#اللحن_الحزين
لأول مرة منذ سنين كثيرة ، يتجمعون كذلك بود ومتعة ، بجو يملاه الالفة و المودة .
فقد فرقتهم الاحزان و الجروح التى تركت أثراً عبر الزمان ، حتى ذلك الحين لم تجف الدموع .يجلسون جميعاً على المائدة تملأها أصناف كثيرة من الطعام الشهى ، فخديجة تتميز بمهارة الطبخ و عمل أشهى الحلويات ، منذ علمها بقدوم "قاسم " حضرت أطعمة بمختلف الانواع .
يربت على ظهره فى شوق و حنان -نورتنا يا ابن الغالى و الله ، كبرت و بقيت راجل قد المسؤلية
ابتسم الاخر فى هدوء -الحمد لله يا عمى ، انت عارف مقدرتش اجى البلد فى الفترة اللى عدت .
شعر بوغزات فى قلبه و نظر له متفهما ً -الحمد لله يا بنى على كل شئ .
تدخل حمدان فى الحوار ليغير مجرى حديثهم -شوف يا قاسم ، هتقعد حدانا هنا وبيت ابوك لسه موجود و ورثك كمان .تفهم قاسم كلامه وهز راسه متفكراً فى كلامه -ان شاء الله يا حمدان ، أشوف مصالحى فى القاهرة و الموضوع اللى عمى جابنى ليه على ملا وشى .
-كمل بس اكلك ، وهنتكلم فى كل حاجه براحتنا .
أقبلت عليهم خديجة وهى تشعر بأن الحياة قد ردت للمنزل و الدموع ملأت جفينها -يا أهلا وحشتنى أوى يا قاسم ، يا بنى يهون عليك الغيبة دى كلها
قام من مقعده سريعاً وذهب لها وارتمى فى أحضانها لعله يسترجع الحنان و العطف ، فقد فقدهما منذ زمن .
قبل يديها فى فرح قد ظهر على معالم وجهه -انتى اكتر يا مرات عمى ، عاملة ايه و صحتك
ربتت على رأسه - بخير أول ماشوفتك ومليت عينى منك ، كمل أكلك يا ضنايا .
استكملوا تناول طعامهم ، وكان حديثهم لا يخلو من أخبار قاسم و كيف تأقلم فى العيش فى القاهرة و شركته التى أسسها مع صديقه و قد بدأ حياته من أول نقطه الصفر .شردت خديجة و هى تتأمل ملامح وجهه ، وكسا على وجهها ملامح الاسى و الانكسار فهى تشعر بمكنونات جوفه حتى لو لم يصرح بها .
فكل ملامحه من والدته -رحمها الله - وأسكنها فسيح جناته ، كم كانت حنونة و عطوفة ، كان الجميع يحبونها و يقدرها ، لطالما كانت مليئة بالحياة و البهجه و عندما رحلت أخذت هى الحياة منهم .**************
فى الاسكندرية ..
بيت الاستاذ حسين
تقف هى و والدتها فى المطبخ ويهمسون ببعض الكلمات حتى لا يسمعهم الذى يجلس يشاهد التلفاز .
تقطم قطعة من الخيار فى فمها -مش عارفة ، بابا بيعمل ايه وبيختفى مرة واحدة ويغيب بالايام
تنهدت الاخرى ونظرت لها ببرود و استكملت ما كانت تفعله .
نظرت لها ابنتها بنظرات ماكرة -ممكن يكون اتجوز .
القت فردوس بالملعقة بصدمة و هى تشهق -يخربيتك تفى من بؤك .
ضحكت بخفة على والدتها ، بينما فى الخارج يتحدث حسين مع البوص الالمانى لتحديد الوقت استقبال رجاله من المطار وتوصيلهم للصعيد .
اغلق الخط و صاح بصوت عالى -فردوس فين الاكل ، كمان ساعة ومسافر .
نظرت لها ابنتها و تجحظ عيناها -شوفتى كمان ساعة وهيسافر لمراته التانية .
ضربتها على كتفها و تنهرها -امشى يابت من هنا ، هتوقفى قلبى ، حاضر يا حاج خلصت خلاص
من ثم أقبلت عليه بالطعام .
أنت تقرأ
اللحن الحزين
Romanceلطالما كانت حبيسة غرفتها بين ذكرياتها و كتبها ، سجينة فى شغفها بالفن. وكل من يحيط بها كان له نصيب من بهجتها و مرحها. تجهل مواطن الحياة و مشقتها فغلبتها الأوضاع و أصبحت أشد قسوة عليها فصارت وحيدة بين عدة جدران تجهلها. فكانت رفيقاتها الحانه العذبة ،...