• chapter 17 •

2K 157 23
                                    

~ إختر أن تكون لطيفا بدلا من أن تكون على حق،
و سوف تكون على حق في كل مرة..~
* ريتشارد كارلسون *
______________________

لم أحتج وقتا طويلا لأدرك ما قصدته جوانا بكلماتها تلك، فالكذبة الوحيدة التي تفوهت بها اليوم هي عند إستيقاظي من النوم، و نفيي لأي شيء حدث، لم أعلم حقا كيف تمكنت من إكتشاف ذلك ، لكني لا أظن أيضا أن إخبارها سيكون فكرة صائبة،

- ماذا ؟ أخبرتك لم يح..
- آناستازيا ، أعلم أنك لا تثقين بي أبدا، و لا ألومك على ذلك..لكني أحتاج لمعرفة ما سبب تلك القوة النابعة عن غرفتك..قد يكون الأمر خطيرا !
قاطعتني ما إن بدأت كلامي ، بينما تنهدت أنا..صحيح أني لم أكن يوما تلك الفتاة الإجتماعية المحاطة بالناس ، لكني أستطيع على الأقل اكتشاف نواياهم إذا كانت سيئة تجاهي ، و الغريب في الأمر ، أني لا أستطيع تمييز نوايا جوانا حقا ، فهي و بشكل ما غامضة بشكل..مريب

- حتى لو وثقت بك ، لن أخبرك ، فأنا أثق بدانيال و الباقي، لكني لم أخبرهم..الأمر شخصي ، نوعا ما
أردفت بعد دقيقة صمت، كانت جوانا تطالعني فيها بنظرات صادقة ، لا أعلم حتى لما هذا الإصرار الغريب !
- أرجح أنك عدت بالزمن ، و رأيت أوليفيا و شارل
- نعم بالضب....ماذا !!!
لم أدرك ما تفوهت به هي ، و لم أعلم حتى كيف علمت ! إنها مخيفة ! شكوكي حول قدرتهم على قرائة الأفكار في تزايد مستمر ، جديا !
و كأنها علمت ما يدور في خلجي للمرة الثانية، أردفت..
- حسنا، لقد قمت بربط الأمور ببعضها البعض فقط ، أعني بداية من القوة الشبيهة بالإنتقال عبر الزمن، إلى كونك ذكرت أن الأمر شخصي ، إضافة إلى تشتتك عند إستيقاظك ، كلها أمور دفعتني الى الخروج بذلك الإستنتاج..

حسنا، تفسير منطقي..لكن و اللعنة كيف علمت أسماء والداي ! فلم أكبت السؤال في نفسي ، و رحت متسائلة
- لكن، هل تعرفين أبواي ؟
أجابت بسرعة كأنها كانت مستعدة لتلقي ذلك السؤال
- يمكنني القول أن بيننا معرفة قديمة ، معرفة وطيدة، من الأفضل أن لا تشغلي نفسك بها الآن ، كل شيء سيتوضح قريبا ، كما أن لك أمورا أهم للقلق بشأنها ، كفتح بوابة ما مثلا...

هته الفتاة ! يجب علي الحذر منها فعلا، لكن من جهة ، معها حق ، يجب علي وضع كل جهدي الآن في التركيز على فتح بوابة مدينة الملائكة ، و تطوير قوتي ، و قد لاحت في بالي الآن آخر ذكرى في المطبخ عندما إستطعت التحكم في جاذبية الصحن ، لأبتسم بدون شعور، أجزم الآن أنها تتسائل في سرها عن سبب إعتدال مزاجي فجأة ،

- بالمناسبة، ما الذي قمت بنقله بالضبط إلى نورثن؟
تسائلت، لألمح إبتسامتها الخبيثة، لم تكلف نفسها عناء الرد، أو هذا ما ضننت ، فهي قد نهضت من مجلسها و توجهت نحوي، ثم وضعت يدها على رأسي و تمتمت ببضع كلمات، لأشعر بدوار بسيط ثم وجدت نفسي بمكان كالح الظلمة، لكن لم يطل ذلك، فسرعان ما ظهر شيء يشبه بوابة من الضوء الأحمر، و قد أنار ذلك الضوء بضع أجزاء من مكان وجودي، و قد كانت غابة عادية جدا ، لم أهتم و أعدت بنظري لتلك البوابة ، و هناك إنتبهت لجوانا الجالسة على ركبتيها أمامها، إقتربت أكثر متسائلة عن ماذا تفعل، و فوجئت بعينيها، فقد كانتا عبارة عن بياض تام، لا وجود لبؤبؤ بهما، أفقت من جفلتي القصيرة على الصوت الصادر من ذلك الشيء الشبيه بالبوابة، كان الصوت بشكل ما يشبه جدا ذلك الذي نادى إسمي في آخر كابوس في الغابة

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن