يسير بخطى متهادئة ناحية ورشته ، يردد البسملة وهو يرفع البوابة الحديدية لاعلى ، ليزيح التراب عن يديه .
-ايه يا عم اخيراً نزلت ، قالها محمود وهو يسند بذراعه على الحائط بجانب الورشة .
-معلش يا حودة ، أنا راجع امبارح بليل من المشوار هلكان .سحب سريعاً كرسيين ليمد له بكرسى لكى يجلس .
-ها عملت ايهرد عليه الاخر فى ارتياح ،-الحمد لله إن شاء الله تجارة العربيات تعدى على خير
-إن شاء الله ، لا بس أنت وقعت واقف مع الراجل الابهة دة .
ابتسم أسامة ابتسامة مشرقة ، وهو يتذكر اللقاء أو دعونا نقول القدر ، للقاء ذلك الرجل الذى سوف يحقق مشروعه لطالما حَلِم به دوماً .
Flash Back......
فى أكبر معارض لتجارة السيارات .
يجلس رجل على مكتبه ويعلو على وجهه علامات الشيب و الوقار ،على الرغم من ذلك يعكره صفو من القلق و الحيرة .
-فى كذا عربية موجودة فى الكراج مش بيشتغلوا ،وروحت ليماكانيكيا كتير و مفيش فايدة ،تتصلح و ترجع تبوظ .-و الله ما أنا عارف ،الكام عربية دول بعتهم لاكبر ميكانيكا فى اسكندرية و مفيش فايدة .
كان يقف بجانب الاستاذ حمدى صاحب المعرض ، أحد الموظفون لديه ،فسمع ذلك الحوار الذى يدور بين ربا عمله .
تنحنح وهو يقول -حمدى بيه ، هو ممكن أقول حاجة .
صوب حمدى نظره له فى إهتمام -قول يا خميس فى ايه
-أنا عندى ابن منطقتى يا باشا ،و أخويا مهندس ميكانيكا بس شاطر وجدع أوى ، ولا عربية كنسلت فى إيده ،إيه رايك يا بيه نبعت العربيات يصلحها هو .قطب شوقى بين حاجبيه باندهاش -ازاى يعنى ، صاحبك دة هو اللى يعرف يصلحهم ، و أمهر الميكانيكيا ميعرفوش .
رد عليه الاخر متبسماً و متفهماً بعقلانية -ليه لا يا شوقى ،يمكن فى ايده البركه .
لوح شوقى بيديه فى عدم إهتمام ، فصديقه لايسمع سوى صوت نفسه
-ماشى اللى تشوفه أعمله .حمدى وهو يوجه كلامه لخميس -ماشى يا خميس اتصل بصاحبك دة عشان نروحله وناخد العربيات معانا و بالمرة اشوف ورشته و شغله .
تهللت أسارير خميس فى بهجة -حاضر يا باشا على طول .
وصل الاستاذ حمدى بالسيارات المعطلة ومعه موظفه خميس الى ورشة " أسامة ".
أنت تقرأ
اللحن الحزين
Roman d'amourلطالما كانت حبيسة غرفتها بين ذكرياتها و كتبها ، سجينة فى شغفها بالفن. وكل من يحيط بها كان له نصيب من بهجتها و مرحها. تجهل مواطن الحياة و مشقتها فغلبتها الأوضاع و أصبحت أشد قسوة عليها فصارت وحيدة بين عدة جدران تجهلها. فكانت رفيقاتها الحانه العذبة ،...