رواية #اللحن_الحزين
فى مكان يتخللة الهدوء ، بعيد عن مرئى النظر مصاحباً بالهواء العاصف محملاً بالرمال ، لاتسمع سوى عويل الذئاب فى وحشة الليل و ظلمته ، تشعر ببرودة الجو رغم طقس الصيف الذى يحتل تلك البلدة "صعيد مصر "
يقفا رجلان يعلو على وجوههم الوقار و الهيبة ، ينظرون فى كل الاتجاهات ، و يزفرون من الغضب مع قليل من التوتر
علا صوت أحدهم بغضب
- جرى ايه يا ولا منك ليه ، كل دة حفر الشمس قربت تطلع .-احنا قربنا اهو ياسيدنا
-اهدى يا حاج ابراهيم مش كدة ، نطق بها الحاج شكرى وهو يرتب على كتفه
-اهدى بس ازاى ، بقالنا تلات شهور فى الجبل دة ، وشكلنا مش هنلاقى حاجه
- لو ملقن.......قاطع حديثه أحد العمال ، وهو يصرخ فى بهجه من أعماق تحت الارض
- لقينا الباب ياسيدنا
تهللت أسارير كلاً منهما ، فاخيراً ظفرا بما يريدون بعد مشقة و جهد .
- أنت خابر زين بتقول ايه ، متاكد !
- أيوة يا حاج ابراهيم لقينا الباب بس محدش لمسه
تحرك الحاج ابراهيم سريعاً وصاح فى الغفير - بسرعة تتصل بالاستاذ حسين
قاطع كلامه الحاج شكرى ويلوح بيده نفياً
- استنى ، قبل ماتتصل بيه ، هتتصل بالشيخ مرزوق يجى يفتح الباب
-صح كلامك يا حاج ، مستنى ايه يا غفير اتصل بالشيخ .
رد الغفير سريعا وقد اصابه هاله من القلق و الخوف
-بتصل يا سيدنا
، ربنا يستر على الليله السودة المهببة بطين ، باينله هببقى مرار طافح ، قالها الغفير بداخله خوفاً مما يقابلهم بعدذلك .***********
فى مصر عروس البحر المتوسط ، بأمواجها العتيقه
وزرقه السماء الصافية ، وهواؤها الخلاب .
نسمع صوت القرآن الكريم يَعُم ذلك البيت البسيط .تقف امرأة فى العقد الرابع من عمرها ، تجهز وجبة الافطار وهى تستمع للقرآن الكريم ، بصوت الشيخ العذب .
يقطع شرودها حين تشعر بملمس على كتفها ، تشهق فجأة التفتت والدته له
-جرى ايه يا واد ، هتقصف عمرى ، مش براحه .
أنت تقرأ
اللحن الحزين
Romanceلطالما كانت حبيسة غرفتها بين ذكرياتها و كتبها ، سجينة فى شغفها بالفن. وكل من يحيط بها كان له نصيب من بهجتها و مرحها. تجهل مواطن الحياة و مشقتها فغلبتها الأوضاع و أصبحت أشد قسوة عليها فصارت وحيدة بين عدة جدران تجهلها. فكانت رفيقاتها الحانه العذبة ،...