#اللحن_الحزين
دقات قلبها المتصارعة ، العرق يتصبب من جبينها بغزارة و لا تستطيع التنفس ، انتفضت فزعة من نومها جراء كابوس مرعب ، فتسرب الخوف و القلق إليها ، لما تلك الهواجس تطاردها ، تشعر بشئ سئ سيحدث لها ، لم تستطع معرفة مكنونات مشاعرها .
استمعت لصوت أذان الفجر ، تنهدت قليلاً وتمسح جبينها و جهها ،استندت على حافة السرير محاولة القيام ، فقدامها لا تستطيعان حملها ، أخذت تسير ببطئ مستندة على الحائط ، أنفاسها المتضاربة تجعلها تلهث ، نثرت القليل من الماء على وجهها وتحاول تهدئة روعها ، أزاحت المنشفة ببطئ من على وجهها ، نظرتها الثاقبة للمرآة ، فهى لما تعد تعرف ماتشعر به خلال تلك الايام !!***********
فى الصباح الباكر ، لا تسمع سوى صوت المعالق المتضاربة مع الاطباق .
لما ذلك الصمت ، ليس من عادتهم أو بالاحرى من عادتها هى !
وجه نظره لها ، يراها تأكل طعامها فى هدوء مريب و شاردة ، وكأنها فى محيط بعيد عنهم ، انتشلها من شرودها - فريدة ، مالك أنتى تعبانة ؟
انتبهت له و كأنها عادت للواقع مرة أخرى بعيداً عن تفكيرها فى اللاشئ - سلامتك يا حبيبى ، أنا كويسة .
ربتت والدتها على كتفها فى حنو وقد إعتلى على وجهها القلق - وشك مصفر يا ضنايا ، المذاكرة كويسة معاكى؟ .
جف حلقها محاولة ابتلاع ريقها وقد عاد أحداث الكابوس لها -المذاكرة كويسة أوى ، أنا بس اللى مرهقة شوية .
لانت ملامح "أسامة" قليلاً ، فقد استشفى من حديثها أنها مرهقة بفعل الامتحانات وضغوط المذاكرة ، فهى قلقة بشأن نتيجتها ، وضع الطعام فى طبقها وابتسامة صافية إرتسمت على وجهه لطمئنتها -ربنا مش بيضيع تعب حد ، اعملى اللى عليكى وسيبى الباقى على اللى خلقك .
أومأت برأسها له فى هدوء حيث تفهمت كلامه و هدأت نفسها مع ابتسامتها المشاكسة المعتادة واستكملت تناول طعامها ، وقد عاد الجو المألوف بينهم مرة أخرى .
وجهت "فردوس" نظرها لابنائها وتتأملهم فى حب ، تدعى فى نفسها أن يحفظهم الله من كل سوء .*************
مع بداية شروق الشمس ، عَمَت الفوضى فى كل مكان ، نجد البعض يسير بسرعة ، آخرون يعلو على وجوههم القلق و البعض الغضب ، منهم يصيح للمساعدة أو لكى تُنَفذ أوامره سريعاً .
امتلأ البيت بكبار الرجال ، يجلسون بجانب بعضهم لاتظهر على ملاحمهم أي مشاعر ماهو الا البرود ، مترقبون لنبأ ما .
نزل الطبيب على الدرجات السلم ، لحق أولهم به "الحاج شكرى" وباقى الرجال.
تشنجت ملامحه قليلاً فقد تسرب القلق له - ها يا دكتور "الحاج ابراهيم" عامل ايه ؟
وزع الطبيب نظرته سريعاً على الاخرين ثم تنهد مطولاً - متقلقوش ، بقى كويس جداً و الرصاصة جت فى دراعه الحمد لله .
تنهد الجميع باسترخاء وشكروا الله على نجدته من تلك المعضلة ،فلم يتم حل تلك المصيبة الا فى وجوده .
دخلت "فرح" سريعاً الغرفة دون أن تطرق الباب ، تنفست سريعاً - الحمد لله خالى ابراهيم بقى كويس ، الدكتور لسه طالع من عنده .
رفعت"خديجة" رأسها ، فقد غطت الدموع وجهها وتشهق من البكاء ، نساء بجانبها يواسوها ، فهى لا تنسى لحظة دخول الرجال حاملين "الحاج ابراهيم" و الدماء تنزف منه بغزارة ، شعرت بغصة فى حلقها و مازالت تشهق من شدة البكاء -تتكلمى جد يا فرح ، بقى كويس .
أسرعت "نجلاء" ناحية ابنتها و تشدها من معصمها لتحثها على إخبارها ما الذى حدث ، تنهدت فرح -الدكتور قال إن الرصاصة جت فى دراعه وهو بقى كويس ، و الرجالة متجمعين تحت كلهم ، باين كدة إن العملية راحت لان مفيش غير "الحاج شكرى" اللى بيزعق تحت و صوته عالى و باقى الناس ساكتين ، وحامد و أحمد بيحاولو يهدوه أما حمدان مع خالى فى الاوضة .
شعرت "نجلاء" بالقلق قليلاً فذلك لن يمر على خير ابداً .
وضعت "خديجة" يدها على رأسها و تنهدت فى صمت ، فهى خائفة مما قادم .
أنت تقرأ
اللحن الحزين
Romanceلطالما كانت حبيسة غرفتها بين ذكرياتها و كتبها ، سجينة فى شغفها بالفن. وكل من يحيط بها كان له نصيب من بهجتها و مرحها. تجهل مواطن الحياة و مشقتها فغلبتها الأوضاع و أصبحت أشد قسوة عليها فصارت وحيدة بين عدة جدران تجهلها. فكانت رفيقاتها الحانه العذبة ،...