• chapter 18 •

2K 166 13
                                    

~ ما كان مقدرا لك سيأتيك، و لو كان بين جبلين..
و ما لم يكن مقدرا لك، لم يأتيك و لو كان بين شفتيك..~
_________________________
وصلت المنزل بعد أن ودعت كريس شاكرة إياه، ثم ولجت ، أول ما وقعت عيناي عليه هي الساعة الحائطية المعلقة، التي كانت تشير إلى السابعة صباحا، هذا سبب هدوء المنزل الشديد إذا، فكرت..فاليوم عطلة

لم أضيع الوقت و إرتقيت السلالم بسرعة متجهة نحو غرفتي، أو الحجر ، بمعنى أدق..،
شتمت تحت أنفاسي عندما فتحت الباب و ترائت لي الفوضى العارمة ، التي واضح سببها وضوح الشمس، سيندي..
من الجيد أنها لم تقترب من المكتب، أي من الحجر و باقي الأشياء ، وقعت عيني على الصندوق ،  يجب أن أجد طريقة لفتحه، فعند تذكري لليندة في منزل كريس، تذكرت أيضا كلماتها الأخيرة، التي أظنني فهمت أغلب ما كانت تشير إليه، كالقبو ، و قد كانت تقصد بذلك الحجر، على ما أظن..

حملت واحدة من القطع الثلاثة التي كانت مستقرة على سطح المكتب، و التي وجدتها في قبو المنزل بالمناسبة، و رحت أتفحصها ببطئ متلمسة الشقوق التي تبدو بالكاد مضيئة، جلست على كرسي المكتب المريح و أخذت القطعة الثانية،التي كانت لدى دانيال و آليا، سأتذكر سؤالهما المرة القادمة عن من أين جاءا
بهذا الجزء.

قربت الجزئين من بعضهما البعض، و لاحظت إزدياد توهج الشقوق، لكن بنسبة قليلة جدا، و قد كان هناك شيء كالجاذبية الخفية تجذب القطعتين نحو بعضهما،لكنها ضعيفة، قربتهما أكثر بغرض دمجهما، و ما إن فعلت ذلك حتى توهجت الشقوق بضوء أبيض ناصع ، أغمضت عيناي لوهلت من شدته، ثم أعدت فتحهما بعد أن خف و عاد لطبيعته، و قد فوجئت حقا عندما نظرت نحو الحجر و قد أصبح عبارة عن قطعة واحدة ، قطعة واحدة إتخذت شكل نصف دائرة تقريبا، فرحت أتفحصها بحثا عن أي كتابات أو شيء كهذا، لكن تلك الشقوق التي أضحت أكثر توهجا، لم تكن تساعدني أبدا ، نظرا لكونها كانت كثيرة و متداخلة، متداخلة بطريقة منظمة..

صيحة متذمرة أفلتت مني بعد عجزي عن إيجاد أي شيء من شأنه أن يثبت صحة ما فكرت فيه قبلا..
لكن لا شيء، و قد بت على مشارف فقدان الأمل،
أمسكت الحجر بغية تأمله لمرة أخيرة، و أنا شاكرة فعلا لتلك المرة، فالأمر الذي حدث بعدها، كان جديرا بمحي كل ذرة شك كانت تخالجني.
كانت بضع من الشقوق المضيئة البيضاء ، في طور الإختفاء..ليحل مكانها وهج أحمر لجزء من الثانية ، ثم ظهرت بعده كتابات بنفس لون هذا الوهج الأخير..
لكنها كانت صغيرة جدا، حيث أني رحت أبحث عن مكبر في أحد أدراج مكتبي من أجل أن أستطيع قراءة ما كتب ، أخيرا وجدته، فوضعته مباشرة فوق الكتابات ، و قد أصبحت واضحة، كانت مكتوبة بنفس لغة الكتاب المقدس ذاك، كتاب مذكرات الفارسة التي سبقتني، اللغة الإغريقية على ما أظن و إستطعت قرائتها كذلك ، لذا لم يدهشني الأمر كما حدث في المرة الأولى..

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن