الفصل الثاني

567 16 3
                                    


يسير بخطى متهادئة ناحية ورشته ، يردد البسملة وهو يرفع البوابة الحديدية لاعلى ، ليزيح التراب عن يديه .
-ايه يا عم اخيراً نزلت ، قالها محمود وهو يسند بذراعه على الحائط بجانب الورشة .
-معلش يا حودة ، أنا راجع امبارح بليل من المشوار هلكان .

سحب سريعاً كرسيين ليمد له بكرسى لكى يجلس .
-ها عملت ايه

رد عليه الاخر فى ارتياح ،-الحمد لله إن شاء الله تجارة العربيات تعدى على خير

-إن شاء الله ، لا بس أنت وقعت واقف مع الراجل الابهة دة .

ابتسم أسامة ابتسامة مشرقة ، وهو يتذكر اللقاء أو دعونا نقول القدر ، للقاء ذلك الرجل الذى سوف يحقق مشروعه لطالما حَلِم به دوماً .

Flash Back......

فى أكبر معارض لتجارة السيارات .

يجلس رجل على مكتبه ويعلو على وجهه علامات الشيب و الوقار ،على الرغم من ذلك يعكره صفو من القلق و الحيرة .
-فى كذا عربية موجودة فى الكراج مش بيشتغلوا ،وروحت ليماكانيكيا كتير و مفيش فايدة ،تتصلح و ترجع تبوظ .

-و الله ما أنا عارف ،الكام عربية دول بعتهم لاكبر ميكانيكا فى اسكندرية و مفيش فايدة .

كان يقف بجانب الاستاذ حمدى صاحب المعرض ، أحد الموظفون لديه ،فسمع ذلك الحوار الذى يدور بين ربا عمله .

تنحنح وهو يقول -حمدى بيه ، هو ممكن أقول حاجة .
صوب حمدى نظره له فى إهتمام -قول يا خميس فى ايه
-أنا عندى ابن منطقتى يا باشا ،و أخويا مهندس ميكانيكا بس شاطر وجدع أوى ، ولا عربية كنسلت فى إيده ،إيه رايك يا بيه نبعت العربيات يصلحها هو .

قطب شوقى بين حاجبيه باندهاش -ازاى يعنى ، صاحبك دة هو اللى يعرف يصلحهم ، و أمهر الميكانيكيا ميعرفوش .

رد عليه الاخر متبسماً و متفهماً بعقلانية -ليه لا يا شوقى ،يمكن فى ايده البركه .

لوح شوقى بيديه فى عدم إهتمام ، فصديقه لايسمع سوى صوت نفسه
-ماشى اللى تشوفه أعمله .

حمدى وهو يوجه كلامه لخميس -ماشى يا خميس اتصل بصاحبك دة عشان نروحله وناخد العربيات معانا و بالمرة اشوف ورشته و شغله .

تهللت أسارير خميس فى بهجة -حاضر يا باشا على طول .

وصل الاستاذ حمدى بالسيارات المعطلة ومعه موظفه خميس الى ورشة " أسامة ".

اللحن الحزينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن