجة مما جعله يشعر بالغضب و هو يلقي نظرة على حذيفة الساقط على الأرض ، تلاشت ضحكتها لتنفجر بالبكاء بهستيريا قائلة بتقطع " أسفة .. أنا سبب ما يحدث معك "
رقت ملامحه و قال برفق " كفى رتيل أهدئي لم يحدث ما يسوء أنا لن أموت من لكمة من يد الحقير "
قالت رتيل بائسة " لا أعرف لم يحدث معي هذا .. هل سأظل أعاقب على خطأي طوال حياتي "
نهض داري بتعب و جثى أمامها ممسكا بيدها قائلاً بحزم " كل ما أريد منك فعله هو أن تنصتِ لي دون جدال فقط و أنا أعدك أنك ستكونين بخير . الأن و قد أخبرته و علم أتركيني لأتصرف معه اتفقنا "
نظرت إليه ببؤس " و لكن ماذا ستفعل .. هل ستخبره عنا و تطلقني "
قال داري بحزم " بالطبع لا .. ستظلين زوجتي بالطبع هل كنت تظنين أني سأتركك لهذا المتهور المجنون "
أمسكت بيده براحتيها ترجوه قائلة ببكاء " أرجوك طلقني داري و أنا لن أعود إليه على أي حال ، لا أستطيع التسبب في المشاكل مع والدي و العائلة مجدداً ، و لكن هذا لم يعد مناسب أن نظل معا من أجلك و من أجلي أيضاً فقد سئمت هذا الضعف و تحكم الجميع بحياتي و تسيرها على هواهم "
قال داري بحنق " من تقصدين بذلك أيتها الحمقاء . أنا و والدك "
أجابت باكية " الجميع داري .. جميعكم أبي أنت حذيفة لا أحد منكم يهتم بما أريده أنا بل ما تريدونه أنتم .."
زفر داري بحرارة و ضغط على يديها قائلاً بصبر " هل يمكنك أن تعطيني فرصة و أنا أعدك أنك ستكونين حرة في اتخاذ قرراتك و لكن لا جدال معي هذه الفترة في أمر الطلاق اتفقنا "
هزت رأسها موافقة و رمت حذيفة المستلقي أرضها بحزن يأس ..

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن