الفصل الرابع

332 12 0
                                    


#اللحن_الحزين

الفصل الرابع ...

ظننت إننى شفيت تماماً..
. جروحى توقفت عن النزيف منذ وقت طويل .
اليست أجسادنا مبرمجة على إعادة الترميم .
فكل ما يحتاجه المرء "الوقت" ليتخطى ما وشمُه الزمن من خوف وآلام فى القلب

.

الوقت يسير ببطئ شديد ، ينتظر بفارغ الصبر وهو يزفر فى الهواء ،يتطلع لساعته التى تزين معصمه من حين لأخر ، يعلو على ملامحه الضيق .
الى أن وجد مجموعة من الرجال يشقون طريق الاستقبال فى المطار.
لانت ملامحه قليلاً وهو يجدهم يتجهون ناحيته ، تحدث بلباقة باللغة الانجليزية ويمد يده لهم فى ترحيب .
-اهلاً و سهلاً بكم ، تشرفت مصر بقدومكم
تحدث الاخر له ببرود وضحت فى صوته -أهلا بك مستر حسين
تقدم حسين منهم ويرشدهم لطريق الخروج من المطار ، حيث جُهِزت لهم مجموعة من السيارات لاستقبالهم و توصيلهم للفندق .

اتجه بناظره خارج زجاج السيارة ويشرد فى نقطة ما
وكأنه يرتب لبعض الاشياء وتنظيمها
قاطع شروده "كلارك" أحد رجال البوص الروسى وذراعه الايمن و مستشاره .
-كل شئ لدينا جاهز مستر حسين ، ماذا عنك ؟
تأهب حسين لحديثه ودار بجسده قليلاً له -كل شئ على أتم الاستعداد ، ومنتظرون إشارتك .
أومأ كلارك فى برود له ،وأخذ يتحدث بالروسية للرجل بجانبه .
لم يعر حسين لهم اهتمام ،فكان كل همه التخطيط لتلك العملية بدون أي أخطاء أو تجاوزات .
كان ينتظر تلك اللحظه على أحر من الجمر ،ولكن شئ بداخله يمنعه من التقدم فى خطوة تلك
لوهلة غفل عن صوت ضميره ، وقد أخذ قراره ليس للتخطيط بل للاستعداد و التنفيذ ،كل ذلك دار برأسه وتعلو على شفتيه إبتسامة غامضة ،لعل البعيد يقترب !

      
          ****************

فى صعيد مصر تحديداً "أسيوط"

تململ فى فراشه بانزعاج واضح ، حيث تسللت أشعتها الذهبية لجفينه .
جلس على السرير وهو يفرك فى عينه ،شعره مبعثر بطريقة فوضوية وكأنه قادم من معركة ما .
انتبهت حواسه لصوت قرع باب غرفته
-اصحى يا قاسم ،الفطار جاهز .
فرد زراعيه فى الهواء بتعب وهو يتحدث لها -حاضر يا ستى ،أنا قمت أصلاً
-أنا مش هفطر الا لما تيجى هستناك تحت .
سمع صوت عكاز جدته يبتعد عن الباب ، شرع فى القيام واتجه ناحيه الحمام ،أخذ حماماً بارداً ، ارتدى ملابسه المهندمة .
وزع نظراته فى أنحاء الغرفة فهو لما ينتبه لها بوضوح البارحة .
نزل على درجات السلم واتجه ناحيه جدته وهى تضع الطعام بمساعدة الخادمة .
قبل رأسها فى طاعة -صباح الخير يا قمر
إبتسمتها شقت طريق وجهها وهى تراه بجانبها و تشم رائحة عطره ، وكأنها نست سنين الفراق .
شرعوا فى تناول الطعام وهم يتبادلون الحديث فى شتى الامور .
حرصت جدته على عدم ذكر والدته حتى لا تقلب متعة جلستهم .
فهى مشتاقة له بجنون ، وتخاف من ابتعاده عنها فهى تحتاج للاحتواء و الأُنس .
فأعز الوِلد ..وِلدْ الوِلدْ .

اللحن الحزينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن