صدمتها كفيلة بعجز لسانها عن الكلام تشعر بحرارة جسدها تعلوا و تعلوا ، ظلت فاتحة عينيها فى صدمة أيعقل! لقد صرخ بها الان فمن الذي يتجرأ على فعلها .
-أنت إزاى يا أنت تعلى صوتك عليا
ببرودة صوته و ملامحه هدوء أعصابه و انفاسه
-لو بقيتى واقفة كدة و متطلعتيش هتصرف معاكي تصرف مش كويس ، اطلعى ..صرخ بأخر كلمة فى وجهها حتى أدمعت عيناها ظلت تنظر لهم فى بؤس ، صعدت درجات السلم بسرعة لتهرب من نظراتهم فلحقت بها "خديجة" تطيب بخاطرها .
-وأنت خد عيالك واتفضلوا من غير مطرود
اشار باصبعه ناحية "الحاج شكري" ، يتطاير
الشرر من نظراته على تلك الاهانة ومِن مَن؟ "قاسم " .-خير ما عملت يا قاسم كان لازم توقفه عند حده
-ازاى يا عمى تشارك واحد زى دة و كمان لسه فى الاثار ، متعملتش من اللى حصل لاخوك .
إقترب منه ينطق بتلك الكلمات فهى ليست كلمات بل سِهام تغزوا قلب ابراهيم ، يعلم أنه
أخطأ و استمر فى الخطأ .نظر "حمدان" لوالده فاستكمل بدلاً عنه
-خلاص كانت اخر صفقة بينا و بين شكري و عياله ، مش بيجي منه غير الهم و المصايب .ابتسم فى سخرية
-اتمنى يكون كلامك صح عن إذنكم .ربت الاخر على كتفه لعله يخفف من عبء
تلك المصايب الممطرة عليهم بغزارة فاصبح والده يشعر بثقل فهذا ما جناه من عصيان ربه .**********
لم أرغب بدخول هذا الظلام فقد خطت قدمى فيه وانتهى الأمر .. سلبوا طفولتى وأحلامى شغفى و آمالى ، لم أشعر بالظلام حولى قط بل فى جوف فؤادى . جعلوا من البرود جزء من كيانى و القسوة قرين يرافقنى ، جفت الدموع فى عيناى ، فى كل دقة من عقارب الساعة احتضر و أنتهى
الامر ! ..نطق "كريستوبال" بتلك الكلمات بداخله ، فأبداً لن يتعرى بمشاعره أمام أحد مهما كان ،
وهل يوجد أحد بجواره من الاساس .ظل ينظر من خلال النافذة لبضع لحظات ، تذكر ما مَر به و عايش فى المدرسة الداخلية ، فقد أجبره والده على دخولها ، كانت صارمة فى قوانينها و عقابها بل تعمد أبيه ارساله للمدرسة لكى يصبح رجل بلا
قلب .تشهد كل ندبة على جسده على ما عاشه فى تلك اللعنة ، من يخطأ لو بسبب بسيط أقرب وسيلة لهم التعذيب و الحبس ، فكانت كالسجن له.
فاق من نفسه ففى كل مرة ينفرد بنفسه تخونه ذكرياته و تتسلل إليه خلسة و تعيد فتح جروحه .. أغلق زر بدلته السوداء و اتجه للخارج حيث الحفلة على شرف ما ناله من كسائب .
رافقه "كلارك" للخارج استقبله مساعديه و نبلاء من رجال المافيا و رجال الأعمال.
ابتسم فى تهكم على الذى يقف عند البار و يتجرع من مشروبه و قد عرفت يداه طريقها ع جسد الفتيات من حوله صوت ضحكاته المقززة يملأ المكان .
أنت تقرأ
اللحن الحزين
Roman d'amourلطالما كانت حبيسة غرفتها بين ذكرياتها و كتبها ، سجينة فى شغفها بالفن. وكل من يحيط بها كان له نصيب من بهجتها و مرحها. تجهل مواطن الحياة و مشقتها فغلبتها الأوضاع و أصبحت أشد قسوة عليها فصارت وحيدة بين عدة جدران تجهلها. فكانت رفيقاتها الحانه العذبة ،...