• chapter 14 •

2.3K 152 5
                                    

~ سوف ترى في العالم ما تحمله في قلبك ~
_______________
Writer POV :
تجري بلا وجهة ، لا تعلم من ماذا تهرب بالضبط، لكنها فقط تستمر في الركض، عواء الذئاب في تلك الغابة، و القمر الذي توارى خلف الغيوم كأنه يشاركها خوفها من هذا الشيء الذي يطاردها..زادها رعبا على رعب
-أناستازيا..
بدا صوته المنادي كقطعة من الجحيم ،
-أناستازيا ! آنا ! آنا !
صوت بعيد بدأ يتضح لها، إلى أن شعرت فجأة بالضوء يعمي عينيها
-لا تقلقي آنا، كابوس و يمر، لا تقلقي
كان ذلك صوت سيندي التي أخذت مهمة تهدئة تلك الفزعة المستيقظة من النوم..
-كابوس..
تمتمت آنا بينما تفكر في سرها كون الأمر كان واقعيا أكثر من كونه مجرد كابوس..، حتى أنها لازالت تشعر بألم في قدميها من شدة جريها..، أحست بحرقة في جانب بطنها، فتذكرت فجأة إصطدامها بأحد الأغصان بقوة، لكنها لم تملك الوقت أنذاك للاطمئنان على الجرح
-أنا بخير الآن يمكنك الذهاب..
خاطبت سيندي ، و ما إن خرجت، حتى رفعت قميصها كاشفة عن بطنها، لتفغر فاهها من ما رأت
فقد كان هناك جرح كبير نوع ما ، لكنه في طريق الإلتئام..
لم تستطع تخطي الصدمة، الصدمتين..، الكابوس الحقيقي ، و الجرح الذي يلتئم بمفرده..
-أنا في لعنة حقيقية !!
تمتمت و هي تنهض من أجل أخذ حمام بارد سريع يهدئ من روعها..
إستحمت شاعرة بتحسن ملحوظ، ثم خرجت لترتدي سروال أسود، مع قميص أبيض ، و لم تنسى سترتها ، فالجو بارد حقا..

-صباح الخير..
-صباح الخير آنا، هل أنت بخير الآن ؟
أجابت سيندي و هي تضع المربى على الخبز المحمص،
-نعم أفضل..
إكتفت بإجابة مختصرة ، بينما أومئت شقيقتها بخفة،
لاحظت بعد برهة سكون سام الغريب و الغير معتاد، هو على هذه الحالة من الشرود منذ يومان أو أكثر..تسائلت عن السبب ، لكنها لم تجد شيئا من شأنه أن يصيب أخاها ليصبح هكذا..
-سام..سامي..سامي !
نادته، و لما لم يستجب صرخت ، ليجفل هو من مكانه و ينظر نحوها بتشوش..
-هل تأخذني اليوم الى الثانوية ، تعطلت دراجتي..
كذبت، فدراجتها سليمة..لكنها أرادت فقط إختلاق حجة للحديث معه ، و المكان الأمثل لذلك بدون أن يتهرب منها هو السيارة..
-حسنا..
أجاب باقتضاب..
-ليس لدي محاضرات هذا الصباح ، سأذهب للتسوق
تحدثت سيندي بعد لحظة صمت..
-حسنا، لنذهب الآن..
قالت آنا ثم نهضت ليتبعها سام ملتقطا هاتفه و مفاتيح سيارته..

-إذا..أخبرني الآن..
قطعت الصمت الغير المريح بعد دقائق من ركوبهم السيارة،
-ماذا ؟
-بربك ! سام أنت تعلم أنك لا تستطيع الكذب، خاصة علي ! لا تخبرني أنك بخير و لا توجد أية مشكلة ! و لا تنفي حدوث أي شيء لأنني واثقة
أردفت آنا بشبه صراخ بعد أن قرر سام تمثيل دور الأبله..
-يا إلاهي ! حسنا حسنا لا داعي للصراخ ، سأخبرك، لكن عديني ألا تتهميني بالجنون..
قال بصوت لم تعهده من سام الممازح و اللامبالي..
-بدأ الأمر منذ أربعة أيام تقريبا..بدأ بكوابيس، كانت حقيقية بشكل مرعب ! حتى تذكرها يسبب لي القشعريرة، لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد..
سكت لحظة ثم أكمل..
-حدث قبل يومان..عندما قضيت ليلتك عند أصدقائك..قبل أن أنام مباشرة، أصوات همسات إخترقت أذني، ثم بدأت تعلو حتى شعرت بالدم ينزل من أنفي و أذناي..بعد ذلك ، هدأت الأصوات فجأة..لكني أحسست بأني فقدت السيطرة على جسدي..كأن أحدهم يتحكم في عن بعد..ثم سمعت جملة أخيرة..سببت لي الرعب، حرفيا..لقد قال ذلك الصوت الشيطاني..أقتلها، أو ستقتل..
إن الأمر أشبه بما حدث معي هذا الصباح، فكرت، و كانت تقصد الجزء الخاص بالكابوس الواقعي..
إلتفت نحوه و قد أدركت الأمر تقريبا..، صدق دانيال عند قوله أن نورثن قد يفعل أي شيء للحصول عليها..أو قتلها بمعنى أوضح، لكنها أقسمت أن لن تسمح لمكروه أن يصيب شقيقاها بسببها، حتى لو لم تكن لها صلة دم بهما..
-و هل هذا هو السبب ! أيها الأحمق كل ما في الأمر أنك كنت متعب ، و أصابتك تهيئات، و من شدة الضغط نزف أنفك و ما الى ذلك ! أو أنك تعاطيت مخدر ما عن طريق الخطأ، لا تشغل بالك، أنا واثقة بأن تلك الحادثة لن تتكرر..
حاولت طمأنته فهي رأت أنه كان بحاجة لذلك، و قد بدأ بالإقتناع فعلا..
-رغم أن الأمر كان أبعد من أن يكون محض تخيلات، لكنه حقا لا يستحق أن أكتئب بسببه ! لقد كنت بحاجة لهذا الحديث..
رائع..فكرت،على الأقل أعطى كذبها نتيجة، ، هي لم تكن أبدا لتقول
"هاي سام، هناك مخبول من عالم آخر يطاردني و يريد سرقة قواي الغير موجودة و أنتم معرضون للخطر هنا بسببي "
وصلا الثانوية ، و دخلت بعد أن ودعت سام الذي عادت إبتسامته المشرقة..
من بعيد، رأت شخصا بدا مألوفا، أو بالأحرى شعره شعره البرتقالي المحمر هو الذي بدا مألوفا، و ما إن إستدار حتى صفعت نفسها داخليا لاعنة حظها ، لقد كان آلفن ،أو كما تناديه آنا، رأس البرتقالة ،توسلت فقط ألا يكون سجل هنا للدراسة،
و من حسن الحظ ، هو لم يرها، و إلا لما سلمت من تعليقاته الغبية !

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن