لو كانت النظرات تَقتُل لأصبحوا كليهما صريعاً ... أخذا يتبادلا النظرات من حينٍ لحين وهما يأكلون الطعام فالصمت كان سيد الموقف ، زفرت الأخرى فى حنق وهى تدس الملعقة فى فمها ... ظلت "فردوس" تنظر لهم فى فضول عما يحدث ، أيعقل ! أن يكسروا الأطباق على رؤوس بعضهم الأن
-حلو الأكل مش بطال
رفعت "سارة" حاجبيها فى سخرية
-لو مش عجبك متاكلش ، أنا اللى عاملة الأكل دة
شعر بغصة فى حلقه ، ويسعل بشدة وهو يضرب على صدره
-تسلم إيدك أنسة سارة حلو و الله
ابتسمت له على مضض وأكملت تناول طعامها ، حتى قاطعتهم "فردوس"
-هعملكم شاي معايا
-لا استني ياماما أنا هعمله ، شبعت الحمد لله
نظر الأخر باستغراب من أمرها ، رفع حاجبه بعدم فهم
-ماما !!جلسوا جميعاً يتناولون الشاي فى صمت أيضاً ، مابال هذا الصمت حتى قاطعهم
-لحد دلوقتي مفيش أخبار عن فريدة ولا عارفين مكانها بس ...
انتبهوا له فى تركيز حيث اقتربوا منه منصتين له ، فأكمل
-احتمال ان اختفاء ابويا له علاقة بفريدة ، دة غير الرسالة اللى وصلتلنا
-أنا مش فاهمة حاجة ، عمو حسين يختفى ليه و عاوزين منه اي مقابل فريدة ترجع
حمحم "أسامة" فى حرج ، شبك أصابعه فى بعضهم فليس حرج من اخبارهم بالأمر بل من صدمة والدته
-لما دورت فى الموضوع وحاولت أعرف أكتر لما روحت الشغل بابا مع تواصل بالبوليس عرفت ...
-كمل يابني عرفت اي
-بيهرب أثار لأجانب برة البلد وطبعا عشان منصبه فى الوزارة بيسهل عليه وعلى علاقة بمافيا بيتعاملوا مع ناس مع مصر بيبقى سهل الاثار تدخل و تطلع فى المينا أو المطار
ضربت على كفيها فى صدمة من الأمر ، فكيف له يفعل ذلك ، أ كل ذلك الوقت يخدعهم و يعيشون بمال حرام وما النتيجة كانت ابنتها تدفع ثمن فعلته الدنيئة
أخذت تبكي مراراً على حالها و حال ابنتها و ما وصلوا له بسببه تضرب على رجليها فى آسي
-ياعيني عليكي يابنتى وعلى حالك ، حسبى الله ونعم الوكيل فيك ياحسين منك لله ضيعت البت مننا
أنت تقرأ
اللحن الحزين
Romansaلطالما كانت حبيسة غرفتها بين ذكرياتها و كتبها ، سجينة فى شغفها بالفن. وكل من يحيط بها كان له نصيب من بهجتها و مرحها. تجهل مواطن الحياة و مشقتها فغلبتها الأوضاع و أصبحت أشد قسوة عليها فصارت وحيدة بين عدة جدران تجهلها. فكانت رفيقاتها الحانه العذبة ،...