الفصل السابع

242 12 0
                                    


أسدل الليل ستائره ولا يوجد سوي الظلام و كُحلة الليل تَعُم المكان ، فقط الهدوء و برودة فصل شتاء ترجف لها الابدان ، الكل ساكن فى منزله للراحة لبدء يومٍ جديد الا هى .
تخطو بخطى بطيئة جداً و تغطي كامل جسدها و رأسها بعباية سوداء ، فقط عيناها الخضر ظاهرتان تجوب ما حولها بريبة من أحدٍ يراها وهى تتسلل فى تلك الساعة المتأخرة من الليل ، أخذت تتسحب كطفل صغير وتضع يدها على الوشاح الذي يغطى وجهها ، تهللت أساريرها و لمعت عيناها الخضراء ليزداد بريقاً و جمالاً أكثر مما عليه وهى تري الغفير فى عمق نومه لا يشعر بشئ ، ما إن خطت البوابة زادت من سرعة خطواتها حيث المكان المنشود . حتى وقفت فى مكان معتم بعض الشئ يتخللة ضوء القمر ، تأفأفت فى ضجرٍ و تسترقِ النظر حولها . لوهلة لم تستطع أخذ انفاسها وتلك اليد اللعينة موضوعة على فمها و أنفها ، لكنها هدأت عندما لفها اليه ورأت وجهه .
تنهدت فى هدوء - اتأخرت ليه كل دة وأنا واقفة لوحدي .
ابتسم لها وعينيه الخبيثة تتحدث قبل فمه - أنتى عارفة يا فرح الشغل و مصالحه ، يدوب خلصت وجيت طوالي .
مصمصت شفتيها فى قلة حيلة - بتوحشني أوى و فين و فين لما نتقابل .

- ما أنا ياما قولتلك تعالى فى الشقة بتاعتي و براحتنا ولا تقوليلي خايفة دة يشوفنا و دة مش عارف إيه ، براحتك يا فرح.

- ماينفعش نتقابل هناك لوحدينا ، دة أمي لو عرفت تدبحني كيف الخروف .

رد عليها بحزن مصطنع -خلاص يا فرح أنتي أصلاً مش بتحبيني ودار وجهه بعيداً عنها .

-متقولش كدة ، دة أنا بموت فيك بس أنا خايفة .

حاوط خصرها ويداعب وجهها بأطراف أصابعه - يابت الناس خايفة من إيه ، دة مفيش حد يخاف عليكي أدى .

نظرت له بتفكير -خلاص موافقة بس مش هنطول هناك ساعة زمن ونروح

قبل وجنتيها ويده تسري بحرية على خصرها -اللى تشوفيه المهم راحتك .

غزا الاحمرار وجهها من مداعبته - بتعمل إيه لحسن حد يشوفنا .

ابتعد عنها قليلاً -ما هو دة اللى عامل حسابه ، عاوز اخليكي تاخدي راحتك .
نظر فى ساعته -روحي أنتى دلوقت عشان الحق ارجع الشغل ولما تروحي رنيلي .

أومأت له وقبلته على وجنتيه و ابتسامة تزين سغرها ، ابتعد عنها بعض خطوات حتي نادت عليه ، فاستدار لها مستفسراً
ً - بحبك يا حامد .
ابتسم لها ثم شق طريقه لعمله ، أما هى ذهبت بسرعة حتي لاتشك أمها فى عدم وجودها .

***************

ظن أنه نال ما أراده بجشعه و شهوته للمال ، لم يبالي بمن تركهم ورائه و ليتهم سكنوا فى أمان من بعد رحيله ، لكن لم يدفع ثمن غدره الا هؤلاء الابرياء .
خطت قدمه ذلك العالم الدنس ، و من يدخل فيه لا مفر له إما أن يُقتل أو يعيش فيه ما تبقى من حياته ...

اللحن الحزينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن