الفصل الثاني و العشرون
لو كانت الصدمة تقتل لفعلت بحذيفة الذي تلقى طلبها كأنها قبضت على قلبه تمنعه من الخفقان تنظر لموته البطيئ ببرود و عدم اهتمام. شحوب وجهه و صمته أقلقها و لكنها لم تظهر ذلك يجيب أن تكون قوية حتى لا يظن أنه يستطيع أن يجبرها على العدول عن قرارها .. قال بصوت ميت " أنتِ تمزحين صحيح "
هزت رأسها نافية بقوة " لا . أنا لا أمزح حذيفة ، لقد أعدت إليك سنواتك الضائعة بانتظار عودتنا و عدنا و الأن دورك لتعيد لي حياتي التي خسرتها بزواجي منك في الخفاء كالساقطة "
ألمته الكلمة أكثر من طلبها الطلاق . حاول أن يستجمع تماسكه لكنه لم يستطع و خرج صوته غليظا غاضبا " هل فقدت عقلك رتيل . هل أنتِ خائفة من البقاء معي هنا . إذا كان أخبريني "
ردت بصلابة " لا لست خائفة من البقاء معك هنا و لست مجنونة و لا قلقة و لا أفكر بعدم توازن . أنا عاقلة و أعي ما أطلبه منك . أنت لم تفكر بي للحظة منذ عرفتني حذيفة . كل ما فكرت به هو مصلحتك أنت فقط . لم تفكر بسمعتي و كرامة عائلتي و لم تبالي بكون فعلتنا ستشوه سمعتي و للأبد . أنا لا أنفي خطائي معك و لكن أنا كنت كالمغيبة التي انقادت خلف مشاعرها و لكن أنت حذيفة كان يجب أن تكون أكثر وعياً بيننا و لكن هذا لم يحصل كل ما حصل هو جنون كامل قادنا نحو دمارنا . الأن و قد عاد عقل كل واحد منا أرجوك أفعل و نفذ وعدك لي و طلقني حذيفة . أنا لن أعيش الباقي من حياتي هاربة منبوذة و مكروهة من عائلتي و الجميع . أنا أريد أن أستعيد حياتي منك حذيفة . أنت لن تخسر شيء عائلتك ستظل معك فأنت رجل لا يعيبك شيء لن يقولون أنظروا هذا الرجل الذي تزوج من خلف ظهر أبيه . بل سيقولون أنظروا لهذا الذي تزوج الفتاة غصباً عن عائلتها دون أن يبالي بفضيحتهم سيقولنها ممجدين فعلتك بينما حديثهم عن ذكري هو فضيحة يستحقونها و قد لوثت ابنتهم رأسهم في الوحل تلك الفتاة عديمة الأخلاق و التربية . لو كان رباها والدها ما وضعت رأسه في الوحل و هربت لتتزوجه غصباً عديمة الكرامة عديمة الشرف . لذلك أرجوك أنا لم أعد أريد أن أكون تلك الفتاة بعد الأن . لقد أخطأت و أريد أن أصحح خطائي و أنت ستساعدني في ذلك ."
هدر بها غاضبا و هو يضرب على الحائط بقبضته " بطلاقنا "
قالت رتيل ساخرة " زواجنا لم يكن صحيحا من الأساس "
اتسعت عيناه بعدم تصديق . فقالت ساخرة " ماذا ستفعل لو فعلت ذلك فاطمة أخبرني . هل ستعد زواجها صحيحا . هل ستوافقها في فعلتها "
قال حذيفة بتأكيد " أنت زوجتي رتيل "
قالت رتيل بحزن " أعلم و لذلك أخبرك أن تطلقني حذيفة و أوفي بوعدك لي . كن رجل لمرة واحدة فقط أرجوك و أوفي بوعدك "
قال بقسوة مريرة " هل ستعودين لداري كزوجة حقيقية الأن "
رمقته بألم " لا تقلق حذيفة حبيبتك غبية لا تستطيع أن تحب أحدا غيرك لذلك لا أظن أني سأتزوج مرة أخرى . إذا كان أبي لا يريدك فأنا لا أريد غيرك و لكني لن ألزمك بشيء حذيفة تستطيع أن تبدأ حياتك مع فتاة طيبة و تنجب الكثير من الأولاد كفاك وحدة "
هطلت دموعهما و كل منهم ينظر للأخر بيأس و كأنه فقد روحه . سأل بمرارة " تظنين أني أستطيع فعل ذلك بينما أنت لا "
سألته بسخرية مريرة " تريدني أن أفعل أنا أيضاً "
أغمض عيناه بقوة و رفع راحته يزيل دمعة من دموع كثيرة غاضبة
" تظنين أنك الوحيدة التي تحب و تضحي فقط رتيل . لتعلمي أنه لن يكون لي زوجة غيرك و لو عشت لألف عام و لم نتقابل من جديد أنتِ هى زوجتي الأولي و الأخيرة و الوحيدة "
ابتسمت رتيل بحزن " وعدك حذيفة " بصوت مختنق سألته
رد حذيفة بمرارة " أنت طالق رتيل . هذه المرة بإرادتي "
تركها و خرج من الغرفة لا يري أمامه و لم ينتبه لداري الواقف يستند بجسده على الحائط ليدلف للغرفة فور ذهابه .. وجدها على مقعدها متصلبة فسألها برفق " هيا سنتأخر على الطائرة رتيل "
![](https://img.wattpad.com/cover/189739983-288-k818374.jpg)
أنت تقرأ
أراكِ بعين قلبي (2 ) علاقات متشابكة
ChickLitهى لم تقل يوماً أحبك بينما حكت العيون بكل ما أبغيهِ ما كان أجمل كبرها و عنادها الحبُّ أجملٌه الذي تخفيهِ ' إهداء لرواية أراك بعين قلبي ' أراك بعين قلبي فارسا مغوار يواجه الشدائد لا ينهار أنت هو عشق الصبا ونبض الفؤاد أخبرك عن حبي هل أنت تحتاج ؟ ...