بعد إعلانه بالزواج بها ، كانت متخبطة المشاعر ما بين الخوف و القلق من القادم لكن ما استغربته لما هى سعيدة إلى حد ما ... هل لأنه كطوق النجاة بالنسبة لها فكانت على وشك الموت منذ ساعات .
ظلت شاردة لفترة من الوقت فإذا رفضت تلك الزيجة ستصبح طُعم لمن يريد الانتقام و إن واقفت فماذا عن أهلها ، اختطفت و الألعن تزوجت من ورائهم
قاطع شرودها جدته ممسكة بيدها بنعومة
-صعب مش كدة ، أنا مقدرة اللي أنتي فيه يابنتي و مش ذنبك حاجة بس لازم تتحامي في حد لحد ما توصلي لأهلك على خيرنظرت لها"فريدة" بعيون دامعة حتى أجهشت في البكاء ممسكة بيد الأخرى بقوة
-انا في دوامة لا ليها أول من آخر وحاسة إن بضحك على أهلى انا هتجوز من وراهم-الصبر يابنتى و قاسم مش وحش هيحافظ عليكي راجل قد كلمته و متخافيش مش هيقرب منك لحد ما يرجعك لأهلك على خير و انا جمبك اهو و عيني هتبقى عليكي
رتبت على كتفها هامسة لها بكلمات مهدئة بعد أن ضمتها لها
-المهم عاوزاكي تكوني جامدة و متخافيش لانك معملتيش حاجة غلط و ان شاء الله تكون الايام اللى جاية خير-يااااارب
اغتسلت جيداً و أحضرت لها الجدة بعض الملابس ، جهزت لها الطعام ولكن لم يكن لديها أي شهية ، عادت لشرودها مرة أخرى فبعد أن عرض عليها الزواج و صرخ بها معللاً للسبب ، شعرت و كأن لسانها شُلَّ عن الكلام فهو على حق إن أصبحت منهم لن يستطيع أحد الاقتراب منها ، إلا و حرمة البيت
تمددت على السرير شاردة كادت أن تغمض جفونها إلا سماعها للموسيقى جعل النوم يفر هرباً تطلعت ناحية الشرفة تستمع لها ، و الله افتقدت تلك الموسيقى الحزينة فكانت رفيقتها خلال الأيام الماضية تستمع لها حتى تغط في سباتها .
منذ أن تم حبسها في القبو وهى تبحث عن عازفها لعله يساعدها فحسبته أحد الخدم أو الغفر
لكن كانت قريبة جداً على غير العادة
تستطيع سماعها بوضوح و قوة ، ومازالت الموسيقى حزينة ، وكأنها تُعزف لها و لحياتها البائسة .في الجانب الآخر لم يستطع أحد فيهم النوم ، وكيف ذلك و منهم من جعلت رأسهم في الوحل مما فعلته
فكانت"فرح" تخرج من البيت سراً حتى تقابله و الأن كانت ستنهى حياة الفتاة بأبشع طريقة ممكنة لكن لم تكن تعرف نية "أحمد"ظلت تتلقى الضرب و السب من والدتها حتى حبستها فى الغرفة مانعة عنها الطعام و الشراب بعد أن تسببت في كدمات مليئة بوجهها و جسدها أيضاً .
عيونهم مصوبة عليها و هى تنزل درجات السلم بغضب فما اقترفته ابنتها ليس هَيِّن ، جلست بجانب أخيها وهى تضرب بخفة على فخذيها فهى تشعر بالنيران تحرق جوف قلبها
- وبعدين يا اخويا في المصيبة اللي احنا فيها ، البت وطت راسنا في الطين ولو سبنى اللي ميسواش أحمد دة هينشر بيها الدنيا
أنت تقرأ
اللحن الحزين
Romanceلطالما كانت حبيسة غرفتها بين ذكرياتها و كتبها ، سجينة فى شغفها بالفن. وكل من يحيط بها كان له نصيب من بهجتها و مرحها. تجهل مواطن الحياة و مشقتها فغلبتها الأوضاع و أصبحت أشد قسوة عليها فصارت وحيدة بين عدة جدران تجهلها. فكانت رفيقاتها الحانه العذبة ،...